Bvlgari تحتفل بالذكرى الثلاثين بعد المئة لتأسيسها

بولغاري, إحتفال, ذكرى تأسيس, روما, كارلا بروني, Bulgari, أماندا تريوسي

03 مايو 2014

قبل 130 عاماً افتُتح أول متجر حمل اسم بولغاري BVLGARI في العاصمة الإيطالية روما. واحتفالاً بالمناسبة كلّفت دار الجواهر الراقية المعماري الأميركي المعروف بيتر مارينو تجديد المتجر الرئيس نفسه في روما في شارع كوندوتي الشهير.

وفي خطوة أخرى تطبع الاحتفالية وتنسجم مع وفاء بولغاري لتاريخها وتاريخ المكان الذي انطلقت منه، وهو روما، وتحديداً الشارع القريب من السلالم الإسبانية Spanish Steps A، قررت الدار التكفّل بتجديد السلالم التاريخية الشهيرة وصيانتها، فأهدت مبلغ مليون ونصف يورو إلى المدينة لترميم الموقع والنصب التذكاري الأكثر شهرةً وأيقونيّةً فيها.


وفي هذا الصدد قال نائب رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي الأعلى لمجموعة «بولغاري» Bulgari جان كريستوف بابان:  «نحتفل عام 2014 بذكرى ولادة دار بولغاري، وبإعادة افتتاح المتجر الرئيس في قلب روما لتكريم المدينة التي طالما كان تاريخها الغني مصدر إبداع الدار». كما عبّر عن اعتزازه بالاتفاق مع مدينة روما بتبنّي الدار السلالم الإسبانية أحد رموز العاصمة الإيطالية. وقد أعلن عن الحدث في مؤتمر صحافي جمع بابان برئيس بلدية روما إنيازيو مارينو الذي حضر في مساء اليوم نفسه حفلة افتتاح المحلّ الرسمي إلى جانب سفيرة «بولغاري» Bulgari، كارلا بروني-ساركوزي. كما استقبل باولو ونيكولا بولغاري وجان كريستوف بابان المدعوّين في المحلّ التجاري الجديد حيث انتظرتهم مجموعة مُختارة من الابتكارات الحصريّة المصمّمة خصيصاً للمناسبة، بما فيها عقد Ultimate Temptation المصنوع من أكثر من 60 قيراطاً من الماسات المميّزة الشكل وماسة على شكل قطرة عيار 12،16 قيراطاً.

ثم توجّه الزوّار نحو «السلالم الإسبانية» بمرافقة صحافيين من وسائل الإعلام العالمية ومصوّرين معروفين، وعدد من النجوم والمشاهير. 

وانضمّت إلى المغنيّة الفرنسية والإيطالية الأصل والسيدة الفرنسية الأولى السابقة كارلا بروني-ساركوزي الممثلةُ التايوانية والعارضة شو كي، والممثل الأميركي أدريان برودي الحائز جائزة أوسكار عن فيلم  The Pianist (عازف البيانو)، والممثل والعارض الإسباني جون كورتاجارينا، والممثلة والمخرجة الإيطالية فاليريا جولينو، والممثلة إيزابيلا فيرّاري (فيلم The Great Beauty)، والممثلة الإيطالية لورا مورانتي، سفيرة مبادرة «بولغاري» Bulgari وبرنامج إنقاذ الأطفال Save the Children.

 وشكّلت «السلالم الإسبانية» خلفيةً رائعة لعرض استثنائي من الصور التي رافقتها قطعٌ موسيقية.   فأضاء جوٌّ سحري، بأسلوب المخرج الإيطالي «فلّيني»، إحدى أمسيات روما الأكثر سحراً.

واكتملت السهرة بزيارة للمتجر في رحلة جمعت بين حداثة بولغاري الممزوجة بعراقتها وفخامة التاريخ والخيال المبدع والذكي. حافظ بيتر مارينو على أبرز ما اقترن بديكور المتجر العريق الذي افتتحه مؤسس الدار سوتيرو بولغاري عام 1905 والذي هدفت هندسته إلى التذكير بالأسلوب الهندسي الروماني، فهناك الواجهات العريضة الأربع المؤطرة بالرخام الأخضر، وثمة في الوسط ممرّ أساسي تتوّجه حروف برونزية تشكّل كلمة بولغاري. يجذب تأمل براعة الجمع بين الجديد والاحتفاظ بسحر الشكل التقليدي وبالتفاصيل التي أصبحت جزءاً من تاريخ الاسم، الجامع بروعة بين روما وأثينا القديمة (أصول المؤسس بولغاري يونانية).


أماندا تريوسي: تراث بولغاري هو «دي.إن.إي» الدار الذي لا يمكن التخلّي عنه

الماضي جزء من استمرارية الاسم ونجاحه. والحفاظ على إرث بولغاري مهمة أوكلتها الدار لمؤرخة الجواهر وتصميمها الإيطالية أماندا تريوسي التي التقيناها في يوم بولغاري الاحتفالي.

- ما الذي تكشفه دراسة تاريخ الجواهر؟
دراسة الجواهر تكشف جوانب تاريخية مختلفة، من تاريخ التصميم إلى التاريخ الاجتماعي والتاريخ الاقتصادي حتى تاريخ المناجم، لأنّنا لاحظنا غزارة الأحجار في فترة تاريخية معيّنة. والعناصر التي تؤثّر في عالم الجواهر هي الموضة في شكل أساسي.

- الموضة وليس الفنّ الذي ينعكس على تصميم الجواهر؟
الفن يؤثر في  شكل عام، أقراط ديكو انتشرت في فترة بناء الأبراج في نيويورك في العشرينات.
كل شيء يولد في زمنه، ويعكس الزمن الذي أنتج فيه. لكن ما يؤثر ويغيّر في شكل الجواهر وألوانها هي الموضة. لأن قطع الجواهر تُرتدى، لذا فإن خطوط الأزياء أو أنواع الأقمشة الرائجة تحدّد التصاميم الرائجة في الجواهر، فساتين العشرينات المنسدلة على الجسم والطويلة تليق بها العقود الطويلة... تتبع موضة الأزياء وموضة الجواهر خطاً واحداً، التغيير الذي يتحكّم في خطوط الموضة يتحكّم أيضاً في تصاميم الجواهر.

الزرّ الزيني أو البروش لم يعد رائجاً، لأنّ الأقمشة التي نرتديها منسدلة ناعمة ولا تعلّق عليها أحجام أو أوزان، لكن في الثمانينات موضة الأكتاف العريضة والجامدة جعلت العقود القصيرة وأقراط الأذنين الطويلة رائجة.
فالموضة تتحرّك ضمن دائرة وتعيد نفسها. وما تشترينه اليوم سيصبح قديماً غداً «فينتاج»، لذا النوعية أهمّ ما يجب الالتفات إليه لدى اقتناء قطعة الجواهر.

- ما الذي بهرك في هذا العالم؟ البريق؟
اهتمامي بالجواهر لمع في سنّ صغيرة، وقد اعتبرت غريبة الأطوار بين أفراد عائلتي. أمي لم تهتمّ بالجواهر لكنني اهتممت بها وقد أعطتني أمي مجلة إيطالية ضمّت موضوعاً عن شاه إيران وفرح ديبا، رأيتهما متوّجين، وكانت تلك المجلة أهم الهدايا التي يمكن أن أحصل عليها، أهم من قصة ليلى والذئب لفتاة في سنّي.

- أي مرحلة في التاريخ القريب أو البعيد تفضّلين؟
أفضّل الستيات والسبعينات لأنها مثيرة للاهتمام من ناحية التصميم. وبصراحة أنا أهتمّ بالقطعة أكثر من اهتمامي بمن ارتدتها، القطعة تهمّني، ويبهرني لمسها وتأملها.
تجذبني الجواهر كبيرة الحجم قوية التأثير، الجواهر الناعمة جميلة مثل العقدة الصغيرة التي راجت في العشرينات، لكنّها لا ترضي أسلوبي ولا تجذبني. أحبّ قطع بولغاري الجذابة والتي تفرض نفسها. وأقول بثقة إن اللقاء بيني وبين الدار المستمرّ منذ عشرين سنة لقاء سعيد. فأنا أؤمن بأسلوب بولغاري.

- ما الذي يحدّد أسلوب بولغاري؟
اللون ثم الحجم، تصاميم بولغاري ليست شائكة أو مسطّحة ولا تبرز فيها الزوايا، بل هي تصاميم ممتلئة ووافرة وناعمة الملمس وحديثة الأسلوب وإيطالية جداً، هي أيضاً دائرية وثرية لكن من دون مبالغة، وأشكالها نقية ونظيفة.
هذه مواصفات بولغاري التي لم تتغيّر منذ انطلاق الدار وفي مراحل تطوّرها المختلفة. فهناك مجموعة جديدة ستطلق في تموز/يوليو المقبل، تنطبق عليها هذه الصفات تماماً. وهذا أهمّ ما يمكن أن تقوم به الدار، أن تحافظ على هويتها وأن تطوّرها مع مرور الأعوام. إبداع بولغاري لم يتغيّر، وما يجب أن تحافظ عليه مجموعة LVMH بذكاء هو هوية بولغاري. مجموعة ديفا الأخيرة كانت جريئة جداً لكنها تمثّل كل ما هو بولغاري، وتحمل صفات الاسم. لكنّ دوري لا يرتبط بحاضر الدار بل بماضيها.

- لماذا هذا الحرص على مطاردة الماضي؟
يهمّني الماضي. أبحث عن خيط الماضي الذي يفضي إلى المستقبل. وأنا أطارد القطع التي أعرف أنها تمثّل زمناً معيناً من تاريخ الدار.
هدفنا هو الحفاظ على التراث عبر شراء القطع التي يمكن أن تشكّل مجموعة تؤدي دور بطلة معارض بولغاري الاستعادية مثل المعرض الذي نظّمناه عام 2009 في روما ثم في باريس وبيجينغ وشنغهاي وسان فرنسيسكو وهيوستن. نظّمنا أيضاً معارض على نطاق أضيق في  طوكيو وسنغافورة وفي دبي حيث قدّمنا «سربنتي غاليري».

- تشترون ما سبق أن بعتموه. ولم تكن هذه الفكرة مكرّسة من قبل، لماذا أصبحت هاجساً الآن؟
السبب هو الرغبة في الحفاظ على التراث. فإذا بعنا كل شيء ما الذي يبقى لاسم الدار؟ نريد أن نجمع «أرشيفاً» لقطع تمثل المراحل المختلفة من تاريخ بولغاري، فتظهر على السجادة الحمراء وفي المعارض، في حفلات الافتتاح. وفكرة الأرشيف تنبع من نضج الشركة والنضج هو النجاح المادي. بعنا ما بعناه في الماضي وننظر إلى المستقبل. تعرفين أن ثمة دور أزياء لا تحتفظ بأي قطعة من قطعها القديمة. لقد أنتجت هذه الأزياء لتبيعها، والبيع يضمن الاستمرارية، لكن النضج المادي وتحقيق الأرباح يسمحان للدار بأن تستثمر في ماضيها.  والتراث هو ما يجعل هذه الدار مختلفة عن تلك وإلا فستقدّم كلها الخدمات نفسها. التراث هو «الدي.إن.إي»، لا يمكن التخلّي عنه ويجب الحفاظ عليه وتقديره. هو أيضاً مصدر وحي، لكن بعض الدور تعيد إنتاجه بطريقة واضحة، تعيد نسخ القطعة المنتمية للثلاثينات على سبيل المثال، إلا أنني لا أوافق على هذه الطريقة. فهذه القطعة أو تلك منتمية إلى زمنها. يمكن أن يوحي لي التراث فكرة ما لكن تنفيذ الفكرة ثم النتيجة يجب أن يختلفان عن القطعة مصدر الوحي. والمبدعون في بولغاري يستوحون بذكاء لكي يؤمنوا الاستمرارية، فتدمغ القطعة بهوية الدار من دون أن تكون تقليداً لقطعة قديمة.

- كيف وأين تبحثين عن جواهر بولغاري القديمة لشرائها؟
أبحث عن القطع في المزادات وعبر الوكلاء وأحياناً لدى الزبائن لأجل توسيع المجموعة الاستعادية، ويجب أن أبحث عن قطع مميزة بهوية بولغاري وتمثّل أسلوب الدار من دون أي لبس. مهمتي صعبة لأنّ بولغاري التي افتتحت عام 1905 كانت متخصّصة في صياغة الفضيات ثم انطلقت في صناعة الجواهر عام 1915، وفي تلك الفترة كانت التأثير الفرنسي سائداً في دور الجواهر العالمية لأن باريس كانت المركز، فتشابهت قطع الدور العالمية المختلفة.  لكن الخمسينات شهدت ازدهار الصناعة الإيطالية في الموضة، عندها برزت بولغاري كأهم دور الجواهر الإيطالية. لذا أبحث عن القطع التي صُنعت بعد الحرب العالمية الثانية. لكن في الوقت نفسه، هؤلاء الذين اشتروا قطعاً في الستينات والسبعينات والثمانينات ما زالوا أثرياء وما زالوا على قيد الحياة، فلا يعرضون جواهرهم للبيع ولا يريدون بيعها، وهنا يبرز التحدي.