أحلام مستغانمي لـ عابد فهد: لماذا نبحث عن بطلة لـ "الأسود يليق بكِ" وأمل بوشوشة موجودة؟!

الأسود يليق بك, BIAF, مهرجان بياف الدولي, عابد فهد, أمل بوشوشة, أحلام مستغانمي

07 سبتمبر 2014
هي أثرى النساء، ليست ثرية بما تملك، بل لأنّ لها في قلوب قرّائها قصوراً حجارتها الحبّ ليست في متناول الحكّام والأثرياء...

تراهن على الإيحاء وترى أنه حاجة في الكتابة وتعتبر أن الحياء ليس أدباً، والإبتذال ليس أدباً أيضاً، وتؤمن بأن المباشرة لا تصنعه. لا تدافع عن نفسها، كُتبها هي التي تدافع عنها، وعن نفسها تقول: أنا كاتبة إيحاء ولست متحرّرة.

في "مسقط قلبها"، أمها بالتمنّي ست الدنيا بيروت، كُرِّمت الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي، وكان لنا معها هذا الحوار...

 

- ماذا يعني لكِ أن تكرّمي في بيروت؟

لبنان بلدي الثاني وبيروت هي أمي بالتمنّي، وهو أجمل من أن تكون أمي بالتبنّي. هي الأم التي نتمنّاها كمبدعين، فأن تعترف بي بيروت هذا شيء رائع، وذلك لأن لبيروت مقاييس عالية ولا تقبل بأي أحد، بيروت مدينة كريمة، فإن أحبّتكِ، تحبّكِ دون حساب، تعطيك أكثر مما تعطي أبناءها، وهو أمر يحرجني... أشعر اليوم بأني ظَلمت ربما بعض الكتاب لأني أخذت مساحة كبيرة من أمامهم.

- هل أنتِ حزينة على بيروت؟

حزينة جداً وأنا موجودة هنا لكي أدافع عن هذه المدينة كقلعة للرقي والجمال. عليها أن تبقى واقفة على رجليها، من واجبي وواجب كل المبدعين العرب الذين مرّوا من هنا أن يدافعوا عنها بإصرار بأقلامهم، فأي فضاء نتخلّى عنه، سيحتلّه ظلاميّون، وسيعتم... لا بد أن نبقى هنا لنقول أن بيروت تليق بها الحياة وتليق بها البهجة، فالبهجة مقاومة، ونحن هنا لكي نقاوم، فحتى الفرح فعل مقاومة.

- هل من تَقَدُّم في مشروع تحويل رواية «الأسود يليق بك» إلى فيلم سينمائي ومسلسل؟

الرواية في أيدي أمينة وفي مؤسسة إنتاجية ضخمة وهي شركة  twofour54 أبو ظبي، وأصبحت الخطوات عملية وأكثر جديّة. العمل سيكون سينمائياً، ومن ثمّ تلفزيونياً وسوف نتفادى الوقوع في الأخطاء التي وقعنا بها في مسلسل "ذاكرة الجسد".

- لماذا وقع اختيارك على الفنانة أمل بشوشة لبطولة العمل؟

أرى في أمل الشخصية والكاريزما المناسبة لأداء شخصية الرواية الأساسية بالإضافة إلى أنها متحدّرة من نفس منطقة البطلة. تتمتّع بمواصفات الفتاة الجزائرية الأصيلة التي يحاول ثري لبناني أن يوقعها بحباله باستعمال المال بدلاً عن الحب.

- صرّح الممثل السوري عابد فهد في حوار سابق معي في لها، بأنه يبحث عن وجه جديد جداً ليشاركه بطولة العمل، هل تؤيدينه؟

قرأت حواركِ، لكني شخصياً أرى أن الأقرب لهذا الدور هي أمل بوشوشة، فهي ممثلة محترفة وعلى جهوزية تامة لتأدية الدور، كما أنها تغنّي أيضاً، فالعمل ضخم ولا يسمح بالمجاذفة، ولماذا نبحث عن بطلة جديدة والبطلة موجودة؟

- يعني ذلك أنك مصرّة على إسناد دور البطولة إلى أمل؟

هذا رأيي ويبقى للمخرج رأيه الشخصي. لكن حسب علمي، القرار عادةً يكون بيد المخرج وليس الممثل، مع تقديري للكبير عابد فهد. فأنا أرى أن أمل تناسب هذا الدور وبإمكانها أن تؤدي دور الفتاة بسيطة لأنها في الواقع كذلك. ثم بإمكانها في نهاية العمل أن تتحوّل إلى" Star نجمة" بسهولة.

- هل سترشدينها في هذا العمل؟

سأرشدها، لكنها في الحقيقة لا تحتاج إلى إرشادي.

- هل تديرين صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي بنفسك؟

أتابعها لأنها كبرت وأصبحت مخيفة، فهي تضمّ 6 ملايين متابع وتأخذ الكثير من وقتي، "أدير دولة بمفردي"، تقول ممازحة. كما أن ابني الذي يعيش في أميركا طلب مني إنشاء حساباً على "انستغرام"Instagram  ، بعد اكتشافه صفحتين زائفتين تحملان اسمي، ولولا أُنشئت حسابات كبيرة باسمي على "تويتر" لما دخلته وأنشأت حسابي الرسمي.

- ماذا تكتبين اليوم؟

أعمل على ديوان جديد اسمه "عليك اللهفة" وسوف يصدر قريباً.

- ما هو دور الرجل في حياة أحلام مستغانمي؟

يوم أفقد الرجل في حياتي سأترك الكتابة...

 

الكلمة التي ألقتها أحلام مستغانمي في حفلة تكريمها ضمن مهرجان بيروت الدولية "بياف" BIAF:

مساؤكم بيروت،

هل تعرفون أجمل من بيروت أمنية، مساؤكِ حبٌ يا مليحة العرب، ومساؤنا امتنان. شكراً لكل ما نصبت لنا من كمائن محبة، نحن يتامي الأوطان، فكل مبدع يتيم كان يقول نزار، شكراً لأنك أخذتنا في الأحضان، دون أن تدقّقي في حبرنا، وطائفة كلماتنا، ومذهب أمنياتنا، لذلك كنت لنا الأمنية. ما من كاتبٍ عربي إلاّ كتبته بيروت، لا يحتاج أن يقيم فيها، هي التي تقيم فيه، وما من كاتبٍ عربي إلا وخان وطنه في بيروت. بيروت لم تأخذ بيدي، بل أخذت بقدري، إن لم تكن مسقط رأسي، فهي مسقط قلبي، وهي أمي بالتمنّي، شكراً لست الدنيا، لأنها جعلت من الفرح فعل مقاومة، ومن البهجة تمريناً للتناسي، لكن، أمام ما نعيشه في العالم العربي من أهوال، نحن نرسب في امتحان النسيان. أخيراً أقول مع جبران، إن تكريم المبدع ليس في أن تعطيه ما يستحق، بل في أن تأخذ منه ما يعطي. تكريمكم الأجمل كان بعيداً عن الأضواء، وأنتم تقرأون كتبي. شكراً لكم أحبتي، عاش لبنان وطناً للإبداع.

CREDITS

تصوير : شمعون ضاهر