يوميات أمّ عاملة ميساء حنوني: بفضل زوجي وصلت إلى مركزي

ميساء حنوني, عمل المرأة, الحياة الزوجية

04 يناير 2014

ميساء حنوني متزوجة ولديها ولدان ألما (9 سنوات) وعثمان (7سنوات)، تدير ميساء أكبر مركز تجاري في مدينة صيدا اللبنانيّة «صيدا مول». ضغوط العمل لم تشغلها عن مسؤولياتها كأم وكزوجة، إلا أن المنزل يشهد بعض التقصير. تعتبر ميساء أن ما وصلت إليه اليوم كله بفضل زوجها ودعمه. 


لم يتزوجني لأكون ربة منزل

هل يساعدك زوجك؟
أحياناً يساعدني إذا وصل باكراً فيقرأ القصة لطفلينا ويبقى معهما حتى يخلدا إلى النوم.

هل طلب منك أن تتركي العمل؟
 لم يطلب مني قط أن أوقف عملي، ولا أشعر بأنه سيطلب يوماً، لأنني أحاول بكل جهدي أن لا أقصر في أي ناحية من النواحي، كما أن زوجي لا يحب المرأة التي لا تعمل، ولم يتزوجني لأكون ربة منزل فقط.

إلى أي مدى ساعدك العمل في تربية ولديك؟
كثيراً، من كل النواحي. التعامل مع الناس يعلّمك كيف تتعاملين مع الكبار والصغار، فأنا أتعامل في مجال عملي مع مختلف الأعمار من موظفين وأصحاب شركات وزبائن وحتى مع أولاد الموظفين أحياناً. احتمال أن أرى تصرفات في أولاد غيري أفهمها وكنت قد رأيتها في ولديّ ولم أفهمها، يساعدني كثيراً. كما أن العمل يكسبني مزيداً من الثقة بنفسي ويُطوِر شخصيتي كإمرأة. كما يساعدني على مواجهة عراقيل الحياة على مختلف الصعد، في العمل والمنزل ومع الأصدقاء والأهل، ويكسبني مزيداً من الخبرة. ولو كنت إمرأة غير عاملة لما استطعت اكتساب هذه الخبرة ولاختلف الوضع نهائياً.

هل تشعرين بأنك مقصرة تجاه ولديك؟
لا أبداً، أنا مقصرة في عمل المنزل نعم ولكني مع ولديّ لا، أعطي أكثر ما بوسعي لكي لا أقصّر في شيء. مثلاً، الأربعاء يعودان باكراً إلى المنزل وإذا درسا قبل عودتي إلى المنزل أتضايق ولكني أعاود مراجعة دروسهم. آخذهما إلى المكان الذي يريدان أن يذهبا إليه. إبنتي تتلقى دروس الباليه وإبني يعزف الغيتار، أنا أصطحبهما وأنا أرجعهما إلى المنزل، في حالات إستثنائية فقط يعودان إلى المنزل مع والدتي أو مع إحدى صديقاتي. كما أنني أتابع مع المدرسة كل اجتماعات الأهالي ودروسهما وأسأل هل هناك تقصير.


زوجي يفتخر بي... بفضله وصلت إلى هنا

ماذا عن الواجبات الإجتماعية؟
نشارك العائلة والأصدقاء جميع الأفراح والأحزان. نزور كبار السن في العائلة كالعمات والخالات، هؤلاء الأشخاص زيارتهم مقدسة. و نقوم بزيارات الأعياد.

متى تتركين العمل؟
عندما أتعب أرتاح، أنام ليلة عوضاً عن الأيام التي تعبت فيها. من خلال التنزه أنسى التعب، أحب الحياة والعمل معاً. أعتقد أن المرحلة الصعبة التي يحتمل أن أترك العمل فيها مرت.

بما أنك المديرة، إلى أي مدى يشكل هذا العمل ضغوطاً عليك؟
ضغوط كثيرة، ومرت فترة صعبة رافقني فيها القلق والضغط إلى المنزل فكنت أصل متعبة جداً والمسؤولية كانت كبيرة جداً علي، ويجب أن أكون متأهبة في كل الأوقات ويرافقني العمل لمدة 24 ساعة. الأمر الذي عرَض ولديّ لضغوط نفسية لشعورهما بأنهما خسراني. وهذا الأمر كان يشعرني بالذنب ويجعلني أكثر عصبية. لكنني تخطيت تلك المرحلة. والآن تعوّدا على عملي، ونضطر أحياناً للخروج أنا وزوجي ليلاً بسبب مناسبات في إطار العمل، وفي مجتمعنا من غير المقبول أن تعود المرأة إلى المنزل في وقت متأخر ليلاً بمفردها، لذلك يتفهم ولداي الوضع وتبقى والدتي معهما.

في الفترة التي تعرضت فيها للضغط، هل تذمر زوجك؟
نعم تعب لفترة، لأن وضعي كان صعباً وعملي جديد والجميع تضايقوا مني، وكان عليَ أن أعطي كل وقتي للعمل لكي أثبت نفسي. تعبنا جميعاً أمي وأختي وأصحابي وزوجي. ولكن لا يمكنني أن أقول إلا أنني وصلت إلى هنا بفضل زوجي ودعمه. فإذا قال لي الآن أن عملي لا يناسبه وهذا الضغط والدوام لا يحبذهما سأعود إلى المنزل أو سأبحث عن عمل آخر، ولكن دعمه ومساعدته لي أوصلاني إلى هنا.

كيف يراكِ زوجك كإمرأة عاملة؟
يفتخر بي.

هل بإمكانك ضبط كل شيء في العمل؟
واجهت صعاباً كثيرة في بداية الأمر، بحيث لا يتقبل الرجل في مجتمعنا أن تكون المرأة مديرته، ولكن لأنني أتعامل معهم كصديقة أو شقيقة وليس على طريقة أنا المديرة ولا يستطيع أحد أن يتحدث معي، أحبوني وأحبوا العمل معي.


كيف يسير يومك؟

  • السادسة من صباح كل يوم هو موعد إستيقاظي، أذهب لتحضير الفطور لولدي ثم أُيقظهما، وأجهز لهما وجبات الطعام المدرسية وذلك خلال تناولهما طعام الفطور، وأحضر لزوجي الفطور ليتناوله وأذهب لألبسهما ملابس المدرسة، وتأتي السيارة لتقلهم عند الـ7:30.
  • أضع جدولاً أسبوعياً للأعمال المنزلية، يوم للغسل وآخر للتنظيف والجلي وغيرها من يومياتي المنزلية. عندما يذهب ولداي إلى المدرسة، أبدأ تنظيف بعض الأشياء البسيطة في المنزل وحسب الجدول الموضوع حتى لا أتأخر عن العمل. وإذا أنهيت عمل المنزل باكراً أذهب لأتبضع قبل الذهاب إلى العمل، وتكون الساعة ما بين الـ8:30 والـ9.
  • يمر نهار العمل بصعوبة، وأحاول أن أخرج من العمل عند الساعة الـ5 أو بعدها بقليل، وأتوجه إلى منزل والدتي أو والدة زوجي لكي أصطحب ولديّ إلى المنزل، وفي هذا الوقت يكونان قد تناولا طعام الغداء عند جدتهما. عندما نصل إلى المنزل أطلَع على المفكرة المدرسية وأبدأ تدريسهما وعند الإنتهاء أحممهما. أحضر لهما طعام العشاء ثم يتناولان العشاء وأقرأ لهما قصة وينامان.
  • عند خلودهما إلى النوم، أكمل أعمال المنزل التي بدأتها في الصباح وعند الثامنة يصل زوجي من العمل وأحياناً يصل باكراً كي يرى الطفلين قبل النوم.
  • أحضّر لزوجي طعام العشاء، نتناول الطعام ونشاهد التلفزيون من ثم يذهب إلى النوم. في هذه الأثناء إما أشاهد التلفزيون أو أقرأ كتاباً ما.
  • أخلد للنوم عند الساعة الـ1 أو 2 فجراً، لأن 4 أو 5 ساعات كافية لي لكي أنام وأرتاح.