طرق للسيطرة على نوبات الغضب عند طفلك

نوبات الغضب, الغضب, أطفال, رعاية الطفل / الأطفال, طفل / أطفال, نمو وتطور الطفل / الأطفال, بكاء, الصراخ, سلوك الطفل

25 فبراير 2014

عندما ينفجر طفلك في نوبة غضب ويبدأ البكاء والصراخ عالياً، قد يصعب عليك منع نفسك من الصراخ أنت أيضاً. لماذا ينفجر الطفل في نوبة بكاء أساساً؟


... لأن قدراته على التكيف مع البيئة المحيطة به لم تكتمل بعد. فبين عمر سنة وأربع سنوات، يفقد الطفل صوابه وينفجر في نوبة بكاء كلما انزعج من أمر معين. ويقول علماء النفس إن كل نوبة بكاء ناجمة عن شيء واحد فقط، ألا وهو عدم حصول الطفل على ما يريده.
بالنسبة إلى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين سنة واحدة وسنتين، تنجم نوبات البكاء غالباً عن محاولة إيصال رسالة- مثل الحاجة إلى تغيير الحفاض، أو المزيد من الحليب، أو الحصول على لعبة معينة- وعدم امتلاك الطفل القدرة الكلامية على التعبير عما يريده. لذا، يشعر الطفل بالإحباط عندما لا تستجيب أمه لما يحاول قوله وينفجر بالتالي في نوبة بكاء.
وفي عمر 3 إلى 4 سنوات، يكون الطفل قد اكتسب مزيداً من الاستقلالية ويصبح واعياً تماماً لحاجاته ورغباته ويريد فرضها بقوة. وإذا لم تلتزم الأم ما يريده، ينفجر في نوبة بكاء.


كيف يمكنك السيطرة على هذا البكاء المزعج؟
إليك 10 نصائح سهلة وفعالة.

تجاهل الولد
خلال نوبة البكاء، يمكن القول إن الطفل يكون فاقداً صوابه. فعواطفه تطغى على عقله، ولذلك لا ينفع معه أي كلام منطقي، لأن قسم المنطق في الدماغ لا يعمل عنده في مثل هذه الحالات. فإذا شاهدت مثلاً شخصاً يغرق في الماء، هل يخطر في بالك تعليمه السباحة أم تحاولين إنقاذه بأية وسيلة ممكنة؟ ينطبق الشيء نفسه على نوبة الغضب والبكاء عند الطفل.
لا يمكنك تعليم طفلك أي شيء لحظة نوبة البكاء لأن هذا لن يجعل الأمور أفضل حالاً، لا بل العكس قد يزيدها سوءاً. وحين يهدأ طفلك ويتوقف عن البكاء، يمكنك التكلم معه بمنطق.

منح الطفل مساحة معينة
في بعض الأحيان، يحتاج الطفل بكل بساطة إلى التعبير عن غضبه، وما عليك إلا السماح له بفعل ذلك، شرط التأكد من عدم وجود أي شيء قد يؤذي به الطفل نفسه. والواقع أن هذا الأسلوب في التعامل مع بكاء الطفل يعلّمه نوعاً ما التعبير عن غضبه بطريقة غير مدمرة.
هكذا، يستطيع الطفل إطلاق العنان لمشاعره ومن ثم استعادة السيطرة على أعصابه من دون أن ينخرط مع أمه أو أهله في معركة إرادات أو صراخ.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الطريقة فعالة جداً لوحدها، وتصبح أكثر فاعلية في حال ترافقها مع أسلوب التجاهل الذي ذكرناه سابقاً.

ابتكار وسيلة لهو
تتمحور هذه الطريقة على جعل الطفل منهمكاً في شيء آخر بحيث ينسى سبب بكائه وغضبه. ولا شك في أن المنزل مليء بوسائل اللهو والتسلية.
قدمي له مثلاً لعبة لم يرها منذ فترة، أو أعطه وجبة خفيفة لذيذة، أو إقرأي له قصة مسلية يحبها. وعند حصول نوبة البكاء والغضب، باشري في إلهاء طفلك بكل الوسائل المتوافرة لديك إلى أن يجد الطفل شيئاً يلفت فعلاً انتباهه وينسيه بكاءه.
واللافت أن هذه الطريقة قد تجدي نفعاً أيضاً في الحؤول دون نوبة البكاء أساساً إذا تسنى للأم كشف التغيرات في سلوك طفلها وأحسّت باقتراب نوبة البكاء عنده.

اكتشاف سبب انزعاج الطفل
قبل عمر السنتين ونصف السنة، لا يعرف الطفل أكثر من 50 كلمة تقريباً، ولا يستطيع ربط أكثر من كلمتين ببعضهما دفعة واحدة.
يمكن القول إذاً إن طرق التواصل لديه محدودة، على رغم امتلاكه كل الأفكار والأمنيات والحاجات الواجب تلبيتها.
لهذه الأسباب، عندما لا تفهم الأم الرسالة التي يحاول طفلها إيصالها إليها، يشعر هذا الأخير بالكثير من الحرمان والإحباط وينفجر في نوبة بكاء وصراخ. يكمن الحلّ هنا في تعليم الطفل كيفية التعبير عن بعض الأمور الأساسية، مثل طلب مزيد من الطعام أو مزيد من الحليب أو تغيير الحفاض...
ثمة طريقة أخرى تقضي بالتعاطف مع الطفل لأن هذا يساعد على التخفيف من حدّة نوبة البكاء نوعاً ما. وعند توقف الطفل عن البكاء، أطلبي منه أن يشير إلى سبب انزعاجه أو بكائه. قد يكون السبب فيلماً يحب مشاهدته، أو أخاه الأكبر الذي أخذ منه لعبته المفضلة، أو رضّاعة الحليب التي أصبحت فارغة....

العناق
قد لا يخطر في بالك أبداً معانقة طفلك حين يكون في عزّ نوبة البكاء والصراخ، لكن تبين أن العناق مفيد فعلاً لتهدئة روع الطفل المنزعج.
والمقصود هنا العناق القوي والنابع من القلب، وليس العناق السطحي. وعند معانقة طفلك بشدة وحرارة، لا تقولي له أي شيء. فليس المطلوب هنا الدخول في معركة إرادات غير مجدية بل المطلوب إحساس الطفل بالحنان والطمأنينة.
بالفعل، يستطيع العناق أن يجعل الطفل مطمئناً ويدرك مدى محبة أمه له، حتى لو كانت غير موافقة على سلوكه.

تقديم القليل من الطعام
يقول علماء النفس إن التعب والجوع هما من أبرز أسباب نوبات الغضب والبكاء عند الأطفال. بالفعل، يكون الطفل منهكاً على الصعيد الجسدي، ويمكن بالتالي لأية هفوة عاطفية أن تدفعه إلى الانفجار في البكاء.
يشكو الأهل غالباً من أن طفلهم ينفجر يومياً في نوبة بكاء وغضب في الوقت نفسه (قبل الغداء مثلاً أو قبل النوم).
حسناً، ليست هذه صدفة طبعاً. يعني ذلك جلياً أن الطفل منزعج من أمر مرتبط بتلك الفترة ولذلك ينفجر في البكاء للتعبير عن استيائه.
هنا، يجدر بالأم إطعام طفلها وتغيير حفاضه ومن ثم وضعه في سريره أو السماح له بمشاهدة القليل من التلفزيون. عندئذ، يكون الطفل مرتاحاً جسدياً مما يؤثر إيجاباً في نفسيته ويحول دون نوبة بكاء وغضب.

حوافز لحسن السلوك
هناك بعض الأوضاع التي تعتبر مربكة بالنسبة إلى الطفل، مثل الجلوس لوقت طويل أمام مائدة الطعام أو الحفاظ على الصمت عند زيارة الأقارب أو ما شابه.
وإذا انفجر الطفل حينها في البكاء والغضب، إعلمي أيتها الأم أنك فرضت على طفلك ضغطاً كبيراً من دون تقديم أية حوافز مشجعة لسلوكه الجيد.
فإذا قلت له مثلاً إنه سيحصل على لعبة جميلة أو سيتمكن من مشاهدة فيلمه المفضل في حال كان حسن السلوك أمام المائدة أو عند زيارة الأقارب، قد يفكر الطفل ملياً قبل أن يبدأ بالتذمر وينفجر في البكاء.
وإذا حصل وانفجر طفلك في البكاء، ذكّريه سريعاً بـ«الجائزة» التي سيحصل عليها إذا أجاد التصرف وبقي منضبطاً من دون بكاء.

التحدث بهدوء
إنها طريقة بالغة الفاعلية وأسهل كثيراً مما تظنين. بالفعل، يوصي الخبراء بأن يحافظ الأهل على رباطة جأشهم أثناء انفجار الطفل في البكاء، وإلا ستنشب معركة تضارب قوى وإرادات، ويتفاقم الوضع أكثر فأكثر.
لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن جزءاً كبيراً من نوبة البكاء عند الطفل يعود إلى رغبته في لفت الانتباه إليه. وإذا استجاب أهله لبكائه من خلال الصراخ والانفعال، يكون الطفل قد حصل 100 في المئة على ما يريده.
أما التحدث بصوت هادئ ومطمئن فيجعل الطفل مدركاً تماماً إلى عدم تأثر أهله بسلوكه الغاضب. من شأن هذه الطريقة أيضاً أن تساعد الأهل في الحفاظ على الاسترخاء، فيما رغبتهم الحقيقية حتماً تكمن في الصراخ بصوت عال... بالفعل، تعتبر النبرة الهادئة في الكلام مفيدة للأهل والطفل على حد سواء. فإذا كان الأهل متوترين، سيفرح الطفل في قرارة نفسه ويرفع مستوى بكائه وصراخه.

الضحك
لا شك في أن كل أم تخشى من انفجار طفلها في البكاء والصراخ في مكان عام. فهي تخشى من أن يظن الآخرون أنها أم سيئة، وأنها لم تحسن تربية طفلها. وفي هذه الحالة، تميل الأم إلى اتخاذ خيارات تفاقم الوضع الأولي وتفضي بالتالي إلى المزيد من نوبات البكاء.
تذكري أيتها الأم أن الأطفال أذكياء، حتى لو كانوا لا يزالون صغاراً جداً.
فإذا غضبت أو توترت أو استسلمت ببساطة لرغبات طفلك قبل أن يبدأ الآخرون بالنظر إليك في مكان عام، سيحب الطفل ذلك حتماً ويتعلم أن الطريقة مجدية لا محالة. نصيحتنا لك؟ أرسمي الابتسامة على وجهك وازعمي أن كل شيء على ما يرام. لا تكترثي أبداً لآراء الآخرين.
على العكس، إذا أظهرت أنك هادئة ومسيطرة على الوضع- حتى لو لم تكوني في الحقيقة هكذا- سيقول الآخرون عنك إنك أم جيدة.

إبعاد الطفل
هل تعلمين أن إبعاد الطفل عن مسرح نوبة البكاء يمكن أن ينسيه الأمر ويجعله هادئاً مجددا. والواقع أن هذه الاستراتيجية مجدية أثناء الوجود في مكان عام. فإذا بدأ طفلك بالبكاء لأنه يريد شراء لعبة معينة، ما عليك إلا سحبه بعيداً واصطحابه إلى مساحة أخرى من المتجر، أو حتى إلى خارج المتجر، إلى أن يهدأ. فإبعاد الطفل عن مصدر الانزعاج يمكن أن يبدّل فعلاً سلوكه.