الفنانة أناهيد فياض: من الصعب أن أتخلى عن شخصية 'دلال' في 'باب الحارة'

مسلسل باب الحارة, أناهيد فياض, فنانة / فنانات, الدراما السورية, السينما, الجمهور, أعمال رمضانية

13 سبتمبر 2014

وجه جميل، وموهبة متميزة، تركت عبر شخصية «دلال» في «باب الحارة» أثراً كبيراً لدى الجمهور العربي، والمقرّب منها يدرك أنها تشبهها بالرقة، والحلاوة، والحنان. التواضع ليس صفة فيها بقدر ما هو جزء من تركيبتها.
عاشقة
للفن بكل أشكاله، تميزت بأدوارها، وحققت نجاحاً لافتاً في فترة قصيرة لتغدو من نجمات الدراما السورية. قدّمت الكثير من الأعمال خلال مسيرتها الفنية، كما عملت في الدبلجة، ومن أهم تلك الأعمال دور «لميس» في المسلسل التركي «سنوات الضياع».
«لها» كان لها هذا الحوار مع الممثلة أناهيد فياض...


- بعد
غياب عدت إلى «باب الحارة» في جزء جديد، هل أعمال البيئة لها خصوصية لديك؟
في الحقيقة الخصوصية عندي هي ل«باب الحارة» تحديداً، فقد شاركت في كل أجزائه ولا أستطيع أن أنكر ما قدّمه لي على الصعيد الفني والمهني. وحتى على الصعيد الانساني تربطني مع كثير من العاملين فيه صداقات وذكريات.
لذلك ليس من السهل علي التخلي عن شخصية «دلال». وعندما اتخذت قرار العودة بعد فترة غيابي التي أمضيتها مع ابني أسعدني أن تكون البداية مع «باب الحارة» مجدداً.

- أعمال البيئة الشامية هل أصبحت وجبة رئيسة ومفروضة في رمضان؟
نعم هذا ما تلمسينه في الواقع، يرتبط رمضان عند الغالبية بالحنين إلى طقوس الماضي وهذا ما تقدمه أعمال البيئة الشامية بأجوائها.
كما أن كتاب الدراما الشامية يتعمدون إدخال بعض الأجواء الرمضانية في نصوصهم. وكان من أهم طقوس رمضان في السابق الحكواتي وبرأيي هذه الأعمال تشبه الحتوتة بشكل كبير.

- تشاركين في فيلم سينمائي هو «3000 ليلة». ماذا عن هذه التجربة؟
سعيدة جداً بأنني سأكون جزءاً من هذا الفيلم. نص الفيلم واخراجه للمخرجة مي المصري وقد كنت من المعجبين بها وبأفلامها الوثائقية، الفيلم يتحدث عن تجربة نساء فلسطينيات في معتقل العدو الصهيوني في فترة الثمانينات، أقوم فيه بدور إحدى السجينات الفلسطينيات وسيجري التصوير في الأردن.

- كونك فلسطينية هو سبب مشاركتك في هذا الفيلم، أم عشق أناهيد للسينما؟
إنها تجربتي الأولى في فيلم سينمائي روائي طويل وهذا ما شجعني بالدرجة الأولى، ومن ثم الشخصية التي أقوم بها ليست عادية بالنسبة إلي خصوصاً أنها ليست إيجابية بالمطلق وهذا ما دفعني للتمسك بها، يعنيني شخصياً أن أكون جزءاً من عمل يطرح قضية الاعتقال الجائر للفلسطينيين في أراضيهم. كما أنه فيلم نسوي بامتياز، كل هذا يجعلني متحمسة جدا للمشاركة فيه.

- يشارك في الفيلم نخبة من الممثلين من سورية، لبنان، والأردن. إلى أي حد العمل العربي المشترك يرفع من مستوى المادة التي يقدمها؟
إذا جاءت هذه المشاركة ضمن سياقها دون إقحام فبالتأكيد هي من مصلحة العمل، ومن الصحي للممثل أن يعمل في أوساط مختلفة. في الأساس الظروف الحالية في غالبية البلدان تفرض هذه الحالة.

- البعض يقول إن جمال الفنانة هو سبب نجاحها، إلى أي حد الشكل يخدم في مجال الفن؟
استخدمتِ مفردة شكل ومنها تخرج الإجابة، ماذا عن الجوهر (الموهبة، الثقافة، الاجتهاد، الحضور)؟ الممثلة تحتاج إلى شكل مرن وتعابير حيوية تستطيع أن تطوّعها في خدمة الدور الذي تقوم به. ولا أعتقد أن هناك إنساناً على هذه الأرض لا يتمتع بالجمال إلّا إذا كنا نتحدث عن الجمال المقولب، فلربما هذا قد يساعد الفنانة ولكنه بالتأكيد لا يضمن لها الاستمرارية.

- كيف ترين نفسك وإلى أين تريدين الوصول؟
لي أهداف وغايات وأحلام كبيرة أتمنى تحقيقها، فنية وشخصية. ولكن ما أتمناه أكثر أن أحققها بهدوء وبسلام وباستمتاع. فكما يقولون السعادة هي في الطريق والوجهة وليس في بلوغها فقط، وإذا نظرت إلى الماضي يوماً أتمنى ألا أجد فيه ما قد أخجل منه.

- هل يقف الزواج حاجزاً أمام الفنانة ويؤخر تطورها ونجاحها الفني؟
هذا الأمر نسبي ويتعلق بشكل الزواج وطبيعة الشريك. أنا شخصياً لا أتخيل أنني كنت سأتزوج رجلاً قد يقف في وجه طموحي، لأن عملي هو جزء من شخصيتي. ولأن الحب هو أساس الزواج فكان لا بد لمن أحبه ويحبني أن يحب عملي وشكل حياتي. مثنى زوجي من أكبر الداعمين لي حتى أنه يبدي قلقاً إذا شعر بتكاسلي أحياناً، بالطبع هناك لحظات يتأثر فيها العمل لحساب الأمومة مثلاً والحياة العائلية، خصوصاً إذا كنت ممن يحبون التفاني في هذا الدور، وأنا حاليا أحب أن أعيش حياتي بملئها دون التخلي عن أي دور. أنا ممثلة وأم وزوجة وابنة ومواطنة...

- كيف تصنفين الدراما السورية بين الأعمال العربية؟
في الصفوف الأولى وفي تطوّر دائم وإن اختلفت وتيرته... شعرت بهذا عندما عشت خارج سورية، فالعرب في كل مكان يتابعون الدراما السورية ويحبونها.

- كيف ترين الدراما العربية مقارنة بالدراما التركية،خاصة أنك برعت في مجالها بالدبلجة؟
الدراما العربية أيضاً في تطور دائم وأصبحت تحاكي الواقع العربي بكل أشكاله، حتى أن المشاهد العربي مهما كانت جنسيته يجد ما يعنيه في مختلف الأعمال سورية او مصرية أو خليجية. أما الدراما التركية فطرحت نفسها كمنافس بعد عمليات الدبلجة ولكنها تبرز في الصورة والاخراج والتمثيل أكثر منها في النصوص، وهناك أعمال تركية بنصوص مهمة ولكنها تحاكي المجتمع التركي أكثر وهي بالغالب لا «تدبلج» فخيارات شركات الدبلجة تقتصر على الأعمال العاطفية أو أعمال النجوم المعروفين عندنا.

- هل تطمحين إلى عمل مشترك بين دراما المصرية والسورية، خاصة بعد خوض الكثيرات هذه التجربة؟
بالتأكيد، أحب أن أعمل في كل مكان.

- هل تحبين الأدوار البعيدة عن شخصيتك الحقيقية؟
كثيراً وأحب أن أختبر شخصيات مختلفة لكن هذا للأسف لم يحدث كثيراً معي.

- هل تؤيدين الأعمال الجريئة التي تكسر حاجز ثالوث الجنس والسياسة والدين؟
بالتأكيد، وخصوصاً إن كان الخوض فيها بعمق وبهدف البحث الجدي. السينما والتلفزيون والمسرح لها قدرة تنويرية بالغة لا تقل عن دور الأدب والفن التشكيلي.

- ماذا تحبين أن يعرف جمهورك عنك؟
أنا أعيش في الأردن البلد الذي أحمل جنسيته مع زوجي وطفلي كرم، أتردّد إلى سورية كثيراً بداعي العمل وزيارة أهلي. بعيداً عن التمثيل، أعمل أحياناً مع مؤسسات تنموية في ورشات عمل للأطفال الأقل حظاً بالاعتماد على الدراما والفنون.