هشام سليم: أرفض المتاجرة بقضية زينة وأحمد عز

هشام سليم, مصر, أعمال فنية, مسلسلات, أعمال رمضانية, ممثلة, السينما, تقديم البرامج, الوسط الفني

04 مايو 2014

عندما سألناه عن سر غيابه ابتسم وقال: لا أعرف!
تحدث إلينا عن التجاهل والتهميش المتعمدين له من الوسطين الفني والإعلامي وأدلته على ذلك.
النجم هشام سليم يعترف بأن صراحته قد تكون زائدة عن الحد أحياناً وتُغضب منه البعض، ويتكلم عن حقيقة خلافه مع خالد الصاوي، وعلاقته بشيريهان ويسرا، وموقفه من قضية أحمد عز وزينة، وسبب رفضه أكثر من عرض لتقديم قصة حياة والده المايسترو صالح سليم في عمل فني.
وعندما سألنا عن بناته صمت للحظات وقال بتأثر شديد: لا أعرف شيئاً عن زين الشرف وقسمت، أما نورا فهي كل ما لديَّ في الحياة.


- ما سبب غيابك عن تقديم أي أعمال فنية لأكثر من ثلاثة أعوام؟
قد تندهشون إذا قلت لكم أنني شخصياً لا أعرف السبب وراء ذلك، فطوال تلك الفترة لم تعرض عليَّ أية مشاريع تلفزيونية أو سينمائية، وأندهش كثيراً من هذا الأمر، لأن لديَّ تاريخاً كبيراً وحققت العديد من النجاحات على مدار مشواري الفني... أشعر دائماً بتعرضي للإهمال والتهميش من جانب الكثيرين بالوسط الفني والإعلامي، وهناك دلائل عديدة تثبت هذا الكلام، من ضمنها حصولي على جائزة أفضل ممثل مناصفة مع الممثل السوري جمال سليمان في مهرجان الإعلام العربي بعام 2006، وبعدها بقيت في المنزل سنوات، فيما كان جمال سليمان يقدم أعمالاً صعيدية كل عام ويحصد الجوائز عليها، ووقتها كنت أسأل نفسي: هل الممثلون المصريون لم يستطيعوا تقديم تلك الأدوار؟ لكنني لم أجد إجابة سوى أن هناك منظومة فنية غير مفهومة، لا تسير على أسس وقواعد منطقية.

- وهل أنت ضد مشاركة الممثلين العرب في الدراما المصرية؟
لا أقصد ذلك على الإطلاق، ولم أتعمد ذكر جمال سليمان بالتحديد، لأن المشكلة ليست فيه أو في الفنانين العرب، وإنما المسألة أكبر من ذلك بكثير.
فأنا أشعر بأني أتعرض للظلم ولا آخذ حقي في الوجود على الساحة الفنية بشكل مستمر، مقارنة بتاريخي الذي يثبت أنني ممثل يستحق أن تُعرض عليه أعمال فنية ويختار من ضمنها... صراحتي الزائدة تغضب البعض مني، لكنني لا أطلب سوى التقدير المعنوي وإعطاء كل ذي حق حقه بدون مجاملات، وأتمنى أن يتسع الوسط الفني لجميع الفنانين سواء المصريين أو العرب.

- هل شعورك بالظلم يمكن أن يدفعك إلى الإعتزال؟
لا يدفعني إلى الإعتزال سوى شعوري من داخلي بأنني لا أستطيع الوقوف أمام الكاميرا مرة أخرى، بسبب كبر سني، ولا يوجد شيء آخر يجبرني على الابتعاد عن المهنة التي عشقتها منذ طفولتي وشبابي، وحبي لها يزداد مع مرور الوقت رغم الصعاب التي واجهتها بمشواري الفني.
كما أن ثقتي بموهبتي ليس لها حدود وهذا ما يشجعني على الاستمرار وعدم الإلتفات إلى من يحاول وضع العراقيل بطريقي.

- ما الذي جذبك للعودة بمسلسل «أهل إسكندرية»؟
العمل عرض عليَّ قبل ثلاثة أعوام ووافقت على المشاركة فيه وقتها، لكنه أرجئ بسبب اندلاع ثورة 25 يناير والأحداث في الشارع السياسي المصري.
وعندما مرت سنوات على المشروع دون تنفيذه توقعت إلغاءه أو ترشيح فنان آخر له، لكنني فوجئت باتصال هاتفي من شركة الإنتاج هذا العام لتبلغني ببدء تصوير المسلسل ليكون جاهزاً لموسم رمضان 2014.
وأكثر ما شجعني على المشاركة هو السيناريو الجيد الذي كتبه المؤلف بلال فضل، وثقتي الكبيرة برؤية المخرج خيري بشارة.
كما أنني أجسد شخصية مختلفة عن الأدوار التي قدمتها، فأؤدي دور إعلامي لديه طبيعة خاصة وكاريزما وأسلوب مختلف عن العامة في كل شيء، بداية من طريقة حديثه وتعامله مع الآخرين إلى أسلوب تفكيره وتقويمه للأمور، وهي من الشخصيات التي أثرت فيَّ بمجرد قراءتي للسيناريو.

- ما سبب تغيير اسم المسلسل من «الدار أمان» إلى «أهل إسكندرية»؟
المسلسل من البداية كان محدداً له اسم «أهل إسكندرية»، لكن فريق العمل أراد أن يفكر في اسم آخر يكون أكثر رواجاً، وبعد مقترحات عدة وجدنا أن الاسم الأصلي هو الأنسب لأحداث المسلسل.

- لماذا لم تشارك خالد الصاوي بطولة مسلسل «تفاحة آدم»؟
عرض عليَّ المسلسل قبل أن أعلم بقرار بدء تصوير «أهل إسكندرية»، فوافقت على المشاركة فيه، وكنت جاهزاً للتصوير معهم، لكن عندما وجدت نفسي مرتبطاً بعمل آخر فضلت اختيار أحدهما حتى لا أنافس نفسي بعملين في موسم واحد، ولذلك اعتذرت عنه واخترت الأنسب لي، وتفهّم المسؤولون عن المسلسل وجهة نظري وتقبّلوا المسألة بصدر رحب.

- لكن تردد حدوث خلاف بينك وبين خالد الصاوي على ترتيب اسميكما وهو ما دفعك إلى الانسحاب من العمل، فما صحة ذلك؟
هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، ولم يحدث أي خلافات بيني وبين خالد الصاوي في أي وقت من الأوقات، فهو شخص عزيز على قلبي وأحترمه على المستويين المهني والشخصي، كما أنني شاركت معه من قبل في فيلم «جمال عبد الناصر» وكانت البطولة له ووضع اسمي بالمرتبة الثانية في مقدمة الفيلم، ولم يحدث أي خلاف وقتها مع أن هذا العمل كان أول فيلم سينمائي له، لكنني لم أعترض أو أغضب من ذلك، لأنني لا أشترط البطولة المطلقة في أعمالي الفنية، ولا أفكر فيها.

- كيف ترى شكل المنافسة في رمضان؟
يعرض كل عام أكثر من 70 مسلسلاً في رمضان وهذا يجعل المنافسة قوية بين الأعمال الفنية، وأرى أن هذا أمر إيجابي وفي صالح المشاهد، لأن لديه الفرصة لاختيار الأفضل ومتابعة ما يجذبه.
وأشعر بالسعادة بدخول مسلسلي السباق الرمضاني ضمن مجموعة من النجوم الكبار، أمثال عادل إمام ويحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز ويسرا وإلهام شاهين وليلى علوي، وغيرهم من أصحاب التاريخ الضخم.

- تعاونت مع النجوم الشباب أمثال هاني سلامة وعمرو واكد وأحمد الفيشاوي، ألم تجد مشكلة في ذلك مثل بعض نجوم جيلك الذين يرفضون العمل مع الجيل الصاعد؟
بالعكس أتمنى العمل معهم جميعاً، سواء الرجال أو النساء، لأنني خضت التجربة من قبل مع بعض نجوم هذا الجيل وشعرت معهم بالراحة النفسية، كما أن جميعهم يمتلكون الموهبة العالية.
لكنني لا أظن أنني يمكن أن أتعاون مع نجوم الجيل الصاعد الذي تلا هذا الجيل، لأنني حاولت في إحدى المرات فعل ذلك، لكن التجربة فشلت ولاحظت أن الشهرة والنجومية أثّرتا عليهم سلباً وجعلتاهم يخطئون في تقويم حجمهم مقارنة بالآخرين الذين يسبقونهم في النجومية.

- من هي الممثلة الأولى الآن؟
أرى أن غادة عبد الرازق من أهم الفنانات في الفترة الحالية، لأنها تمتلك موهبة فنية كبيرة ولديها إمكانات عديدة لم تستطع إخراجها على الشاشة بعد، لأن المخرجين يحصرونها في أدوار معينة... في أول تعاون بيني وبينها في فيلم «جمال عبد الناصر»، كانت تجسد شخصية زوجة عبد الحكيم عامر، وأدهشتني بطريقة أدائها للشخصية، وقلت لها وقتها إنها ممثلة أكثر من رائعة وستصبح أهم نجمة وستحقق مستقبلاً مليئاً بالنجاحات، وبالفعل حققت توقعاتي. لكنني أتمنى عليها أن تختار الأدوار التي تساعد على إظهار كل إمكاناتها الفنية.

- ما سبب رفضك الدائم لتحويل قصة حياة والدك صالح سليم إلى فيلم سينمائي؟
أرفض المتاجرة باسم والدي، وكل الأفراد الذين عرضوا عليَّ تحويل قصة والدي إلى فيلم أو مسلسل تلفزيوني حتى الآن لم أشعر منهم بالاهتمام بخروج عمل يليق باسم صالح سليم، بل إنهم يبحثون فقط عن الربح المادي.
كما أرفض أن يقوم الكاتب بتأليف أحداث عن والدي ووالدتي من وحي خياله من أجل إضافة بعض الإثارة والتشويق لترويج العمل، وهذا ما يحدث في معظم أعمال السيرة الذاتية، لأن المؤلف لا يلتزم الواقع والأحداث الحقيقية لصاحب القصة، ولذلك تنشب الصراعات والخلافات بين الورثة وفريق العمل بعد عرضه.
وأنتظر أن تأتي الفرصة الجيدة التي تليق باسم والدي، وأشعر بالراحة النفسية تجاهها حتى أوافق، لأن قيام هذا المشروع لن يكون بغرض المكسب المادي، بل لتأريخ حياة إنسان كانت له مكانته ونجاحاته سواء كلاعب كرة أو كرئيس للنادي الأهلي.

- كيف تقوّم تجربتك كإعلامي بعد تقديمك برنامج «حوار القاهرة» الذي يعرض على قناة «سكاي نيوز»؟
أعتبرها من التجارب الناجحة في حياتي، وأهم شيء فيها أنها جاءتني في توقيت مهم، لأنني كنت أحتاج إلى العمل في هذه الفترة بعد غيابي عن الساحة الفنية.
ووجدت من المسؤولين عن القناة كل الدعم والاحترام، ووفروا لي كل الإمكانات لخروج برنامج مميز، كما أنها كانت تجربة مختلفة بالنسبة إلي، وجربت نفسي من خلالها على طريقة إدارة الحوار، واستفدت كثيراً لأن مهنة المذيع بعيدة عن التمثيل وتحتاج إلى مجهود وتركيز من نوع خاص.
وأتمنى أن يظل البرنامج لفترة طويلة، لأنني مستمتع به ومازال لديَّ الكثير لم أقدمه حتى الآن.

- لماذا لم تفكر في تقديم برنامج فني؟
ليس لديَّ إعتراض على تقديم برنامج فني، ويمكن أن أفعل ذلك خلال السنوات المقبلة، وبدايتي ببرنامج سياسي جاءت عن طريق الصدفة.

- ما تعليقك على الإنتقادات التي توجه إليك بأنك تبتعد عن الحياد في إدارة الحوار؟
إستمعت إلى تلك الانتقادات ولم أقتنع بها لأنها ليست موضوعية، فأنا لا أتكلم من نفسي في البرنامج، بل هناك فريق إعداد يضع لي الأسئلة. كما أنني لا أحاول أن أعرض وجهة نظري، بل أعرض رأي الجمهور.

- من هم أقرب أصدقائك من الوسط الفني؟
أفتخر بأن ليست لديَّ عداوات مع أحد، بل أعتبر الجميع أصدقائي وتربطني بهم علاقة إحترام ومحبة، لكنَّ هناك أشخاصاً قريبين إلى قلبي، مثل صلاح السعدني وفتوح أحمد والرائعة شيريهان التي أضعها في مكانة الأخت وليس الصديقة، إذ تجمعني بها سنوات طويلة من العمل والعلاقات الإنسانية والذكريات.
هي سيدة تتمتع بالطيبة والقلب الكبير وأتمنى لها كل الخير والسعادة. أيضاً يسرا التي كانت صديقتي وتحولت إلى واحدة من أفراد عائلتي بعد أن تزوجت من شقيقي خالد سليم.

- ما رأيك في قرار عودة شيريهان إلى التمثيل بعد غياب طويل عن الساحة الفنية؟
نحن على تواصل دائم لنطمئن على بعضنا، سواء عن طريق الاتصال الهاتفي أو التغريدات على تويتر، لكن ظروف كل منا تمنعنا من المقابلات إلا على فترات بعيدة، أما بالنسبة إلى قرار عودتها مرة أخرى إلى التمثيل فهو أمر يسعدني كثيراً وأتمنى أن تأتي تلك الخطوة سريعاً، لأنني مشتاق أن أرى لها عملاً فنياً جديداً، فهي فنانة بمعنى الكلمة ولديها تاريخها الكبير الذي يثبت ذلك، وبالتأكيد سوف تقدّم عملاً فنياً راقياً ومحترماً، وهذا ما نتمناه جميعاً، وهو وجود الفنانين الذين يهتمون بصناعة أعمال تستحق المشاهدة، وأرى أن شيريهان في مقدّمهم.

- لماذا طالبت الإعلام بالتوقف عن تناول قضية أحمد عز وزينة وترك المسألة للقضاء؟
لأنني أرى أنه ليس من حق أي شخص الحديث عن تلك الأمور، لأنها أشياء شخصية متعلقة بأطراف أخرى يجب ألا تعلن على الملأ، ومسألة من فيهم الذي أخطأ لا تفيد أحداً في شيء. وفي النهاية كل شخص يتحمل نتيجة تصرفاته، فلا داعي للمتاجرة بأشياء لا تخصنا، وعلينا أن نترك الأمر لأصحابه، وهذا ما تمنيت أن يفعله الإعلام.

- ما هو شكل علاقتك ببناتك نورا وزين الشرف وقسمت؟
بصوت حزين يقول: لا أعرف أي شيء عن ابنتيَّ زين الشرف وقسمت، لأنهما تعيشان مع والدتهما منذ انفصالنا، ومن وقتها لم أرهما ولم تتصلا بي، لكنني مازلت أكنُّ لهما كل الحب. أما ابنتي نورا فهي تعيش معي منذ أن كانت في الثامنة من عمرها، لأن والدتها رفضت أن تعيش معها وطلبت مني أن آخذها ففعلت ذلك على الفور.
والحمد لله أنا راضٍ تماماً عما قسمه لي الله، ولست معترضاً على شيء، بل إنني أفضل من الكثيرين، وأتمنى لجميع بناتي الخير والسعادة بحياتهن.

- هل توافق على دخول إحدى بناتك مجال التمثيل؟
لا أستطيع أن أقف أمام رغبة أي منهن، فإذا أرادت إحداهن دخول مجال التمثيل سأوافق بلا تردد، لأن والدي رحمه الله لم يجبرني على شيء، وترك لي حرية الاختيار ويجب أن أمنحهن تلك الحرية التي نشأت عليها.

- وكيف تربي ابنتك نورا؟
أحاول أن أربيها على الأسلوب الذي رباني عليه والدي، لكن هذا لم ينجح كثيراً، لأن سلوك المجتمع اختلف عن الماضي.
فمثلاً أعلمها أن الصوت المرتفع يمثل الضعف، لكنها تجد خلاف ذلك عندما تتعامل مع الآخرين... هناك مبادئ عامة أحاول غرسها فيها، مثل الكرامة والأخلاق والتواضع واحترام الآخرين والثقة بالنفس والتعلم من أخطائها وعدم تكرارها، وهي تتقبل ذلك وتعتبرني مثلها الأعلى، وأتمنى أن تحقق النجاح في حياتها لأنها أغلى ما لديَّ.

 

هل هناك أفلام سينمائية تحضر لها حالياً؟
ابتعدت عن السينما منذ أكثر من سبع سنوات، وكان آخر أفلامي بعنوان «45 يوم»، وهذا بسبب الأزمة التي تتعرض لها السينما والتي أدت إلى قلّة الإنتاج السينمائي وخروج عدد ضئيل من الأفلام معظمها لا يرقى إلى المستوى.
وأصبحت هناك موضة لتقديم المشاهد الجريئة والألفاظ الخادشة للحياء على الشاشة، وهذا ما أرفضه تماماً، ولذلك أنتظر أن تعرض عليَّ أفلام تحمل رسالة ومضموناً حتى أشارك فيهما.