خديجة الوعل قصة نجاح سعودية ملهمة

24 أيلول 2025 | حوار: جولي صليبا

خديجة الوعل

من مذيعة منوعات وبرامج اجتماعية إلى رائدة أعمال، خديجة الوعل تروي لنا قصة رحلة ملهمة تمزج بين الشغف والإبداع، وتجمع بين الإعلام وريادة الأعمال. بفضل رؤيتها الثاقبة، أصبحت خديجة مثالاً حيّاً للمرأة السعودية القادرة على ترك بصمة في مجالات متعددة، بدءاً من الإعلام وصولاً إلى تنظيم الفعاليات وتطوير المواهب. في هذا الحوار، نستعرض كيف استطاعت أن تحوّل شغفها إلى نجاحات ملموسة، وكيف ترى مستقبل الإعلام وريادة الأعمال في المملكة.

- "عزّنا بطبعنا" شعار اليوم الوطني لهذا العام؛ ماذا يعني لخديجة الوعل الإنسانة السعودية التي حملت الأصالة في قلبها قبل عملها؟

هذا الشعار يجسّدني تماماً. أنا سعودية حملتُ الأصالة قبل أن أحمل أي مهنة أو لقب. "عزّنا بطبعنا" يترجم افتخاري بالجذور والقِيم التي أعيش بها يومياً، سواء كإعلامية أو منتجة أو سيدة أعمال أو إنسانة. هو تأكيد بأن هويتي هي مصدر قوّتي.

- تخللتْ مسيرتك الإعلامية مواقف ومحطات عدة مرتبطة باليوم الوطني؛ هل لكِ أن تحدّثينا عن أبرزها؟

اليوم الوطني دائماً محطة استثنائية في مسيرتي. فقد بدأت ببرامج إذاعية خاصة بهذه المناسبة، ثم انتقلت لتنظيم أمسيات شعرية في الرياض احتفالاً باليوم الوطني السعودي. كما أنتجت أول عمل رقمي بعنوان "كيكة وطن"، إلى جانب تنظيم ودعم عروض أزياء تراثية عصرية تعكس الهوية السعودية. هذه المحطات مجتمعةً كانت بالنسبة إليّ بداية مشوار طويل من العطاء، ارتبط بالهوية الوطنية وبفرحة الناس.

- من الإعلام الى عالم ريادة الأعمال؛ حدّثينا عن الرحلة والفكرة وكيف طوّرتِ من الشغف؟

الإعلام كان شغفي الأول، لكنه فتح لي أبواباً أوسع لرؤية الإمكانيات التي يمكن أن نصنعها كسعوديات. فكرة شركة "ميون" لتنظيم المعارض والمؤتمرات جاءت من رغبتي في أن أترجم الشغف إلى صناعة لها أثر، ومن هناك طوّرت العمل ليشمل الإعلام الرقمي، الإنتاج، تنظيم الفعاليات، وتطوير المواهب... وقريباً الانتهاء من إنشاء مركز تدريب إعلامي، الشغف كان الشرارة، لكن الرؤية كانت هي الوقود.

- ما هي أساسيات مجاراة سوق العمل اليوم لضمان نجاح مشاريع النساء السعوديات؟

السرّ هو التعلّم المستمر والمرونة، والإيمان بأن التميز هو البقاء للأقوى. السوق السعودي متسارع جداً، ومن المهم أن تكون مشاريع النساء مواكِبة للتحول الرقمي، ومبنية على الجودة وليس على التقليد.

- كيف ترين عمل المرأة في مجال الاستثمار والريادة في المملكة؟

المرأة السعودية هي اليوم شريك حقيقي في التنمية. نراها تقود شركات، تستثمر، وتخلق فرصاً. بالنسبة إليّ، هذا ليس استثناءً، بل انعكاس طبيعي لقدراتنا التي طالما كانت موجودة وأتاحتها لنا رؤية ٢٠٣٠.

- من خلال تجربتك الخاصة، ما هي المطبّات التي يمكن أن تقع فيها المرأة عندما تقرر دخول عالم ريادة الأعمال؟

هناك العديد من المطبّات، أبرزها: الاستعجال في النتائج، وعدم بناء شبكة علاقات قوية، أو الدخول في مشاريع تقليدية بلا هوية واضحة. الريادة ليست مجرد فكرة عابرة، بل تحتاج الى صبر واستراتيجية.

- ما الذي قدّمته السعودية اليوم من فرص لخديجة الوعل بعيداً من الإعلام؟

قدّمت لي الوطن كمنصة مفتوحة للفرص. من الإعلام انتقلتُ الى ريادة الأعمال، واليوم أمتلك أعمالاً ومنصات ومبادرات لم أكن لأتخيلها قبل سنوات، السعودية اليوم جعلت الحلم حقيقة لكل مَن يملك رؤية.

- تطوير المواهب الإعلامية السعودية أيضاً ضمن نطاق عملك؛ صفي لنا مشهد الإبداع السعودي وكيف تتعاملين مع المواهب الصاعدة؟

المشهد اليوم مليء بالإبداع. الشباب السعودي لديهم شغف، جرأة، وأفكار جديدة. دوري أن أحتضنهم، أوجّههم، وأفتح لهم المساحة ليظهروا. أنا أؤمن بأن الاستثمار فيهم هو استثمار في مستقبل الإعلام السعودي.

- ما هي مفاتيح نجاح الإعلامي اليوم في السعودية؟

الوعي والصدقية والقدرة على التكيّف مع الأدوات الحديثة. الإعلامي اليوم ليس مجرد صوت أو صورة، بل هو منصة قائمة بذاتها تحتاج إلى إدارة ووعي بالمسؤولية.

- خديجة الوعل منتجة أيضاً؛ ما هي التحديات التي تواجهها المرأة السعودية في مجال الإنتاج الابداعي؟

همّها إثبات الجدارة وسط منافسة شديدة، وتلقّي الدعم المالي الكافي. لكننا اليوم نكسر هذه الحواجز، وهناك نماذج سعودية نسائية أصبحت قصص نجاح يُحتذى بها.

- أختتم معك اللقاء بعبارة "عزّنا بفزعتنا"… ماذا تعني لك هذه العبارة؟

هي روحنا كسعوديين. الفزعة ليست فقط نجدة، أو مساعدة، بل هي تكاتف، دعم، وإحساس بأن الوطن بيت واحد للجميع. بالنسبة إليّ، "عزّنا بفزعتنا" تعني أن كل نجاح فردي يصبح قوة جماعية عندما نقف معاً.