هيّا بنا نلعب...

ساعة,ساعة الفسحة,الاختصاصيين,ملعب المدرسة,المدرسة

15 مارس 2014

تغمرالسعادةالتلميذعندمايرنّجرسالفسحةعندمنتصفاليومالمدرسي،فهذاالجرسيعنيلهالاستراحةواللعبفيالملعب،المكانالذيتعرّففيهللمرةالأولىإلىحياةالمجموعة،وهوأيضاًالمكانالذيبدأفيهإقامةعلاقاتجديدةخارجإطارالعائلةوحتىخارجإطارزملاءالصف.
فخلالنصفساعةيتصرّفبحريّةبعيدًاعن قانونالصفالذييلزمهالصمتوالإصغاءوالتركيز،ويُخرجطاقتهالجسدية.

                                                                                                                         
ماذايقولالإختصاصيون؟
يتفّق الاختصاصيون في علم نفس الطفل والمراهق والتربيون على أن الملعب مكان استراحة ضرورية تساعد التلميذ في تحمّل نهار المدرسة الطويل، ولكن في الوقت نفسه قد ترهب ساعة الفسحة بعض التلامذة.
ففي الملعب يواجه الطفل وحده ومن دون أهله مجتمعًا حقيقيًا هو صورة مصغّرة عن المجتمع الكبير خارج المدرسة. فالملعب هو المكان الذي يتعلم فيه أموراً لا يمكن تعلّمها في الكتب ويتعرف إلى معاني الاختلاف واللامبالاة والوجود بين حشد من الناس والانعزال أو الوحدة.
ويختبر في الملعب قدرته على الانسجام مع الآخرين أو النفور منهم وفق قواعد جديدة، وبحجة اللهو يمرّ بتجارب أساسية يمكن أن تكون بنّاءة أو صادمة.
وهذا كله يرتكز على سلوك الراشدين تجاه التلامذة الصغار. ويؤكد التربويون أنه من الضروري أن يزوّد الراشدون الطفل السمات التي يحتاجها، فالعنف موجود في ملعب ومن واجب الراشد أن يرسخ في الطفل مفهوم احترام الآخرين وتجنب الأجوبة البسيطة كالقول مثلاً « تدبّر أمرك» أو « ليس الأمر مهماً» عندما يتعرض للعنف.

البحثعنالهويةفيالملعب
يفتش التلميذ في الملعب عن أتراب له يكتشف من خلالهم هويته. فالبنت تبحث عن شلة صديقات تلعب معهن، وتجد فيهن الحماية والطمأنينة في الملعب وكذلك الصبي، وهما بذلك يتعلمان أموراً مختلفة.
فالتلميذ في المرحلة الابتدائية يحتاج إلى الكثير من الحب ويتحمل في الملعب الكثير من العنف، فتكون شلة الأصدقاء المرتع الآمن الذي يعوّضه عن النقص العاطفي الذي يشعر به في غياب الأهل.

كيفيبدومشهدالتلامذةفيالملعب؟
تلميذان يتشاجران وإرادة إثبات القوّة الجسديةيجب ملاحظة الشجارات العدوانية الممزوجة بالسعادة التي تحدث بين التلامذة. وتكشف هذه الشجارات لذة المواجهة مع الآخر ومعرفة قوته الذاتية مقارنة بسواه.
و»الشجار العدواني أو السادي»، كما يسميه علم النفس، يصير أمراً خطيراً إذا استمر الطفل في ممارسته ضد أترابه خصوصاً عندما يظهر متعة في إيذاء الآخر تصل أحياناً إلى رغبة في ترك آثار على الطفل الذي عنّفه، كالازرقاق الذي تتركه العضة مثلاً. وهو يريد إثبات قوته الجسدية وليس مقارنته بالآخر.
وينصح علماء النفس بوجوب تدخل إدارة المدرسة، قبل تدخّل الأهل، بأن تضع القوانين الصارمة وتعاقب من لا يتقيد بها. وليس على الأهل أن يتدخلوا عندما يكون رد فعل الإدارة سليمًا.

قائدالشلةفيالملعب
قد يشعر الأهل بالفخر بمجرد أن يكون ابنهم القائد على أترابه، بينما يجب القلق على قائد الشلة أكثر من التابعين له، خصوصًا إذا كان من النوع المتسلّط الذي يفرض سيطرته على الأتراب بالقوّة.
صحيح أن القائد يحترمه الجميع ويهابونه لكنهم ربما لا يحبونه، ويمكن أن ينبذه أترابه عندما يظهر أي ضعف في شخصيته، مما يُشعره بحزن عميق يعبّر عنه بعدوانية مفرطة.
وغالباً ما يكون سلوك قائد العصبة، إذا صح التعبير، هو انعكاس للتصرفات التي يشاهدها في المنزل خصوصاً إذا كان والداه من الأشخاص الذين يحبون السيطرة ولديهما هاجس الحفاظ على مكانتهما الاجتماعية، فيتماثل بهما من خلال ممارسة هذه السلطة على أترابه.

شلّةتلامذةينبذونتلميذًالطيفًا
من المألوف رؤية مجموعة تلامذة في المرحلة الابتدائية يتشاجرون مع ولد واحد أو يمنع قائد الشلة بقية الأعضاء من التحدث معه، وهذا أمر خطير لأن منع أفراد الشلة من التعامل مع الآخرين يفقدهم حريتهم خصوصاً في اختيار الأصدقاء، وهذا أيضاً أمر مؤذ جداً للتلميذ المنبوذ لأنه لا يعرف كيف يدافع عن نفسه أو يتكلم أو يضرب.
فهو ضحية لأن قدراته مختلفة عن قدرات الآخرين. وهنا يأتي دور الأهل بأن يشرحوا لابنهم أن أخذ مواقع عدة في المجموعة أمر طبيعي جداً، فمن الممكن أن يصير قائداً في إحدى المرات وأن مركزه قد يتغير في أي لحظة.
كما من واجب الأهل أو إدارة المدرسة التدخل لحل هذه المشكلة.

تلميذانيتداولان فيأمورتشغلهما
تعتبر ساعة الفسحة فرصة سانحة للتلامذة للتحدث عن الأمور التي تشغل تفكيرهم دون رقابة الراشدين. فهم يناقشون الأمور بحرية، مما يسمح لهم بمعالجة مشكلاتهم المتشابهة، واكتشاف طرق جديدة للتفاعل، والتعبير عن آرائهم بحرية.
فالملعب هو المكان المفضل لتوطيد عرى الصداقة. وللأسف غالباً ما يتصرف الأهل بسلبية تجاه حرية الطفل في التعبير.

تلميذيجلسوحيداًفيإحدىزواياالملعب
ليس بالضرورة أن يكون التلميذ الوحيد تلميذًا منبوذًا، فهناك أولاد سعداء بوحدتهم، وآخرون في حاجة إلى وقت يراقبون فيه الآخرين. ويمكن أن يكون الطفل يمرّ بمرحلة صعبة أو أنه غاضب من أترابه أو أنه يمرّ بمرحلة تجعله مكتئباً.
في المقابل، على الأهل التدخل إذا لاحظوا أنه حزين جداً، فإذا كان سبب المشكلة زملاء الصف عليهم التحدث إلى إدارة المدرسة. أما إذا كان سببها الطفل فعليهم عرض الأمر على اختصاصي نفسّي.

دورالمدرسة
صحيح أن الأمور التي تحدث في الملعب تختلف عن تلك التي تحدث في الصف إلا أن ساعة الفسحة تخضع لقوانين المدرسة، و من المفروض أن يكون للمدرّس المراقب في الملعب دور تفاعلي ويعرف بالمشكلات التي من الممكن أن تحدث بين التلامذة.
ويشدّد التربويون على ضرورة التنسيق بين المدرسة والأهل. فإذا لاحظ مراقب الملعب سلوكاً غير مألوف عند التلميذ، عليه أن يتحرّى الأمر ويبلّغ الأهل كي يتعاونوا في إيجاد الحلول المناسبة.
وإذا لاحظ الأهل بدورهم أي تغيّر مقلق في سلوك ابنهم في المنزل، عليهم أن يعرفوا الدافع وراء ذلك. فمثلاً إذا صار الطفل يتصرف بعنف مع شقيقه أو العكس، ولم يكن السبب حدثاً طارئاً في المنزل، عليهم أن يسألوا المدرسة، فربما يتعرض الطفل هناك للعنف على يد طفل آخر.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة