الدكتورة مهجة غالب: الصيام لا يمنع المرأة من الاستمتاع بالحياة

د. مهجة غالب, رمضان 2014, فتاوى, الصيام, الزواج

28 يونيو 2014

ترفض الدكتورة مهجة غالب، عميدة كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، الفتاوى الغريبة التي تقيّد حق المرأة في الاستمتاع بحياتها باسم الصيام، وترى أن صيام رمضان لا يمنع المرأة من الاستمتاع بأوجه الحياة المختلفة، طالما كان هذا في إطار الضوابط الشرعية. وترد أيضاً على الكثير من الأسئلة المتعلّقة بأحكام الصيام.
 

يضيّق المتشددون على المرأة ويمنعونها من الاستمتاع بالحياة، بدعوى عدم جواز أشياء كثيرة أثناء الصيام، فكيف ترين هذا التضييق؟
 الشرع لا يمنع المرأة من الاستمتاع بالحياة في نطاق الحلال والالتزام بالضوابط الشرعية، وبالتالي ليس هناك ما يمنع من استمتاعها بكل أوجه الحياة بشكل طبيعي، طالما أنها لا ترتكب بها معصية. 

يأتي شهر رمضان هذا العام في أجواء شديدة الحرارة، فما هي الضوابط الشرعية لنزول البحر أو حمام السباحة؟
وضع الإسلام شروطاً وضوابط شرعية حتى يكون الاستمتاع بالبحر حلالاً، وهذه الضوابط كلها تتوافق مع الفطرة السليمة، مثل اشتراط أن تكون بعيدة عن أعين الرجال وعدم إظهار العورات وألا يكون هناك اختلاط بين الجنسين وهم يرتدون ملابس البحر، والابتعاد عن أي أقوال أو أفعال فيها معصية لله تعالى، وأن يلتزم الجميع بغض البصر إلا عن المحارم الذين حددهم الله بقوله تعالى: «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» الآيتان 30-31 سورة النور.

هل المايوه الشرعي حلال أم إنه نوع من المتاجرة بالأسماء لإعطائه صك الشرعية؟
 من حيث المبدأ ليس هناك ما يطلق عليه «المايوه الشرعي»، بحيث يكون غيره مخالفاً للشرع، وإنما هناك مواصفات يجب أن يتصف بها الزي، فإن وافقت الشرع كان الزي حلالاً، وإن لم توافقه كان حراماً.

إذا استبعدنا التسمية، فما هو زي البحر الذي يجوز للمرأة أن ترتديه؟
 هو كل زي ليس شفافاً أو مجسماً أو لافتاً لأنظار الرجال، وألا يظهر أي عورة حرم الله إظهارها، فإذا توافرت هذه الشروط والمواصفات في الزى للمرأة، سواء كانت في البحر أم بعيدة عنه كان جائزاً، ويفضل أن تكون هناك أماكن خاصة بالسيدات في البحر بعيداً عن الرجال الأجانب عنها، حتى تأخذ حريتها في الاستمتاع بالبحر.


شلة الترفيه

في الفسحة يحلو لكل من الرجال والنساء الوجود وسط «شلة» للترفيه، فما هي مواصفات الشلة التي يمكن أن تتخذها المرأة في الحياة بوجه عام والمصيف بوجه خاص؟
 يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، وبالتالي من الواجب شرعاً أن ننصح الصائمات بوجه عام، في المصايف أو غيرها، أن يحافظن على أنفسهن من رفيقات السوء اللائي يستهن بالمحرّمات، وإلا فإن رفيقة السوء قد تفسد الصيام، وفي الوقت نفسه عليها اختيار الصديقة أو الشلة الحسنة التي تقوم بالترفيه الحلال، لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة».

هل يختلف الوضع بالنسبة إلى البنت المراهقة عن المرأة المتزوجة؟
الأحكام الشرعية ليست انتقائية أو عشوائية، وإنما حددها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لما فيها من صالح بنات حواء، سواء كانت فتاة مراهقة أم امرأة متزوجة، لأن التكليف الشرعي بالأوامر والنواهي يبدأ بالبلوغ أو نزول الدورة الشهرية وظهور علامات الأنوثة.


موائد الرحمن

أفتى بعض المتشددين أخيراً بأن موائد الرحمن بوجه عام بدعة، فهل هذا صحيح؟
موائد الرحمن ليست بدعة، وإنما هي عمل خيري يتقرب به فاعله إلى الله، ولست مبالغة إذا قلت إنه من السنن الحسنة التي يثاب فاعلها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً». وأيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سنَّ في الإسلام سُنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سنَّ في الإسلام سُنَّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً».

هل معنى هذا أن موائد الرحمن يختلف حكمها من فرد إلى آخر؟
 بالتأكيد لأن الحكم هنا متوقف على إخلاص النية، من كانت نيته مخلصة ينال الثواب العظيم من الله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» وقوله أيضاً «مَنْ فَطَّرَ فِيهِ- أي في رمضان- صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِه وَعِتْقَ رَقَبتَهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ. قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يُفَطِّر الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُعْطِي الله هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى تَمْرَةٍ أَوْ عَلَى شَرْبَةِ مَاءٍ أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ». أما من لم تكن لديه نية مخلصة فعمله غير مقبول، ولا يعلم النية المخلصة أو غير المخلصة إلا الله وحده.


تذوق الطعام

ما هو الحكم الشرعي في تذوق الطعام أثناء الصيام؟
 لا حرج شرعاً أن تتذوق المرأة أو حتى الرجل الطبَّاخ الطعام للتعرف على كونه مالحاً أو غير مالح ثم يلفظه، ويشترط ألا يبتلع الطباخ أو السيدة في المنزل شيئًا، وإنما يتذوقه ثم يلقيه أو يتخلص منه، أما إذا وصل إلى الجوف فهو يفطر.


«التشات» والصيام

أصبح التشات بين الجنسين من ضرورات الحياة المعاصرة فهل يبطل صيام المشاركين في هذا التشات؟
 الحكم الشرعي على كون التشات بين الجنسين حلالاً أم حراماً يتوقف على طبيعة ما يقال، فإذا كان في مصلحة أو عمل دون أي تعدٍ على الضوابط الشرعية فلا يؤثر على الصيام، أما إذا كان فيه من الكلام الفاحش الذي يحرك الغرائز ويؤدي إلى الإثارة فهذا حرام قطعاً ويبطل الصيام.

إذا اختلف الزوجان في نهار رمضان على «الباسورد» الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي، وأصر الزوج مثلاً على معرفة كلمة السر الخاصة بزوجته ورفضت، فهل هذا يؤثر على ثواب صيامها؟
 ما يؤثر على ثواب الصيام هنا ما قد يخرج منها من ألفاظ نابية، وليس على عدم إعطائها كلمة السر له، باعتبار أن هذا خاص بها، والمفطرات محددة شرعاً وهو كل ما يتصل بشهوات البطن من طعام وشراب أو شهوة الفرج من جماع، فهذا ما يفطر الصائمة والصائم، أما غير هذا فقد يؤثر على ثواب الصيام ولكن لا يفسده. وأنا أطالب الزوجين بأن تكون هناك ثقة متبادلة بينهما وأن يتبادلا كلمة السر الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي طالما أن كلاً منهما لا يفعل ما يغضب الله.

بعض الرجال يصر على الزواج في رمضان، استناداً إلى مقولة بأنه يباح للعروسين فطر خمسة أيام، فهل هذا صحيح؟
 هذا الأمر ينم عن جهل من الزوجين بأحكام الشرع، الذي لا يبيح الفطر في رمضان إلا لذوي الرخص أو الأعذار كالمريض والمسافر، أما الزواج في رمضان فهو حلال وليس حراماً بشرط عدم الفطر.

- إذا افترضنا أن الزواج تم في رمضان لأنه حلال وحدثت معاشرة زوجية فما الحل؟
لا يعفي الجهل بالحكم الشرعي من وجود الكفارة عن الجماع، وهي أنه يجب عليهم القضاء بعدد الأيام التي أفطراها، وقد اختلف الفقهاء في كون الكفارة على الزوجين معاً، باعتبار أن هذا تم بالتراضي، في حين يرى فقهاء آخرون أن الكفارة على الزوج وحده جزاء التعدي على حدود الله.

ما حدود هذه الكفارة بالضبط حتى يعلمها من يقدم على المعاشرة سواء كان الزواج حديثاً أو قديما؟
اتفق الفقهاء على أنه يجب على من جامع أهله في نهار رمضان أن يعتق رقبة مؤمنة، وهذا لم يعد موجوداً الآن، يليه صيام شهرين متتابعين، فإن عجز عن ذلك فليطعم ستين مسكيناً، وهذه الكفارة على هذا الترتيب لا ينتقل من خطوة منها إلى الخطوة التي تليها إلا عند العجز عن السابقة.

قد يقول قائل هذا حكم متشدد ليس عليه دليل شرعي قاطع فما ردكم؟
لا يقول هذا إلا من يجهل أحكام الشرع فقد قال الصحابي الجليل أبي هريرة: «بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت، قال: «مالك؟» قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال صلى الله عليه وسلم: «هل تجد رقبة تعتقها؟ « قال: لا، قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا، فقال: «فهل تجد إطعام ستين مسكيناً؟»، قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينما نحن على ذلك أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر- والعرق المكتل- فقال: «أين السائل؟» فقال: أنا، فقال: «خذه فتصدق به».

تظن بعض الحوامل أن حدوث أي نزف دم في شهر رمضان يوجب عليها الفطر مثلما هو الحال بالنسبة للحائض فهل هذا صحيح؟
 هذا قياس خاطئ، لأنه يجب على الحامل التي تعرضت للنزف أن تكمل صيامها، لأن النزيف ليس من المفطرات كدم الحيض، ويصح لها أن تصوم لقوله صلى الله عليه وسلم لبنات حواء اللائي يتعرضن للنزيف: «صَلِّي ولو قطر الدم على الحصير» ويقاس على جواز الصلاة جواز الصيام.

أحياناً يقع الصائمون من الأزواج والزوجات في خطأ تقدير زمن طلوع الفجر فيقومون متأخرين ويأكلون أو يشربون فهل يفطرون بسبب هذا الخطأ أم يكملون الصيام؟
 من رحمة الله بالإنسان أنه لا يحاسبه إلا بما تعمده، وبالتالي فإن من أكل بعد الفجر ظانًّا عدم طلوعه ثم تبيَّن له خطؤه فعليه القضاء كما هو مذهب جمهور الفقهاء، لأنه لا عبرة بالظن البيِّن خطؤه.


افتعال مرفوض

قد يفتعل الزوجان النسيان بعد الفجر إذا كانا يعانيان من العطش يريدان الشرب، فما الحكم؟
 الله وحده هو المطلع على النوايا والمحاسب عليها، ولهذا قال تعالى: «يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ. وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» آية 20 سورة غافر، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه».

في ظل كثرة المثيرات التي تتعرض لها المراهقات والمراهقون في ليل رمضان نظراً لكثرة الأفلام والمسلسلات فإنهم يكثرون النوم في نهار رمضان وكثيراً ما يتعرضون للاحتلام، فهل هذا يفطرهم؟
الشيء الطبيعي أن يتعبد الناس في نهار وليل رمضان ما استطاعوا، ولا يكونوا أسرى للأفلام والمسلسلات التي قد تضيع أو تقلل من ثواب الصيام، الذي هو ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب فقط، فعندما فرض الله تعالى الصيام على عباده كما جاء في قول الله تعالى « فَمَنْ شَهِدَ منْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» آية 185 سورة البقرة. فالصيام عبادة من العبادات التي اختص الله تعالى نفسه بمعرفة ثواب الصائم دون غيره، والإنسان يعتريه النسيان والخطأ والنوم، والله سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم، ومن رحمة الله تعالى بخلقه أن رفع عنهم إثم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القلم يرفع عن النائم فقال: «رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق»، ولهذا فإن النائم مرفوع عنه القلم فلا يؤاخذ بما يفعله أثناء نومه، والصائم الذي احتلم أثناء صومه في نهار رمضان لا إثم عليه ولا قضاء عليه، ولكن المشكلة في الثواب الذي يقل بسبب إدمان مشاهدة الأفلام والمسلسلات وكثرة النوم في نهار رمضان.

يمنع الحياء كثيراً من النساء أثناء الدورة الشهرية أن يأكلن أو يشربن، فما الحكم؟ وهل لهن ثواب ولو قليل على نية الاستحياء؟
مع احترامنا لحسن وطيب النية لدى هؤلاء السيدات، إلا أنه أمر مخالف لحكمة الشرع في التخفيف عليها والحفاظ على صحتها الجسدية والنفسية، والمطلوب منها أن تُفطر بشكل طبيعي في فترة حيضها، ولا حرج ولا لوم عليها، لأنها ستقضي هذه الأيام حسب ما جاء في حديث السيدة عائشة، حيث قالت: «كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْم ِوَلا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاةِ».

بعض الفضائيات في رمضان تعرض مواد قد يرى فيها البعض إفساداً للصيام فما رأيكم؟
أمر الإسلام بغض البصر، ولهذا فإن ثواب الصيام يتوقف على قدر ما يستطيعونه من غض البصر، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، وذلك لعموم الأمر الإلهي في غض البصر، حيث قال الله تعالى: «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ « الآيتان 30-31 سورة النور.

وهل يجوز ارتداء الملابس حسب الموضة في نهار رمضان؟
الإسلام لم يحدد ملابس معينة للمرأة، وإنما وضع مواصفات عامة، من تريديها فإن ملابسها توافق الشرع، حتى لو كانت من أفخم الأقمشة وأحدث الموضات، وهو أن تكون الملابس لا تصف ولا تشف، وألا تكون لافتة لأنظار الرجال بكثرة ما فيها من ألوان صارخة، وألا تظهر غير الوجه والكفين، فهذه هي المواصفات الشرعية لملابس المرأة بصرف النظر عما إذا كانت متوافقة مع الموضة أم لا، لقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا» آية 59 سورة الأحزاب.