بخطوات ثابتة ومدروسة تسير الفنانة التونسية الشابة أسماء عثماني نحو الشهرة لتؤمن لنفسها مركزا بين نجوم العالم. فقد راوحت تجربتها بين الغناء والتمثيل والإخراج... ولعل الفيلم الروائي الطويل الذي تستعد للمشاركة فيه حاليا سيساعدها على بلورة طموحاتها الفنية التي تصل حسب تعبيرها إلى حدود السماء... حول الضجة التي احدثتها مشاركتها الغير معلنة في برنامج «ذا فويس» ومصير الديو الذي كاد ان يجمعها بصابر الرباعي وغيرها من الأحداث استقبلتنا أسماء عثماني في شقتها في قلب تونس العاصمة وكان هذا الحوار:

- علمنا انك غاضبة من صابر الرباعي لأنه كشف للإعلام المحلي مشاركتك في «ذا فويس»؟
الموضوع لا يصل الى مرحلة الغضب، ولكن الصحافة التونسية اتهمت صابر الرباعي بأنه لا يدعم الأصوات التونسية المشاركة في «ذا فويس» بعكس المدربين الآخرين ويتهرب دائماً من الوقوف بجانب أبناء بلده في البرنامج، فرد صابر على منتقديه انه يدعم فقط الأصوات التي تستحق.
ومن جملة ما قاله ان أسماء عثماني شاركت في البرنامج ولم يلتفت لها أحد من المدربين لأن اختيارها للأغنية كان سيئاً مع أن صوتها رائع، وهذا ما اثار استيائي .

- ولماذا استأت؟
لأن مشاركتي لم تظهر في التلفزيون أساساً ولم أتحدث عنها من قبل وفوجئت بتصريحات صابر الرباعي حول مشاركتي.

- وهل كان اختيارك سيئا فعلا؟
بالعكس فقد غنيت لفيروز ويومها كٌنت مريضة بعدما أصابني فيروس شديد الضراوة جعلني في غاية الإعياء والتعب.
وكنت مضطرة لأن أواجه المدربين يوم إصابتي، ولكم ان تتخيلوا كيف لشخص مريض جدا جسديا ان يغني. مع ذلك قدمت الأغنية بشكل موفق حسب رأيي الشخصي، وفي النهاية كل شخص يأخذ حظه ويومها لم يكن الحظ حليفي.

- هل تابعت حلقات البرنامج؟
بصراحة لم أتابعها جيدا بسبب انشغالي في فترة عرض البرنامج بعدد من المشاريع المتعلقة بميدان التمثيل السينمائي والتلفزيوني، فأنا أستعد حاليا لخوض تجربة التمثيل في فيلم روائي تونسي طويل.
مع ذلك شدني جداً صوت سيمور العراقي كما توقعت الفوز للبنانية نانسي نصر الله التي تملك صوتاً رائعاً.

- شاركت سابقا في برنامج سوبر ستار وكٌنت قد وصلت إلى مراحل متقدمة جداً من البرنامج واستطعت ان تكوني لنفسك في تونس سلسلة من النجاحات فلماذا شاركت في «ذا فويس»؟
فلنكن واقعيين. برامج اكتشاف المواهب بصفة عامة تحقق الشهرة نعم ولكنها شهرة موقتة اذ ان شهرة المتسابق او حتى الفائز تنتهي أغلبها بمجرد انتهاء البرنامج، كما تنتهي بدورها تلك الهالة الإعلامية التي كانت مسلطة عليه خاصة ان كان البرنامج يطالب المتسابق بأن يبقى بعيدا عن الأضواء بعد انتهاء البرنامج ولفترة معينة، وهذا ما يساهم فعليا في نسيان الجمهور له.
كما ان بعض البرامج تربط المتسابقين بعقود احتكار بعيدة المدى ومجحفة يتورط فيها الباحث عن الشهرة ويوافق عليها حينها إلا أنه بعد حين يكتشف أنها ورطته أكثر من كونها أفادته.

- صابر الرباعي أعلن فور انتهاء مشاركتك في برنامج «سوبر ستار» انه سيقدم ديو غنائي معك ومن ثم توقف المشروع فجأة ما هو السبب برأيك؟
تحمس لي صابر الرباعي كثيرا وقتها واتصل بي مدير أعماله صابر في لبنان علي المولى ومدير أعماله في تونس وطلبا مني ان أجهز نفسي فوراً للسفر الى مصر لتسجيل ديو غنائي مع صابر الرباعي سيكون ضمن ألبومه أجمل نساء الدنيا ومن ثم توقف المشروع فجأة ولم أسافر، وفي اعتقادي ان قناة «المستقبل» التي بثت برنامج «سوبر ستار» وقتها طلبت مبلغاً تعجيزياً لفك العقد الذي يلزمني بعدم ممارسة أي نشاط لمدة خمس سنوات قبل الرجوع إلى إدارة القناة.

- وبعد انقضاء فترة العقد مع المستقبل هل أعاد صابر الرباعي الاتصال بك من أجل تنفيذ المشروع؟
الأغنية لم تسجل بعد لا معي ولا مع غيري كما ان صابر ربما تراجع عن موضوع تسجيل الأغنية مع العلم وان عقدي مع المستقبل صحيح انه كان لمدة خمس سنوات، إلا انني قطعته بعد عام ونصف العام بالتراضي وبطريقة ودية أثناء اجتماعي مع القائمين على القناة وتحررت من وقتها.

- إذا اتصل بك صابر الآن وطلب منك إعادة التعامل، هل توافقين؟
طبعاً، من تستطيع ان ترفض صابر الرباعي مجنونة أكيد فهو قامة فنية تونسية عربية بامتياز ونجاحاته المتكررة تتحدث عنه وأتوقع انه إذا سجلنا أغنية معاً ستكسر الدنيا كما يقال، لأن صوتينا يتقابلان في قدرتهما على نقل الإحساس.

- علمنا ان قناة «المستقبل» أيضاً عطلت مشروعك التمثيلي في مسلسل أسمهان، فما صحة الخير؟
نعم كنت مرشحة لتمثيل دور أسمهان مع الرائع عابد فهد ولكن للأسف توقف المشروع بسبب ذلك العقد، فبمجرد انقضاء البرنامج هطلت علي العروض ولكن العقد الاحتكاري مع المستقبل أرجأ بعض المشاريع وألغى معظمها.

- تقتحمين قريباً ميدان التمثيل فهل تحدثيننا عن التجربة؟
نعم أخوض بعد أيام قليلة تجربة التمثيل في مسلسل تونسي من المنتظر ان يعرض في رمضان، كما انني سأخوض تجربة التمثيل في فيلم سينمائي مهم جداً لمخرج تشارك أفلامه في المهرجانات العالمية سأكشف اسمه واسم الفيلم لاحقاً.

- تخصصت في ميدان الاخراج فهل من مشاريع في الأفق؟
حاليا أعد لإخراج أغنيتين بطريقة الفيديو كليب واحدة للفنان التونسي أيمن لسيق وآخر للفنانة التونسية المتميزة ألفة بن رمضان.

- وماذا عن مشاريعك الغنائية؟
سأسجل قريبا أغنيتين من ألحان زياد بطرس فقد اتفقنا على انهاء تسجيلهما في لبنان وطرحهما لاحقا.

- هل مازلت متأثرة بفيروز في اختياراتك الغنائية؟
أنا عاشقة لفيروز حد النخاع، فهي عالم متكامل من الفن الجميل، يضحكك يحزنك يسعدك يقلقك... وهكذا فمشاعر المستمع لروائع السيدة فيروز تتنوع مع تنوع ما تقدمه لنا.

- غنيت في شارة مسلسل «الأيام» التونسي الذي عُرض في شهر رمضان الماضي فكيف تقوّمين التجربة؟
تجربة «الأيام» هي التي أعادتني إلى الجمهور التونسي بقوة، وأنا اسمّي تجربتي في غناء مقدمة المسلسل إعادة اكتشاف لما حققته لي من انتشار واسع في بلدي.
حتى صابر الرباعي في برنامج «ذا فويس» بعد ان التفت ووجدني قال للحكام انني غنيت اغنية عظيمة، حسب تعبيره حينها. وأضاف: هي فنانة تملك صوتا في غاية العذوبة الا ان الحظ فقط هو الذي لعب ضدها اليوم.

- هل ندمت لانك شاركت في «ذا فويس»؟
عادة لا اندم على شيء افعله وهي كانت تجربة لافتة في مسيرتي. صحيح انها لم تكن موفقة ولكن من خلالها تعلمت أشياء جديدة في حياتي، أولها ان بعض البرامج الخاصة باكتشاف المواهب قد تكون غير احترافية، فالمطبخ الداخلي مليء بالأسرار والمكائد والشائعات المحبطة.