في معرض أُقيم في «البيت- المحترف» في بلدة مزرعة يشوع (من 16 حتى 27 أيلول/ سبتمبر) بعنوان «معرض في ثلاثة فصول»، قدّم الفنان اللبناني مارون الحكيم أعماله الجديدة في مجالات الرسم والنحت والتجميع. وقد جرت العادة أن يختار مارون الحكيم مسقط رأسه، مزرعة يشوع، مكاناً يحتفل فيه بإبداعاته التي لا تنحصر في حقل واحد أو في تخصّص معين.
وقد منح اختيار مكان حميم كهذا أبعاداً أخرى لأعمال الحكيم، وربما معاني مختلفة لم يقصدها هو أثناء اشتغاله عليها كالإنتماء والجذور والدفء...
 

من الرسم إلى التجميع، يسعى الحكيم إلى البحث عن حقيقة ما، حقيقة تشغله وتربكه لكنه لا ينفكّ عن اللحاق بها. هكذا تأتي أعماله متناغمة كأنها تُشكّل، على اختلافها، لغة فنية جمالية تحرّض الزائر على التفكّر والإستبصار، لما فيها من عمق وتكثيف للتجربة الفنية والإنسانية التي يملكها مارون الحكيم.

 

لا تتمايز الأعمال في أنواعها بين تلوين وتجميع ونحت فحسب، بل إنّها تتنوّع في موضوعاتها وأشكالها ومضمانيها أيضاً. فمن الألوان الداكنة إلى المشرقة، ومن التكعيبية إلى التجريد ومن الطبيعة إلى الإنسان ومن الموت إلى الحياة، تتدرّج أعمال فنانٍ يكسر الحواجز بين المتناقضات ليكرّس معنى الإتحاد الإبداعي بين مختلف الأشكال الفنية وأنواعها.