أحمد حلمي: ما يحدث في مصر لا يليق بشعب قام بثورة

أحمد حلمي, فنانون مصريّون, مصر, مسلسل, شهر رمضان

23 يونيو 2013

هو أبرز نجوم السينما الآن، أفلامه تحقق أعلى الإيرادات، وجمهوره يثق باختياراته، ومن فيلم لآخر يثبت قدميه ويؤكد ذكاءه في الاختيار.
الفنان أحمد حلمي التقيناه، ورغم أنه نادراً ما يتحدث الى الصحافة، فإنه لم يتردد في أن يتحدث إلى «لها» بكل وضوح.
تكلّم عن فيلمه الأخير «على جثتي»، وانتقادات البعض له، وعلاقته بغادة عادل، وإنتاجه مسلسل زوجته منى زكي.
كما تكلّم عن استمتاعه ببرنامج «أراب آيدول» ودعمه لأحمد جمال، وكشف علاقته بالإنترنت والصفحات المزيفة التي تحمل اسمه. ولأنه مهموم ببلده وأحوالها يعترف بعدم رضاه عما يحدث في مصر بعد الثورة.


- ما سبب وجودك في كواليس برنامج «أراب آيدول»؟
كنت في بيروت في مهمة عمل أثناء تصوير إحدى حلقات برنامج «أراب آيدول»، فحضرت مع صديقي حسن الشافعي، عضو لجنة تحكيم البرنامج، وكانت فرصة جيدة لألتقي المتسابقين ولأدعم أيضاً أحمد جمال لإعجابي به.

- وهل تتابع حلقات البرنامج؟
أتابع البرنامج وأستمتع بالحلقات، لأن المواهب الموجودة في البرنامج تبذل مجهوداً لتقديم ماهو أفضل، ويظهر ذلك في الحلقات التي أتابعها كلما سمحت لي الظروف بذلك.

- ما الذي يحمسك لدعم المتسابق المصري أحمد جمال؟
أحمد صوت مصري أصيل وموهبة حقيقية، وبالطبع أدعمه وأتمنى أن يحصل على اللقب لأنه يستحق. وهو نموذج مشرف وفنان جميل والمستقبل أمامه، وأتمنى أن يحقق النجاح ويستمر في المشوار، لأن المستقبل مازال أمامه، لكن يحتاج إلى اجتهاد.

- هل تحرص على متابعة البرامج الفنية عموماً؟
أحب متابعة الأعمال الجيدة بوجه عام، وأبحث عن الأعمال التي تتضمن ابتكارات وتقدم أشياء جديدة، سواء كانت فنية أو غير فنية.
وعلى سبيل المثال كنت حريصاً وزوجتي منى زكي على متابعة حلقات الموسم الأول من برنامج «أراب آيدول»، واستمتعنا بشكل كبير جداً بالمواهب التي كانت في البرنامج، وكنا نتسابق على التصويت للمتسابقة المصرية كارمن سليمان.

- وهل تصويتك لكارمن جاء لأنها مصرية؟
بالطبع ليس السبب الوحيد أنها مصرية، لكن الموهبة التي تملكها كارمن كانت طاغية بشكل واضح، فكان من الصعب تجاهلها، ولم يكن معقولاً أن أصوّت لأي متسابق آخر.
والحقيقة أنني كنت سأمنح صوتي إلى كارمن حتى وإن لم تكن مصرية، فلا يمكن أن يختلف على موهبتها اثنان، وبوجه عام هذا الموسم كان مليئاً بالمواهب البارزة التي من الصعب ألا يلتفت إليها المتابع.

- هل ترى أن هذه النوعية من البرامج مقبولة في الوقت الحالي؟
الكثير من الناس يبحثون عن البرامج الترفيهية، والمقصود هنا الترفيهية وليست السطحية أو الخالية من المضمون، وأنا أرى أنها تؤدي دوراً جيداً ومقبولاً في الفترة الصعبة التي نعيشها، والتي يعاني فيها الكثيرون من الاكتئاب وربما الإحباط، نظراً إلى الأزمات التي تمر بها البلاد، من سياسة واقتصاد، ومشاكل اجتماعية وغيرها من الأمور التي أرهقت المواطن المصري والعربي.

- هل من الممكن أن تظهر برامج اكتشاف المواهب في مجال التمثيل؟
لمَ لا؟ فالمواهب في مجال التمثيل من الصعب حصرها، وهناك جيل كامل يبحث عن فرصة للظهور، وبالفعل تستحق هذه المواهب فرصة.

- هل ترى أن الفن المصري في خطر في ظل التغيرات السياسية التي شهدتها مصر؟
الجمهور المصري يعشق الفن ويتابعه وينتظر الجديد في كل المجالات، سواء في السينما أو التلفزيون، وحتى الغناء والمسرح، لهذا فالجمهور سوف يحمي الفن، والفنان يحافظ على رسالته والعمل الذي يحبه ويبدع فيه مهما كانت الظروف صعبة.
الفن المصري لن يهتز، لهذا لست قلقاً، وإن كنت لا أحب أن يتراجع في الكم، ورغم بعض التأثر السلبي من الأوضاع الراهنة إلا أنه ما زال بخير.

- لماذا قررت إنتاج مسلسل «دنيا آسيا» لزوجتك منى زكي؟
لا أرى مشكلة أن أشارك في إنتاج مسلسل من بطولتها، فهذا ليس غريباً، لأنني في الأساس عندي شركة إنتاج وأقدمت على تجربة الإنتاج من قبل، فما المشكلة إن أنتجت لها؟

- هل هذا يعني أن منى زكي لا تتلقى عروضاً من منتجي الدراما التلفزيونية؟
بالطبع هذا لم ولن يكون سبب قيامي بهذه الخطوة، لأن منى تتلقى كثيراً من العروض لتقديم مسلسلات كل عام، لكنها تعتذر وتتراجع عن قبول الأعمال لأسباب مختلفة، وإنتاجي لمنى زكي ليس معناه أنها تعاني من أزمة ما، لكنها تجربة جديدة لنا.

- لكن ألا تخشى من اتهامها بالتمثيل بأموال زوجها وتتهم أنت بالإنتاج لزوجتك؟
لا أرى الأمر بهذه الصورة، فالمسلسل يعتبر إنتاجاً مشتركاً بين جهات عدة، منها شركة منى زكي المتخصصة في الإنتاج التي تملكها هي وشريكتها سارة، وأنا أشارك معهما في الإنتاج من خلال شركة الإنتاج التي أمتلكها، بمعنى أن المسلسل بطولتها وإنتاج مشترك بيننا.

- كونك المنتج هل يزيد فرص تسويق المسلسل؟
المهم هنا هو أن ينال المسلسل إعجاب الجمهور، وعندما يحقق النجاح لن يتساءل الناس من هو منتج المسلسل. كما أن منى زكي تملك خبرة طويلة ولديها العديد من التجارب الناجحة مع منتجين مختلفين، وقدمت دراما تلفزيونية من قبل، وحققت فيها تميزاً واضحاً.
وهناك تجارب ناجحة قام فيها فنانون بالإنتاج لزوجاتهم، فالنماذج كثيرة دون ذكر أسماء.

- هل تتوقع أن يحقق المسلسل النجاح المتوقع؟
أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور ويجد فيه القيمة، خاصة أن الموضوع جميل وفريق العمل متميز، ولهذا أشعر بأنه سوف يحقق شيئاً مختلفاً، لأن القضايا التي يقدمها مهمة، بالإضافة إلى الجوانب الإنسانية فيه، لكن التوقع في هذه الأمور ليس سهلاً تماماً.

- ما هي أخبار تسويق المسلسل؟
تجمعني جلسات عمل مع إدارة mbc التي قررت أن تشتري المسلسل وتعرضه في شهر رمضان بشكل محترم، وحتى الآن الأمور تسير بشكل جيد جداً.

- وماذا عن التصوير؟ هل يستمر خلال شهر رمضان؟
التصوير يتم بشكل منتظم جداً، ويجتهد فريق العمل بالكامل ليخرج في الشكل المطلوب، ولا توجد عناصر سلبية بل يتم تنفيذ البرنامج بشكل كبير ليلحق بالعرض في شهر رمضان، ولهذا أنا مطمئن. كما أن منى زكي تبذل مجهوداً غير عادي حتى يخرج العمل للناس بالشكل الذي ينال إعجابهم.

- إلى أين وصل مشروع المسلسل الذي يجمعك مع منى زكي من جديد؟
بالفعل كان هناك مشروع، لكن السيناريست تامر حبيب لم ينته من كتابة كل الحلقات، لهذا وجدنا أن من الصعب دخوله في الوقت الحالي، وبالتالي تم تأجيله. وبالطبع عندما نجد الموضوع المتكامل سوف نبدأ على الفور.

- هل تشتاق للوقوف مع زوجتك منى زكي أمام الكاميرا؟
أرحب بالعمل مع منى وتقديم أعمال ناجحة تحمل اسمينا معاً، لكن عندما تكون التجربة جاهزة يكون هذا أفضل بكثير، ونستطيع تقديم عمل ينال رضا الجمهور ويحقق توقعاته. وليس المهم أن نظهر معاً في أي عمل بقدر أن يكون عملاً مهماً وحقيقياً.

- هل ما زلت تتذكر النجاح الذي حققة فيلم «سهر الليالي» الذي جمعكما؟
بالتأكيد، فالفيلم كان مكتوباً بشكل جيد، وتوافرت له كثير من عناصر النجاح، وكانت تجربة مختلفة وجميلة على كل الأصعدة، فالعمل الجيد مهما مر الوقت يظل محتفظاً بمكانته لدى الجمهور، وخير مثال الأفلام المصرية الجميلة، ومن بينها أفلام الأبيض والأسود التي ما زالت تحتفظ برونقها وجماهيريتها، وكأنها من إنتاج فترات قريبة.

- هل تشعر بقلق على مستقبل الدراما التلفزيونية هذا العام تحديداً؟
بالطبع تقلقني قلة عدد الأعمال المقدمة هذا العام، لأنها سوف تكون أقل من الأعوام السابقة، فلا أرى أن هذا إيجابي بكل المقاييس، فالأعمال الكثيرة تنعش السوق وتفتح بيوتاً كثيرة للآلاف الذين يعملون في هذا المجال، بينما تراجع العدد والقيمة يؤثر على الرزق، فالدراما صناعة كبيرة ومجال مهم.

- إلى أي مدى أثرت الدراما التركية على الدراما المصرية بعد الانتشار الذي حققته الأولى؟
لا يمكن عقد مقارنة بين الاثنتين، فالدراما المصرية لها مذاق خاص وتربى عليها الجمهور، فهي تعبّر عن الجمهور المصري الحقيقي، بعكس التركية التي تحمل عادات وتقاليد وأفكاراً وهموماً بعيدة كثيراً عن مجتمعنا. لن تلغي الدراما التركية الدراما المصرية الأولى في الوطن العربي.

- لماذا لم تشارك في سباق الدراما التلفزيونية هذا العام؟
كنت أتمنى أن أعثر على مسلسل جيد يرضيني أعود به الى التلفزيون، لكن للأسف لم أجد ما أبحث عنه، وأحضّر لمسلسل إذاعي أقدم من خلال أحداثه شخصية قرد وهو فكرة جديدة.

- وهل تعوضك الإذاعة عن المسلسلات التلفزيونية؟
بالطبع هناك فروق كبيرة بين الدراما التلفزيونية والإذاعية، لكن رغم حبي وارتياحي لمسلسلات الإذاعة التي أشارك فيها وشعوري معها بالمتعة، تبقى الدراما التلفزيونية مهمة جداً وينتظرها الجمهور في المنازل، كما أن الراديو ما زال له جمهوره.

- هل أثرت السياسة والظروف التي تمر بها مصر على السينما؟
الناس أصبحت تخشى النزول من بيتها لمتابعة الأفلام الجديدة، وهناك أزمة كبيرة تمر بها السينما في الوقت الراهن، وهذا جاء نتيجة مشاكل كثيرة في قطاعات الدولة، وبالتالي ينعكس هذا على السينما مما أدى الى أزمة، وهذا لا يعني أن المشكلة تكمن في السينما، لكن بسبب حال البلد والجو العام كله.

- البعض يرى أن سوء مستوى فيلمي «سمير أبو النيل» لأحمد مكي و«تتح» لمحمد سعد سبب تراجع إيرادات هذا الموسم. ما رأيك؟
لا أتفق مع هذا الرأي، خاصة أن هناك أزمة حقيقية في الإقبال الجماهيري بعيداً عن الأفلام نفسها، والدليل أن هناك العديد من الأفلام الضعيفة المستوى كانت تحقق أعلى الإيرادات، ولهذا فالوضع ليس بالصورة التي يراها البعض، والعيب ليس في الأفلام.

- هل تشعر بالرضا عن إيرادات فيلمك الأخير «على جثتي»؟
بالطبع الحمد لله راضٍ عن الإيرادات جداً، ولا أنكر أني في البداية كنت حزيناً من ضعف الإيرادات، لأنني كنت أقيسها بإيرادات أفلامي السابقة، لكن بعد فترة وجدت أن الإيرادات كانت جيدة، وعليَّ ألا أغضب، خاصة بعد أن وجدت الإيرادات الضعيفة التي جمعتها أفلام زملائي، كما أن فيلمي كانت له ظروف خاصة بعد أن تأخر عرضه كثيراً.

- هل صحيح أن المخرج حذف عدداً كبيراً من المشاهد مما أغضب العاملين في الفيلم؟
لم يحذف المخرج مشاهد مهمة، على العكس الأجواء كانت جيدة ولم تحدث الخلافات التي يتكلم عنها البعض.

- هل تتفق مع من يرون أن السينما سوف تختفي بسبب قرصنة الأفلام؟
السينما المصرية أقوى من أي شيء، كما أن الجمهور المصري عاشق للسينما، ومن الممكن أن نقول «غاوي سينما»، لهذا لن يتنازل عن متعته فيها.

- لكن القرصنة والتحميل على الإنترنت دمرا صناعة الألبومات الموسيقية وحلا محلها!
أمر الألبومات مختلف تماماً عن السينما ولا يوجد تشابه، وأنا ضد القرصنة في كل المجالات، لكن الانترنت لن تغني عن السينما، ولا أشعر بالقلق، خاصة أن معظم من يشاهد الأفلام على المواقع إما أن يكون طالباً يريد الهروب من المذاكرة ولا يستطيع الذهاب الى السينما أو موظفاً في وردية ليلية، ومثل هؤلاء ليسوا النموذج الوحيد للجمهور، لهذا القرصنة لن تلغي السينما ولن تنتصر عليها.

- هل اخترت فيلمك الجديد؟
مازلت مشغولاً بمتابعة فيلم «على جثتي»، خاصة أن الفيلم عُرض في ظروف صعبة على كل البلد، لكن رغم تلك الظروف فالفيلم الجيد يفرض نجاحه، والدليل فيلم «إكس لارج»، الذي طرح في أصعب أيام الثورة وحقق أعلى الإيرادات. وأنا أبحث دائماً عن فكرة جديدة تكون مفاجأة للجمهور.

- ما هو شعورك عندما تجد من يفقدون أوزانهم الزائدة تأثراً بفيلمك «إكس لارج»؟
بالطبع أكون سعيداً، فمن الجميل أن يغيّر الإنسان حياته الى الأفضل ويحافظ على صحته ومظهره، لأن الوزن الزائد يؤدي إلى أمراض خطيرة قد تؤدي الى الموت. التأثير الإيجابي المحفز الذي حققه الفيلم يسعدني كثيراً، وهذا من بين الأدوار العامة للسينما.

- وكيف ترى الوضع في مصر حالياً؟
بالطبع الوضع في مصر حالياً ليس جيداً ولا يرضيني تماماً، فأنا أريد أن يصبح بلدي أفضل بلد في العالم، لكن ما حدث غير ذلك تماماً، وما يجري لا يليق بشعب قام بثورة تعلّم منها العالم كله، ولهذا من الصعب الصمت أمام هذه الأزمات، ولا بد من وقفة حقيقية لتحقيق أهداف الثورة. أنا ضد العنف والتجاوزات، وأتمنى أن يزداد الإنتاج والعمل، إنما هناك أمور من الصعب احتمالها. –

- ماهي علاقتك بالإنترنت؟
لست من هواة الإنترنت والجلوس أمام الشاشة بشكل به هوس وإدمان مثلما يحدث مع الكثيرين، لكن بالطبع أجيد التعامل معها ومتابعة كل جديد.

- هل ترد على جمهورك بنفسك على مواقع التواصل الاجتماعي والفيسبوك؟
ليس عندي حساب على الفيسبوك، لكن للأسف اجد كثيراً من الصفحات التي تحمل اسمي، وعندما أتحدث مع أصدقائي اطالبهم بتوخي الحذر، لأن هناك الكثير من المشاكل التي حدثت بسبب التصريحات المزيفة التي اطلقها البعض بدلاً مني.

- إذن لماذا قدمت برنامجاً على الإنترنت بعنوان «حلمي أون لاين»؟
لأنني وجدت أنه تجربة مختلفة كلياً، مما جعلني متحمساً لها، فهو برنامج كوميدي على الإنترنت، وعندما عرضت الفكرة عليَّ لم أتردد ونالت إعجابي وحققت نجاحاً كبيراً، وانتهيت من جزء كبير منها.

- وهل من الممكن أن نجدك في برنامج جديد؟
ولمَ لا؟ أحب خوض التجارب لكن المحسوبة، ومن الممكن أن يحدث ذلك لكن في الوقت المناسب، فالمقياس الذي أستند إليه دائماً هو قيمة العمل الذي سوف أقبل عليه وتأثيره، وهل تم تقديمه من قبل. وعندما أجد العناصر المتكاملة من حيث الشكل والمضمون لن أتردد.


كيف تصف علاقتك بزوجتك منى زكي؟
علاقة رائعة، فهي متميزة على كل المستويات، فنانة جميلة لها جمهور كبير على المستوى المهني، كما أنها زوجة وأمٌّ رائعة، وعلاقتي بها تقوم على الاحترام المتبادل.

لماذا حدثت خلافات بينك وبين الفنانة غادة عادل التي شاركتك البطولة؟
لم تحدث أي خلافات بيننا، ولم يكن هناك صلح كما تردد، لأنه لم يكن هناك خصام أصلاً، بل كل ما خرج مجرد اجتهادات وشائعات. نحن نلتقي كل يوم جمعة في النادي، فلا اعرف مصدر هذا الكلام، وهي قريبة جداً مني ومن أسرتي.