يبرز تناول القهوة كإحدى عادتنا الشرقية التي نلتزمها، وإن كان تناولها رائجاً على مستوى العالم ككل لكن بطريقة تحضير مختلفة.
لكن كأي طعام أو شراب نتناوله، إن الإفراط في تناول القهوة بأنواعها له سيئاته، وهذا ما يحصل غالباً حيث أن «شاربي القهوة» لا يضعون حدوداً معينة على مستوى الكميات اليومية التي يمكن تناولها فيكون أثرها السلبي عليهم واضحاً وتختفي في المقابل فوائد القهوة التي نادراً جداً ما نسمع عنها على الرغم من وجودها الفعلي والحقيقي.
اختصاصية التغذية اللبنانية كريستين بركات أكدت أن للقهوة فوائد أيضاً يمكن الاستفادة منها شرط تناولها باعتدال .

أين فوائدها؟
فيما يكثر الحديث عن أضرار القهوة وآثارها السلبية على الصحة، قلائل يعرفون أن لها أيضاً فوائد صحية مهمة. صحيح أنه ليس للقهوة فوائد غذائية، إلا أن لها فوائد مهمة للجهاز العصبي بشكل خاص وللجسم عامةً.

أولاً: أظهرت الدراسات أن القهوة تساهم في حماية الكبد من التشمع والسرطان.

ثانياً: تساهم القهوة في الحد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لاحتوائها على أملاح معدنية كالمغنيزيوم الذي يساعد الجسم على استعمال هرمون الأنسولين وبالتالي ضبط معدل السكر في الدم.

ثالثاً: تعمل القهوة كمنبه لاحتوائها على الكافيين فهي تساعد على تسريع معدل دقات القلب وتساعد على اليقظة والتغلب على التعب وعلى الحفاظ على القدرة على التركيز مما يعطي زخماً ونشاطاً طوال ساعات النهار ويساهم في تحسين المزاج.
كما أظهرت الدراسات أن الكافيين يساعد على تحسين الذاكرة القصيرة المدى ويزيد القدرة على التركيز. إضافةً إلى كونه يزيد فاعلية مسكنات الألم.

رابعاً: يعتبر الكافيين مّدراً للبول فقد أظهرت الدراسات أن القهوة تقلل من دفق الدم إلى القلب مما يساعد على الحد من نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والجلطة.

خامساً: يساعد البن عامةً على إفراز الحموضة في المعدة بحيث يستخدم في تسهيل الهضم بعد تناول الطعام. لكن القهوة في المقابل تسبب عسر هضم حاداً واضطراباً قوياً في الجهاز الهضمي عند تناولها قبل الأكل.

ملاحظة: يكفي تناول فنجاني قهوة في اليوم للحصول على الزخم والحيوية. إلا أن ظهور أثرها قد يستغرق 20 أو 30 دقيقة.

وماذا عن سيئاتها؟

في حال عدم الإفراط في تناولها تعتبر سيئات القهوة قليلة جداً وهي

• تسبب القهوة تغيّراً في لون الأسنان فتميل إلى الاصفرار.
• إذ زاد مقدار تناول القهوة يومياً عن 5 فناجين في اليوم أي معدل 500 مللغ من الكافيين، تزيد أضرارها وتسبب نوعاً من الإدمان بحيث يحص اضطراب في نظام النوم والأكل فتخف الشهية مما يسبّب القلق والعصبية المتزايدة والأرق.
• يؤدي تناول 10 فناجين من القهوة في اليوم (غرام واحد من الكافيين) إلى ارتفاع ضغط الدم.
• أظهرت الدرسات أنه في حال شربت الحامل 8 فناجين أو أكثر من القهوة يومياً، يرتفع خطر موت الجنين.

نصيحة: تجنبي تناول القهوة قبل 4 ساعات من موعد النوم، خصوصاً إذا كان نومك صعباً، وذلك للحصول على ليلة نوم هانئة.

الكافيين ومصادره
لا يقتصر وجود الكافيين على القهوة فحسب، بعكس الاعتقاد السائد. إذ أنه يمكن تناول مشروبات عدة في اليوم وأطعمة تحتوي على الكافيين أيضاً ولا بد من حسابها ضمن الكمية المسموح بها كالمشروبات الغازية (25-55 مللغ من الكافيين في الزجاجة الواحدة) والشوكولا والشاي(42 -100 مللغ من الكافيين في الكوب الواحد بالنسبة إلى الشاي المعد بالاكياس) وبعض مسكنات الألم ومشروبات الطاقة المنبهة التي تحتوي على معدل مرتفع جداً من الكافيين.
ملاحظة: يعتبر تناول 300 مللغ من الكافيين في اليوم أي ما يعادل 3 أو 4 فناجين من القهوة السريعة التحضير كمة معتدلة بالنسبة إلى معظم الأشخاص.

وحدات حرارية كثيرة أحياناً
تعتبر القهوة من المشروبات القليلة الوحدات الحرارية عامةً إذ لا يحتوي فنجان القهوة إلا على وحدتين حراريتين شرط عدم إضافة السكر إليه والكريمة المبيضة.
إلا أن كمية الوحدات الحرارية قد تزيد بحسب طريقة تناول القهوة ونوعها لتصل إلى 300 أو 400 وحدة حرارية لدى إضافة الحليب والكريمة والسكر والكاكاو. وهذا ما يحصل عادةً في المطاعم لإضافة نكهة لذيذة إليها وجذب المستهلك لتناولها مما يعطي كمية كبرى من الوحدات الحرارية في يوم واحد وفي مشروب واحد.