black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1091

بحث

سعوديات يخرجن من دائرة 'العضل' بخوض مغامرات

الدكتور عادل عبد العزيز الجمعان

الدكتور عادل عبد العزيز الجمعان

رؤى

رؤى

سلسلة من المغامرات المثيرة التي لا تخلو من الخطورة، قد نجدها تشغل حيّزاً كبيراً من حياة الفتاة التي ربما تكون هي بطلتها في سبيل الحصول على حق مشروع لها متمثل في «الزواج»، خصوصاً إذا ما كانت حبيسة بين جدران «العضل» لاعتبارات يراها ولي أمرها. العرف الاجتماعي هو ما فرض عليها مجابهة عضلها بنفسها دون اللجوء إلى القضاء والمطالبة بحقها، فنظرة المجتمع إليها قد تدخلها جحيماً أبدياً إذا ما تمردت علناً على والدها لتضعه في قفص الاتهام أمام المحاكم، الأمر الذي يجعلها تقوم بأي فعل قد يوصف» بالمجنون» للخروج من دائرة العضل، وتحقيق حلمها، بتتويجها عروساً مثلها مثل كل الإناث. « لها» التقت نساء وشابات روين تجاربهن مع العضل.


آمنة: حاولت الانتحار لإجبار والدي على الموافقة على زواجي

حاولت آمنة الانتحار أمام والدها وذلك عن طريق تقطيع شرايين يديها بمرآة كسرتها من أجل الضغط عليه كي يُزوّجها، خاصة بعد أن بلغت من العمر 36 عاماً، وهو كان يرفض رفضاً قاطعاً تزويجها وشقيقاتها من منطلق اعتباره أن الزواج «وصمة عار» في حقه.
آمنة التي أُجبرت على البقاء في المنزل بعد إتمامها المرحلة الثانوية لخدمة أفراد عائلتها باعتبارها أكبر إخوتها، ترى أن الالتحاق بالجامعة كان سيزيد فرص تقدّم الخاطبين لهن، وهو ما دفع بوالدها إلى منعها وشقيقاتها من إكمال تعليمهن متذرّعاً بأن منزل الأسرة أحق بهن من أي مكان آخر. وتقول آمنة: «كنت أشعر بغصّة كبيرة حين تصلني أخبار صديقاتي ممن تزوجن وأنجبن أطفالاً، وهو ما جعلني أمتنع عن حضور أي حفلة زفاف كي لا أسمح لنفسي بالتخيل أو التمني، لا سيما أنني أعلم بأن والدي لن يزوجني مطلقاً».

وذات مرة كانت تتحدث مع إحدى صديقاتها التي اقترحت عليها الشروع في الانتحار كوسيلة للضغط على والدها، وبالفعل قامت بذلك حين طرق باب منزلهم «العريس التاسع»، وسمعته يتحدث إليه بأسلوب ساخر، مما دفع بها إلى فتح باب الحجرة وتقطيع شرايين يديها أمام والدها والخاطب، الصديق المقرّب من شقيقها والذي يعرف بعضل الأب لبناته، وقرر التمسك برأيه، والزواج منها.
وبعد أن نقلت إلى المستشفى حيث مكثت فيه نحو يومين، انتزعت الموافقة على زواجها مقابل «قطيعة» كاملة مع والدها، شرط أن لا تدخل منزل أسرتها بعد الزواج الذي تم  بعد الحادث بنحو شهر ونصف شهر.  

ظلّت آمنة قرابة خمس سنوات بعيدة تماماً عن منزل أسرتها. وكان أفراد عائلتها يزورونها دون علم والدهم الذي كان يمضي معظم وقته خارج المنزل ما بين وظيفته ومكتبه الخاص. وأثناء هذه المدة اكتشفت إصابتها بسرطان الدم وذلك خلال فترات محاولتها الإنجاب. وكانت المفاجأة رد فعل والدها تجاه خبر مرض ابنته. إذ ردّ على والدتها، التي نقلت إليه الخبر، بعبارة «لها من الله ما تستحق لأنها تزوجت رغماً عني». وهنا كانت نقطة التحول في حياة الشقيقات الثلاث اللواتي قررن أيضا التمرد ورفض العضل.
ومع أنها لا تستطيع الإنجاب، رفض زوجها أن يتزوج بأخرى أو يطلقها، وقرر الاستمرار معها في حياتهما الزوجية كونه شديد التعلق بها، إضافة إلى أنه مستمر في محاولة كسب رضا والدها الذي لا يزال يرفضهما حتى بعد مرور أكثر من 10 سنوات على كل تلك الأحداث.

عواطف: هددتهم بتسريب الغاز من الأنبوبة إذا ما رفض والدي تزويجي
سارت عواطف على درب شقيقتها آمنة، فعندما قاربت الـ35 عاماً من عمرها، وبعد أن قلّت أمامها فرص الزواج، تعرفت على ابن الجيران الذي أحبها أكثر بعد معرفته بظروفها. لكن محاولة التقدم لخطبة عواطف كانت أشبه بمغامرة يخوضها حسن (زوجها الحالي)، فظل يخطط لها قرابة الشهرين، ويحاول انتقاء سيناريو مناسب قد يقنع به والدها للموافقة على طلب الزواج من ابنته.
وبمجرد أن زار حسن والد عواطف، شعر الأخير بأنه سيطلب منه إحدى بناته للزواج، الأمر الذي دفع بالأب إلى اختلاق أعذار واهية مفادها بأنه منشغل جداً ولا يرغب في التعرف إلى أي شخص من الجيران.

وفي هذه اللحظة، جلبت عواطف أنبوبة الغاز وزرعتها كقنبلة موقوتة أمام باب مجلس الرجال، مهددة بفتحها وتفجير المنزل بالكامل في حال عدم قبول والدها بالخاطب والموافقة عليه. وبالفعل وافق «مكرهاً» بعد ضغط أبنائه الأربعة عليه، وتم الزواج في غضون أسبوعين في ظل مقاطعته التامة لابنته وزوجها.
تقول عواطف: «لا أهتم مطلقاً بالتواصل مع والدي الذي أعتبره متوفى خصوصا بعد أن كان رده قاسياً حيال إصابة شقيقتي الكبرى بالسرطان. يكفيني أنني أستطيع رؤية والدتي، وبقية أفراد عائلتي خارج منزل الأسرة. المهم أني أعيش سعيدة مع زوجي وابني».

عائشة: اختصرت المسافات ولجأت إلى القضاء برفقة شقيقي لتزويجي
الشقيقة الثالثة عائشة ذات شخصية هادئة جداً، تخاف من الدخول في مشكلات مباشرة مع والدها، خاصة أنه كان قد تخلى عن مساعدتها حين خضعت لعملية استئصال الزائدة الدودية، مما جعلها تنتهج مسلكاً مختلفاً في التعامل مع قضيتها. فلجأت إلى المحكمة لتزويجها من ابن خالتها برفقة شقيقها الذي يكبرها بعد محاولات مستمرة لإقناع والدها بتزويجها دون جدوى.

تقدم لخطبتها قريبها، في سن الـ33 عاما، فقابله والدها بمنتهى العصبية والاستهزاء، قائلا له: «حتى أنت تريد إلحاق العار بابنة خالتك؟!». وما كان من شقيقها إلا أن ثار على والده مذكّراً إياه بالفرق بين الحلال والحرام.
وتقول إنها لم ترغب مطلقاً في التخاطب بشكل مباشر مع والدها، ولكن شقيقها كان يريد بشدة تزويجها، فاقترح عليها اللجوء إلى المحكمة.  وبعد حوالي ستة أشهر من إقامة الدعوى على والدها، كسبت قضيتها وتم عقد القران.

عهود: تقدّم أخي لخطبة فتاة كي يوافق والدي على زواجي من شقيقها
أما عهود الأخت الصغرى التي لم تتجاوز 19 عاماً فلها تجربة مختلفة. فقد اعترفت صراحة أمام إخوتها بأنها ترغب في الزواج من شاب تعرفت عليه في أحد المجمعات التجارية. وبسبب تعاطف شقيقها الأوسط معها، قرر التعرف على الشاب للتأكد من نواياه تجاهها.
وتقول عهود: «كان ماجد (زوجي الآن) على علم كامل بطباع والدي، وقصص شقيقاتي في الزواج، وأبدى تخوفه في البداية من لقاء أخي، غير أنه بعد ذلك صار صديقاً مقرباً منه لمدة عام كامل قبل التقدم لخطبتي».

وحتى لا تصطدم عهود بوالدها، وتعاني كشقيقاتها، فكر شقيقها بالزواج من أخت  ماجد، خصوصاً أن والد عهود على علاقة ممتازة بزوجات إخوانها الثلاثة، وبذلك يكون من السهل إقناعه بزواج عهود من ماجد.
وبعد أن تمت خطوبة شقيقها بنحو 4 أشهر، تقدّم ماجد لخطبة عهود، وخالف والدها توقعات العائلة، إذ أنه أبدى سعادته البالغة وموافقته السريعة من أجل إرضاء خطيبة ابنه، لتصبح عهود الوحيدة من بين أخواتها القادرة على زيارة منزل أسرتها هي وزوجها!

خمس شقيقات لم تنجح منهن إلا اثنتان في انتزاع موافقة الوالد على الزواج
رؤى: «معضولة» ولا أستطيع اللجوء إلى القضاء لاعتبارات اجتماعية
لم تتمكن رؤى وشقيقتاها من الزواج بعد عضل والدهن لهن، في حين استطاعت اثنتان من أخواتهن أن تتزوّجا مقابل دفع مبالغ شهرية له، ولكنه أيضاً لم يوافق على تزويجهما إلا بعد جهد جهيد.
تقدّم شخص من جنسية عربية لخطبة رؤى التي كانت في العقد الثاني من عمرها، ومن الطبيعي أن يكون الرفض قائماً على اختلافه عن عائلتها اجتماعياً.  وكانت دائماً ما تسمع حديث والدها حول رفضه القاطع لتزويج بناته لاعتقاده أنه لن يستفيد بعد ذلك من رواتبهنّ الشهرية، ولا سيما أن ثلاثاً منهن معلمات.

بعد رفض والدها لهذا الشخص، تقدّم آخر لخطبتها ولم تعلم بذلك إلا عقب مرور سبعة أشهر، وذلك عن طريق الجيران الذين كانوا قد رشّحوها له كي يتزوجها. وتقول:«سلّمت بالأمر الواقع ولا أفكر في مقاضاة والدي خوفاً على سمعتي بين أفراد عائلتي كوني أنتمي إلى بيئة قبلية ترفض هذه الأمور، وهو يمانع لأنه يريد الحصول على نصف راتبي الشهري».
رفضت رؤى مشاركة والدها لراتبها الشهري، وقررت ترك المنزل مع والدتها والإقامة في منزل خالها. تقول: «وما زلت أنتظر تقدم خطاب آخرين، لأني أرغب في الزواج، لكني أعلم أنه سيرفض القبول بأي عريس، والمشكلة أني لا أستطيع التقدم بشكوى إلى المحكمة خوفاً على سمعة القبيلة التي أنتمي إليها، وعدم تقبلهم لفكرة مقاضاة والدي».

ريم: تغيّبت عن عملي أسبوعين فوافق على تزويجي خوفاً من فقداني الوظيفة 
ورغم أن شقيقتها ريم تتمتع بمقدار عالٍ من الجمال، غير أنها لم تتزوج إلا بعد أن وصلت إلى سن الـ37، وذلك على خلفية عضلها من والدها الذي كان يملي على المتقدمين شروطاً تعجيزية ساهمت في «تطفيش» سبعة «عرسان» كي يستفيد من راتبها كونها تعمل في سلك التعليم. وبما أن والدها لا يهمه سوى راتبها، فكّرت ريم في طريقة تجعله يوافق على زواجها من شخص أرسلته لها صديقتها، وبعد محاولات مستمرة لإقناع والدها بزواجها دون نتيجة، وصلت أخيراً إلى حل تغيبها عن العمل قرابة أسبوعين متواصلين، وذلك كي تحصل على إنذار بالفصل من وظيفتها، فتحرمه من راتبها كما حرمها حقها في الزواج. ازدادت مخاوف والدها الذي فشل في إجبارها على الذهاب إلى عملها، إضافة إلى تعرضه للضغط من عمّتها الكبرى، فاضطر للموافقة على الزواج بعدما اتفق معها على أن تعطيه نصف راتبها شهرياً مقابل الزواج رغم أنه مقتدر مادياً، وليس بحاجة إلى مساعدتها.

سامية: وصلت إلى سن الخمسين ولم أتزوج!
سامية
الأخت الكبرى لرؤى وريم وتعمل معلمة تتقاضى شهرياً 10000 ريال سعودي، قدّر لها أن تصاب بالفشل الكلوي، فوجد والدها عذراً ليمنعها من الزواج حتى وإن كان المتقدم راضياً بها رغم علّتها، لأنه يجبرها على تحمل نفقات الأسرة ومصاريفها، ولا يسمح لها بالاستمتاع براتبها. تقول سامية: «تقدّم إليّ الكثير من الخطاب، وكان والدي يحاول إقناعهم بأنني لست صالحة للزواج باعتباري أعاني من الفشل الكلوي. ورغم وجود من رغبوا في الارتباط بي رغم مرضي، اشترط أبي عليهم شروطاً تعجيزية منها مبالغ هائلة كمهر وغيرها من المتطلبات، وها أنا الآن تقاعدت مبكراً عن العمل، وبلغت من العمر 50 عاما،ً وما زال يأخذ مني نصف راتبي، ولم أتمكن من الزواج وتأسيس أسرتي الصغيرة».

سعاد: «عضلني والدي طمعاً بالمعونة الشهرية التي أتلقاها من إحدى الجمعيات»
كسامية، تعاني سعاد منذ ولادتها قصوراً في الكليتين، ومثلما فعل والدها مع شقيقتها الكبرى كرر فعلته معها باعتبارها تحصل على 800 ريال شهرياً من إحدى الجمعيات الخيرية الداعمة لمرضى الفشل الكلوي، وبلغ عمرها 36 عاماً ولم تتزوج خصوصاً أنه يستقطع من معونتها النصف لصالحه.


حنان: حبست نفسي ست ساعات في دورة المياه 
الأخت الخامسة حنان التي تعمل كمعلمة أيضاً، كانت ظروف تقدم الخاطب إليها أخف وطأة من الأخريات، إذ حينها كان والدها يرقد على فراش المرض، فوافق بعد تدخل عمّتها الكبرى. إلا أنه صبيحة ليلة زواجها غيّر رأيه وطلب إنهاء الموضوع كاملاً مع المتقدم وهو ابن عمّها. ولأنها لم تعد تملك أي حيلة في سبيل الضغط على أبيها، وكانت حينها في منتصف الثلاثينات، جنّ جنونها وظلت حبيسة في دورة المياه لمدة 6 ساعات، رافضة الخروج إلا إذا عدل والدها عن فكرة الرفض. وبالفعل غيّر رأيه رغماً عنه بعد سلسلة من التهديدات التي أطلقتها عمّتها وبقية أعمامها.

وأخرى ترفع قضية من أجل الزواج وثأراً لوالدتها
أما قصة رانيا فتختلف عن غيرها من القصص. وتنتظر ابنة الـ26 عاماً الحكم النهائي في قضيتها التي رفعتها على والدها نظير رفضه تزويجها بشخص تقدم لخطبتها، ورغبت هي في أن ترتبط به. أربع سنوات والأب يرفض أن يتمم الزواج ليس لأسباب مادية، وإنما رغبة في الانتقام من والدة رانيا المطلقة.
ظروف انفصال والديها كانت قاسية إلى حد ما، فاختارت وشقيقتها العيش مع والدتها في بيت جدّها، إلا أن هذه الظروف ما زالت تؤثر في نفسيتها ولا سيما أن والدها يعاملها بقسوة، مما جعلها تثأر لها ولبقية أفراد عائلتها من خلال المحاكم علّها تسترد حقوقهم.

تقول: «لأنني أدرس بنظام الانتساب في الجامعة تمكنت من الذهاب في بداية الأمر بمفردي إلى المحكمة ورفع الدعوى، وبعد ذلك اعترفت لخالي بما فعلت والذي بدوره أخبر بقية أفراد عائلتي الذين قابلوا فعلتي بالرفض القاطع، غير أن القضية أخذت مساراً جدّياً، مما حتّم عليهم التدخل».
وحين استدعت المحكمة والدها، طلب من ابنته التفاهم بشكل ودّي، غير أنها رفضت. وتنتظر رانيا صدور الحكم في قضية العضل في غضون أشهر.

مستشار قانوني: بإمكان الخاطب رفع دعوى العضل على والد العروس إذا ما رفض تزويجها
من جانبه، يقول المستشار القانوني أحمد الألمعي أنه بإمكان الخاطب رفع قضية العضل على والد العروس إذا كان متأكداً من عضله لابنته، وليس بالضرورة أن تقوم الفتاة برفع القضية، إلا أنه يمكنها أن تقيم دعوى إذا أرادت ذلك. ويشير إلى أن شروط قبول الدعوى تتمثل في وجود عضل حقيقي، إلى جانب أن يكون المتقدم صالحاً ديناً وأمانة، ومع ذلك امتنع ولي الأمر عن تزويج الفتاة لأسباب نفسية أو مادية أو غيرها، فيستدعي القاضي ولي أمر العروس، ومن ثم يزوجها إذا رأت المحكمة صلاحية الخاطب دون حتى موافقة ولي أمرها.
وفي ما يتعلق بقضايا العضل المرفوعة نتيجة رفض الآباء تزويج بناتهم من غير السعوديين، يفيد الألمعي بأن القاضي لا ينظر إلى القضية إلا بعد موافقة وزارة الداخلية على طلب زواج الفتاة من أجنبي.

باحث اجتماعي: أساس العضل يعود إلى مشكلة ذاتية موجودة في المربّي
ويؤكد الباحث في مجال السلوك الاجتماعي ومشكلات الأسرة الدكتور عادل عبد العزيز الجمعان أن عضل الفتاة ناتج من مشكلة ذاتية يعاني منها ولي الأمر نفسه، والتي تفرضها في بعض الأحيان ظروف الحياة والمتضمنة اعتقاد الآباء أنه من غير العدل أن ينتقل مصير بناتهن إلى أفراد آخرين بعد أن أنفقوا على تربيتهم الشيء الكثير.
ويشدد الجمعان على ضرورة تثقيف المرّبي من ناحية مسؤولياته المفروضة عليه، ولا سيما أن إحساس التفضّل الذي قد يشعر به الآباء تجاه بناتهم يكبر معهم تدريجياً وهو ما يسبب تحجيم زواج الفتاة بهدف الاستفادة منها قدر المستطاع لأطول فترة ممكنة.

ويستبعد الباحث الاجتماعي احتمال أن يكون العاضل مختلاً من الناحية النفسية، وإنما فقط يحتاج إلى المزيد من التثقيف لمعرفة حقوق وواجبات الآباء تجاه أبنائهم وبناتهم والعكس، لافتاً إلى أن عضل الفتاة لفترات طويلة من شأنه أن يكون سبباً رئيسياً لتعاملها مع والدها بقسوة وبالتالي ينتج عقوق الأبناء.
ويرى الجمعان وجود اجتماعي آخر لمسألة العضل، يتمثل في إساءة استخدام السلطة الذكورية لدى بعض أفراد المجتمع، إذ إن الأب لا يستطيع عضل ابنه وإنما يحجّم زواج ابنته لاستباحة أموالها، رغم أن مسؤولية الاعتناء بالوالدين بعد الزواج تقع على عاتق الذكور وليس الإناث كونهن في عصمة أزواجهن.

383 قضية عضل على مستوى مناطق المملكة خلال العام الماضي 
وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة العدل السعودية، فقد بلغ عدد دعاوى العضل التي وصلت إلى المحاكم على مستوى المملكة العام الماضي إلى 383 قضية، وسجلت محاكم الرياض نحو 95 منها، في حين وصل عدد الدعاوى في مدينة جدة ما يقارب 81، إلى جانب 65 دعوى مسجلة في محاكم مكة المكرمة، و31 أخرى في الدمام، إلى جانب 20 قضية عضل في المدينة المنورة.

المجلة الالكترونية

العدد 1091  |  تشرين الثاني 2025

المجلة الالكترونية العدد 1091