لبنان... عُدْ أملاً

د. عبد العزيز محيي الدين خوجة

عبد العزيز محيي الدين خوجة 08 نوفمبر 2014

قالوا تحبُّ نَعَمْ هَلْ في الهوى خَجَلُ

لما رأيتُ صباها هزّني أَمَلي

هل «للأقاحيَّةِ» السمراءِ توصِلُني

صافحْتُها ويدي ذابتْ على يدِها

نادى فؤادي ألا يا ليتَها تصلُ

سلي لَيالي الهوى عن كلِّ مُسهدة

تهوى الظلامَ ففي أكنافِهِ سُتُرٌ

نصحتُ قلبي فما أصغى وخالَفَنِي

أسْقَتْهُ عابثةٌ مُرَّ النوى قَدَحاً

حتى إذا رَضِيَتْ نلتُ الرِّضا قُبَلاً

يا شعرُ لا شعرَ لي ان لم يكُنْ غَزَلُ

حتى إذَا ابتَسَمَت تَبَسّم الأملُ

أم إنني عندها طيفٌ سَيرتحِلُ

والقلبُ يسبِقُني شعراً ويرتجِلُ

في عُرفِها حسِبَتْ أنّ الهوى عِللُ

ما قيمةُ العشقِ إنْ لم تسْهدِ المُقَلُ

للعاصياتِ دموعي وهي تنهَمِلُ

قلبٌ مُعنّى فلا صاحٍ ولا ثَمِلُ

فراحَ يشربُهُ كأنَّهُ العسلُ

كأنما اختُصرت في ثغرِها القُبَلُ

٭ ٭ ٭

لبنانُ يا أملاً زِلْتَ موئلَهُ

لبنانُ من عَتَبي لأنني دنِفٌ

هذي هي الأرزةُ الشمّاءُ دامعةً

هذا هو السهلُ في أكنافِهِ نَضَبتْ

هذا هو البحرُ هدّارٌ وَمِنْ قَلَقٍ

هذا هو الشعرُ يبكي في صَبابتِهِ

أين الهوى ألَقاً في عينِ فاتنة

لُبنانُ أرضُ الحِجى هل للحِجى أَجَلٌ

كأن لبنانَ لا أرضٌ ولا نَسَبٌ

أين الثَّقافَةُ هل جفّت مَنَابِعُها

جُرْحٌ على الأملِ المكسورِ ينْحَرُني

يا ساسَةَ البَلَدِ المُستنجدِ اتَّحِدوا

لبنانُ إنّي على عهدي رفيقُ هَوَى

لُبنانُ يا شامخَ الهاماتِ يا بَطَلُ

أشكو رجالَك والنيرانُ تَشْتَعِلُ

هذا هو الجبلُ العملاقُ يُنْفَعِلُ

أرزاقُ خَلْقٍ وقد ضاقَتْ بهم سُبُلُ

يرنو الى القِمّةِ الفرعاءِ يََبْتَهِلُ

من ذا يُشبّبُ في الحسناءِ يا رَجُلُ

ضاعت لآلئُهُ والحرفُ والجُملُ

قد حان في جَدَلٍ أم جاءنا الأجَلُ

وأهلُ لبنانَ من لبنانَ قد رحلوا

أين النُهى نُورُه ضاءت به الدُّوَلُ

لبنانُ عُد أملاً فالجُرح يَندَمِلُ

هذي بلادُكم والسهلُ والجبلُ

مهما جنى بُعدُنا فالجمعُ يَشْتَمِلُ