القصة الكاملة للتحرش وهتك العرض للفتيات الست في مصر!

عبدالفتاح السيسي, مصر, ميدان التحرير, التحرش, شرطة, جريمة, جريمة أخلاقية

10 يونيو 2014

كانت ليلة سعيدة بالفعل، ليلة عاش فيها المصريون فرحة تنصيب المشير السيسي رئيساً لمصر, ملايين نزلوا إلى الميادين يحتفلون رجالاً ونساءً وأطفالاً, لكن هؤلاء لم يتخيلوا أن هناك مشهداً في النهاية سيفسد عليهم تلك الليلة السعيدة وسيعكر صفوها. فوسط الفرحة في ميدان التحرير تعالت صرخات ست فتيات يستغثن من حصار ذئاب بشرية لهن، جردوهن من ملابسهن، وتحرشوا بهن بأبشع طريقة. ماذا حدث؟ وكيف تحولت الفرحة في النهاية إلى مشهد كارثي؟

أفعال مشينة لا تصدر إلا من فئة ضالة يلفظها المجتمع المصري افتقرت إلى الضمير والأخلاق، فتاة تُجرَد من ملابسها بالكامل دون أن تحرك صرخاتها مشاعر النخوة داخل هؤلاء الذئاب الذين التفوا حولها من أجل نهش جسدها بعيونهم قبل أن تمتد إليه أيديهم النجسة، لتهتك عرضها بلا رحمة وتظهر عارية أمام الجميع، ويتكرر المشهد ولكن بصورة أقل بشاعة، مع أربع فتيات وسيدة أخرى بعد أن تم استدراجهن لشوارع جانبية من الميدان للتحرش بهن، بعد تمزيق ملابسهن تحت تهديد الأسلحة البيضاء، كل هذا يحدث بعد أيام من صدور قانون مصري جديد يغلظ عقوبة التحرش ويصل بها لخمس سنوات مع غرامة مماثلة.

  • احتفال الميدان

نفوس مريضة لا تمثل الشعب المصري الذي خرج بالملايين للاحتفال بحدث عظيم، يتمثل في تداول السلطة من رئيس موقت إلى آخر منتخب، وسط طقوس وبروتوكولات وتهانٍ دولية، غابت عن المشهد كثيراً خلال فترة حكم الإخوان، التي أضاعت هيبة الدولة، والذين اتجهت إليهم أصابع الاتهام فور وقوع حالات التحرش بالفتيات المصريات أثناء الاحتفال بتنصيب الرئيس المنتخب، لكن الجناة ما هم إلا مجموعة من البلطجية استباحوا أعراض النساء.
في قلب ميدان التحرير، حيث بدأت الاحتفالات منذ الصباح الباكر بتوافد الشعب المصري بكل أطيافه على المكان، الذي شهد تعزيزاً أمنياً مكثفاً من وزارة الداخلية لإحباط أي عمل إرهابي قد يخطط لاغتيال فرحة المصريين في هذا اليوم، ليحل المساء وقد امتلأ الميدان عن آخره، ولم يعد هناك متسع لقدم بداخله، الكل يلوح بعلم مصر وسط صور للرئيس الجديد ترفع في المكان.

  • سوء الحظ

خمس طالبات أعمارهن تسعة عشر عاماً، وربة منزل في عامها الثالث والعشرين، جئن للميدان للمشاركة في الاحتفالات مثل الكثيرات، جميعهن يرتدين ملابس محتشمة، لكن هذا لم يشفع لهن عندما دفع بهن الحظ العثر في طريق هؤلاء الذئاب البشرية.
إحدى الطالبات جاءت من منزلها بمدينة السلام شرق القاهرة إلى ميدان التحرير لمشاركة صديقاتها مظاهر الاحتفال بالاستحقاقات السياسية التي تشهدها البلاد، كانت هي الأسوأ حظاً عندما تواجدت في الحديقة الوسطى بقلب الميدان، وفوجئت بمجموعة من الشباب يلتفون حولها، لتشعر من نظراتهم أنها وقعت في المصيدة، وتأكد حدسها عندما وجدت ملابسها تنزع من عليها بعد أن تم تمزيقها بوحشية تحت تهديد الأسلحة البيضاء، لتظهر عارية أمام الجميع وتبدأ الأيادي المتربصة في تحسس جسدها، وتتوالى الانتهاكات عليه من هؤلاء الجبناء.

  • تحرك أمني

مشهد في غاية الأسف، وزحام أعجز الشرفاء عن نجدة المسكينة ودفعهم للاستغاثة برجال الشرطة، الذين كانوا على البوابات الإلكترونية التي وضعت على مداخل الميدان، ليبدأ بعضهم التحرك بصعوبة وسط الأجساد المتلاصقة بفعل الزحام، محاولين الوصول إلى الضحية التي أصيبت بكدمات وجروح شديدة ونزف حاد من بعض أجزاء جسدها العاري جراء ما تعرضت له.
مصطفى ثابت، ضابط شرطة برتبة نقيب من قوة قسم باب الشعرية التابع لمديرية أمن القاهرة، كان في الميدان ضمن خدمات التأمين المعينة، وكان أول الذين تحركوا لستر عورة الفتاة قبل أن يبحث عن القيام بدوره الأمني في المكان، لكن ملابسه الشرطية لم تفلح في إفساح الطريق له للوصول ليجد نفسه مضطراً إلى إفراغ جميع ذخيرته بعد أن أطلقها في الهواء حتى يتمكن من فتح الطريق أمامه والوصول إلى هذه المسكينة.

  • شهامة المصري

تصرف لا إرادي جعل الضابط يخلع قميصه الميري فور رؤيته للفتاة ليسترها به، ويواصل مع الشرفاء محاولات إخراجها من الميدان حتى وصل بها إلى أحد المحال التجارية لتأمينها، ثم حضرت سيارة الإسعاف ونقلتها لأحد المستشفيات القريبة لإسعافها، في الوقت الذي امتدت يد الضابط لتلقي القبض على أحد الأشخاص كان يتظاهر بمساعدته على إنقاذ الضحية، لكنه في الحقيقة كان يتحرش بها، في الوقت الذي لحقت به القوات لتلقي القبض على آخر فور عرضه على المسكينة في النيابة انهارت وتعرفت عليه.

  • حيل الجبناء

المشهد لم يتوقف عند هذا الحد، بعد أن تعرضت ثلاث طالبات أخريات وربة منزل لوقائع مماثلة، لكن بحيل مختلفة، عندما التف حولهن مجموعة من الأوغاد ادعوا الشرف وأقنعوهن بالزحام الشديد داخل الميدان، وقاموا بالدفع بهن لشوارع جانبية وتحت تهديد الأسلحة قاموا بتمزيق ملابسهن والتحرش بهن، لتنطلق قوات الشرطة في ملاحقتهم وإلقاء القبض على خمسة منهم، ضبطوا جميعا متلبسين بفعلتهم الشنعاء.

  • المتهمون

اللواء علي الدمرداش، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، أكد أن الخدمات الأمنية المعينة بميدان التحرير، أثناء الاحتفال بتنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيساً للبلاد، نجحت في إلقاء القبض على سبعة من الجناة في الوقائع الست، وهم عمرو محمد فهيم (33 سنة) عامل، وأحمد إبراهيم أحمد (16 سنة) منجّد، وإسلام عصام رفاعي (20 سنة) عاطل، ويوسف عبدالله عبد السلام "23 سنة" عامل، وعبد الفتاح حسن (49 سنة) صاحب عربة كبدة، بالإضافة للطفل أحمد مجدي قناوي (13 سنة)، وجميعهم مقيمون بمحافظتي القاهرة والجيزة، بعد ثبوت تورطهم في التحرش بالطالبات الخمس والسيدة، المجني عليهن بميدان التحرير تحت تهديد الأسلحة البيضاء.

  • حبس المتهمين

من جانبه قرر المستشار هشام بركات، النائب العام المصري، حبس ستة من المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، في الوقت الذي أمر بإيداع الطفل المتهم السابع إحدى دور الرعاية لحداثة سنه، مع عرض ثلاث من الضحايا على الطب الشرعي لبيان ما بهن من إصابات بعد تأكيدهن على هتك عرضهن من قبل المتهمين.
جاء هذا القرار بعد تحقيقات استمرت على مدار يوم كامل، استمعت فيها النيابة العامة لأقوال الضحايا المجني عليهن وشهود الواقعة ورجال الشرطة القائمين بضبط المتهمين، فيما شهدت التحقيقات إجراء مواجهة بين المجني عليهن والمتهمين تعرفن عليهم خلالها.

  • وقائع مماثلة

من ناحية أخرى، وفي سياق متصل كُشف قرار للنائب العام المصري بحبس ثلاثة متهمين، بينهم مشرف إضاءة بإحدى القنوات الفضائية وعامل في أحد البنوك المصرية، أربعة أيام على ذمة التحقيقات عن واقعة تحرش مماثلة شهدها ميدان التحرير في أعقاب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية، تعرضت لها ربة منزل تبلغ من العمر (42 سنة) في الوقت الذي نجت ابنتها.
أوضح القرار أن المتهمين تجمعوا حول المجني عليها في شكل دائرة، وبدأوا في تجريدها من ملابسها تماماً والإمساك بأجزاء حساسة من جسدها، حتى وقعت على إناء به ماء مغلي خاص بأحد بائعي الشاي بالميدان أثناء محاولتها النجاة منهم، فأصيبت بحروق بلغت ذروتها دون أن يردعهم هذا عن جريمتهم، فهتكوا عرضها وأحدثوا بها إصابات بالغة في جسدها ومواطن عفتها، ثم اتجهوا لابنتها لتكرار فعلتهم، إلا أن تدخل قوات الشرطة وإلقاء القبض عليهم حال دون ذلك، في الوقت الذي لم يمنع صدور قانون بتغليظ العقوبة ضعاف النفوس من ارتكاب مثل هذه الأفعال الشاذة التي ترفضها كل المجتمعات.