قصة الرفاهية من توقيع المهندس توفيق قباني

منزل لبناني, قاعة /صالة / غرفة الحمام, قاعة /صالة / غرفة جلوس, قاعة /صالة / غرفة نوم, قاعة /صالة / غرفة طعام, قاعة /صالة / غرفة إستقبال, أثاث عصري, الديكور, الأعمال الخشبية, مهندس ديكور

01 فبراير 2014

واحة من الجمال الكلاسيكي على امتداد النظر. هكذا يمكن اختصار هذا المسكن الذي احتضن بين جدرانه ذوقاً راقياً وجواً فاخراً مفعماً بالرومنسية والهدوء. المهندس توفيق قباني ترجم رغبات المالكين بأسلوبه المميّز


عندما يطبع النمط الكلاسيكي منزلاً بكل أجزائه، يمكن أن تتكرر فيه التصاميم. أما هنا، وعلى مساحة 600 متر مربع، فالنظر لا يشبع من التأمل بكلّ التفاصيل.
للقطع الفنية هنا قيمة تاريخية. فهي تنمّ عن عراقة وأصالة تميّز بهما المالكون على مرّ السنين. 

ثلاثة صالونات كلاسيكية اتّبعت النمط نفسه وانسجمت فيها الألوان البرونزية ومشتقات البيج. وقمّة الانسجام كانت في أحد الصالونات الرخام البيج، المحدد الأطراف بالرخام أيضاً والمطعّم بماركة brechia الايطالية، كما قماش المقاعد، وأحدها من الطراز الانكليزي.
واللافت في هذا الصالون هو اللوحة الزيتية الكبيرة والعائدة الى القرن التاسع عشر، بالألوان نفسها للسجادة الحرير في الأرض.
ولا بدّ من النظر مليّا الى جمال السجاد الحرير الفاخر والنادر الذي افترش أرض هذا المنزل، وصولاً إلى غرف النوم.

وقد اعتنى المهندس قباني بدقة بتنسيق الألوان لكي تخدم الجوّ الكلاسيكي الفاخر وتنسيق المفروشات التي طغى على معظمها الطراز الإنكليزي، مع إعطاء كلّ قطعة أثرية قيمتها الخاصة.
ويقول في هذا السياق إنّ «إظهار جمالية هذه القطع النادرة يتطلّب دقة وبساطة في الأثاث والألوان، وانسجاما في الخطوط العريضة».
ففي الصالون الأول مثلا مقعدان وثيران متقابلان من الحرير البرونز والبيج من الطراز الإنكليزي، إلى جانبيهما كرسيان وفي وسطهما طاولة قاعدتها عبارة عن غيتار محفور من الخشب.
وقمّة الفخامة في هذا الصالون تجلّت في طاولة من رخام تحت النافذة، قاعدتها من الخشب المذهّب المحفور، جمعت تشكيلة من القطع النادرة من الرخام والبرونز تعود إلى القرن التاسع عشر.
وفي هذا الصالون فجوتان من الجفصين إلى اليمين واليسار، ضمّت كل منهما مزهرية مستطيلة من بورسولان الـ«سيفر» الفاخر.
وعلى هذا الجدار أيضا، لوحتان زيتيتان ذات قيمة تاريخية وضعتا داخل إطار من الخشب المذهب.

باب جرار وسطه لوحة مرسومة، يقودنا إلى الصالون الثالث المقفل، الذي بدا حميماً أكثر من سائر الأجزاء، وقد تميّز بعلو سقفه المزيّن بكورنيش من الجفصين، انبعثت منه إنارة دافئة كما في كلّ المنزل.
الأثاث هنا ذو نكهة إنكليزية بامتياز، وخصوصاً لجهة الخزانة الخشب القابعة في الزاوية. الطاولة في الوسط من الخشب المشغول يدوياً برسوم ناعمة من تصميم المهندس وتنفيذ المشغل الخاص به، حيث نفّذ أيضاً غرفة الطعام من خشب الجوز، وقد تميزت بدقّة استثنائية في التصميم والتنفيذ، من الخشب المطعم بعناية وذوق رفيع.

في هذا الصالون الخاص، وضع جهاز التلفزيون داخل إطار من الجفصين وسط الحائط، فبدا لوحة تزيّن الجدار.

عناصر الرفاهية اكتملت مع الستائر «الفوال» والحرير المتناسقة باللون والتصميم نفسهما في كلّ الجلسات. وزادت المكان فخامة الثريات الكريستال القديمة الطراز التي تتلألأ في كلّ الجلسات، ساطعة بعراقتها ورونقها الخاص.

وبالوصول الى غرفة الجلوس، فقد طعّمت بنفحة عصرية. هنا مقعد متصل الاجزاء من الجلد الأبيض وفوقه ثريا عصرية. وهناك مكتبة كبيرة من الخشب، مزيج من الطرازين، ضمّت جهاز التلفزيون. أما السجادة في الأرض فمن الحرير ولكن بنقشة أكثر عصرية تتلاءم مع الجوّ العام.

ولم تغب النفحة الكلاسيكية عن المطبخ الذي صمّمه المهندس ونفّذه ليبدو كأنّه قطعة مكمّلة لبقية الأجزاء، طغى عليه الخشب الداكن.

وبالانتقال إلى الغرفة الرئيسية، نخال أننا دخلنا جناحاً ملكياً لضخامته وابتكاره اللافت الذي اتّسم بالعظمة، وخصوصاً لجهة الجفصين في السقف الذي حملته ركيزتان من الخشب على شكل هياكل.
النفحة البنفسجية حاضرة بهدوئها في غطاء السرير كما في طلاء بعض الجدران. حمّام هذه الغرفة ايضاً يوحي الفخامة، جدرانه وأرضيته من الرخام المطعّم بلون داكن.

وعلى وقع الجوّ الإنكليزي الذي رافقنا في كل الأرجاء، نخرج من الباب الرئيسي حيث الممرّ بشكله المقبّب المشغول، سقفه وجدرانه من الرخام.
وهنا باب رئيسي من الخشب يقودنا إلى قاعات الاستقبال، وآخر شبيه باللون الأبيض يقودنا إلى المطبخ والجزء الثاني من المنزل.
قصة الرفاهية من توقيع المهندس قباني، تترك في ختام الزيارة بصمة لافتة لحكاية العراقة الفريدة.

CREDITS

تصوير : سمير صباغ