«ضُرّة» هيفاء وهبي أمل رزق: تعبتُ في حياتي كثيراًً لأنني كنتُ زوجته

أمل رزق,هيفاء وهبي,محمد سامي,روجينا,خالد صالح

أحمد مجاهد (القاهرة) 27 سبتمبر 2014

قدّمت دوراً مهماً في بداياتها من خلال مسلسل «العائلة» للمؤلف وحيد حامد والمخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ، وتوقّع لها الكثيرون انطلاقة نحو النجومية، لكنها تعطلت وباعترافها تأخرت عن نجمات جيلها، والسبب زواجها من المنتج الراحل إسماعيل كتكت، واهتمامها بحياتها الشخصية أكثر من فنها.

الفنانة أمل رزق تؤكد أن عملها مع المخرج محمد سامي في «آدم» وأخيراً «كلام على ورق» أعاد اكتشافها فنياً، وتتكلم عن علاقتها بهيفاء وهبي فيه حيث أدّت دور ضرّتها، وحقيقة الغيرة بينها وبين نجمات «كلام على ورق»، وصديقها الذي تأثرت برحيله، وسرّ هروبها من البرامج التلفزيونية، والقرار الذي اتخذته من أجل بناتها.

 

- ما الذي جذبك لتقديم شخصية «صافي» في مسلسل «كلام على ورق»؟
هي شخصية مختلفة عما قدمته سابقاً في أعمالي الفنية، وشاركت في هذا المسلسل لثقتي في المخرج محمد سامي، خاصةً أنني أتعاون معه للمرة الثانية بعد مسلسل «آدم»، وأحببت «صافي» لأنها تعيش بطريقة مختلفة مع البيئة المحيطة بها.

- هل ترتاحين نفسياً عندما تتعاونين مع فنانين لأكثر من مرة مثل محمد سامي؟
أحب محمد سامي إلى درجة أن هناك أشخاصاً يسألونني ما سبب ارتباطي به بهذا الشكل، فأرد عليهم: «هو الذي يستطيع أن يجعلني متألقة على الشاشة»، وأكون مطمئنة عندما أعمل معه، وحتى لو لم يضف إليّ فلن يؤذيني فنياً.

- هل يمكن أن يؤذي المخرج فناناً؟
بالطبع، بأن يعلي فنانة معينة أقل مني أمام الكاميرا من حيث «زوايا التصوير»، ليجذب المشاهد إليها بدرجة أكبر، وهذا يفعله بعض المخرجين ويسبب مشاكل كثيرة.

- ألم تقلقي من وجود هيفاء وهبي كنجمة كبيرة تخطف كل الأنظار في أي عمل لها؟
أبداً، لأن محمد سامي نبّهني قبل التصوير وقال لي: «أنت «صافي» بكل جبروتها ومالها، ولا تمثلين أمام هيفاء باعتبارها النجمة التي ينجذب إليها الجمهور في الوطن العربي، بل ركزي على دورها كامرأة تلهث وراء زوجك للاستحواذ عليه». لذلك استطعت تقديم «صافي» بهذا المستوى، والحمد لله دوري أثّر في الناس وكانوا ينتظرون ما الذي سأفعله في «حبيبة»، التي لعبت دورها هيفاء، في العديد من الأحداث.

- هل شعرت بأن شعبية هيفاء وهبي حقّقت إضافة كبيرة لك وللمسلسل؟
بالطبع فأنا استفدت كثيراً من نجوميتها، لأن هيفاء تتمتع بشعبية كبيرة في الوطن العربي، وعندما كنت في مطار بيروت شعرت بحب الجمهور للمسلسل بجميع نجومه.

- ألا تشعرين بأن المسلسل دموي نوعاً ما بدرجة كبيرة في معظم حلقاته؟
معظم المسلسلات فيها مشاهد قتل ودم وليس «كلام على ورق» فقط، ولا توجد سوى جريمة قتل واحدة في العمل هي قتل «حمزة»، وكانت قاسية نوعاً ما، إنما باقي الجرائم نفذت دون أن يرى المشاهد دماء مقارنةً ببقية المسلسلات المليئة بالدم والحرق أيضاً.

- لماذا تمّ تصوير المسلسل في لبنان فقط؟
لأن الدراما الموجودة في العمل تحتاج إلى التصوير في لبنان، ورغم ذلك كنا نصور في العديد من المناطق بحيث يرى الجمهور تنوعاً حقيقياً على الشاشة.

- الكثيرون انتقدوا المسلسل باعتباره قصة مستهلكة قدمت في العديد من الأعمال الفنية سابقاً فما رأيك؟
لا أرى ذلك، لأن المسلسل يرصد قصصاً كثيرة في حياة أشخاص يباعون ويشترون من أجل لقمة العيش، بالإضافة إلى المافيا وعلاقة صافي بزوجها والفتاة التي توفي والداها، وبدأت تخدع أشخاصاً آخرين حتى تستطيع العيش بكرامة، فهذه كلها شخصيات قدمت سابقاً في الدراما، لكن تم تناولها في المسلسل بشكل جديد تماماً.

- ألا ترين أن أسلوب الصورة المقلوبة التي اتبعها المخرج أثرت سلباً على العمل؟
محمد سامي تعمد تقديم العمل بهذه الصورة الإخراجية، لأنه يريد نقل رسالة مفادها أن جميع أحداث الدنيا حالياً اصبحت مقلوبة، خاصة حياة الشخصيات الموجودة في المسلسل. وأعتقد أن الجمهور سيركز جيداً بعد رمضان في مشاهدة العمل بصورته المقلوبة، وكان يمكن تقديم «فلاش باك» عن الأحداث بصورة أفضل، لكنها رؤية للمخرج في النهاية.

- البعض يؤكد أن «كلام على ورق» لم يحظ بنسبة مشاهدة كبيرة. ما تعليقك؟
لو لم يحقق مشاهدة كبيرة ما كانت قناة بحجم mbc سعت لشرائه وعرضه على شاشتها.

- هل تشبهك «صافي» في أمور معينة في حياتك؟
بالفعل فهي تخاف على بيتها كثيراً مثلي، لذلك تأخرت في خطواتي الفنية مقارنة بباقي نجمات جيلي، لكن تختلف عني في أنها تقوم بأخذ حقها، أما أنا فلا أقوم بذلك ولا أفكر فيه.

- ما الذي يجعلك تشعرين بأنك ظلمت فنياً؟
الحمد لله على ما حققته في مشواري الفني حتى الآن، لكن عندما ظهرت في بدايتي الفنية كنت بطلة في مسلسل «العائلة»، وكنت وقتها أدرس في السنة الأولى في معهد التمثيل وعملت مع المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ والكاتب وحيد حامد، لكني تهاونت في حقي الفني  والشخصي كثيراً، ومررت بأشياء كثيرة عطّلت خطواتي الفنية، مثلاً كان يتم استبعادي من أعمال فنية كثيرة بسبب زواجي من المنتج الراحل إسماعيل كتكت، لأن بعض المنتجين كانوا يخشون ترشيحي لأعمالهم ظناً منهم أنني قد أفشي أسرار شركاتهم لزوجي!

- وما الذي دفعك للسكوت عن حقك بهذا الشكل؟
أعرف قيمة نفسي جيداً فنياً وإنسانياً، وأعتقد بالمثل القائل: «يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم»، لكنني أدركت بعد ذلك أنني كنت مخطئة، وكان المفروض ألا أتهاون في حقي أبداً بهذا الشكل، لكن الإنسان يتعلم دائماً من أخطائه.

- هل تعتبرين «كلام على ورق» نقلة هامة في مسيرتك الفنية؟
بالفعل، هو ومسلسل «آدم»، وأيضاً مسلسل «أولاد الأكابر» مع النجم الكبير حسين فهمي، كلها خطوات مهمة جداً في مشواري الفني، واكتشفت أنني أستطيع تقديم أي دور مهما كان، مثلاً في «أولاد الأكابر» قدّمت دور خادمة اسمها «عنايات»، وأحسست وقتها أنني ممثلة فعلاً، ولا أنسى أبداً مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة» مع يحيى الفخراني والراحل حسين الإمام، الذي كنت أحبه جداً.

- كيف أثر فيك رحيل حسين الإمام أثناء فترة تصوير المسلسل؟
حسين كان صديقي منذ سنوات طويلة، وكنا لا نفترق أبداً أثناء تصوير «كلام على ورق»، لدرجة أنه كان يقول لي: «عندما تسافرين أكون لوحدي في الفندق» وكان يعشق بيته وأسرته، وكان مثالياً ولا يتحدث بسوء عن أي شخص، فنحن فقدنا شخصاً لا يعوض أبداً، كان محباً للحياة والناس.

- ما الذي يضيفه محمد سامي لأي فنان يعمل معه؟
يعيد ثقة الفنان بنفسه ويخرج منه طاقات وإمكانات هائلة لم يكتشفها في نفسه من قبل، وعندما أتعامل مع شخص أحبه مثل سامي أحاول أن أقدّم أفضل ما عندي أمام الكاميرا، لأنه يعطيني حافزاً وتشجيعاً كبيرين، وعلمني كيف أهتم بكل التفاصيل الدقيقة في العمل الفني، فقبل أن أعمل معه كنت أرى نفسي جميلة في كل شيء ولا أهتم كثيراً بمظهري على الشاشة، لكن معه الأمر كان مختلفاً، فقمت لأول مرة بقص أظافري قبل بدء تصوير مشاهدي في المسلسل، فكنت قبله أعتمد فقط على موهبتي الفنية دون أمور أخرى، واكتشفت أن ذلك لا يكفي لأن أكون متوهجة على الشاشة.

- هل صحيح أنه نصحك بقراءة كتب معينة قبل التصوير؟
بالفعل طلب مني أن أقرأ كتباً كثيرة وأشاهد أفلاماً معينة حتى أثقف نفسي في مهنتي.

- ما هي علاقتك بماجد المصري وأحمد زاهر على المستويين الفني والشخصي؟
هما صديقاي، ودائماً نتقابل في معظم المناسبات، وعلى المستوى الفني أرى أن أحمد زاهر تألق كثيراً في المسلسل، لدرجة أنه تصلني تعليقات جميلة عنه من أصدقائي وأنا سعيدة جداً به.

- هل وجود نجمات أخريات في المسلسل حفزك لتقديم أداء أفضل؟
كنت في اتجاه مختلف تماماً وبعيد عنهن جميعاً، وهن روجينا وكارين وكاتيانا، فحياتهن كانت داخل الملهى الليلي بنمط معين، أما أنا فكنت مختلفة في الأحداث الخاصة بي، لذلك كنت ملتفتة للجمهور وقدمت أداء مميزاً الحمد لله.

- ألم تشعري أن هناك غيرة بينكن؟
لم أشعر بذلك أبداً وأحببتهن جداً وكنَّ يجتهدن كثيراً في عملهن.

- من هنأك على دورك في «كلام على ورق»؟
نبيلة عبيد ونجوى فؤاد والموسيقار محمود طلعت وهاني مهنا وفنانون كثيرون أشادوا بدوري فيه.

- هل تشعرين بأن عملاً فنياً واحداً كاف لتحقيق بصمة كبيرة لك؟
إذا كان دوراً مميزاً فسيحقق ذلك بالفعل وسيرضيني فنياً، وهذا ما حدث معي سابقاً في مسلسل «آدم» مع تامر حسني، وهذا العام في «كلام على ورق» مع محمد سامي، ويكفي أن الأشخاص القريبين مني يقولون لي «إحنا شايفينك قمر في المسلسل»، وأنني تفوقت على دوري في مسلسل «آدم»، فأنا لست من هواة تقديم خمسة مسلسلات في العام مثلما تفعل أخريات.

- ما سبب عدم ظهورك في أي لقاءات تلفزيونية؟
لا أحب استعراض حياتي الشخصية أمام الجمهور وللأسف معظم البرامج الموجودة حالياً لا تهتم سوى بهذه الأمور وأرفض ذلك تماماً.

- هل أعجبتك مسلسلات معينة هذا العام؟
أحببت كثيراً «سجن النسا» و«ابن حلال» و«جبل الحلال» أيضاً، وأرى أن الصورة في جميع الأعمال الدرامية تطوّرت كثيراً في رمضان في السنوات الأخيرة، لكن أشعر أن «كلام على ورق» مختلف تماماً في كل شيء عن المسلسلات الأخرى.

- منذ فيلم «فبراير الأسود» مع خالد صالح وأنت غائبة عن السينما فما السبب؟
للأسف الفيلم تعرّض لظلم كبير، لأنه عرض في وقت سيِّئ للغاية أثناء ثورة 30 يونيو، وأرى أن الحظ والشللية يتحكمان في نجاح أي فنان في السينما، وحتى الآن لم أستقر على فيلم جديد رغم أنه عرض عليَّ سيناريوهات كثيرة، لكن رفضتها لأنني لن أقدم أفلاماً تجارية خالية من القيمة الفنية.

- ما هي علاقتك بأبنائك الآن بعد وفاة طليقك المنتج إسماعيل كتكت؟
أحاول أن أهتم ببناتي لما وهيا وسما، وهن مصمّمات على أن أعيد افتتاح شركة والدهن الإنتاجية، لأن إسماعيل ترك وراءه تاريخاً فنياً كبيراً واسماً هاماً، وأتمنى من الله أن يقدرني لأحافظ عليه، وسأحاول أن أستقر على سيناريو جيد لأقدمه حتى تظل شركته باقية بناءً على رغبة بناته.

- تفكرين في الإنتاج لنفسك؟
لن يحدث ذلك، وإفتتاحي الشركة من جديد هدفه توفير حياة كريمة لبناتي فقط، وليس له علاقة بي كممثلة أبداً.

- وما السبب؟
تعبت كثيراً في حياتي لأنني كنت زوجته، وأرى أنني أستطيع الاستمرار في الفن بقوة باسمي فقط الآن دون الاعتماد على أي شيء آخر.

- هل تفكرين في الارتباط للمرة الثانية؟
هذا الأمر قسمة ونصيب، ولن أمانع أبداً إذا حدث ذلك وقابلت إنساناً مناسباً لي.

- ما هي الأماكن التي تحبين السفر إليها؟
أعشق شرم الشيخ ومارينا ولبنان.

- هل تهتمين بالرياضة في حياتك؟
عندما أكون في حالة نفسية صعبة أذهب إلى النادي لأخرج طاقتي فيه.

- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
أحمد زاهر وأحمد رزق وزوجته وروجينا وأشرف زكي ولقاء سويدان ونبيلة عبيد وإيمان العاصي ومي سليم.

- ما هي أمنياتك لبناتك؟
أتمنى أن يعشن حياة أفضل وأعرف أنه على عاتقي مسؤولية كبيرة تجاههن، فأنا الآن الأب والأم لهن.