ديانا مقلد: هذه حياتي وتجاربي بحلوها ومرّها... لا أبدّل فيها شيئا

ديانا مقلد, عمل المرأة, الأم العاملة, الحياة الزوجية

01 أغسطس 2014

هل من السهل لمراسلة جالت في بلدان عدة ونقلت منها رسائل ميدانية محفوفة بالأخطار، أن تعيش حياة الاستقرار والأمومة؟ سؤال أوليّ يتبادر إلى الأذهان لدى لقاء الإعلامية ديانا مقلّد، فكيف إذا كان اللقاء يوماً أمضيناه برفقتها؟ بين عملها في تلفزيون «المستقبل» وشغفها بإنتاج الافلام الوثائقية ودورها كزوجة وأمّ،  تنسيق وانسجام يجعلانها تستمر في النجاح.

ديانا مقلد المراسلة والصحافية ومعدة الافلام الوثائقية ومديرة البرامج أين هي اليوم؟
أنا موجودة. حاليا أنا مشرفة على الموقع الالكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي لتلفزيون «المستقبل». ما زلت أكتب مقالات حول الاعلام في صحيفة «الشرق الاوسط» ومواقع اعلامية اخرى. أما شغفي الأهم، وهو انتاج الافلام الوثائقية، فأنا أعمل عليه بشكل مستقل لمصلحة قنوات وشركات انتاج مهتمة. خلال السنتين الأخيرتين أنجزت 3 أفلام وثائقية لقناة «العربية»، هي «جدران اليمن»، وبيوت الجمع: «علويو تركيا»، و«صمت الأجراس» عن مسيحيي لبنان.
أنا نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي التي اعتبرها مساحة أساسية بالنسبة إليّ للتفاعل مع قضايا عديدة تهمني وتهمّ فئة واسعة تشبهني. وقد وضعت كل افلامي الوثائقية على صفحة في قناة يوتيوب، وهذا أمر جميل لأنني وجدت تفاعلا حتى مع مواضيع مضت عليها سنوات ولا تزال تثير الاهتمام والجدل.

من يرافقك في يوم عمل؟ وهل يتعب أو يستمتع أو يستفيد؟
رفاق أيام العمل عديدون، بحسب ما أعمله بالضبط. في المكتب النقاش والتفاعل مع الزملاء أساسي وضروري. أتفاعل بالتأكيد مع زوجي حازم الأمين ومع اصدقائي مثل عليا ابراهيم وندى عبد الصمد حول الكثير من التطورات التي تحصل وكيف سنعمل عليها. يومي فيه أيضا ابني آدم الذي أبدأ نهاري معه، ثم نعود لنلتقي بعد الظهر. ومساء، يرافقني زوجي واصدقاء للقاء في قهوة أو مكان ما.

ماذا تخبريننا عن طموح البدايات؟ وهل ما زال يرافقك الى اليوم؟
لا أدري إن كان هناك معنى لما نحياه ونعيشه ونجربه إن لم يكن أساسا لنراكم عليه، وربما لنبدله أحياناً. طموحات البدايات كانت أسيرة تجربتي الصغيرة آنذاك، لكنها بالتأكيد أوصلتني الى ما أنا عليه اليوم. لا أتنكر لأي خاطرة بسيطة أو ساذجة كانت تراودني حين كنت صغيرة، ولكن بلا شك أنا اليوم أدرك أكثر ما أريد وكيف أود أن أواصل حياتي.

أين حياتك الزوجية والعائلية وسط كل انشغالاتك المهنية؟ هل تشعرين بالتقصير حيال آدم؟
لو لم يكن لدي ذلك التوازن بين عملي وعائلتي لكنت قد فشلت تماماً في الاثنين. أعتقد أن التوازن القائم والمتفاوت أحيانا بين هذين الجانبين هو ما يجعلني مستمرة. لا شك أنني أتلقى الدعم من زوجي حازم ومن عائلتي، وحتى من ابني، لأتمكن من الاستمرار. للأمومة ثمن بالتأكيد، وما كنت أستطيع فعله قبل 13 عاما لا أستطيعه تماماً اليوم. مثلا، لم أعد أستطيع أن أسافر في مهمات عمل لأسابيع طويلة متواصلة كما كنت أفعل سابقا، فأنا اليوم لا أسافر لأكثر من أسبوعين متتاليين.
هل اشعر بالتقصير حيال آدم؟ أحياناً وليس دائماً، ولكن أعتقد أنني وآدم نسجنا علاقة جميلة، فلا أشعر بهذا القلق.

إذا شعرت بالتقصير، فهل يشكل لديك ذلك عقدة ذنب، أم أن الامور تسير؟
بما أن لديّ ولداً وحيداً هو آدم، فقدرتي على ضبط الامور أعلى. نعم، كأي أم، تلاحقني مشاعر أن هناك تقصيراً ما، لكن آدم اليوم عمره تسع سنوات ولم تعد حاجته الى الالتصاق بي كما كانت وهو بعد طفل صغير، وهذا ما يعطيني مساحة أكبر للحركة وحتى لمناقشته وإفهامه ماذا أعمل وكيف. وهكذا تسير الامور.

كيف ترافقين ابنك آدم؟ وماذا عن تجربتك مع تربية الاولاد؟
حياتي تدور حول آدم. تنظيم يومياتي والتزاماتي يحتاج الى أن يكون متوافقاً مع برنامجه. وهذا ليس فقط تنظيماً، فهو أيضاً حاجة وعاطفة ملحة. لا صباح طبيعياً من دون مداعبات ما قبل المدرسة أو مشادات الدرس بعد الظهر او الجدل حول مواعيد النوم والالعاب وكل النشاطات التي يحاول انتزاع إقرارا مني أو من والده بها. الآن وقد بدأ يكبر باتت  العلاقة فيها تفاعل أكبر ونقاش وحوار يضحكني أحياناً ويفاجئني أحياناً كثيرة. لست وحدي من أربّي آدم، فهو ايضا يربّيني من جديد.

إلى أي مدى يدعمك الرجل في حياتك؟
أفهم من السؤال ان المقصود هو شريكي، حازم الامين. وبطبيعة علاقتنا فهو داعم جداً لي مهنياً وعاطفياً. نحن شريكان وصديقان ومتقاربان جداً في اهتماماتنا وهذا أمر متبادل ويساعدنا على التطور والاستمرار.

متى شعرت بأنه يدعم ومتى يعرقل؟
سأبدأ من العرقلة. لم يعرقل أبداً في الحقيقة. كل ما في الامر هو تنظيم التزاماتنا، فتسير الحياة بسهولة غالباً. الدعم متبادل وليس حصرياً من جهة واحدة، وهذا ما يجعل لحياتنا معاً معنى خاصاً.

لوعادت ديانا مقلد الى بداياتها المهنية، أي محطة تشطب وأي محطة تضيف؟
لأن لا قدرة لي على تغيير حياتي التي مضت، فلن أتعب نفسي في شأن لن يحدث. أنا كإنسان وكصحافية وكزوجة وحبيبة وأم وصديقة وابنة، وكل ما أنا، هو تراكم لكل التجارب التي عشتها في حياتي بحلوها وبمرها. لا أبدل شيئاً.

هل انت راضية عن عملك في «المستقبل»؟ وهل من مستقبل ونجاح إضافي في «المستقبل»؟
بعد 22 عاماً تصبح العلاقة مع المؤسسة التي أعمل فيها أشبه بحياتي الشخصية. حافلة بالنجاحات والاخفاقات أيضاً...
أنا الان في مرحلة جديدة هي مرحلة العمل الالكتروني. إنها تدخلني عالم «الأون لاين» وهذا يحفزني لأن أكون جزءاً من خبرة يبدو أن الاعلام كله يتجه اليها. نعم، أنا سعيدة بتجربة الموقع والاعلام الاجتماعي لكن ذلك وحده لا يكفيني. شغفي الاساسي كان وما زال وسيبقى إنتاج الافلام الوثائقية، خصوصا تلك المتعلقة بالديموقراطية وواقع المرأة. هذا ما أحاول فعله خارج عملي في المستقبل. 

أين تنجح مؤسسة الزواج وأين تخفق؟
تنجح حين يكون الشريكان متساويين لا يذوب أحدهما في الآخر، وحين يكونان صديقين لا حبيبين فقط. لكل علاقة أسرارها وطبيعتها. وأنا محظوظة بعلاقتي وزواجي بحازم.


آدم

هل يزعجك أن تذهب والدتك الى العمل وتتركك؟
قليلا... لأني أحب أن أظل معها.

هل شعرت يوماً بانك بحاجة الى والدتك ولم تجدها؟
نعم. عندما كان بطني يؤلمني وكانت مسافرة، فشعرت بالحزن والاشتياق اليها.

هل تحب ان ترى والدتك على التلفزيون؟ وبماذا تشعر؟
نعم، أحب أن أرى والدتي على التلفزيون لأني أشعر بالسعادة حينها كما أشعر بأني فخور بها.

هل تحب عمل والدتك ام تفضل ان تعمل في مجال آخر؟
أحب عمل أمي ولا أريدها أن تعمل أي شيء آخر. يعجبني أنها صحافية، فالناس ينبغي ان تطلع على كثير من الامور.

CREDITS

تصوير : شمعون ضاهر