black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1090

بحث

الوجه الآخر للمجوهرات...

الملكة فيكتوريا

الملكة فيكتوريا

مايلي سايروس

مايلي سايروس

من Miu Miu

من Miu Miu

ملكة نابولي ماري كارولين

ملكة نابولي ماري كارولين

دوقة روشفوكو

دوقة روشفوكو

آن هاثاوي

آن هاثاوي

قرطا الكاميو من Dior، مجموعة Coffret de Victoire

قرطا الكاميو من Dior، مجموعة Coffret de Victoire

ريانا

ريانا

أصل الحكاية

ينبت السؤال فجأة: لماذا؟ ثم يدفعنا فضولنا إلى تذكر أسئلة ال«كيف؟» وال«متى؟» و«ما هي القصة الأصلية؟» قصة عطر أو جوهرة أو حقيبة... أشياء تعيش معنا ونعيش معها، أشياء قد نحتاج إليها كل لحظة ونتعامل معها كأنها وجدت قبلنا وكأنها بلا تاريخ ثم نتنبّه فجأة إلى أننا نجهل عنها بداياتها، وجودها الأول. وإذا سألنا أنفسنا لماذا وجدت؟ وكيف؟ ومتى؟ نكتشف أننا نحتاج أن نعرف القصة الأولى، القصة الأصلية ونبحث عمّن يحكيها لنا ثم نحكيها بدورنا... هنا نحكي لكم قصصاً أولى، قصصاً أصلية وبدايات.  هنا ثلاث قصص، الكاميو Cameo والعملة المعدنية Monete ورأس الميدوزا Medusa، تعيد صَوغ العالم القديم بعصرية.


لم تعد المرأة تضع المجوهرات المرصّعة بالكاميو على منطقة الحنجرة بالأسلوب الإدواردي، لكن الكاميو أسلوب النحت على الأحجار البيضوية لا يزال فناً رفيع المستوى وإن بتصاميم عصرية.
هو إرث من زمن آخر، تكاد تكون الكاميو التاريخية Vintage القطعة الأكثر جذباً لمكانتها الأرستقراطية السابقة ومزاجها الرومانسي.
الكاميو عالم بحد ذاته من الفنون الجميلة، فقد وثّق حادثة تاريخية أو طبع بورتريه شخصية منذ القرن الأول بعد الميلاد جذبت الأباطرة والأغنياء. أما اليوم فهي مجرّد قطعة مجوهرات وظيفتها جمالية تمنح الموضة لمسة ترف تاريخية، خصوصاً إن أخرجتها المرأة من صندوق مجوهرات جدّتها.


رمز مكانة وعهد ارتباط

تميّزت تصاميم عصر النهضة بخلفية بيضاء أو رمادية، وفي القرن التاسع عشر استخدم الحرفيون مواد عديدة لصناعة الكاميو، المرجان والصدف والمواد بركانية. إن الكاميو من الإمبراطورية الرومانية هي الأكثر قرباً مما نعتمده اليوم، وبسقوطها في القرن الخامس وعلى مدار 900 عام تحجّم عالم صناعة الفن المنقوش لأنه اعتبر معارضاً للأديان.
جمعُ الأحجار الكريمة المنقوشة بالرموز اليونانية القديمة  كان امتيازاً للعائلات الملكية، وبات لاحقاً شعبياً ورمز مكانة في المجتمع اليوناني. ومع ذلك، لم تكن الكاميو تستخدم كرمز للثراء لكن أيضاً عهد ارتباط. كما أنها كانت تعطى للمسافرين وللجنود قبل ذهابهم إلى الجبهة. ساعد هذا الجانب من ثقافة الكاميو في تعزيز تقنيات نقشه. وشهد عصر النهضة الولادة الثانية لفن الكاميو. وبعد قرون من تكريس هذا الفن للمعتقد كمُلهم كلاسيكي للأفكار الفنية، أصبحت الكاميو قطعة ترغب فيها الملكات والأميرات في أوروبا. ولا تزال لوحات بورتريه ملكة نابولي ماري كارولين ودوقة روشفوكو والملكة فيكتوريا وزوجة نابليون بونابرت جوزفين أجمل توثيق لهذه العلاقة الأرستقراطية الفنية. يقال إن الملكة إليزابيث كانت تحب الترصع بالكاميو، كما أن الإمبراطورة كاثرين الثانية لديها مجموعة مميزة. عايشت الكاميو أهواء الموضة في القرن التاسع عشر في بريطانيا منذ انجذاب الملكة فيكتوريا إليه. راج الكاميو خلال حكمها بتصميم المشابك والقلادات، وكانت عادة توضع مع شريطة من المخمل الأسود أو من الساتين الزاهي. لكل عقد في العهد الفيكتوري (1837-1901) جواهره لكن الكاميو كان القطعة المفضلة.
يذكر أن الكاميو استخدم للطباعة على الورق ودمغ الرسائل. وكان لا بد أن تُستلهم موضة الملكات والأميرات من محيطهن وتفاصيل حياتهن.  


العملة المعدنية مجموعة Monete من Bulgari

مجدداً، رصّعت دار Bulgari الإيطالية مجوهراتها بالعملات اليونانية والرومانية المعدنية القديمة. دمجت هذه المجموعة عرق اللؤلؤ Mother of pearl والألماس مع الذهب والعملات المعدنية. تضمنت المجموعة عقوداً طويلة من الذهب الزهري وأخرى قصيرة وأقراط وأساور، إلى جانب الأكسسوار الذي حمل الإلهام ذاته ورصّع الحقائب.


رأس الميدوزا Medusa من VERSACE

تأثر عالم المصمّم الإيطالي الراحل جانّي فيرساتشي (قُتل عام 1997) برمزية رأس الميدوزا اليوناني الذي يطبع علامته التجارية، فهو ولد في جنوب إيطاليا وتحديداً في منطقة كانت تعرف ب Magna Graeca أي «اليونان العظيمة». عرفت بجمال مناظرها ومدنها التي اكتشفها الإغريق. وقد انتقل إرثهم في تلك المنطقة من جيل إلى جيل. ولا ترمز الميدوزا إلى الجمال في الفن اليوناني بل أيضاً إلى الإنجذاب الحتمي تجاهها. وفي الأسطورة الإغريقية الميدوزا هي إحدى الغورغون الثلاث في معبد أثينا. في الأصل مخلوق جميل، لكن أثينا حوّلتها إلى كائن مرعب برأس ثعابين وأسنان خنزير برّي ولسان متدلٍ، ومن ينظر إليها يتحول حجراً، حين استمالت بوسيدون. قتلها بيرسوس بقطع رأسها وتقديمه إلى أثينا.


تواريخ مهمة

3000 - 3500 
ما قبل الميلاد - تعود حكاية نقش الكاميو إلى هذا التاريخ وكانت بهيئة تمائم أو تصاميم صغيرة محفورة على أحجار صلبة. من السومريين إلى حضارات مصر الأولى إلى إيجه لاحقاً، حفروا الأشكال على أحجار مختلفة خصوصاً الخنافس التي كان لها مكانة رفيعة كأحد رموز الشمس والشجاعة.

القرن الـ 18 
تُظهر إحدى أهم لوحات القرن الثامن عشر للرسام الفرنسي إدوارد مانيه قلادة مدلاة، كاميو قابلة للفتح  Cameo Locket.

1960  
تأثرت تصاميم مجوهرات دار Bulgari بالفن المعاصر وما سلف أيضاً. في القرن العشرين، أحيت بولغاري التفاصيل الفنية لليونان القديمة وروما بأساليب عصرية. دمجت العملات النقدية بالمجوهرات تماماً كالأحجار الكريمة ولقبتها بال .Coin-Gems وقد حقّقت مجموعات الدار أواخر السبعينات وبداية الثمانيات أصداء مميزة مع بروز تيار «ما بعد الحداثة» Post-Modernism في فن العمارة.

1982 
أوضح نيكولا بولغاري أن العملات المعدنية تذكار من الماضي لها فرصة في حياة ثانية. لم تغلق عليها Bulgari الدرج بل حولتها إلى قطع حيّة.

2008 
وضعت نجمة الأوسكار آن هاثاواي سلاسل ذهبية مرصّعة بالعملات من Bulgari في العرض الأول من فيلم Rachel Getting Married.

2012 
في مجموعتها لما قبل الخريف تألقت أزياء دار  Gucci بقلادات الكاميو التي شكلت لمسة إحياء رومانسي على الإطلالة العصرية. حتى حملة Miu Miu العام نفسه - التي كانت نجمتها بطلة  Alice in Wonderland ميّا وازيكوسكا - استلهمت أكسسوارتها من الكاميو بألوان مبهرة تحاكي ثقافة البوب «ماري- أنطوانيت القرن ال21».

2013  
اكتست النجمة مايلي سايروس بقلادة الميدوزا الذهبية من Versace  وهي تحتفل بصورتها على غلاف مجلة Cosmopolitan في نيويورك.

المجلة الالكترونية

العدد 1090  |  تشرين الأول 2025

المجلة الالكترونية العدد 1090