سهام تويني: يكمّلني وغيابه لا يعوّض مهما فعلت

سهام تويني, جبران تويني, صداقة, شهيد / شهداء, أولاد

26 أبريل 2014

وجوده يعني الثقة والأمان. هو لها، رفيق الدرب والمستقبل. غاب، فاستمدّت من الحياة قوّة افتقدتها وأصبح الإتكال على الذات سندها.
ومع ذلك فقد ترك فراغاً واضحاً في مواقف مفصلية في الحياة وعند الأولاد. سهام تويني لا تضع اليوم في أولوياتها البحث عن شريك يكمّلها، فكما تقول يصعب إيجاد رجل يملأ فراغ جبران تويني، فهو كان استثنائياً نظراً إلى قوة شخصيته وجرأته وخصاله الكثيرة.
كما أنّه مع الوقت ووجود الأولاد بات الأمر أكثر صعوبة. لكنها لا تنفي أنّ وجود رجل وعلاقة حبّ يعطي الحياة نكهة ألذ.


- ماذا يعني لك وجود رجل في حياتك، زوج أو صديق أو أخ أو أب؟
الكلّ لديه الميزات نفسها بالنسبة إلي. صحيح أنّ الأب هو الشخص الذي يعطي الثقة والأمان، والأخ هو أيضاً رفيق يقف إلى جانبك في الأوقات الصعبة في مراحل عصيبة في الحياة، لكن الزوج يجمع هذه الصفات ويضيف اليها التعبير العاطفي. وقد يكون هناك صديق وفيّ نرتاح إليه ويبدو أقرب إلينا من أب أو أخ حتى.

- هل تؤمنين بصداقة الرجل للمرأة ، أم أنّك ترين كلّ علاقة بينهما عاطفية حكماً؟
لدي أصدقاء رجال كثر، أكثر من النساء. فأنا أحترف ركوب الخيل، وهذه غالباً هواية للرجال، وتربطني ببعضهم صداقة متينة وعميقة. أرتاح الى صداقاتي الذكورية إذ لا وجود فيها للغيرة كما نرى عادة في الصداقات النسائية.

- كيف تطوّرت نظرتك إلى الرجل بتطور المراحل العمرية؟
عندما كنت في سنّ المراهقة، كما بنات جيلي، كان الإعجاب يقودنا إلى الغرام من دون أنّ نفكر عقلانياً. وعندما تخف نبضات القلب ويتراجع الغرام القوي يأخذنا التفكير.
ولاحقاً تعلّمت أنه يجب أن يعمل العقل إلى جانب القلب، وأن أفكر بنضج أكثر. أي عندما تخفّ العاطفة القوية هل يمكن أن نكمل الدرب مع هذا الشريك، ونبحث عن قواسم مشتركة وانسجام فكري أكثر يقودنا إلى الاستمرار في الحياة الزوجية؟

- هل هذا ما فعلته في زواجك الثاني من جبران تويني رحمه الله؟
بالطبع هذا ما فعلته، لأنني كنت أبحث عن الاستقرار والشخص الذي تجمعني به قواسم مشتركة، ولم أكن في صدد الطلاق مرّة ثانية.
وكنت أخاف فكرة الإرتباط لأنني أفضل البقاء وحيدة على أن أكون مع شخص لا أرتاح اليه.
وجدت في جبران الإنسان الذي يكمّلني، أهواؤنا وتطلعاتنا مشتركة. كان يشجعني على ممارسة هوايتي ركوب الخيل ويعطيني الدعم المعنوي لأنطلق في حياة مهنية خاصة بي.

- ما أكثر ما تكرهينه في الرجل وما أكثر ما تحبينه؟
أحب أنّ يتمتع بثقة عالية بنفسه، ويكون صاحب قرار وعزم. لا يمكن أنّ أتقبل رجلاً ضعيف الشخصية. والأهم أن يتمتع بشهامة ونبل وبحب العطاء والاهتمام بالآخر ويقف بجانبه ويسانده من كل قلبه.

- ماذا عن الشكل؟
لا صفة محدّدة، لكن النظرة والعينين أوّل ما يجذب دائما ...

- متى لا يعود الرجل رجلا بالنسبة إليك؟
عندما يفقد الثقة بنفسه ويبدأ بالغيرة، وتصبح شخصيته ضعيفة وكأنه يتوسل المرأة، ويبدو في موقع العاجز والخائف الذي يفعل أي شيء لإرضاء الشريك. وفي هذه الحال لا تعود رهبة الرجل وشخصيته موجودتين، ويغيب رابط الثقة بينهما.

- في أي مواقف أو مفاصل في الحياة تشعرين بأنك في حاجة أكثر الى الرجل؟
عندما كنت عزباء كان اتكالي على أبي، وبعدها على زوج يتولّى المسؤولية. وبعد غياب جبران لا أنفي أنني شعرت بالضياع، لكن مع الوقت تعلّمت كيف أتكل على نفسي وأسيّر أموري بمفردي. لكني أشعر بالحاجة إلى زوجي في القضايا التي تتعلّق بالأولاد، خصوصاً أنّ غيابه لا يعوّض بالنسبة إليهم مهما فعلت. وعندما أواجه أي مشكلة أتمنى لو يكون إلى جانبي لمساندتي.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ المرأة اليوم أصبحت مستقلة مهنياً ومادياً وتتبوأ مراكز مهمة تنافس فيها الرجل. وجبران أعطاني دفعاً قوياً وشجعني على العمل في المجلة وفي تأسيس مطعم في بيروت.

- أين يلتقي الرجل والمرأة؟ أين يكمل كلّ منهما الآخر؟
يكملان بعضهما خصوصاً في موضوع تربية الأولاد. وإذا كان صديقها يصبح التكامل والانسجام تامّين في كثير من الأمور التي يتوافقان عليها.

- في رأيك أي إمرأة يتمناها الرجل؟
لكل رجل ذوقه ونظرته إلى المرأة، فهذا الموضوع نسبي بامتياز. يمكن أن نستغرب اختيار امراة لرجل والعكس، ونشعر بأنهما غير منسجمين شكلاً أو مضموناً. وهنا مثلاً عوامل عدة لها تأثير من بينها الظروف التي التقيا فيها.

- هل تبحثين في الشريك عن صورة الوالد؟
الثقة والأمان اللذان نجدهما عادة في الوالد والأخ يمكن أن نبحث عنهما في الشريك.

- هل تتصورين حياتك بلا رجل؟
قبل فترة طويلة كنت اشعر بأنّني لا يمكن أن أكون سعيدة بلا رجل ولا حب، بما أنني لا أحب العيش وحيدة. أما اليوم فالأولوية لأولادي الذين يحفزونني على الاستمرار.

- هل تفكرين في الارتباط مجدداً؟
مع مرور الوقت أشعر بأن الأمر بات صعباً. ليس سهلاً الارتباط وإيجاد الرجل الذي يكمّلني. وأي رجل يقبل الارتباط بأم لأكثر من ولد. ثم كيف يمكن للأولاد أن يتقبلوا رجلاً طارئاً على حياتهم. ولعلّ ما يخفف عني الشعور بالوحدة هو إلتفاف العائلة والأصدقاء حولي، وهذا ما لا يجعلني أغرق في وحدتي.

- هل تعتبرين الاختيار صعباً بعد جبران؟
طبعاً، فجبران كان رجلاً استثنائيا يصعب أن يملأ أحد فراغه نظراً إلى قوة شخصيته وجرأته وخصاله الكثيرة.

- أي من الرجال الذين عرفتهم أثر فيك أكثر إلى درجة أنّك تعتبرينه المثال؟
لا شكّ في أنّه جبران. لقد غيّر طريقة تفكيري وتصرفاتي وردود فعلي على ما حولي ومَن حولي. أشعرني بالأمان وقوّى ثقتي بنفسي، وأضاء على نقاط القوّة التي يجب أن استفيد منها.