ابني يرى كوابيس

كوابيس

24 يونيو 2013

سؤال: منذ شهرين يرى ابني( سنتان) كل ليلة كابوساً وقد لاحظت أنه يراه بعد ساعة ونصف الساعة من نومه. يستيقظ مرتعباً ويبكي ويبدو وكأنه مصاب بالسرنمة ( السير ليلاً أثناء النوم) فعيناه نصف مفتوحتين ويظهر عليه أنه يسمعني  ويراني عندما أتحدث إليه لكن لا يمكنه الإجابة. وفي اليوم التالي يكون قد نسي كل ما حدث له ليلاً. عندما يحل المساء يقول لي إنه يخاف الأشباح ومصاصي الماء الذين يأتون في الليل، علماً أنه يتصرف خلال النهار في شكل لطيف وتبدو عليه السعادة. هل من نصيحة؟

إلهام- جدة

 
جواب: من غير المجدي أن تعرضي الأمر على اختصاصي نفسي. صحيح أن الكوابيس في عمر ابنك تسبب له قلقاً وتسبب لك توتراً، لكنها ليست خطيرة على الصعيد النفسي. فجميع الأطفال تصيبهم الكوابيس في فترة معينة وهي جزء غامض من حياتهم. ومن المعروف أن الطفل بين سن الخمس سنوات والسبع سنوات يعاني اضطرابات في النوم. فالأحلام الجميلة أو المزعجة هي بمثابة رسالة مبعوثة من لاوعي الطفل. وتبعاً لنظرية فرويد، فإن ابنك يمر بعقدة أوديب وهي وجه من مراحل التطور النفسي التي يمر بها الولد عادة بين سن الخمس والسبع سنوات.

وتقول النظرية إن الولد في هذه المرحلة يريد أن يستحوذ على اهتمام أمه الكامل ويتمنى في لاوعيه اختفاء والده، مما يجعله يعيش في حالة صراع داخلي. فهو يحب والده ولكن هناك جزء صغير في داخله يتمنى رحيله مما يجعله يشعر بالذنب الممتزج بالقلق يترجم بخوف شديد من الأشباح والأفاعي وغيرها من الصور المرعبة التي تجعل ليله كابوساً.

ورغم هذه المظاهر المخيفة إلا أنها مفيدة. فهي تساعد على تنشيط مخيلة الطفل وقدرته على رواية القصص. ولكن في نطاق تطويع القلق الذي قد يصيبه خلال النهار. وإذا بدا لك أن ابنك مصاب بالسرنمة فإن تصرفاته ليست مرضية، والحال أن ابنك عند بداية النوم يرى الكوابيس. ومن جهة أخر من المعروف أن الأطفال يخلطون الواقع بالخيال، فليس من العجيب أن تسمعي ابنك مثلاً أثناء تناول غدائه يدعي أنه كان يلعب طوال الليل، فهو بكل بساطة كان يلعب في أحلامه.

من غير المجدي أن تفسري لابنك وبإلحاح أن لا وجود للأشباح في غرفته، فهو يعرف ذلك لكنه مشوش بعض الشيء. فالأشباح موجودة في خياله مما يجعله يرى أحلاماً مزعجة. لذا فسري له لأمر عندما يطلب هو ذلك، وسوف تلاحظين أن الأمور المخيفة سوف تتلاشى تدريجاً. وعندها سوف يكون ذلك إشارة إلى أن ابنك بدأ يجد الحلول للصراع الداخلي الذي يشعر به.


إسألي لها