black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1091

بحث

سفراء المهمات الانسانية من الفنانين

اختيار المنظمات الإنسانية المختلفة لبعض الفنانين ليكونوا سفراء لها لا يأتي من فراغ، أو بشكل عشوائي، ولكن له مبرراته التي غالباً ما يكون وراءها نجومية الفنان وتاريخه وقدرته على التواصل مع الآخرين. ومن هنا أصبح لدينا نجوم يحملون لقب سفراء. فماذا أضاف هذا اللقب إليهم؟ وماذا أضافوا هم إليه؟


عادل إمام: منصب السفير أضاف إلي فنياً وإنسانياً

يؤكد الفنان عادل إمام الذي يشغل منصب سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ عام 2000، الدور الفاعل الذي يلعبه الفن في تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة، ويقول: «أريد أن أوضح أن الفنان بإمكانه تنفيذ الأهداف الإنسانية السامية التي تسعى هذه المنظمة لتحقيقها دون شغل هذا المنصب، وهذا من خلال تقديمه أفلاماً ومسلسلات توصل العديد من رسائل التوعية الإنسانية التي تخدم أهداف المنظمة. الفنان لا يحتاج إلى منصب رسمي لكي يكون له دور فعال في الأنشطة الاجتماعية والإنسانية المختلفة».

ويجزم إمام بأن توليه هذا المنصب أضاف إليه الكثير، سواء على المستوى الشخصي أو الفني، موضحاً أنه زار العديد من الدول العربية وتواصل مع آلاف اللاجئين من خلال هذا المنصب، وهو الأمر الذي جعله أكثر دراية بثقافات الشعوب الأخرى، وأيضاً باحتياجاتهم ومشاكلهم، فتغيرت طريقة تفكيره في العديد من الأمور، خاصة في اختياراته للأعمال الفنية التي يشارك في بطولتها. ويضيف: «منذ أن توليت هذا المنصب اتخذت قراراً بالحرص على المشاركة في أفلام ومسلسلات هدفها الرئيسي خدمة المجتمع والنهوض به وبمشاكله المختلفة، ولقائي باللاجئين في العديد من الدول العربية وتواصلي معهم باستمرار لمعرفة مشاكلهم ومحاولة البحث عن حلول لها، جعلا نظرتي للحياة أكثر عمقاً وغيرا أولوياتي بشكل كامل». وعن أهم الزيارات التي قام بها منذ توليه هذا المنصب يقول: «كل الزيارات والبعثات التي قمت بها، خلال الاثني عشر عاماً الماضية، نجحت في تحقيق أهم أهدافها، لكن لا يمكن أن أنسى زيارتي لأحد الأحياء في دمشق لزيارة اللاجئين العراقيين، فتفقدت المدارس التي يكمل فيها الأطفال العراقيون اللاجئون دراستهم، فمن خلال هذه الرحلة عرفت المعنى الحقيقي للعروبة وروح المحبة التي يتمتع بها العرب».

يسرا: أهم منصب شغلته في حياتي
بهذه الكلمات تحدثت الفنانة يسرا عن توليها منصب سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأكدت أن توليها هذا المنصب أضاف إليها على المستوى الشخصي وجعلها تتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى، موضحة في الوقت نفسه أن هذه المهمة ليست سهلة، وتقول: «هذا المنصب تطلب مني بذل مجهود ضخم، فكل مهمة كانت تحتاج مني الإلمام بكل تفاصيلها، وأيضاً تفاصيل المجتمع الذي نعمل فيه».
وتضيف يسرا أنها لم تكتف بالسفر إلى الدول النامية وزيارة الأسر التي تعاني الفقر، بل جمعت تبرعات من رجال أعمال، سواء في مصر أو العديد من الدول العربية، من أجل مساعدة هذه الأسر في مواجهة مشاكلها المادية.

وتكمل: «كل ما يمكنني قوله إنني سعيدة بثقة منظمة الأمم المتحدة، وأعتبر هذا المنصب وساماً على صدري، ولا يمكن أن أصف مدى الحماسة التي تسيطر عليَّ كلما شاركت في البعثات التي تحددها المنظمة إلى الدول التي تحتاج شعوبها إلى رعاية خاصة، فأشعر بأنني أقدم رسالة إنسانية نبيلة وهادفة، لا يمكن أن أقدمها من خلال الأنشطة الاجتماعية العادية».
من ناحية أخرى، أكدت يسرا أن شغلها لهذا المنصب لم يعطّل خطواتها الفنية، موضحة أنها نجحت في التوفيق بين العملين، وتقول: «بعد شغلي هذا المنصب قررت تقديم أعمال فنية تطرح قضايا إنسانية ورؤية مجتمعية لواقعنا المليء بالمشاكل، فبعد عام واحد من تولي هذا المنصب قدمت مسلسل «قضية رأي عام» الذي يساند ضحايا الاغتصاب ويحاول محاربة التمييز العنصري ضد المرأة العربية ومحاولة البعض تهميش دورها في المجتمع».

هند صبري: مسؤولية إنسانية ضخمة
وتؤكد الفنانة هند صبري أن تعيينها سفيرة لبرنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع لم يكن مجرد منصب شرفي أو لقب أسعدها، وتقول: «تعييني لتولي هذه المهمة وضع على عاتقي مسؤولية إنسانية ضخمة تتطلب مني تركيزاً شديداً، فهو ليس مجرد منصب شرفي». وتضيف: «عندما توليت هذا المنصب عام 2009 وضعت خططاً كثيرة تساعدني في القضاء على مشكلة الجوع التي تعانيها العديد من الدول النامية، فأنا مؤمنة بأن الله وضعني في هذا المنصب لكي أنقذ حياة المئات من الموت جوعاً».

وعن الأشياء التي اكتسبتها على المستوى الشخصي بعد توليها هذا المنصب، تقول: «سفري إلى العديد من المناطق التي يعاني أهلها الجوع أو الفقر جعلني أشعر بأن الحياة ليست بسيطة على الإطلاق، فأنا لا يمكن أن أنسى زيارتي لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، فهناك عرفت معنى الغربة والمعاناة».
وتكمل هند: «أنا مؤيدة جداً لفكرة تولي الفنان هذا المنصب، لأنه أكثر قدرة على تحقيق أهدافه بنجاح، وذلك لأكثر من سبب، فهو يملك جماهيرية ضخمة وبالتالي من السهل عليه الدخول إلى قلوب الجماهير المختلفة والتفاعل معهم ومشاركتهم في أحزانهم. فالجمهور لديه شعور دائم بأن الفنان صديق له. وهناك سبب آخر يجعل الفنان ينجح في هذه المهمة، وهو امتلاكه القدرة لجمع التبرعات المالية من أجل مساعدة كل فقير وكل شخص يحتاج إلى مساعدة». هند تعد أصغر سفيرة في منظمة الأمم المتحدة، وتتذكر ردود فعل عائلتها بعدما علمت بتوليها هذا المنصب، وتقول: «لا يمكن أن أنسى بكاء والدتي من الفرحة بعدما علمت بشغلي هذا المنصب، فهي أكدت لي أنني قادرة على تنفيذ أهداف المنصب، أما والدي فلم يتمكن من استيعاب الأمر في البداية وانتابته حالة من الدهشة، إلا أنه كان فخوراً بابنته وبالمنصب الإنساني الذي تولته».


داليا البحيري: أتعامل مع اللقب بجدية شديدة
وتكشف الفنانة داليا البحيري، التي تولت منصب سفيرة النوايا الحسنة من أجل محاربة السكتة الدماغية عام 2010، عن سعادتها البالغة بالنجاح الذي حققته منذ توليها هذا المنصب، مؤكدة أن الأمر لم يكن مجرد لقب، بل تعاملت معه بجدية شديدة، وتقول: «قبل اختياري لتولي هذا المنصب كنت أحرص على المشاركة في الأنشطة الإنسانية والاجتماعية، لكن بشكل غير منظم، لكن الأمر اختلف تماماً بعد وجودي مع هذه المنظمة الدولية، حيث أصبح لديَّ دور مؤثر وفعال».
وتضيف: «الأمر لم يقتصر على جمع التبرعات أو المساعدة المادية، لكن الاهتمام الأكبر كان من خلال المشاركة في حملات التوعية للتصدي لهذا المرض، لذلك قررت الإلمام بكل تفاصيله منذ اليوم الأول لشغلي هذا المنصب. وصدمت عندما علمت أن هناك شخصاً بين ستة أشخاص في العالم معرض للإصابة بهذا المرض، وبصراحة هذا الأمر دفعني للمشاركة بشكل أكبر في حملات التوعية».


شاهيناز: وافقت على مهمة السفير لهدف إنساني وليس لـ «الشو» الإعلامي
عبرت نجمة ستار أكاديمي المطربة شاهيناز، التي اختيرت حديثاً لتولي منصب سفيرة لحملة «حرائر سورية»، عن سعادتها البالغة بهذا الاختيار، مؤكدة أنه جاء بناءً على رغبة مئاب الشباب السوريين والمصريين، من خلال استفتاء قام بها منظمو الحفل، وتقول: «لا يمكن أن أصف مدى السعادة التي أصابتني عندما علمت باختياري لتولي هذا المنصب المشرف، الذي أعتبره خطوة مهمة في حياتي»، وتضيف: «أنا سعيدة بالثقة التي منحها لي الله سبحانه وتعالى في المقام الأول ثم الشباب القائم على هذه الحملة».
وأكدت وضعها العديد من الخطط التي تساعدها على تحقيق النجاح في هذه المهمة، وتقول: «موافقتي على تولي هذا المنصب جاءت بهدف إنساني ووطني، وليس من أجل الظهور الإعلامي، وسأسعى خلال الأيام المقبلة للتواصل مع اللاجئين السوريين في مصر وسائر الدول العربية، وتلبية احتياجاتهم، فالأمر ليس عطفاً أو إحساناً لكنه عمل إنساني. وأحلم أيضاً بإحياء العديد من الحفلات الغنائية في سورية، كمحاولة لرسم البسمة من جديد على وجه الشعب السوري».


محمد صبحي: قبلت المنصب لثقتي بجدية منظمة الإغاثة الإسلامية
ويؤكد الفنان محمد صبحي الذي تولى منصب سفير الإغاثة الإسلامية العام الماضي، أن توليه هذا المنصب كان تكريماً للجهود التي بذلها من خلال تأسيسه لحملة المليار للقضاء على العشوائيات، لافتاً إلى أن منظمة الإغاثة الإسلامية منحته هذا المنصب الشرفي بعدما وجدت أنه الشخص الأنسب. ويضيف: «مهمتي الرئيسية في الحياة إنجاح حملة المليار للنهوض بالعشوائيات، التي تشارك منظمة الإغاثة الإسلامية بها أيضاً، حيث بذلت العديد من الجهود معنا وشاركت في وضع العديد من الحلول لتنفيذ أهداف هذه الحملة، كما أنها تبرعت بأكثر من 60 مليون جنيه من أجل هذا المشروع، وأريد أن أوضح أنني قبلت بهذا المنصب بعدما علمت بجدية هذه المنظمة في مساعدة الدول النامية والنهوض بالشعوب الفقيرة، فهي لا تفرق على أساس جنس أو دين، بل تحاول مساعدة جميع المحتاجين، وتهدف إلى إغاثة كل إنسان دون تمييز».

محمود ياسين: اختيار الفنانين سفراء لا يتم عشوائياً
أما الفنان محمود ياسين الذي تولى منصب سفير النوايا الحسنة للبرنامج الغذائي العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة منذ عام 2004، فأكد أنه كان حريصاً قبل اختياره لتولي هذا المنصب على المشاركة في الأنشطة الإنسانية والاجتماعية، إلا أنه لم يكن لديه القدرة على الوصول للمواقع التي تحتاج إلى مساعدة. لكن بعد توليه هذا المنصب وتعاونه مع هذه المنظمة أصبح بإمكانه الوصول إلى دول كثيرة في أمس الحاجة للدعم المادي والمعنوي. ويقول: «اختيار الفنانين لتولي هذه المناصب لا يتم بشكل عشوائي، بل يختارون الفنان الذي يمتلك جماهيرية كبيرة وتاريخاً فنياً ضخماً، بالإضافة إلى مقدرة فعلية على تقديم المساعدة».
ويضيف: «من المستحيل حصر مهمة من يتولى هذا المنصب على جمع التبرعات من رجال الأعمال، فالمسؤولية أكبر من ذلك بكثير، فهي تحتاج إلى دراسة في غاية التعمق لكل المواقع التي تحتاج إلى مساعدة».
من ناحية أخرى، اعترف محمود ياسين بأن الأحداث السياسية التي تمر بها مصر بعد اندلاع الثورة ووصول التيارات الدينية للحكم، جعلته ينشغل عن مواصلة مهماته في هذا المنصب، ويقول: «وجدت أن دوري الوطني أهم بكثير، وقررت التفرغ للمشاركة في طرح حلول للخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها مصر، وبالتالي هذا الأمر شغلني عن متابعة مهمات البرنامج الغذائي العالمي».


أبو سليمان: استطعت تحسين صورة المرأة السعودية وصورة مجتمعنا عالمياً
أكدت الإعلامية السعودية، وسفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة منى أبو سليمان، إن اختيارها ـسفيرة للأمم المتحدة مختلف تماماً عن المؤسسات الأخرى. وقالت: «كنت سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية في السعودية منذ عام 2007 إلى 2009. كان محور اهتمامنا في السنتين التوعية بأعمال التنمية وأهدافها في كل المجالات، مثل مساعدة الأمهات (الحوامل)، وصحة الأم بعد الولادة، وتعليم الأطفال إلى سن العاشرة... تنوّعت اهتماماتنا من الصحة إلى التعليم، والتنمية، ومحاربة الفقر، والحد من التلوث... وهي جهود جبارة قامت بها السعودية دون الاعتراف بها، لذلك أجرينا جولات كثيرة في أنحاء السعودية، وزرنا المدارس والجامعات، وتحدثنا خلالها عن دور الأمم المتحدة ودور السعودية في التنمية وعن تحقيق أهداف التنمية العالمية».
وأشارت أبو سليمان إلى أن السفراء السعوديين محدودون جداً وذلك يعود إلى أن السعودية دولة مانحة وليست دولة نامية. «كما أود توضيح كيفية اختيار الشخص سفيراً لدى الأمم المتحدة، فإما أن يكون مدعوماً من بلده حتى وإن كان غير معروف وهذا نادراً ما يحدث، وإما أن يتم الاختيار من جانب الأمم المتحدة نفسها لشخصية معروفة إعلاميا، لرفع مستوى التوعية».
وحول مدى استفادتها كسعودية من هذا اللقب، قالت: «الجميل أن الصورة السلبية المأخوذة عن السعودية في الخارج استطعنا تغييرها. كما أنني عملت على تحسين صورة المرأة السعودية والمجتمع في الكثير من المحافل الدولية التي حضرتها كسفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة».


حسن عسيري: لا بد للسفير المختار من أن ينشط في خدمة المجتمع
المنتج الفنان حسن عسيري الذي أعطي لقب سفير النوايا الحسنة من مجلس أمناء منظمة السلام العالمي في أميركا، يعمل لتعزيز أهداف المنظمة في نشر السلام والتآخي البشري، ضمن خطتها لستثمار شعبية الفنانين والشخصيات العامة البارزة في مجتمعاتها المحلية.
قال: «هذه المناصب والأوسمة العالمية يحصل عليها من يحظى بقبول جماهيري، ولاستثمار الأفكار التي يطرحها في دعم أهداف ورسائل منظمة السلام العالمي، وجمعيات متخصصة في تحقيق السلام في العالم خصوصاً في القضايا التي ترفض العنف الأسري، وقضايا المرأة، والطفل، والمستضعفين، والتي تطرقت لها الكثير من الأعمال الفنية التي تم إنتاجها عبر مؤسسة الصدف التي امتلكها، والتي تخدم المجتمع وتوعيته بشكل دائم». وأضاف  أنه لا بد لمن يُمنح منصب سفير النوايا الحسنة، أن يكون جديراً بتفعيل الجانب الخيري والإنساني وينشط في الخدمة المجتمعية بكل مجالاتها.


فايز المالكي: العمل الخيري والاجتماعي
فايز المالكي جمع بين الفن والجماهيرية ومنصب سفير النوايا الحسنة لليونيسيف قبل أن يتنازل عنه بسبب ما يحدث من قتل.  وعندما كان في منصبه كان من المبادرين إلى جانب الجمعيات الخيرية  في مساعدة المتضررين من سيول جدة.
ويرى  المالكي أن منصب سفير النوايا الحسنة يحتم على صاحبه القيام بدور كبير من الناحيتين الخيرية والاجتماعية، وقال: «أعتقد أن الدور الاجتماعي أصبح مهمًا لأنه جزء من العمل العام. ويجب على المشاهير سواء كانوا رياضيين أو فنانين أو سواهم أن يكون لهم دور إنساني اجتماعي، فالعديد من النجوم العالميين يساهمون بفاعلية في تخفيف العبء عن كواهل المنكوبين».


إليسا لم يحدث ما ترغب أن تقوم به فاستقالت
في العام 2011 عُيّنت الفنانة اللبنانية إليسا سفيرة للنوايا الحسنة، نظرًا لاهتمامها بقضايا المرأة وخصوصاً العنف الموجّه ضدّها من خلال أعمالها الفنية كأغنية «من غير مناسبة» التي تضمنها ألبومها «تصدق بمين».
وعند تنصيبها أظهرت سفيرة النوايا الحسنة الجديدة، سعادة واحتراماً كبيرين، وصرّحت «سأسعى من خلال هذا التعيين المهم الذي بدأته اليوم أن أعمل جاهدة كما تفعل الممثلة العالمية المحبوبة»أنجلينا جولي واستغلال فنّي من أجل تكثيف الجهد تجاه تحقيق التنمية المستدامة لمكافحة سوء التغذية التي تعمل عليها منظمة «IIMSAM».
في ذلك الوقت، أعطت إليسا موافقتها المبدئية للقيام بزيارة بنغازي في ليبيا لتقديم المساعدات إلى أهلها، لكن هذه الزيارة تأخّرت ومرّت سنة كاملة من دون أن تقوم بأي عمل يخصّها كسفيرة مما دفعها إلى تقديم استقالتها من هذا المنصب حرصاً على اسمها. وتقول إنها استقالت لأنها أمضت سنة من دون أن تفعل شيئاً، وأنها لم تكن سعيدة بلقب سفيرة من دون أن يرتبط اللقب بالفعل. فهي فرحت في البداية لأنها كانت ترغب في القيام بنشاطات وأن تكون فعّالة أكثر في المنصب، لكن الأمور لم تجر كما تشتهي. فقد طلبت مراراً من القائمين على البرنامج أن ينظموا لها زيارات ميدانية لبعض المناطق التي تأثرت بسبب الأحداث التي شهدها العالم العربي بعد الثورات، إلا أنهم لم يقوموا بأي عمل يساعدها في زيارة هذه الأماكن المتضررة. لذا كانت الاستقالة الخيار الأنسب. «كان لقباً فقط، ويريدون أن أبحث أنا عن المشاريع وأخطّط لها وأنفّذها، وهذه ليست مهمّتي، لهذا استقلت».


عاصي الحلاني: ناشط في العمل الإنساني قبل ان يكون سفيراً
 عام 2012 عيّن عاصي الحلاني سفيراً للنوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة لبرنامج «عيش لبنان» الذي يعنى بمعالجة المشاكل الاجتماعية ويسعى إلى حلّها بمساعدة اللبنانيين المغتربين، ويستهدف قطاع الشباب والقطاع الصحي والقطاع البيئي، في سبيل تأمين الدعم وتعويض غياب الدولة في هذه المجالات أو التعاون مع الوزارات المختصة. اللافت في تعيين عاصي أنه جاء تبعاً لأعمال انسانية قام بها مسبقاً، وهذا ما شدد عليه الحلاني معتبراً أنه لم يكن ينتظر اللقب حتى يبدأ العمل في مجال المساعدة الاجتماعية ، فهو ناشط في هذا المجال قبل تعيينه. لذا قرار تعيينه سفيراً لم يكن مجرّد لقب.
ويشرح عاصي كيف تمّ اختياره قائلاً: «عندما زارني السيد روبرت واتكنز مندوب الأمم المتحدة في الشرق الأوسط ليخبرني أنهم اختاروني سفيراً في الأمم المتحدة بعدما بحثوا وشاهدوا ما قدّمته وأقدّمه، شكّرته، وقلت له إنني أعمل وأقدّم واجباتي الإنسانية سواء كنت سفيراً للأمم المتحدة أو لم أكن».
وشدّد على أهمية مساعدة الفقراء، وقال إن مساعدتهم «وخاصة العناية بالطفل لجهة الغذاء والكساء والدواء، هي لبنة أساسية في بناء البشرية. فالغذاء إلى تناقص والبشرية إلى ازدياد». وقرن عاصي قوله بالفعل، فأحيا حفلات بصفته سفير النوايا الحسنة لمبادرة «عيش لبنان» كحفلة مسرح المدينة المهدّد بالإقفال بسبب نقص التمويل، وحفلة خيريّة لصالح جمعية روّاد لبنان وجمعية أطفال السرطان سانت جود. معلناً أنه سيكمل على هذا المنوال لأنه واجب يشعر به بغض النظر عن كونه سفيراً أو لا.


راغب علامة: من أبرز السفراء الناشطين في مناصبهم
يعتبر الفنان راغب علامة الذي عُيّن سفيراً لحملة الأمم المتحدة حول تغير المناخ من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2009 ، من أبرز السفراء الناشطين في مناصبهم. واللافت أنه يستخدم وسائل دعائية في حملته التوعوية كسفير، فلا يترك مناسبة إلا يضع أخبار نشاطاته على صفحته الرسمية على تويتر، مرفقة بجمل توعوية موجّهة إلى جمهوره الذي يتابعه خطوة بخطوة. فتراه يزور الجنوب اللبناني حيناً ويجتمع مع مسؤوولين من الأمم المتحدة هناك، ويسافر إلى أكثر من بلد عربي ليشارك في معارض ومؤتمرات حيناً آخر، موثّقاً كل خطوة يقوم بها.
هذه الحماسة التي لم تخفت رغم مرور سنوات عديدة على تنصيبه سفيراً، جعلت البعض يذهب في تفكيره إلى أن راغب ينوي خوض غمار السياسة والترشّح للانتخابات النيابية في لبنان. لكن راغب لم ينف ولم يؤكّد الأمر، علماً أنه متابع فذّ للسياسة، واكتفى بتصريحاته التي تؤكّد أن عمله يندرج ضمن مسؤولياته كسفير، ويقول: « قضية التغير المناخي مسؤولية الجميع، لأنها تحدد مصير مستقبلنا ومستقبل أولادنا. علينا أن نرفع أصواتنا أو حتى نصرخ إذا لزم الأمر، فعلى الناس أن يهتمّوا لنوعية الهواء الذي يتنشقونه»، مبدياً حماسة للعمل لأنه «لا يزال يشعر بالحاجة الملّحة لتكثيف جهوده للتوعية حول مواضيع بيئية في لبنان»، كما وصفه تقرير الأمم المتحدة.


نانسي عجرم: نتعاطف مع الأمهات والأطفال
في العام 2009 اعتبرت نانسي اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسيف فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  «حلماً يتحقق، فهو أفضل ما يمكن أن يحصل عليه الفنان، والإنسان، والأم»، مشيرة إلى أنها كأم تتعاطف أكثر مع الأمهات في المنطقة، مبديةً سرورها بوضع شهرتها «في خدمة الآخرين ومن أجل مساعدة الأطفال». فهل نجحت نانسي في تسليط الضوء على قضايا الأطفال خصوصا تلك المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة والحماية من الأذى وضمان مشاركة اليافعين فى القضايا التى تمسّهم؟
من يراقب كتابات نانسي على تويتر يرى دائماً «هاشتاق» لمنظمة الأمم المتحدة اليونيسيف. فهي تستثمر جمهورها العريض لإيصال ما تريد قوله في موضوع الطفولة، ويبدو أنها نجحت في ذلك خصوصاً بعد أن ارتبط اسمها اتباطاً وثيقاً بالطفولة، هي التي بدأت مسيرتها الفنيّة طفلة وشبّت لتنجب طفلتين كانتا حديث الصحافة ووجهاً آخر لشهرتها.
ويمكن إدراج إصدار نانسي لألبوم غنائي خاص للأطفال وربطه بعملها كسفيرة في اليونسيف ضمن عملها كسفيرة. وقد أثنى كثيرون على هذا الألبوم وعلى الأغنيات السابقة معتبرين أنها تدخل الفرحة إلى قلوب الأطفال، وهذا أجمل ما يمكن أن يهبه شخص لآخر.

نصير شمة: العمل بصمت
الموسيقار العراقي نصير شمة من الفنانين القلائل الذين يعملون بصمت شديد في هذا المجال، ويرى ان هناك مهمة أخرى للفنان يجب أن تكون بعيدة تماماً عن دائرة الضوء الإعلامي، لكنه يضطر لكشف بعض مبادراته حين يتعلق الأمر بالحاجة إلى مساعدة شاملة، في حين يعلم المقربون من الفنان الذي أسس بيت «العود العربي» في أكثر من عاصمة عربية، ويقيم بين القاهرة وأبو ظبي، أن معظم أموال الرجل تذهب للإنفاق على أعمال خيرية، دون أن يفكر يوماً في الحصول على لقب سفير نوايا حسنة.

حسين الجسمي: الوفاء بمُتطلبات اللقب
يعد الفنان الإماراتي حسين الجسمي احد الفنانين المتوجين باللقب من منظمة الفاو، وخصص جانباً كبيراً من وقته من اجل الوفاء بمتطلبات هذا اللقب الذي يرفض توصيفه بـ»الشرفي»، وقد بدأ مشواره مع خدمة المجتمع بالمشاركة في الحملة الوطنية للوقاية من نقص حمض «الفوليك»، في حين وصلت رحلاته الخيرية إلى زيارة أطفال ومجتمعات فقيرة في أفريقيا وآسيا بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي.
وقد قام الجسمي، السفير فوق العادة لمنظمة «إمسام» المراقب الدولي الدائم للأمم المتحدة، بزيارة لـ «جمعية الإمارات للأمراض الجينية» في دبي، وأطلع على منجزات الجمعية وأهدافها في نشر التوعية للحد من انتشار اضطرابات الدم الجينية في الإمارات، واستمع إلى شرح موسع من الدكتورة مريم مطر مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة الجمعية، وفريق عملها من الأطباء والمتخصصين، عن أعمال الجمعية التي تسعى للوصول الى مجتمع واعٍ حول الأمراض الجينية وسبل الوقاية منها.

ومن أبرز نشاطات الجسمي زيارته لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، وكذلك زيارته المستشفى الإماراتي - الأردني الميداني بمنطقة المفرق الذي أنشئ لتقديم خدمات علاجية وجراحية ووقائية للأطفال والمسنين والمصابين من النازحين السوريين، من قبل الهلال الأحمر الإماراتي ، وقام بجولة ميدانية بين أقسام المستشفى، تفقد خلالها أقسامه المختلفة التي تستقبل المصابين السوريين.
و دعا الجسمي الذي توجه أيضا إلى أماكن إقامة اسر سورية نازحة استأجرت عدداً من المساكن في المدن الأردنية القريبة من الحدود الأردنية السورية، المجتمع الدولي إلى المشاركة في رفع المعاناة عن النازحين السوريين، مؤكداً أن دعوته لا تستند إلى لقبه الأممي بقدر ما تستند  إلى صوت إنساني محض.
وحول الوقت الذي يخصصه للأعمال الخيرية وما إذا كان الأمر اختلف بعد حصوله على لقب «سفير» عما قبله، قال الجسمي: «لا يحتاج الفنان أو أي إنسان إلأى ألقاب كي يقوم بواجباته تجاه أخيه الإنسان في مختلف المجتمعات، ولكن من دون شك فإن وجود صفة أممية تمنح أي مبادرة مزيداً من الصقل. كما أن الحصول على لقب كهذا يزيد مسؤولية الفنان لأن الأمر يبدو بمثابة مهمة ثقيلة يكلف بها، ولا يمكن التعامل مع هذه الألقاب من منظور كونها تشريفاً».

فايز السعيد: لإسعاد الطفولة
ورغم أن الفنان الإماراتي فايز السعيد لقبه الأساسي سفير الألحان، فقد ضم إليه لقباً أممياً آخر، وفي حين أنه أحدث من مواطنه الجسمي في هذا المجال، إلا انه اختير للقب الممثل الخاص لأمين عام منظمة(امسام) العضو في منظمة الأمم المتحدة بقسم الفنون والترفيه للشرق الأوسط والخليج. ويأتي هذا العمل في إطار جهود مؤسسات النوايا الحسنة لإسعاد الطفولة في الوطن العربي والعالم. ومن الملاحظ أن السعيد كثّف وجوده في أعمال ذات صلة بالطفولة بوجه خاص، وكان من أوائل المبادرين بزيارة مراكز تعنى برعاية الطفولة، مثل مراكز رعاية الأطفال المصابين بالتوحد، ومراكز رعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما أن السعيد قدم العديد من الأوبريتات بمشاركة تلامذة المدارس الحكومية في مناسبات مختلفة، منها أوبريت «المجد»، بمشاركة أطفال من أكثر من 60 مدرسة ابتدائية.
وأكد السعيد أن هناك الكثير من العمل والمبادرات التي تحتاج إلى تنسيق مع مؤسسات المجتمع المختلفة من اجل تطبيقها، داعياً رجال الأعمال بصفة خاصة للتعاون مع القطاع الحكومي والقطاع الخاص للمشاركة في رفع المعاناة عن الأطفال في مختلف أنحاء العالم.


ديانا حداد: لا نحتاج إلى ألقاب لنقوم بواجباتنا
الفنانة ديانا حداد سفيرة السلام في الأمم المتحدة تعد أيضاً من أكثر المتحمسين لفكرة مشاركة الفنان في مهمات إنسانية، مؤكدة أن الفن لا يمكن أن يكون بالنسبة إلى الفنان عالماً مستقلاً، والفنان الذي يتغنى بالمشاعر والأحاسيس ويخاطب الوجدان لا يمكن أن يكون سوى ضمير نابض بالعطاء للفئات الأكثر حاجة من غيرها، سواء كانت هذه الحاجة مادية مثل تلك التي تعانيها المجتمعات الفقيرة، أو معنوية مثل الأطفال الذين فقدوا آباءهم أو عوائلهم، أو أولئك الذين يعانون أمراضاً مستعصية.
وترى حداد أن لقب سفيرة الأمم المتحدة لا يمكن أن يكون شرفياً ، أو أحد لوازم الوجاهة للفنان كما يتم تسويقه أحيانا، مضيفة :»الفنان لا يحتاج إلى ألقاب كي يقوم بواجباته تجاه مجتمعه. والحصول على تلك الألقاب يزيد من مسؤولية الفنان بالضرورة المثقل بالأساس بمهمات رد الدين للمجتمع الذي منحه الشهرة، والفرصة للانتشار، فضلاً عن الشعور الإنساني الطبيعي بأهمية العطاء، وكل منا بالضرورة إذا نقب جيداً سيجد أنه يملك شيئاً ما ليمنحه للآخرين.

المجلة الالكترونية

العدد 1091  |  تشرين الثاني 2025

المجلة الالكترونية العدد 1091