الدكتورة سعاد صالح: إذن الزوج ليس شرطاً لصيام المرأة

د. سعاد صالح, فتاوى, زوج, الصيام, الكذب, الفيسبوك, تويتر, الأبراج, طلاق, ليلة القدر, فتوى, المصحف الشريف / القرآن, كمبيوتر, الهاتف المحمول, أبراج

04 يوليو 2014

تعد مفتية النساء الدكتورة سعاد صالح، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية للبنات جامعة الأزهر، من أكثر عالمات الدين احتكاكاً بمشكلات المرأة، خاصة مع نشاطاتها الاجتماعية والإعلامية. ولها برامج دينية خاصة بها، تتناول فيها الأحكام الدينية المتعلقة بالمرأة، من هنا تأتي أهمية التعرف منها على أحكام الشرع في ما يتعلق ببعض الأمور الخاصة بالصيام.

الكذب اللفظي يفطر الصائم أو على الأقل يقلل ثوابه، فهل يختلف عن الكذب الإلكتروني الذي يمارسه البعض عبر «فيسبوك» أو «تويتر» أو الإيميل؟
الكذب هو الكذب بصرف النظر عن كيفيته، ولا يقتصر على اللفظي فقط، كما قد يظن البعض في فهمه لقول الله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» الآيات 16-18 سورة ق.

متى يمكننا القول إن الكذب اللفظي أو الإلكتروني أفسد الصيام؟ ومتى نقول إنه قلل من ثوابه فقط ولم يفسده؟
هذا أمر يرجع إلى الله تعالى وحده، لما جاء في الحديث القدسي الذي رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجلَّ، قال: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه»، وبالتالي لا يمكن لأي إنسان مهما كان أن يحدد إن الكذب– أياً كان نوعه، قد أفسد الصيام أو قلل من ثوابه، لأنه لا يمكن أن يتساوى محترف الكذب، سواء كان رجلاً أو امرأة، مع من كذب كذبة عادية، فالأول يدخل في نطاق من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إِلى الفجور، وإن الفجور يهدي إِلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً».

الأبراج والحظ

أفتى أحد الدعاة بأن من يقرأ «حظك اليوم» أو «برجك اليوم» يفسد صيامه بل إنه يكون قد أشرك بالله، فهل هذا صحيح؟
هذه الفتوى سلاح ذو حدين، بمعنى أنها تكون متشددة لا أساس لها من الدين إذا كان من يقرأ الحظ أو البرج، بشكل عابر وغير منتظم، وإنما من باب الفضول غير المرضي أو الفكاهة والطرافة فقط، دون أن يؤثر ذلك في عقيدته أو إيمانه، أو يؤثر على سلوكه الحالي والمستقبلي، وهنا لا تأثير له على صحة وثواب الصيام، لكن يفضل شرعاً الابتعاد عن هذا حتى لا يتحول إلى سلوك معتاد، وقد يؤثر سلباً في نفسيته وسلوكه.

إذن متى تؤثر قراءة البرج أو الحظ على الصيام بوجه خاص والعقيدة بوجه عام؟ 
إذا تحول الأمر إلى إدمان يؤدي إلى ربط قارئة أو قارئ الحظ أو البرج حياته كلها وتصرفاته بناءً عليه، وتعتقد أن ما فيه يحدث بصرف النظر عن إرادة الله، وأن كاتب البرج أو الحظ يعلم الغيب، فهنا يكون الأمر خطيراً جداً على عقيدة الإنسان، لأنه يشرك في علم الله بالغيب آخرين مع أن الله سبحانه وتعالى قال: «عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا» آية 26 سورة الجن.

المصحف والطهارة

تحرص كثير من الصائمات على ختام القرآن في رمضان مرة أو أكثر، فهل يشترط لقراءة القرآن من المصحف الطهارة؟
يرى جمهور الفقهاء أنه يشترط لقراءة المرأة للقرآن الطهارة من الجنابة والنفاس والحيض، بل يرى بعضهم ضرورة أن تكون المرأة متوضئة من الحدث الأصغر لعموم قوله تعالى: «إنَّه لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مّكْنُونٍ لاّ يَمَسّهُ إِلاّ الْمُطَهّرُونَ»الآيات 77-79 سورة الواقعة.

إذا كان هذا في حالة المصحف الورقي، فهل يجوز للحائض والنفساء والجنب أن تقرأ القرآن من على شاشة المحمول أو الكمبيوتر؟
هذه قضية مستحدثة اختلفت حولها آراء الفقهاء، فمنهم من يعطي الآلة الإلكترونية، سواء كانت المحمول أو الكمبيوتر، نفس طبيعة المصحف الورقي وبالتالي يأخذ نفس حكمه، ومن الفقهاء من يرى غير ذلك، لاختلاف طبيعة القرآن الموجود على الورق وهو مجسم بخط مكتوب يختلف عن الموجود إلكترونياً ولا يمكن المساس به لأنه غير محسوس، ولهذا أدعو المجامع الفقهية لبحث القضية من مختلف جوانبها وإصدار فتوى شرعية شاملة بشأنها.

اجتهاد شخصي

ما اجتهادك الشخصي باعتبارك مفتية النساء حتى تصدر فتوى شاملة من المجامع الفقهية؟
اجتهادي الشخصي أن من لديها مانع شرعي في المساس أو الإمساك بالمصحف الورقي يفضل لها أن تكتفي بالاستماع للقرآن من المحمول أو الكمبيوتر، فهذا أسلم وأفضل، ولها من الله ثواب الاستماع للقرآن، وفي هذه الحالة لا ينطبق عليها قوله تعالى: «لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» آية 79 سورة الواقعة، وإنما تكون قد نفذت قوله تعالى: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» آية 204 سورة الأعراف.

تراويح باطلة

تتعلق أفئدة كثير من السيدات بمتابعة نقل الفضائيات لصلاة التراويح من المسجد الحرام بمكة أو المسجد النبوي بالمدينة، هل يجوز لمن لم يسمح لها زوجها الخروج للتراويح أن تصلي وراء أئمة الحرمين؟
هذا غير جائز شرعاً، لأنه يشترط لصحة صلاة الجماعة أن يتواجد الإمام والمأموم في المكان نفسه، ومع احترامنا لهذه العاطفة الطيبة من بعض الزوجات الحريصات على الطاعة إلا أن الأفضل لها إن منعها زوجها من التراويح أن تطيعه وتتعبد وتصلي التراويح وقيام الليل بمفردها في بيتها، ولها الأجر العظيم من الله، لأن صلاة الجماعة ليست واجبة عليها مثل الرجل، بل إن بعض الفقهاء أفتوا بأن صلاتها في بيتها أفضل من ذهابها إلى المسجد.

فتوى خاطئة

أفتى البعض أن صيام السيدات اللواتي تتراكم عليهن أيام من رمضان الماضي غير مقبول، فهل هذا صحيح؟
هذه فتوى خاطئة، لأن صيام شهر رمضان سنوياً مستقل بذاته عما سبقه، مع العلم أن ما عليها من قضاء أيام من رمضان الماضي وما سبقه في حكم الدين في ذمتها، وعليها حساب عدد هذه الأيام وقضائها، إلا إذا كان العذر الذي أفطرت المرأة من أجله مستمراً، كالمرض وغيره من مبررات الإفطار، وننصح كل من أفطرت يوماً في رمضان سابق لعذر شرعي أن تسارع بقضاء ما عليها حتى تبرئ ذمتها أمام الله.

دعاء ليلة القدر

تظن كثيرات من السيدات اللواتي يعانين من عدم الإنجاب أو لديهن مشكلات أسرية أن الدعاء في ليلة القدر مجاب لا محالة، فهل هذا صحيح؟
فضل الدعاء كبير، وقد رغب الإسلام فيه وخاصة في أوقات معينة، مثل ليلة القدر ووقت السحر قبيل الفجر وبين الأذان والإقامة وفي المساجد، وخاصة المسجد الحرام والمسجد الأقصى، فقال الله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ....» آية 60 سورة غافر.

لكننا نسأل عن فضل دعاء ليلة القدر تحديداً.
هي بلا شك من الأوقات التي يجاب فيها الدعاء لا محالة، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، لقوله تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» آية 186 سورة البقرة، وورد في كتب السنة النبوية أن هناك دعاءً نبوياً مأثوراً يجب علينا إذا أكرمنا الله بإدراك ليلة القدر أن ندعو به، وقد سألت أم المؤمنين عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».

هل يمكن أن يرد الدعاء المجاب في ليلة القدر القضاء، كأن تكون زوجة لا تنجب أو مريضة أو غير ذلك من المشكلات؟
نعم يمكن أن يغير الدعاء القضاء بإذن الله، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء» وقوله أيضاً: «إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبين». وعلى أصحاب المشكلات الإكثار من الدعاء لعل الله يتقبل ويغير القضاء لما جاء في الحديث النبوي: «لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر».

هل يمكن أن تدعو السيدة في ليلة القدر بالانتقام ممن ظلمها؟
دعاء المظلومة مقبول حتى لو كانت عاصية، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم، الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين»، وقال في حديث آخر: «دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً، ففجوره على نفسه».

كيف تعرف السيدة أن دعاءها مقبول في ليلة القدر؟ وهل يفضل الإكثار من الدعاء؟
يفضل أن يكون الدعاء دائماً بالخير، فهذا أقرب للقبول لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها»، قالوا: إذاً نكثر الدعاء، قال: «الله أكثر». إن الله يحب من يكثر الدعاء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه».

أزواج لا يصومون

بعض الأزواج لا يصومون بغير عذر ولا يسمحون لزوجاتهم بالصيام رغم رغبتهن في ذلك، فماذا يفعلن؟
الزوجة لا تستأذن زوجها في صيام رمضان لأنه فريضة، وطاعة الله مقدمة على طاعة الزوج إذا أمرها بمخالفة فروض دينها، لأن القاعدة الشرعية: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، ومن المعروف أن الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً».

لكننا نتحدث عن مشكلة واقعية زوج يمنع زوجته من الصيام سواء بالترغيب أو الترهيب، ماذا تفعل؟
لا تطعه مهما كانت الأسباب، بل عليها أن تنصحه بالصيام وتعرفه حكم الشرع عن طريق العلماء والأقارب الذين لديهم وعي دين، فإذا أصر على عدم الصيام وإجبارها على ذلك، عليها أن تطلب منه الطلاق للضرر، لأنه ليس هناك أغلى على المسلم من دينه.

الطلاق والأولاد

هل يمتد حقها في طلب الطلاق حتى لو كان معها أولاد قد يتشردون؟
وجود الأولاد لا يمنع الزوجة من حقها في النجاة بدينها من هذا الزوج الخاسر لدينه، ويفطر بغير عذر ويريد إجبارها على ارتكاب هذه المخالفة الشرعية الجسيمة وإنكار ركن من أركان الإسلام، فمن أنكره رافضاً توضيحات العلماء له، فقد خرج من الملة لأنه أنكر ركناً أصيلاً من الدين، وليس أمراً معلوماً من الدين بالضرورة فقط، وبالتالي لا يجوز لها شرعاً البقاء معه.

ضعف العزيمة

هل هناك فرق إذا كان عدم صيامه من باب ضعف العزيمة دون إنكار لفريضة الصيام؟
بالتأكيد، لأنه هنا يكون عاصياً ومرتكباً لكبيرة، ولا يجوز الحكم عليه بالخروج من الملة طالما لم ينكره أو يجبر زوجته على الفطر رغماً عنها، فمثل هذا الزوج يجب النصح الدائم له بسرعة التوبة إلى الله وفتح أبواب الرحمة والرجاء له، من خلال قول الله تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إنه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ» الآيتان 53،54 سورة ‏الزمر.

هذا الزوج الذي يفتقد لعزيمة الصيام وليس لديه عذر شرعي، هل يجوز للزوجة الامتناع عن خدمته فيما يتعلق بالأكل والشرب حتى لا تعينه على معصية؟
هناك وجهات نظر في هذه القضية التي قد يترتب عليها مشاكل زوجية، وكل زوجة أقدر على الحكم على زوجها والطريقة المثالية في التعامل معه وبأقل خسائر، تنفيذاً للقاعدة الفقهية: «درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة»، وكذلك: «دفع الضرر الأكبر بتحمل الضرر الأصغر»، حتى يقع أخف الضررين، خاصةً أن الزوجة مأمورة شرعاً أن تطيع الله في زوجها، حتى إن هو عصي الله فيها، وأنا شخصياً أفضل الصبر على الزوج وبيان الخطأ الكبير الذي يقع فيه، ومع الدعاء له بالهداية وتشجيعه على قوة العزيمة والإرادة عليها، فقال الله لرسوله: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى» آية 132 سورة طه.

في الحالة التي يفطر فيها الزوج بدون عذر ويطلب من زوجته خدمته، كيف تربي أولادها على الصيام؟
هذه مشكلة كبرى تتطلب منها مزيداً من الصبر والعقلانية والحكمة، في جعل الأبناء والبنات يرتبطون بها ويقلّدونها، وأن تعرفهم أحكام دينهم فيما يتعلّق بالصيام عن طريقها، وعن طريق العلماء والأصدقاء الملتزمين بالصيام، أي تحاول أن تقلل تأثير أبيهم عليهم قدر استطاعتها، وليتها تستطيع الحصول على اعتراف الأب بخطأ ما هو عليه، وأن يمتنع عن الأكل والشرب أمامهم، لأن هذا يزيد ذنوبه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً».

خلافات بلا داع

ماذا تقولين للزوجة التي تشتعل الخلافات بينها وبين زوجها بسبب رغبتها في التراويح والاعتكاف ورفضه لذلك؟
أقول لها: «طاعة زوجك فرض طالما لم يأمرك بمعصية، أما التراويح والاعتكاف فهما سنة وليسا من قبيل الفروض، فأيهما أولى في التنفيذ إذا كانت الزوجة تبتغي حقاً رضا ربها والحصول على مزيد من الثواب، ولهذا فإن الزوجة مأمورة شرعاً بحسن معاملة زوجها وطاعته، فهذا ثوابه أكثر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت».

إذا وافق الزوج على خروج زوجته للتراويح والاعتكاف ثم تراجع هل يكون آثماً شرعاً ومن حق الزوجة التمسك بموافقته الأولى؟
الموافقة على خروج الزوجة لأي عبادة حق للزوج، وبالتالي إذا وافق وتنازل مؤقتاً عن حقه، يجوز له استرداد حقه وليس عليه أي إثم، ويجب على الزوجة طاعته وعدم معصيته بعد النقاش معه في أسباب تراجعه وحل المشكلة بينهما بشكل ودي، كما قيل في الأثر: «العقلاء لا يتشاجرون» لأن الاختلاف في الرأي يجب ألا يفسد للود قضية، فإذا كان بين الناس عامةً فما بالنا بالأزواج والزوجات الذين جعل الله علاقتهم الزوجية آية من آياته؟

هل من حق الزوجة استخدام أسلحتها في الضغط على الزوج للخروج للتراويح والاعتكاف حتى لو وصل الأمر إلى النكد؟
يجب شرعاً على الزوجة ألا تخرج من بيتها للتراويح أو تعتكف أو غيرهما حتى تستأذن زوجها برضاه التام، وليس بالضغط والنكد والإجبار، لأن من حقه إذا كان قد سبق له الإذن لها بالاعتكاف أو التراويح أن يسحب موافقته، وإذا خرجت رغماً عنه أو نكدت عليه ومارست عليه ضغوطاً تكون عاصية لله بمعصيتها أو مخالفتها لأوامر زوجها، لأن طاعة الزوج من طاعة الرب طالما لم يأمر بمعصية.