مدرسة خاصة بعشّاق المجوهرات والمعرفة L’ECOLE VAN CLEEF & ARPELS

فان كليف اند اربلز, مجوهرات, ماري فالاني ديلو

21 أبريل 2014

في مبادرة لنشر الوعي بتقنيات وفن صناعة المجوهرات والساعات وإلقاء الضوء على تاريخها الغني وتبدّل أساليبها وعلاقتها بالانسان عبر المكان والزمان، ورغبة في المحافظة على مساهماتها الاجتماعية ونقل الثقافة الفنية للمهنة، أطلقت دار «فان كليف اند اربلز» في خطوة ريادية عام 2012 مدرسة خاصة موجهة الى عشاق المجوهرات وعشاق المعرفة لمساعدتهم على توسيع آفاقهم ومعارفهم في هذا القطاع المثير عبر مواد نظرية وتقنيات تطبيقية خاصة بعالم المجوهرات والساعات. تعتبر الدار نفسها مسؤولة تجاه المجتمع والحفاظ على حرف باتت نادرة.  فدار Van Cleef & Arpels أصدرت مجموعات مميزة لا بل فريدة مثل ساعات Poetic Complications  ومجوهرات Zip Necklace  و Pierre de Caracteres وغيرها التي ولدت على أيدي فنانين وحرفيين استخدموا أجمل الأحجار بدقة فائقة وصبر وتأنٍ وشغف في العمل. مجموعات أيقونية كهذه والاصداء الرائعة التي لاقتها بالاضافة الى الارث الذي تحمله الدار فرضت على مسؤوليها التزامهم هذا تجاه المجتمع. في مقابلة لـ «لها» مع رئيسة المدرسة ماري فالاني ديلوم نتعرف أكثر على هذه المدرسة الفريدة من نوعها وهذه الرؤية المميزة.
 

شعار المدرسة «الولوج الى عالم المجوهرات والساعات» ، لمن توجهون الدعوة؟
إنها دعوة مفتوحة لكل من يرغب في التعلّم، لكل من ينشد التعرّف أكثر على صناعة المجوهرات وأوجهها الفنية والتاريخية من عمر 18 الى 80 عاماً. هي ليست للمختصين في صناعة المجوهرات أو علم الاحجار الكريمة بل للجميع.

إذاً ما من مؤهلات أو شروط مفروضة على المنتسبين؟
ما من شروط ابداً. يمكن لاي مشارك أن يتكيف مع الدروس المعطاة. لا يتعدى عدد الطلاب في الدورة الواحدة أكثر من 12 وتستعين المدرسة بخبراء ينقلون معارفهم الى الطلاب الشغوفين الذين يعبّون من مناهلهم ليرووا عطشهم للفن والثقافة والتاريخ والمعرفة. ويستطيع الخبراء السيطرة على كل المستويات، بالاضافة الى وجود مدرسين اثنين في الدروس النظرية وأربعة في الدروس التطبيقية.

كيف ولدت هذه الفكرة المبتكرة؟ وما هو هدفها؟
إنها وليدة حوار بين أناس شغوفين بعملهم. نحن ندرك أن مهنتنا مذهلة فيها خبرات نساء ورجال محترفين، وعلاقة المجوهرات بالانسان تعود الى ما قبل التاريخ. كل هذا الغنى، بالاضافة الى المراحل المتعددة والدقيقة التي تمر بها أي قطعة، لا يعرفه الجمهور. وبما أننا على دراية بالرغبة التي يشعر بها بعض الناس وكوننا داراً تحمل إرثا تاريخيا وقد جسدنا الكثير من الابداع عبر قطع فريدة، ارتأينا انه من واجبنا أن نزيد الوعي بالمهنة. هدفنا اذاً أن نغرس الفهم الثقافي والعاطفي لروح الحرف الاستثنائية وتشجيع الطلاب على التمكن من التقنيات من خلال التجربة الشخصيّة والمواد النظرية.

أخبرينا أكثر عن الدورات والمناهج التعليمية؟
يعتمد المنهج تسليط الضوء على الخفايا التاريخية والفنية في صناعة المجوهرات. ويقسم الى ثلاثة محاور هي تاريخ الفن والحرفية Know How وعلم الاحجار الكريمة. كل المحاور مقسمة الى 13 دورة أو محاضرة تلقى باللغتين الفرنسية والانكليزية ولمدة 4 ساعات.
وتتنوع المحاضرات وايحاءاتها من متحف V&A الذي يعرض تاريخ المجوهرات الى اللؤلؤ الذي يعتبر أول الاحجار الكريمة التي ولدت طبيعياً. كما نسافر في الجغرافيا والتاريخ وعلاقتهما بالمجوهرات وأسلوبها وتطورها عبر الازمنة والاماكن المختلفة. في الماضي كانت الجواهر تعبّر عن العظمة والقوة فيتزين بها رئيس القبيلة أو الملوك، وفي حقبة اخرى كانت دليلاً على القوة الاجتماعية. كما انها كانت تعتمد للحماية من قوى الشر ولجلب الحظ في مختلف الثقافات. نتطرق أيضا الى أسلوب Art nouveau لهذه الموجة التي أثارث تحولا جذرياً في عالم المجوهرات خلال فترة قصيرة نسبياً وما زال تأثيرها حاضراً الى اليوم.
نغوص أيضا في عالم الساعات الدقيق من خلال دورات ومحاضرات نحاول من خلالها معرفة ما الذي يدفع الانسان الى تفقّد الوقت في كل حين.

ماذا لو أراد أحدهم التعمّق أكثر في احد المواضيع؟
Van Cleef & Arpels هي الدار التي أسست هذه المدرسة ولكنها ليست حصرية بنا. فاذا ما زرتم المدرسة سوف تلاحظون الكتب والمراجع الخاصة  بالاضافة الى تلك التي تعود الى دور أخرى. نحن منفتحون على الجميع وهدفنا ثقافي بحت. نعتمد منهجاً معيناً في هذا الخصوص اسمه (TGF) أو To Go Further فنرشدهم الى مراجع عدة من كتب وأفلام ومتاحف ومعارض. كما أننا بصدد العمل على مشروع جديد يقوم على تزويد الطلاب كلمة سرية تسمح لهم بالدخول الى موقعنا لمشاهدة أفلام فيديو نعدها خصيصاً لهم للتعمق في مواضيعهم المطلوبة. نمدهم بأسماء الاشخاص والمدارس المتخصصة في المجال. من المحتمل اضافة بعض الحصص التي يطلب منا التوسع فيها، كما أننا ننظم محاضرات أو بالأحرى نقاشات مسائية بين الطلاب والخبراء بناءً على الطلب. هدفنا أن ننقل شغفنا بعالم المجوهرات الى الطلاب.

هل من مخطط لتصبح المدرسة متخصصة؟
يوجد ما يكفي من المدارس المتخصصة، نحن بحاجة الى مدرسة تتوجه الى الجمهور التواق الى المعرفة. هذه المدرسة هي الأولى من نوعها وهذا ما يميّزها.

هل تعتقدون أن الماركات الاخرى ستحذو حذوكم أم ان مشروعاً غير ربحي قد لا يروقها؟
كل ما في الامر أننا نرعى مدرسة هدفها ثقافي بعض الدور يفضّل الرعاية الرياضية أو الفنية. نحن الرواد والوحيدون الى اليوم الذين اعتمدوا هذا النهج. أما إذا أرادت دار أخرى القيام بعمل مماثل فهذا أمر رائع وإيجابي، فالهدف سيكون واحداً، وهو المحافظة على الحرف ومشاركة الجمال والشغف مع أكبر عدد من الناس.

مركزكم في فرنسا، هل تنوون التوسع بافتتاح فروع في دول أخرى؟
صحيح أن مبنى المدرسة في باريس ولكن مدرستنا متنقلة. كنا في اليابان قبل فترة لمدة 15 يوماً وكانت تجربة رائعة. افتتحت المدرسة قبل عامين استقبلنا خلالها 2200 طالب من 33 بلداً.

هل تفكرون في إعادة التجربة في احدى الدول العربية؟ 
أتمنى ذلك. صراحة الأمر وارد ونحن بصدد العمل على هذا المشروع. لقد لمسنا اهتمام العرب عبر مشاركة عدد من الطلاب من دول عربية مختلفة أحدهم مهندس لبناني دفعه فضوله للالتحاق بالمدرسة حيث أمضى اسبوعاً غرق فيه في عالم المجوهرات الواسع. وأريد التنويه هنا بالجو الرائع في المدرسة حيث  تلتقي الجنسيات المختلفة والتي يجمعها هدف واحد وشغف واحد، وهذا أمر يغنينا أيضاً. السياق تثقيفي وليس ربحياً والعلاقات بسيطة والاجواء مسترخية.

أطلقتم بالتعاون مع مركز «تشكيل» للإبداع، وبالشراكة مع «أيام التصميم دبي»، جائزة الفنان الناشئ في منطقة الشرق لعام 2014، هل هذه خطوة لتشجيع الجمهور العربي على الالتحاق بالمدرسة؟
لطالما حظينا بانضمام طلاب من الشرق الاوسط الى مدرستنا. أما بالنسبة الى الجائزة فتندرج هذا العام تحت اسم «نقطة تحول» وتسلّط الضوء على المراحل الإبداعية في العمل الفني، ولحظات تطور هذا العمل. سيحظى الفائز بفرصة حضور دورة تدريبية في مدرسة «فان كليف آند أربلز» بعد أن يعلن خلال «أيام التصميم دبي». أطلقنا هذه الجائزة العام الماضي وكانت نتيجتها مذهلة، إذ ان الطالب الفائز وبعد التحاقه بالمدرسة ترك عمله وتوجّه الى الولايات المتحدة للتعمق في التصميم والفنون. هذا الامر رائع.