في دورتها الـ 21: خسارة المرشحات في انتخابات غرفة جدة للتجارة والصناعة...

الغرفة التجارية والصناعية في جدة, انتخابات, عمل المرأة, المرأة السعودية

09 فبراير 2014

خرجت السيدات على أثر الدورة الـ 21 لانتخابات الغرفة التجارية والصناعية في جدة من قائمة الفائزين في عضوية مجلس الإدارة لعجز المرشحات عن نيل أصوات كافية. وفي المقابل، عيّن وزير التجارة الدكتورة لمى السليمان وسارة بغدادي ضمن الأعضاء الستة الذين يحق له تعيينهم. «لها» تحدثت مع بعض سيدات الأعمال السعوديات وبعض المرشحات في هذه الدورة، للوقوف على أسباب عدم فوز أي سيدة.


العايد: لم أنتظر في يومٍ من الأيام منصبا لممارسة عملي

قالت عضو لجنة شابات الأعمال والشريك المؤسس للشركة الإبداعية (تراكس) سارة العايد، إن خوضها الانتخابات لم يكن كامرأة تخوض هذه التجربة، بل كانت لتمثيل فئة الأعمال، ولا تعنيها خسارة المرأة أو فوزها. ما يعنيها أن هذه الانتخابات لم تكن بين امرأة ورجل، بل كانت لمن يخدم بيئة الأعمال.
وأضافت: «الوزير يملك ستة مقاعد عليه أن يُعين فيها أشخاصاً، بعد أن تنتهي عملية الانتخابات. وقد صدر القرار الوزاري بتعيين الشيخ صالح كامل، الدكتورة لمى السليمان، سارة بغدادي، عماد المهيدب، هاني صائب، حسن ابو طالب. ونعتز بوجود الدكتورة لمى وهي قدوة لجميع شابات وشباب الأعمال».

ولفتت إلى أن «ما أشارت إليه بعض الصحف المحلية من وجود أسباب لخروج المرأة ما هي إلا أعذار واهية، لأنه وبطبيعة أي انتخابات في أي مكان في العالم، يترشح عدد معين، ويتم انتخاب ما تحتاجه بيئة الأعمال في البلد نفسه. وبفضل من الله استطيع القول إننا خضنا تجربة انتخابات نزيهة وممتازة من الدرجة الأولى».
وعن تجربتها في دورة الانتخابات أكدت العايد أنها تقبّلت النتيجة «بصدر رحب لكون الانتخابات لرجال وسيدات الأعمال وليس لأمر شخصي. وبالفعل كانت تجربة رائعة وبوابة لنتعلّم منها، ونعرف من خلالها احتياجات بيئة الأعمال... حملتي الانتخابية كانت ترتكز على تطوير بيئة الأعمال، في ما يخص شباب وشابات الأعمال، لأنهم مستقبل الوطن، ومستقبل الغرفة التجارية من بعد ذلك. وما أتمناه اليوم هو أن يقوم المجلس الجديد بوضع نظام الحوكمة واستراتيجيات للعمل لا تتغير وتنتهي بمجرد تغير المجلس. وأنا متفائلة بوجود الدكتورة لمى السليمان في المجلس، ووجود الشيخ صالح كامل الذي كان الرئيس ووضع قواعد تفيد تركيبة مجتمع الأعمال».
ولفتت العايد إلى أن مسيرتها لن تنتهي، فهذا الأمر «هو جزء من عملي، وجزء من مسؤوليتي. فكما بنيت مؤسستي وشركتي، يجب أن أقوم بفتح المجال لغيري، ولم أنتظر يوماً منصبا لممارسة عملي، لكن التجربة كانت  لرؤية احتياجات مدينة جدة للسعي والعمل جميعاً كفريق واحد. لذلك وضعت رؤية واضحة ومحددة لحملتي التي لن تتوقف وهدفها أن تكون جدة البيت الأول للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الناجحة في العالم العربي».


السليمان:
 لم أتوقع أن أكون في الغرفة هذا العام

تحدثت  عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية في جدة الدكتورة لمى السليمان بعد تعيينها في مجلس إدارة غرفة جدة، قائلة: «لم أكن أتوقع أن يكون اسمي من بين هؤلاء الأشخاص الستة، ولم أكن أخطط للعام الجديد أن أكون موجودة في مجلس الغرف، ولكن ما حدث قد حدث، والأهم اليوم هو الاستمرار في التطور، لأن  الإصلاح والتطور عملية لا نهاية لهما».
وعلّقت السليمان على ما حدث في الانتخابات قائلة: «لا أدري لمَ يجري تضخيم المسألة، فليست السيدات وحدهن من خسرن في هذه الدورة، بل هناك رجال أيضاً لم يحالفهم الحظ في الوصول إلى المجلس. كما يجب التوضيح أن النساء لسن في آخر القائمة، فهناك أسماء لرجال من بعدهن، وقد حصلوا على أصوات أقل من النساء. وأؤكد أن الانتخابات ليس لها علاقة بالجنس».
ولفتت إلى تطور ثقافة الانتخابات بطريقة ملحوظة، قائلة: «ازداد عدد المرشحين، وهذا دليل على اهتمام واضح من أفراد المجتمع بالمشاركة، وبالتالي سنجد أن أعداد الناخبين ازدادت أيضا، مابين ثمانية إلى 10 ناخبين، وهذا ما جعلني أشعر بأن المجتمع بات أكثر حماسة وتقبلاً لثقافة الانتخابات ودورها في تنمية المجتمع. لكن الشيء الوحيد الذي يُخيفني هو تحويل عملية الانتخابات إلى مسابقة لمن هو أقوى، بدل أن تكون لمن هو أفضل، فالأقوى مادياً، ليس هو الأفضل للغرفة التجارية، والأقوى كاسم ليس هو الأفضل أيضاً».


بندقجي:
المرأة لم تخسر بل نجحت ببرنامجها القوي ونزاهتها

وأعربت سيدة الأعمال فاتن بندقجي عن استيائها لوصف البعض عدم فوز أي سيدة في دورة الانتخابات لهذا العام، بأنه «فشل للنساء»، معتبرةً أنهن «لم ولن يفشلن، فالنساء استطعن أن يحصدن أصواتاً أكثر من المرشحين عن فئة الصُناع. كما أن النساء عملن بنزاهة، واعتمدن على جهودهن الميدانية. وكل سيدة من المرشحات في هذه الدورة، عملت على مدى ستة أشهر على حملات واضحة وشفافة، ولم تعتمد على علاقات أو محسوبيات، أو غيرها من الأمور. فالمرأة لم تخسر، بل هي فازت بنزاهتها وبجهدها وبعرق جبينها وببرامجها القوية، وهذه نُقطة تحسب لها. كما أن السيدة أعطيت يومين  فقط للتصويت، في حين أن الرجل أُعطي  ثلاثة أيام، ناهيك بالأحوال الجوية التي منعت بعض النساء من الحضور والتصويت، وانشغال البعض منهن في فترة امتحانات أبنائهن، ومنهن من كانت خارج السعودية أو في إجازة، لذلك لم يتمكن من الحضور سوى العدد القليل لانتخاب والتصويت للمرأة».
وأضافت بندقجي: «حتى وإن لم يحالفنا الحظ، سنعمل على تفعيل برامجنا، سواء بمنصب في الغرفة أو لا، لأننا من الأساس في الجمعية العمومية للغرف التجارية، وبالتالي أصواتنا موجودة، وأعتقد أن من هو خارج المنظومة يكون أقوى. ولا بد من التأكيد أن المرأة كما الرجل كانت مُرشحة لمقعد، كما أن قضيتنا لم تكن قضية امرأة، بل قضية اقتصاد وتنمية. وأود أن أقول إني وزميلتي المرشحة رانية سلامة حصدنا أصواتاً أعلى من آخر مرشحين في فئة الصُناع».  وحول ثقافة الانتخابات في المجتمع السعودي لفتت بندقجي إلى أنه وفي «العام 2009 لم يحضر سوى ستة آلاف مُرشح، أما اليوم فمن ترشحوا وصوتوا قد تعدوا السبعة آلاف، لكن هذه الأعداد قد تتزايد بمرور الأعوام، لأنها لا تمثل السبعين ألفاً».


د. الفاسي:
النتيجة غير ممثلة لحاجات مدينة جدة

من جانبها، قالت أستاذة التاريخ والمنسقة العامة لحملة «بلدي» التي تعني بالانتخابات البلدية الدكتورة هتون الفاسي إنها تابعت بعض المرشحات، وتزعم أنها تعرف عملهن المهني،والاحترافي وتمثيلهن له بكل جديّة في غرفة جدة. وأضافت: «نتائج الانتخابات في هذه المراحل، سواء اليوم، أو غداً، أو ربما في العشر سنوات المقبلة، ستستمر في إعطائنا نتاج تحزبات غير وطنية مبنية على مصالح شخصية وفئوية، وما زال أمامنا بعض الوقت حتى ندرك أهمية العملية الانتخابية، ودورها في إيصال الأشخاص الذين يؤدون المهمة المُوكلة إليهم، بعيداً عن أي حسابات شخصية أو مصالح لمن منحوهم أصواتهم. وأنا أرى أن النتيجة غير ممثلة لحاجات مدينة جدة، وقد كُتب عنها الكثير في الفترة الماضية، في ما يتعلق بشراء الأصوات، والتحزبات، وانقطاع التيار الكهربائي، وغيرها من الأحداث التي رافقت فترة الانتخابات. واعتقد أن غياب الشفافية واعتيادنا على الوصول إلى ما نبتغي عن طريق وسائل ملتوية وعن طريق الواسطة، جعلانا لا نُقدر قيمة المساواة في الحصول على الامتيازات، وبالتالي فنحن بذلك نستمر في  حالة العالم الثالث، هذا العالم الذي يتعامل مع الانتخابات وكأنها شيء خاص به، ولا نأخذ من الانتخابات مفهومها الديموقراطي الحقيقي الذي يُفترض به أن يُوصل أشخاص بشكل متساوٍ إلى السُلطة، حتى يمثلوا كل فئات المجتمع بأكمله».

وحول بعض الأقاويل التي أعادت عدم فوز أي مرشحة في الانتخابات إلى عدم تصويت المرأة للمرأة، أكدت الفاسي أن «هذا الأمر غير صحيح. وحتى إن كان هذا الافتراض صحيحاً، لا يصح أن نبني عليه ما ينتقص من قدر المرأة أو مما يمكن أن تقدمه». ولفتت إلى أن «المرأة التي تخوض الانتخابات، باعتبارها حديثة عهد في مسألة صراع الانتخابات، لا شك في أن إمكاناتها ستكون أضعف من إمكانات الرجال  الذين اعتادوا على هذه المسألة، ولديهم علاقات أكثر تشعباً، وبالتالي تُصبح إمكانات المرأة لا تساوي أي شيء أمامهم. وهذا ما يؤكد سهولة فوز أعداد كبيرة من الرجال في الانتخابات. وهذا الفارق موجود على كل المستويات، خاصة في البلدان التي دخلت المرأة انتخاباتها بشكل حديث. وهذا ما ينعكس أيضاً على ما اعتادت عليه النساء من ثقة الرجال بالمرأة، باعتبارها حديثة عهد في الشأن العام، وحديثة عهد في حقوقها، وحديثة عهد في الكثير من الأمور في مجتمعها».
وعن تعيينات الوزير قالت الفاسي إن وجود المرأة في المجلس هو أمر ايجابي للمرأة السعودية، «لكن وجود عضويين فقط من النساء في المجلس غير كافِ، لأن هذا العدد البسيط لا يعكس نسبة النساء في غرفة جدة التجارية».


غزاوي:
سيدات جدة لا يحتجن إلى مقاعد  ومسيرة عطائنا مستمرة

وصفت سيدة الأعمال السعودية غادة غزاوي عدم فوز أي مُرشحة بأنه «محبط جداً، حتى أن الساعة الأولى بعد ظهور النتيجة شكلت لنا صدمة، لكني سأكرر هنا ما كتبته في موقع تويتر وما قلته للمرشحات اللواتي لم يحالفهن الحظ في الفوز بهذه الدورة، أننا كسيدات، وبالتحديد سيدات الأعمال في جدة، لسنا بحاجة إلى مقاعد، لننجز أي عمل، وأنا أعني هذه الكلمة. لأن كل سيدة أعمال، وسيدة معطاء، وتعمل بجهد واحتراف، لا تحتاج إلى مقعد لتكمل مسيرتها... هناك الكثيرات من السيدات اللواتي حققن الكثير دون مقعد، على مستوى مدينة جدة ومنطقة مكة المكرمة، لأني أرى أن هذا المقعد ما هو إلا إضافة رسمية نوعاً ما، وقد يعيقنا في أمور معينة. وإن كانت هذه الخطوة لإحباطنا، فهي لن تفعل، لأننا وكسيدات جدة مستمرات في مسيرتنا وعطائنا. كما أن بناء اقتصاد هذه البلاد مبني على المرأة في جزء كبير منه».
ورأت أن التعيين الذي أجراه الوزير كان ممتازاً جداً، «لأن وجود الدكتورة لمى السليمان مهم جداً، وسارة بغدادي من جيل الشباب الواعد».  

CREDITS

تصوير : وائل السليماني