ليلى سهيل: 4 ملايين زائر لدبي في 2011 أنفقوا 8،8 مليارات درهم

دبي,ليلى سهيل,صيف دبي,مركز دبي التجاري العالمي

15 يونيو 2013

في مثل هذا الوقت من كل عام، تكون مطارات الخليج العربي بوابات إقلاع إلى عواصم عربية أخرى على شواطئ البحر المتوسط أو إلى أوروبا وجنوب شرق آسيا وغيرها. ولكن هذا الأمر بدأ يتغير منذ أكثر من عشر سنوات، خصوصاً بعدما نجحت دبي في أن تجعل من الصيف عامل جذب وليس طرد لسكانها وزوارها... عشرات المهرجانات تقيمها دبي على مدار العام، وهي لا تكاد تختم مهرجاناً كبيراً حتى تبدأ آخر أكبر. لكن يبقى مهرجان صيف دبي مبتكراً وغريباً في فكرته وإبداعه وحتى أحداثه التي نجحت منذ عامها الأول في تغيير «طوبوغرافيا» المنطقة. وتحولت حركة الطيران من الإقلاع حاملة أبناء الإمارات إلى عواصم أخرى، إلى الهبوط في مطار دبي مزدحمة دائماً بملايين الزوار من أنحاء العالم.

ليلى سهيل المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمهرجانات وترويج قطاع التجزئة والتي اقترن اسمها على مدى سنوات طويلة باسمي اثنتين من أنجح العلامات التي أطلقتها دبي، أحدهما هو مهرجان دبي للتسوق، والآخر مفاجآت صيف دبي، أكّدت سمة التعدد والثراء الذي يميز فعاليات حملة «الصيف... حتماً دبي» التي تنظم بين 7 حزيرا ن/يونيو و7 أيلول/سبتمبر من هذا العام، ولفتت إلى التنامي المتزايد في أعداد السائحين القادمين إلى دبي، مشيرة إلى أن لا أحد ينافس دبي كوجهة سياحية تفضّلها العائلات من كل أنحاء العالم، لأنها تقود قاطرة النجاح.
وشدّدت على الدور المهم الذي لعبته شخصية «مدهش» في التعبير عن القيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي وأهمها كرم الضيافة والابتسامة، وعمق تأثير هذه الشخصية في الأطفال، كما أشارت إلى الدعم الذي يساهم في تحقيق هذه النجاحات، والذي تقدمه الدوائر الحكومية والشركاء الاستراتيجيون والرعاة الرئيسيون.
 

كيف يمكن أن تحقق مناسبة واحدة لعائلة واحدة ما يمكن أن اعتباره أنه «سيول من الفعاليات والأنشطة»؟
نسعى من وراء حملة «الصيف... حتماً دبي» التي تشمل «مفاجآت صيف دبي» و«رمضان في دبي» و«العيد في دبي» و«عالم مدهش»، إلى تحقيق رغبات كل أفراد الأسرة على اختلاف أعمارهم وميولهم. ومن ناحية الكمّ يمكن اعتبار فعاليات هذا الموسم «سيول» فعلاً لأنها كثيرة وكثيفة ومتعددة، وتحمل عوامل البهجة والمرح للجميع إلى الأعلى، وتتماشى مع ميول كل أعضاء الأسرة بداية من الوالدين حتى أصغر أعضاء الأسرة سناً، كما ترضي كل الأذواق والجنسيات. والتنوع هو سنة الكون وهو مبدأ التعامل مع هذه المناسبات الضخمة حتى يعثر كل ضيف من ضيوف دبي على مبتغاه من الثقافة والفنون والترفيه والاستجمام والتعلم. كما أننا نحرص على تأمين عروض تسوق جذابة لمن يرغب في التسوق خلال هذه الفترة والاستفادة من العروض الترويجية. وستتكامل عروض فنادق دبي التي تتمثل في تقديم إقامة مجانية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً مع ما سنقدمه من فعاليات وأنشطة متنوعة خلال حملة «الصيف... حتماً دبي» لتجعل من دبي وجهة سياحية مفضّلة خلال فصل الصيف.

كيف ترون مفاجآت صيف دبي هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية؟
هذه الدورة هي السادسة عشرة لمفاجآت صيف دبي، وعلى مدى 15 عاماً مضت من عمر المفاجآت تؤكّد الأرقام والإحصاءات والوقائع أن صيف دبي في كل عام يتفوّق على العام السابق، فمؤشرات الواقع تفيد أن مفاجآت صيف دبي لا تكرر نفسها أبداً، بل تبتكر الفعاليات والأنشطة التي تروق الضيوف القادمين إلى دبي من كل أنحاء العالم في كل موسم جديد. ومن خلال الدراسات الإحصائية يتضح لنا أن عدد زوار مفاجآت صيف دبي على سبيل المثال في العام 2011 بلغ أكثر من 4 ملايين زائر أنفقوا نحو 8،8 مليارات درهم، كما أن بعض ضيوف دبي يحرص على زيارة مفاجآت صيف دبي في كل عام، مما يعكس من الناحية العملية أن هؤلاء الضيوف يدركون مسبقاً أنهم بصدد رؤية ما هو جديد خلال كل عام، ويثبت أيضاً ثقتهم بحرص دبي على تقديم الجديد في فترة هذا الحدث. ونحن لا نفكر في عقد مقارنات بين الماضي والمستقبل لأننا نؤمن بأن المستقبل يجب أن يكون هو الأفضل، فاتجاه السير دائماً إلى الأمام، ونحن نبذل كل ما في وسعنا لنأخذ بالمزيد من أسباب النجاح.

تتزامن مهرجانات صيفية تقيمها دول أخرى مع مفاجآت صيف دبي. هل يؤثر ذلك عليكم أم ترون أن المنافسة دائماً في مصلحة دبي؟
ننظر إلى المهرجانات والفعاليات التي تنظمها الدول المجاورة على أنها عامل إيجابي جداً، فهي من جهة تعزز التنافس الشريف على استقطاب الزوار والسياح، ومن جهة أخرى فإن نجاح هذه المهرجانات هو نجاح للمنطقة بأكملها مما ينعكس إيجاباً على دولة الإمارات أيضاً. ونستطيع القول إن دبي تتميز بتاريخ عريق في صناعة المناسبات الاحتفالية لم ينافسها فيه أحد، وهو ما أدى إلى ظهور خبرات محلية وكفاءات مواطنة تتمتع بخبرات تراكمية في مجال صناعة المهرجانات ذات المستوى العالمي، وهذا ما يجعل دبي تتفوق في هذا المجال على غيرها من الدول.  كذلك تتميز مفاجآت صيف دبي بالعديد من الميزات التي لا يجدها الزائر إلا في هذا المكان من العالم، والأهم من كل ذلك أن دبي هي مدينة مهيّأة لأن تصبح وجهة صيفية، لأن البنية التحتية الرائعة التي تتمتع بها الإمارة تتغلب على كل تحديات عوامل الطقس خلال الصيف، بحيث يتمتع الزوار والسياح بعطلة صيفية رائعة في أجواء مريحة. ومدينة دبي ثرية بالمقومات التي تميزها وتضعها على قمة الوجهات السياحية لكل السائحين من كل بلاد العالم، وذلك من خلال وجود الفعاليات المتنوعة، والفنادق الراقية والشقق المفروشة التي تناسب كل الميزانيات، إلى جانب مرونة إنهاء إجراءات دخول السياح إليها، وسهولة التنقل فيها، وكذلك مع وجود عروض التسوق المذهلة في المراكز التجارية والمتاجر.

هل تخصصون هذا الحدث لأبناء الإمارات أم لأبناء الخليج أم للسياحة العالمية؟
مفاجآت صيف دبي ليست مخصصة لأحد بعينه، بل مفتوحة الذراعين لكل من يرغب في القدوم إلى دبي من العائلات أو الشباب للمشاركة في فعاليات المرح والتسوق والتثقف والتعرف على تراث الإمارات والاستمتاع بمختلف البدائل المتاحة من عروض ترفيهية وحفلات غنائية وسحوبات على جوائز كبيرة وتخفيضات على أسعار مختلف أنواع البضائع والعلامات التجارية الراقية في مراكز التسوق والمحال التجارية المنتشرة في المدينة، بالإضافة إلى عروض وتخفيضات رائعة تقدّمها مجموعة كبيرة من المنتجعات السياحية، والفنادق، والشقق الفندقية في الإمارة لتشمل الإقامة والمطاعم وخدمات ومنتجات النوادي الصحية فيها. إلى جانب عالم «مدهش» الذي يحمل معه الكثير من الفعاليات والأنشطة والمفاجآت هذا الموسم. كما سيستمتع زوار دبي بالمعالم السياحية ومراكز التسوق الفخمة، والمرافق الترفيهية المهيأة لموسم الصيف.

هل يمكننا القول إن هذا الحدث السنوي نجح في الحد من رحلات أبناء الإمارات السياحية إلى خارج الدولة في هذا التوقيت وفي المقابل استقطاب زوار من خارج الإمارات؟
لا شك، غيرت مفاجآت صيف دبي المشهد العام لفصل الصيف في الإمارة، فإذا نظرنا إلى المدينة في أوائل التسعينات خلال فصل الصيف، نجد أن معظم السكان كانوا يغادرونها لفترات طويلة، وعدد الزوار والسياح كان صغيراً جداً والفنادق شبه خاوية خلال الصيف. الآن وبعد 15 عاماً من تنظيم الحدث، ومع التطور العمراني الهائل والبنية التحتية الحديثة في دبي، نجد أن الإمارة أصبحت وجهة صيفية رائدة، وارتفع معدل إشغال الفنادق إلى أكثر من 85 في المئة خلال الصيف، وهذا دليل كبير على مساهمة الحدث في تنشيط القطاع السياحي خلال هذه الفترة من العام. أما عن استقطاب زوار من الخارج فقد ذكرت آنفاً أن هناك أكثر من 4 ملايين ضيف زاروا فعاليات مفاجآت صيف دبي خلال عام 2011، منهم نحو 25 في المئة من خارج الدولة، وهذا الرقم في ارتفاع مستمر عاماً بعد عام.

- ارتبطت شخصية «مدهش» وعالمه المتعدد وتأثيره على الأطفال بمفاجآت صيف دبي. فما هو جديده هذا العام؟
تعتبر شخصية «مدهش» من الشخصيات التي أثّرت في الأطفال على مستوى المنطقة العربية والعالم، وهذه الشخصية التي تم ابتكارها في العام 2000 وظهرت للمرة الأولى خلال الدعاية التلفزيونية لمفاجآت صيف دبي في العام ذاته، لاقت قبولاً رائعاً لدى الأطفال من كل الجنسيات، وتفاعلاً إيجابياً حتى من جانب الكبار. وقد صُمِّمت هذه الشخصية لتعبر عن القيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي وأهمها كرم الضيافة والابتسامة، ونجح «مدهش» في ما كُلِّف به فأدخل المرح إلى قلوب الأطفال وأهداهم الكثير من الهدايا القيمة والبرامج المفيدة، كما شكّل قدوة بحرصه على الأعمال الخيرية مثل زيارة المستشفيات والمدارس، ويقوم بدور تربوي فاعل في مجال ترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية بطريقة مبتكرة ومحببة لدى الأطفال.
ويستقبل «عالم مدهش» زواره هذا العام وطوال فترة الصيف، من 20 حزيران/يونيو إلى 28 آب/أغسطس، ويهديهم مجموعة متعددة من الفعاليات التعليمية والترفيهية، إلى جانب الكثير من العروض الموسيقية والغنائية والمسرحية لفرق وفنانين استعراضيين من مختلف أنحاء العالم. ويتيح لهم فرصة المشاركة في مسابقات وأنشطة ترفيهية وجوائز وهدايا قيّمة. ومن المعروف أن «عالم مدهش» من أكبر الوجهات الترفيهية المغطاة في المنطقة، حيث يمكن للأطفال تمضية يوم متكامل مفعم بالكثير من أشكال المرح والفائدة والتسلية، ويتاح أمامهم خيار الانتقال بين أكثر من 45 ركنا مختلفا مثل منطقة الفنون والألعاب الإلكترونية والرياضة، بالإضافة إلى استراحة كبيرة تقدم مختلف أنواع الطعام والحلويات وغيرها. كما سيقدم «عالم مدهش» خلال شهر رمضان واحتفالات العيد في دبي فعاليات وأنشطة تتلاءم مع هذه الأجواء لأفراد العائلة كافة.

كيف تطفئ مفاجآت صيف دبي حرارة الطقس في هذا التوقيت من كل عام؟
تضفي مفاجآت صيف دبي المزيد من الاهتمام على عروض الراحة والاستجمام وتصبغها بمفهوم جديد خلال المناسبة، فتقدم معظم المنتجعات الصحية والفنادق عروضاً خاصة تتيح للجميع الاختيار بين مجموعة واسعة من خدماتها بأسعار مناسبة، علاوة على توافر إمكان التسوق من خلال المراكز التجارية الكبرى التي توجد في جميع أنحاء دبي، وهي التجربة التي تمنح الجميع فرصة الاختيار بين المنتجات ذات السمعة التجارية العالمية المرموقة والعلامات التجارية المعروفة بأسعار مخفضة طبقاً لبرامج العروض الترويجية المتاحة خلال هذا الموسم.

كيف تتأكدون من التزام المراكز التجارية والمحال بالعروض الترويجية؟
هناك الكثير من المظاهر التي تميّز فعالياتنا والتي تأسست على مدار سنوات طويلة لتتحول إلى جزء أساسي من عملنا، وأهمها التعاون المثمر والمخلص بين القطاعين العام والخاص. كما تتمتع أسواق دبي بميزات نادراً ما تتوافر في أسواق أخرى، أهمها الثقة المتبادلة بين الأجهزة الرقابية وأصحاب الأنشطة التجارية على اختلافها، وكذلك الثقة المتبادلة بين المستهلك ودبي. وكما نلاحظ، فإن كلا الثقتين مبنية على الأخرى. ونتعاون بشكل وثيق مع الأجهزة الرقابية في دائرة التنمية الإقتصادية في دبي، المسؤولة عن متابعة جميع المحلات المشاركة في الحدث. وفي حالة وجود أي نوع من التخفيضات الوهمية أو سوء استغلال للمناسبة، يقوم مفتشو الدائرة بتسجيل المخالفات على المحال والمتاجر المخالفة لتطبيق العقوبات المنصوص عليها قانوناً.

ماذا حققت الدورات السابقة للمفاجآت لدبي والإمارات والمنطقة بشكل عام؟
استطاعت الدورات السابقة لمفاجآت صيف دبي أن تعزز مكانة دبي كوجهة صيفية رائدة لتمضية أجمل العطلات، وتتنافس في ذلك مع الوجهات السياحية ذات السمعة العالمية. كما نجحت الدورات السابقة في ترسيخ فكرة تمضية العائلات موسم الصيف في دبي، سواء أكانت هذه العائلات من داخل الدولة أو خارجها، كما وفرت الأجواء الاحتفالية والترفيهية والثقافية والفنية المتميزة في أرجاء دبي حيث قدمت لهم كل ما هو ممتع وشيق من عروض ترويجية وفعاليات رائعة وأماكن ممتعة. وحرصنا خلال الدورات السابقة على تقديم كل ما هو متجدد ومتألق من فعاليات وأنشطة تتلاءم مع التطورات الكبيرة والهائلة التي تشهدها دبي وتروج لمعالمها السياحية ومرافقها التجارية.

دعوة من دبي لعشاق السفر والسياحة ماذا تقولون فيها؟ وماذا تقولون لأهل دبي تجاه زوارهم من أنحاء العالم؟
نقول لهم إن للناس في ما يعشقون مذاهب، ومن يعشق السفر والترحال لا بد أن تجذبه عوامل الترفيه والتثقيف والترويج والتجارب المثيرة المشوقة، وهذه العوامل تتوافر في دبي، وتساعد على نجاحها مجموعة أخرى من العوامل العامة أهمها الدعم الذي تحرص القيادة السياسية على توفيره لنجاح المشاريع الضخمة التي تقام في دبي. ولا يخفى على أحد ما يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من اهتمام بهذا النوع من المناسبات. كما نقول لهم أن دبي تتميز بالتجدد والتغيُّر المستمر ضمن ارتقائها أعلى مستويات التحضر والمدنية الحديثة، كما نؤكد أن كل دورة جديدة من دورات مفاجآت صيف دبي هي حلقة إضافية من حلقات النجاح الذي يسجل في تاريخ دبي بأحرف من نور.

أما أهل دبي فهم شركاء في كل معالم النجاح الذي تحققه النهضة السياحية الشاملة التي نشهدها، ولذا يحسنون أداء واجب الضيافة ويحافظون على الابتسامة لا تفارق شفاههم، كما يحسنون التعامل مع ضيوف دبي مما كان له أبلغ الأثر في تنامي المشاعر الإيجابية نحو دبي.