بين البندقية وباريس أجمل الأفلام الرومانسية

مدينة البندقية, باريس, أفلام, أماكن رومانسية, كاميرا

18 مارس 2014

كثيرًا ما تأخذنا الأفلام الرومانسية الهوليوودية إلى عالم جميل حيث الكاميرا تدخلنا في لعبتها، فنتمنى لو أننا نخترق الشاشة لنرمى وسط أمكنة تراقب ولا تتكلم فيكون جمالها الصامت أبلغ من كلام العاشقين، لتنطبع في ذاكرتنا ونسعى إلى زيارتها لنعيش لحظة من لحظات المشهد الهوليوودي.
فهل المكان هو الذي أكمل القصة أم القصة أضفت عليه بعدًا جماليًا إسمه الحب! أفلام قديمة وأفلام معاصرة صُوّرت هنا في البندقية التي لمجرّد تسميتها تخرج صورة الغوندول وعازف الكمان، وهنا في باريس مدينة الأنوار حيث يصدح من الزمن الجميل صوت أديث بياف بين ضفتي السين بأغنية La Vie en rose أي «الحياة الوردّية».


هنا في البندقية صُوّرت هذه الأفلام

لا يمكن أن يقال عن البندقية سوى أنها رمز الرومانسية، فهذه المدينة الإيطالية العاشقة للماء المنساب في شرايين جسدها، تفتخر ببهاء تاريخ عصر النهضة المتجسد أبينة وقصورًا تعانق الماء وتتواصل عبر جسور تبختر عليها كازانوفا ابن البندقية العاشق الأكثر شهرة في التاريخ، فكان هدف الكاميرا الهوليوودية التي أخرجت فيلم كازانوفا Casanova من بطولة هيث ليدجر وسيينا ميلير، فيأخذنا البطل الهوليوودي إلى تفاصيل البندقية في القرن السابع عشر، لتنداح مع حركة الكاميرا حركة قنواتها المائية قصص الحب الجميل، وتروي ساحاتها حكايات أسفار ابنها الرحّالة ماركو بولو.
أما شكسبير فقد جعلها مسرح روايته «تاجر البندقية». فلا عجب أن تحدّق إليها كاميرا هوليوود لتصور أحداثًا غامضة استعارتها من هذه المدينة الغارقة في جمالها اللغز.

في البندقية صوّر فيلم Dangerous Beauty من بطولة كاثرين ماك كومارك وروفوس سيوول.
واعتبر النقّاد هذا الفيلم نظرة فاتنة إلى البندقية في عصر النهضة، حيث بدت المدينة أكثر رومانسية عندما ولجت الكاميرا الهوليوودية في تفاصيلها، فكان بطلا الفيلم شخصيتين جاءتا من ذاك الزمان ترويان قصة حب مستحيلة حدثت في القرن السادس عشر.

أما فيلم ذا توريست The Tourist لأنجيلنا جولي و جوني ديب فصوّر حكاية حب عصرية امتزجت فيها الحبكة البوليسية والجريمة المنظّمة والشك، وسط عالم البندقية المتشبث بتاريخيه.
القنوات المائية أبحرت فيها المراكب السريعة فيما الغندول كان للحظات الرومانسية. من منا لم يشتهِ أن يجلس في أحد المقاهي ويرتشف القهوة كما فعلت جولي، من دون أن تكون مراقبة طبعًا بل تستمتع بتأمل التحف الفنيّة المنتشرة بفوضى جميلة، أو تقفز على أسطح عالم عصر النهضة.

حين تشاهدين فيلمًا صُوّر في البندقية تسألين هل الكاميرا الهوليوودية كانت في حاجة إلى البندقية! أم البندقية كانت في حاجة إلى هوليوود كي تبقى في الذاكرة الإنسانية! الواقع إنها علاقة جدلية بين الكاميرا والمكان.


من الأفلام التي صورت في البندقية

Bread & Tulips وحكاية الزوجة والأم التي فاتتها الحافلة أثناء التوقف للإستراحة، وعوضًا أن تصاب بالهلع مشت إلى البندقية وأمضت إجازتها في أحضانها.
The Wings of the Dove Moonraker من سلسلة جيمس بوند عام 1979 Indiana Jones and The Last Crusade


باريس... الرومانسية لعبتها

باريس هذه المدينة المتوهّجة بأنوارها منذ أكثر من ثلاثة قرون. رغم كل محاولات مدن العالم إمتلاك قلوب العاشقين، تبقى باريس على عرش مملكة الرومانسية.
فهذه المدينة تفيض جمالاً تاريخيًا كُتب في تفاصيل شوارعها وأروقتها، يتوّجه نهر السين الذي يخترق أحضانها ليرويها. إنها المدينة التي عشقها نابليون كما عشق جوزفين فأعاد صياغتها بما يتوافق مع شغفه بالجمال.

وتبقى باريس رمز الموضة محتفظة بكل مقوّمات الترف، فلا عجب أن تكون هدفًا لكاميرا هوليوود. ففيها صوّر فيلم Before Sunset لجودي ديلبي وإيثان هوك، حيث يجول البطلان في شوارع باريس وأزقتها ومتنزهاتها ومقاهيها، ويبحران في نهر السين في bateau mouche.
واللافت أن سيلين التي تلعب دورها ديلبي، تقول لجيس (هوك)، إنها لم تتعرّف إلى باريس عبر السين ولم تتنبه إلى الجمال والتحف الفنية الماردة المنتشرة على ضفتيه.
وكأن المدن التي نعيش فيها يصبح جمالها من المسلمّات الفطرية فلا نعود نتنبّه إليه إلا لحظة نلتقي غرباءها.


من الأفلام التي صوّرت في باريس

ميدنايت إن باريس Midnight in Paris من بطولة أوين ويلسون وراشيل ماك أدامز مولان روج Moulin Rouge بطولة نيكول كيدمان ويوان ماكغريغور ماري أنطوانيت Marie Antoinette بطولة كريستن دانست وصوفيا كوبولا.
وقد سُمح بتصوير الفيلم في قصر فرساي وفي حدائقه الغناء.

وآميلي Amelie وقد تحوّل مقهى The Café des deux moulins في ضاحية مونمارتر والذي صُورت فيه الكثير من مشاهد الفيلم مركز جذب سياحي.
ودافينتشي كود The Davinci code الذي صورت معظم مشاهده في المنطقة المحيطة بمتحف اللوفر.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة