أسعد الزهراني: الكوميديا صعبة والموهبة وحدها لا تكفي

أسعد الزهراني, كوميديا, مسرحية, السعودية, أعمال خليجية, دور كوميدي, الوسط الفني, بطولة

30 أغسطس 2014

أسعد الزهراني فنان كوميدي سعودي استطاع أن يصبح «سوبر ستار» الكوميديا الخليجية، خصوصًا بعد توالي أعماله مثل «أم الحالة»، «واي فاي»، وغيرهما الكثير، وما زاد إدهاش جمهوره إتقانه للهجة أهل القصيم. كاريزما أسعد الزهراني هي ما لفتت إليه الأنظار، وأصبح عليه رهان الكوميديا السعودية، والخليجية أيضًا. لكنَّ تصريحاته الأخيرة أثارت الكثير من الجدل حوله. «لها» أجرت مع أسعد الزهراني هذا الحوار عن أحدث أعماله المسرحية، والأسباب وراء تصريحاته النارية.


- حدثنا عن مسرحيتك الجديدة التي قدمتها في عيد الفطر؟
مسرحية «ما يصح إلا الصحيح» من تأليف عبدالعزيز العطاالله، وإخراج راشد الورثان، وعرضت خلال أول وثاني أيام عيد الفطر على مسرح مدار المملكة في الرياض. وطرحت موضوع الفساد الإداري في بعض القطاعات بقالب كوميدي وكان الإقبال من الجمهور العزيز عالياً ولله الحمد، إلى درجة عدم توافر مكان شاغر في مقاعد المسرح أو الممرات الجانبية.
نجاح المسرحية لم يحدث لولا توفيق الله سبحانه، ثم وجود فريق عمل متعاون.

- أي قضيّة طرحت هذه المسرحيّة؟
«ما يصح إلا الصحيح» مسرحية نجحت لأنها تلامس المواطن بشكل عام، من خلال مناقشة قضية الفساد التي يرفضها الشرفاء. ولأنها قضية صعبة كان لابد من تقديمها بشكل كوميدي، ومتى ما ضحك الجمهور، وصلت إليه الرسالة الفنية التي يريدها فريق العمل.

- لك تصريحات عن عدم وجود مسرح في السعودية، ما سبب هذا الكلام؟
السبب أننا ليس لدينا في المملكة مسرح بالمعنى الأكاديمي الحقيقي. المسرحيات تعرض في صالات محاضرات على سبيل التشبيه وليس على خشبة مسرح بمواصفات عالمية.

- وقلت أيضًا «لا يوجد لدينا كتَّاب، ولا سيناريست»...
نعم، قلت هذا أيضًا، والسبب ببساطة أنني أعتقد بالتخصّص، ولا يوجد لدينا مؤسسات أكاديمية تخرِّج كتَّابًا مثلما يحدث في مصر والكويت مثلاً، وأي مكان في العالم.

- على من تلقي هذه المسؤولية؟
هذه مهمة المسؤولين، عليهم أن يؤسسوا معاهد تخرِّج مواهب يعمل في مختلف ألوان الفنون.

- «واي فاي»، وحوارات كوميدية، كيف كانت ردود الفعل هذا الموسم؟
جيدة جدًا.

- لماذا أصبح الرهان على ما تقدمه أكبر في الفترة الأخيرة خليجيًا؟
الجمهور أصبح واعيًا جدًا، وتأكد أن لدي القدرة على إضحاكه بشكل راقٍ من خلال كوميديا الموقف التي يعيشها يوميًا، وهنا تضيق المساحة جدًا بين الفنان وجمهوره، ويصبح أقرب إليهم. وهذا ما حدث، وأحمد الله عليه.

- لماذا اخترت الاتجاه إلى التمثيل الكوميدي وملامحك تقول إنك تجيد التراجيدي أيضًا؟
الفنان الحقيقي لا يحصر نفسه في ما يظن الآخرون أنه يجيده.

- اتهمك البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بالابتذال، باعتبار أن الفنان الكوميدي «مهرّج»، فما ردك؟
إذا فرضنا جدلاً صحة هذا الرأي لما حصد برنامج «واي فاي» أعلى نسبة مشاهدات لثلاثة مواسم متتالية.

- «كوميديا الموقف» مصطلح قديم من أيام الفنان نجيب الريحاني، كيف طوَّر أسعد الزهراني هذا المصطلح من خلال أعماله؟
العمل مع فريق متكامل ومتجانس يعطي نتائج يقوّمها الجمهور وحده، لذلك يصعب اختصار كوميديا الموقف الحالية بشخص واحد.

- أين أنت من شللية الوسط الفني؟
لا أعرفها ولا تعنيني.

- ما بين شد وجذب بينك وبين أصدقائك المقربين في الوسط الفني، كيف تصف الأجواء بينك وبينهم؟
بفضل الله لا يوجد بيني وبين الأصدقاء أي مشاحنات سابقًا أو حاليًا.

- هل يمكن أن تحارب الفساد بالفن؟
بالتأكيد، لأن الفن مفتاح حضارة الشعوب.

- لماذا لم نر لك حتى الآن فيلمًا سينمائيًا؟
لعدم وجود صناعة سينما في السعودية. ولن أشارك في فيلم حتى تظهر السينما السعودية.

- وراء كل فنان حقيقي معاناة حقيقية، كيف لعبت المعاناة في حياتك دور البطولة؟
كل إنسان يعاني في فترةٍ ما في حياته هذه طبيعة الحياة، وكل تجربة تصقل لدينا جانباً مهماً في مهاراتنا وسعة مداركنا.

- نقص الكتَّاب معضلة يعانيها الفنان السعودي، كيف تغلّب أسعد الزهراني على هذه الظاهرة؟
هذا النقص قائم، أسعد وحده لن يحل هذه الظاهرة.

- بين «واي فاي»، و«أم الحالة» خيط متّصل من الكوميديا، إلى أي العملين تميل أكثر؟
كلاهما عينان في رأس.

- لماذا تعتمد الكوميديا على الفواصل القصيرة؟
نمط حياة الناس الآن يعتمد على السرعة، والمشاهد لا يملك الوقت أو الصبر أو الشغف الكافي لمشاهدة حلقات مطولة. ومن هنا واكبنا سرعة هذا العصر.

- ممثلو الكوميديا قليلون في السعودية، فما الأسباب؟
الكوميديا صعبة، والموهبة وحدها لا تكفي، والسبب الأكبر وراء قلة عدد ممثلي الكوميديا السعوديين هو عدم وجود معهد أكاديمي حقيقي للشباب.

- هل تقبل الخلط بين أخبارك الفنية وأخبارك الأسرية؟
بالتأكيد لا.

- ما الطموح الذي يشغلك الآن؟
أن أستمر في تقديم أعمالي بجودة تجعلني راضيًا عن نفسي، وتسعد الجمهور الذي يستحق كل سعادة وخير.