قرر رئيس الوزراء المصري، المهندس إبراهيم محلب، إيقاف عرض فيلم "حلاوة روح" وإعادته لهيئة المصنفات الفنية لاتخاذ قرار نهائي بشأنه، وذلك بناءً على تقرير أرسله مجلس الأمومة والطفولة، طلب فيه منع عرض الفيلم حفاظًا على أخلاق الأطفال، لما يحمله الفيلم من إساءات للأخلاق.

إلا أن القرار أثار ضجة في الأوساط السينمائية، ورغم اعتراض الكثيرين على مستوى الفيلم وما حمله من إثارة، لكنهم أعلنوا وقوفهم ضد فكرة منع عرض أي عمل فني.

وأصدرت جبهة الإبداع المصرية بياناً حمل عنوان، "ليس دفاعًا عن الفيلم، ولكن دفاعًا عن المبدأ" جاء فيه: "تعلن جبهة الإبداع  رفضها التام لتعدي رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، على سلطة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والتصرف فيما لا سلطة ولا شأن ولا معرفة له به، من شؤون صناعة السينما، والتعدي على حرية الفكر والتعبير والفنون التي يكفلها الدستور المصري، والتي تنظم شؤون العمل الفني، وتضع سلطة قراراته في يد جهاز الرقابة على المصنفات الفنية دون غيره".

وتعتبر جبهة الإبداع في بيانها، أن التعدي على قرارات مؤسسة من مؤسسات الدولة، بهذا الشكل السافر، يضعنا في دولة يحكمها من يمارس ما لم يمارسه وزراء تنظيم الإخوان الإرهابي في عز جبروته.

ويضيف البيان: "في الوقت الذي نطالب فيه بالتصنيف العمري، وإلغاء فكرة المنع التي صارت فكرة حمقاء لا مغزى لها، يفاجئنا رئيس الوزراء ليضع نفسه في موقع الحكم على ما لا سلطة له عليه، ويمارس التعدي على كل من الدستور المصري والأحكام الصادرة من المحكمة الدستورية العليا".

وفي نهاية البيان طالبت جبهة الإبداع، جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، بالتمسك بقراره بعرض الفيلم، معلنة دعمها ومساندتها له.

ويؤكد الناقد السينمائي طارق الشناوي اعتراضه على قرار منع عرض الفيلم، ووصفه بأنه مصادرة لحرية الفن، "حتى لو كنا ضد الفيلم، ففي النهاية دورنا هو النقد وليس المنع، وإلا سندفع  جميعاً الثمن بعد ذلك لأنه إذا استمر الوضع هكذا فمن الممكن فى المستقبل القريب أن تمنع الرقابة أفلاماً تحمل آراء سياسية لأنها لا تعجب أشخاصاً معينين".

وأضاف: "الرقابة فعلت ما يتوجب فعله وصنفت الفيلم للكبار فقط، والجميع يبحث فى الوقت الحالي عن عصر أفضل من الحريات والإبداع، هذا بالإضافة إلى أن "حلاوة روح" واقعي ويعرض جزءاً من مجتمعنا، ولابد أن نترك حرية اختيار مشاهدة الفيلم من عدمه للجمهور وحده، فهو قادر على أن يحدد ما يراه".

أما منتج الفيلم محمد السبكي فيؤكد أنه في انتظار إبلاغه رسمياً بقرار إيقاف عرض الفيلم، حتى يتمكن من اتخاذ الإجراءات القانونية للرد على هذا القرار.