ARLÉSIENNE... قصة امرأة في عطر من L’OCCITANE

لوكسيتان,العطر,L’OCCITANE,القارورة,كريستيان لاكروا

كارين اليان ضاهر -فرنسا 27 سبتمبر 2014

تشبه الرحلة مع «لوكسيتان» قصة لوكسيتان بمحطاتها وأحداثها وطبيعتها وغموضها. فمن يتعرف إلى هذه العلامة يفهم أسرار تعلّق عشاقها بها وإخلاصهم لها. البداية كانت في فندق ومنتجع Couvent des minimes الخاص بلوكسيتان  وسط  هدوء تام وطبيعة خلابة ومشاهد لا مثيل لها مزينة بسهول الخزامى التي يعرف بها جنوب فرنسا حيث منشأ لوكسيتان ومبرر وجودها، ثم إلى مدينة آرل التي تجمع ما بين الحيوية والصخب والغموض، نظراً إلى تاريخها ا لعريق الذي نجد آثاره في كل زاوية من زوايا المدينة التي استطاعت الحفاظ على قسم بارز من تقاليدها وهذا التاريخ الذي تفخر به. رحلة لوكسيتان هذه المرة لم تأت صدفة في هذا التاريخ تحديداً بل لتشهد في الوقت نفسه حدثين بارزين عاشتهما مدينة آرل، مسقط رأس أوليفييه بوسان مؤسس لوكسيتان وكريستان لاكروا. فانطلاقاً من عشقه لمدينة آرل العريقة بتاريخها والمميزة بغموضها ، اختار بوسان أن يطلق مجموعة Arlésienne تكريماً لامرأة آرل التي عرفت بجمالها اللافت وسحرها وغموضها فألهمت كبار الرسامين أمثال فان غوغ وبيكاسو، تلك الصفات التي جسدها في عطره الجديد. وفي الوقت نفسه، أرادت لوكسيتان الانتقال من دورها كمشاهد لترعى معرضاً يقدم امرأة آرل بعيني كريستان لاكروا أقيم في المدينة نفسها باعتبارها قاسماً مشتركاً بين بوسان والمصمم لاكروا. رحلة مميزة بأحداثها تعرفت فيها إلى ملكة آرل التي انتخبت قبل ثلاثة أيام من زيارتي للمدينة، ليبقى كل هذا لدي ذكريات لا تنسى.

قصّة امرأة آرل في عطرها

اللقاء مع أوليفييه بوسان في آرل تحديداً يسمح بفهم عشقه لهذه المدينة التي ولد فيها وتعلّقه الشديد بها حتى يقرر تكريمها وتكريم امرأتها من خلال إطلاق مجموعة Arlésienne منها تحديداً. وقد يكون من الصعب فهم هذه العلاقة القوية التي تربطه بالمدينة من دون زيارتها واكتشاف سر هذا الغموض الذي يحيط بها فيجذبك إليها أكثر فاكثر. هذه المدينة التي تعرف بـ«روما» الصغيرة لكونها أغنى المدن بالآثار الرومانية بعد روما. ويكاد كل مبنى فيها أن يخفي آثاراً نظراً إلى عراقة المدينة وتاريخها الغني، حتى أن اليونيسكو أدرجتها في قائمة مواقع التراث العالمي. تشبه مدينة آرل امرأتها بغموضها وجاذبيتها، لهذا استوحى منها أوليفييه بوسان لابتكار عطر يجسد امرأة آرل المفعمة بالأنوثة التي يعبّر عن إعجابه الشديد بها بكلمات مؤثرة وحماسة يصعب وصفها. ومن الطبيعي ان يكون سماع هذه الكلمات في هذا المحيط نفسه أكثر تأثيراً وأشد وقعاً .

- ما سر جاذبية امرأة آرل التي أصبحت ملهمة الشعراء والرسامين، وصولاً إلى تحوّلها إلى مصدر إلهام لـ «لوكسيتان»؟
تختلف جاذبية امرأة آرل عن جاذبية أي امرأة أخرى. وقد يسهل التعرف إليها أكثر بقراءة قصتها عبر التاريخ.  في الواقع ليس الجمال وحده من مواصفات امرأة آرل بل لها جاذبية تمتزج مع الغموض الذي يشبه مدينة آرل نفسها. حتى أن شخصيتها مترسخة في مباني آرل وفي أرضها. امرأةهذه المدينة تمثل التقاليد لكن بجرأتها المعهودة وكبريائها. هي تختلف عن كل النساء مما جعلها تشكل مصدر إلهام للشعراء والرسامين أمثال فان غوغ وبيكاسو وميسترال. حتى أنها البطلة الحاضرة الغائبة في مسرحية ألفونس دوديه التي يتم الحديث عنها طوال الوقت من دون أن تظهر ولو لمرة. كما أنها اعتبرت آية من الجمال مجسدة في منحوتة فينوس الرخامية الخاصة بآرل التي تم اكتشافها في عام 1651 أثناء عملية تنقيب في الاطلال الرومانية قرب المدرج الروماني.

- وكيف تم هذا الترابط بين امرأة آرل ولوكسيتان؟
امرأة آرل هي امراة لوكسيتان دون منازع هي المرأة الغامضة الجذابة الآتية من الجنوب. هي تعكس بامتياز صورة لوكسيتان دون زيادة ولا نقصان. فأي امرأة قد تمثل لوكسيتان أفضل منها؟

تصميم قارورة Arlesienne

- لتصميم قارورة Arlésienne أسرار أيضاً، هل اختيرت ألوانها وزخارفها بالصدفة؟
ابتكار مجموعة Arlésienne لم يحصل بالصدفة بل أتت تجسد امرأة آرل بجمالها وجاذبيتها وقوة شخصيتها، كذلك هي قارورة عطر Arlésienne الذي يعكس الفكرة نفسها بكل تفاصيلها. استوحت لوكسيتان من حركة ثوب امرأة آرل تصميم قارورة العطر والأزهار المحفورة عليها والعلب الملونة التي تعيد إلى الاذهان امرأة آرل التي تدخل البهجة إلى القلوب عندما ترقص. كما أن العطر يجسد امرأة آرل، تمثل القارورة زيّها التقليدي الشهير الذي لطالما اعتبر أكثر من زي أو اكسسوار هو مرآة لهذه المرأة الاستثنائية. تلك الأقمشة الفاخرة المعتمدة في زيّها والألوان التي تمتزج مع بعضها يمكن رؤيتها تزيّن علبة Arlésienne بشكل دوائر ملونة أشبه بالازهار تذكر بنساء هذه المدينة اللواتي يرقصن في حفلاتها. حتى أني استوحيت الألوان الفرحة للعلبة والزخرفات التي تزين القارورة من الرقصات الفرحة والزاهية والمفعمة بالحيوية لنساء آرل في الحفلات.

- أي دلالة للزخرفات التي تزين قارورة Arlésienne؟
الزخرفات التي تزين القارورة هي نفسها تلك التي تزين فساتين نساء آرل والتي كانت تنجز بحرفية عالية ودقة حيث يتم الرسم يدوياً على القماش من قبل حرفيات من القرن الثامن عشر. ثم تلوّن يدوياً أيضاً بعملية دقيقة جداً بحيث يتم العمل على إبراز الالوان الزاهية والأزهار. هذه الزخرفات نفسها أتت تزين قارورة Arlésienne لتكمل تلك الصورة التي يرسمها العطر عن هذه المرأة.

- أي مكونات مزجت بشكل أساسي في عطر Arlésienne؟
مكونات العطر نفسها توحي بمتعة العيش والفرح الذي نبحث عنه في عطر يجسد امرأة آرل. عطر Arlésienne زهري بامتياز، يجمع ما بين زعفران وبنفسج بروفانس وورد Grasse بشكل أساسي. كل من النفحات الزهرية الثلاث يعبر عن احد أوجه شخصية امرأة آرل. فمن زهرة الزعفران المفعمة بالحيوية التي تتفتح بشاعرية ومن خلالها يضفي اللون اليوسفي لمسة إشراق جريئة على العطر، إلى قلب العطر المتميز بأناقة وردة Grasse التي يصعب إخفاؤها وتأتي مطعمة بأزهار زنبق الوادي. أما خشب الصندل فيضفي أريجاً مختلفاً للنفحات الدنيا. ثم يضاف عبير حبوب التونكا ليولّد صدىً شاعرياً جميلاً. بهذه المكوّنات، تحضر جاذبية لا تقاوم.

وقد رافقت العطر مجموعة مستحضرات لإرضاء رغبات المرأة من:
زيت الجسم الشفاف.
بودرة الجسم.
الصابون المعطر.
 كريم العناية باليدين.
الحليب.
كريم الاستحمام.

إضافةً إلى مجموعات محدودة من:

رذاذ الشعر وملمع الشفاه والشمعة المعطرة.

معرض L’Arlésienne يجمع لوكسيتان بكريستيان لاكروا

اليوم خرجت لوكسيتان من دورها كمتفرج وكعلامة متخصصة بالعطور والمستحضرات الطبيعية للعناية بالبشرة لتتولى رعاية معرض L’Arlésienne الذي ينقل امرأة آرل وشخصيتها بعين كريستيان لاكروا. فآرل قاسم مشترك يجمع ما بين بوسان ولاكروا، وكانت هذه مناسبة ليجسدا علناً هذه الراوابط. يعرف الكل ترسخ جذور لوكسيتان في البروفانس الفرنسية التي شكلت رسالة لطالما حملتها لوكسيتان لتنقل ثقافة المنطقة وتقاليدها عبر الاجيال. اليوم سارت لوكسيتان جنباً إلى جنب مع المصمم كريستيان لاكروا في شوارع آرل العريقة بهدف «لقاء امرأة من نسج الخيال هي آية من الجمال». في هذا المعرض تشارك كل من لاكروا وبوسان في رؤية امرأة آرل وأرادا تكريمها من خلال متحف ومعرض صور تعبيراً عن إعجابهما الشديد بها.
استطاع أن يجمع الجانبين التاريخي والتقليدي في شخصية امرأة آرل وما عرفه عنها عبر التاريخ وما بين استمراريتها ودوامها في أيامنا هذه وصولاً إلى نظرته المستقبلية الخاصة لها وتصوره لها بعد سنوات، فقد جسد في أحد جوانب المعرض امرأة آرل في القرن الحادي والعشرين بمختلف المراحل الكلاسيكية والعصرية ومن خلال وجوه نساء من مختلف الخلفيات والجنسيات ليعكسن هذه الشخصية الغنية. وضم المعرض في الوقت نفسه صوراً لملكة آرل ووصيفاتها أعدت بآلة مسح وتقنية حديثة من ابتكار مصورة الأزياء كاترينا جيب التي شاركت في المعرض أيضاً.
فمن المعروف عن امرأة آرل انها ألهمت كثيرين لكنها بقيت شخصية غامضة وخفية بدءاً من اللحظة التي ابتكر فيها ألفونس دويه شخصيتها في كتابه «رسائل من طاحونتي» عام 1869 فأصبحت شخصية مؤثرة وخفية.

تجارب لن تنسى

-  سنحت لي فرصة مقابلة وتناول الغداء مع ملكة آرل ووصيفاتها اللواتي انتخبن قبل 3 أيام من زيارتي. تجربة مميزة لن تتكرر جعلتني أنتقل من الحياة العصرية التي أعيشها بنمطها وروتينها وكل مظاهر التطور إلى عالم آخر قابلت فيه ملكة منتخبة لا لجمالها فحسب بل لشخصيتها واطلاعها المتعمق على تقاليد مدينتها وتاريخها ليكون دورها أساسياً في نقل هذه التقاليد ونشرها والحفاظ على تراث مدينتها العريقة. لحظات مميزة تلك التي شرحت فيها لنا الملكة عن زيها الذي يعود إلى قرون مضت والذي يتطلب ارتداؤه حوالي ساعة ونصف الساعة تساعدها فيه وصيفاتها اللواتي يرافقنها في مختلف تحركاتها. لقاء الملكة بدا خير دليل على عراقة المدينة وتاريخها الغني الذي حافظت على معالمه مع مرور الأجيال. هي ملكة تحفظ تقاليد آرل وتاريخها العريق وتنقله عبر الاجيال مع تماشيها في الوقت نفسه مع تطور العصر، فقد أكدت في اللقاء أنها ناشطة في وسائل التواصل الإجتماعي وتحمل هاتفاً خلوياً كأي فتاة في مثل سنها.

-  متعة السبا المميز الخاص بلوكسيتان في فندق وسبا Couvent des minimes وسط طبيعة خلابة وسهول خضراء مزينة بالخزامى تبدو بعيدة كل البعد عن الحياة التي نعيشها. تجد في هذا الفندق كل الراحة النفسية والجسدية التي تبحث عنها بعيداً عن صخب المدينة. علماً ان الفندق هو عبارة عن دير قديم بني عام 1613 ثم أعيد ترميمه واطلقت لوكسيتان في عام 2004 مجموعة Le couvent des Minimes لأنه مقر أمثل لها في البروفانس الفرنسية ونظراً إلى تاريخه العريق. هذا إلى أن عاد أخيراً عام 2008 ليستعيد دوره كمكان أمثل لتأمين الراحة النفسية والصحية فتحول إلى فندق وسبا.
-  المشي في أزقة آرل الضيقة التي توحي في كل زاوية منها بعراقة المدينة وتاريخها الذي يحكي قصصاً كثيرة منها ما قد يبدو مخيفاً وغامضاً للبعض ومنها ما قد يجذب كثر ممن يعشقون التعمق في التاريخ. ويعرف أهل المدينة أنفسهم هذا الغموض الذي يحيط بمدينتهم وقصصها الكثيرة ويشعرون برهبة أماكن معينة لكنهم يتعايشون مع ذلك بطريقة طبيعية وعفوية.
-  زيارة مختبرات لوكسيتان ومعاملها في Manosque  في جنوب فرنسا التي تزينها سهول الخزامى الواسعة، لتتوضح أسباب وجود لوكسيتان وأهدافها وأسرار تعلق عشاقها بها. مجرد الوجود في مكان كهذا يفسر عشق أوليفييه بوسان لكل تلك التفاصيل التي لم يتخلَّ عنها على الرغم من تطور لوكسيتان وانتشارها في العالم فتبقى هي الأساس له في كل خطوة جديدة يقوم بها.

كيف أتى عطر Arlésienne مكملاً «لوكسيتان» وكيف سار على خطاها؟
عندما أتت فكرة ابتكار هذا العطر الجديد كان لا بد من ابتكار عطر يلائم امرأة لوكسيتان. لذلك أتينا بنفحات 3 أزهار فريدة تجسد قصة امرأة آرل التي ألهمت لوكسيتان. من هنا تلتقي امرأة آرل وامرأة لوكسيتان لترسما صورة امرأة مشرقة وغامضة من الجنوب. العطر يتابع مسيرة لوكسيتان ويحقق المزيد من اهدافها بكل ما للكلمة من معنى. كما هي امرأة آرل هو عطرها، تترك عند رحيلها أثراً مميزاً يذكر بحضورها الأخاذ.