الفنان عامر العلي: الدراما اللبنانية بدأت تقوى بفضل الفنانين السوريين

عامر العلي,الفيلم السينمائي,دمشق,السينما,مسلسل,الجمهور,الأعمال الفنية,مسل,الدراما اللبنانية,الوسط الفني السوري

لها (دمشق) 30 نوفمبر 2014
عامر العلي فنان من متخرّجي المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2001. قدّم العديد من الشخصيات ساعياً إلى التنويع وعدم التقوقع ضمن إطار معين من الأدوار. أول وقوف له أمام الكاميرا كان في المسلسل التاريخي «صلاح الدين الأيوبي» للمخرج حاتم علي، ثم كرّت السُبحة. عرفه الجمهور فناناً متميزاً يحمل أشجانه الإنسانية ورؤاه الإبداعية التي تُعتبر حجر الزاوية في انتقائه أدواره، فحفر لنفسه مكاناً متقدماً بين الفنانين، وضمن رصيدا ًمن محبة الجمهور. وهو اليوم يخوض تجربة سينمائية جديدة مع المخرج باسل الخطيب ويؤدي أحد الأدوار الرئيسية في فيلم «الأم» الذي يعتبر من أحدث إنتاجات السينما السورية.حول جديده في عالم الفن السابع وفي الدراما التلفزيونية، وعن شؤون فنية مختلفة كان هذا اللقاء.  


- ما طبيعة مشاركتك في الفيلم السينمائي «الأم»؟
أجسد دور أحد الإخوة وهو ممثل نجم يعيش منفردا حياة مختلفة عن إخوته. وكان مضى أكثر من عام لم يرَ أمه بسبب مشاغله ولأنها كلما رأته تذكرت أخاه التوأم الذي فارق الحياة، تشعر بالقهر وتبكي.
ولكن عندما يسمع خبر وفاتها يشعر بأنه تحطم. وهي قصة حقيقية وهناك مقاربة درامية لها في الفيلم، فنرى كيف تعامل معها وهو الفنان النجم ونلمس إلى أي مدى أثّرت وفاة والدته فيه، وكيف عاد إلى إنسانيته، فالطريق هو الذي أعاده إلى حقيقته وأصله وأصالته.

- ما الشروط الواجب توافرها في الفيلم السينمائي كي تشارك فيه؟
أحب الأفلام السهلة الممتنعة التي تقدم أفكارا حقيقية وتصل إلى الناس كلهم على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية فأفضّل الفيلم الذي يمكن قراءته على أكثر من مستوى ويؤثر على حياتك فتخرج من صالة السينما وأنت تشعر بالمتعة.
ينبغي أن يستمتع الجمهور بالفيلم لأن الدراما والسينما صناعة ترفيه. وبالنسبة إلي، السينما هي التي ربتني منذ أن كنت صغيرا وكوّنت شخصيتي، وحتى الآن أتذكر وأعرف تماما كل جانب بي من أين أتى، وأتمنى أن أصنع سينما تحقق هذا الأمر وتؤثر في الناس ويأتي أحد ما بعد سنوات ويقول لي إن دوري في هذا الفيلم أثّر فيه.

- ما سبب قلة مشاركاتك السينمائية؟
بالإضافة إلى «مريم»، شاركت في أفلام قصيرة وفيلم روائي طويل قبل ست سنوات تقريبا، هو فيلم «حسيبة» للمخرج ريمون بطرس، وهي تجربة سينمائية لست موافقا عليها كثيرا. ولكن تبقى السينما هاجسي وهوسي في الحياة، فإن توافر لي العمل في السينما لا أعمل في التلفزيون.
وللأسف السينما كان إنتاجها ضعيفا فلم يكن أمامنا فرص للعمل فيها، وبالتالي أي فرصة نركض نحوها فورا.

- لماذا لم تشعر بالرضا عن مشاركتك في فيلم «حسيبة»؟
فيلم «حسيبة» كان فرصة مهمة وأديت فيه شخصية مميزة ولكن النتائج لم تكن كما أرغب، فأساسا منذ أن قرأت رواية خيري الذهبي المأخوذ الفيلم عنها عندما كنت طالبا في الجامعة كنت أحلم بتأدية هذه الشخصية، وشاءت الصدف أن أشارك في فيلم سينمائي وأؤديها.
ولكني أملت أن تكون بشكل مختلف فالنتيجة لم تكن كما تخيلتها، ولا أزال أحلم بأن أقدم هذه الشخصية.


دمشق والضربة الأميركية

- أي تقاطع يجمع بينك وبين الشخصية التي أديتها في خماسية «استعدادا للرحيل»؟
حدث معي الأمر نفسه الذي جرى مع الشخصية التي أديتها في العمل، فعندما كنت في بيروت وكثر الكلام عن الضربة الأميركية لسورية أصروا علي أن أبقى هناك، ولكني عدت إلى سورية في اليوم نفسه الذي كان من المنتظر أن تحدث فيه الضربة، رغم معارضة أصدقائي لذلك.
واستغرب كثيرون سبب عودتي في هذا اليوم بالذات، فقلت لهم إنني لا أستطيع أن أكون بعيدا عن بلادي إن حدثت الضربة فأهلي وأصدقائي فيها وشعرت بأنه ينبغي أن أكون موجودا لأن كل الذين أحبهم كانوا هنا وعاشوا الحدث فلماذا لا أعيشه معهم؟
وانطلاقا من هذه التجربة فإنني أعرف كيف تفكر الشخصية التي أديها في الخماسية التي تندرج ضمن مسلسل «الحب كله» وتتناول فترة التهديد بالضربة الأميركية لسورية.
 أديت فيها شخصية شاب عاش خمس سنوات خارج سورية لأنه لم يكن أمامه فرص عمل فاضطر للسفر وهناك أسّس شركة، ولكن عندما شعر بأن أمه وحبيبته وأصدقاءه والأماكن التي عاش فيها وذكرياته معرضون للخطر، قرر أن يترك كل شيء ويعود ويلاقي مصيره، فإن كان سيموت فليمت في بلده.
وبالفعل يعود ولا تحدث الضربة، ولكن القدر يستمر ويموت بقذيفة، فهو عاد بفكرة تحدي الموت ومات.


الشامي وهموم الشباب

- إلى أي مدى شعرت بأن ما قدمته يلامس هموم أبناء جيلك؟
حاولت ضمن الفرص المتاحة أمامي أن أقدم ما يشبهني، وشعرت بذلك من خلال ردود فعل الناس على ما أقدم، فيقولون لي إنهم يعرفون أحدا ما يفعل كما فعلت في هذا المسلسل أو ذاك. كما أنني أتناقش مع المخرج حول دوري، فأنا بطبعي أختلط بالناس كثيرا وأرى العديد من النماذج وأراقب ردود أفعالهم على كل شيء وأختزن ذلك كله، وعندما تأتيني شخصية لأقدمها وأشعر بأنها مكتوبة بطريقة غير منطقية أتحاور مع المخرج حول مصداقيتها فأقول له إن هذه الشخصية وهذه التركيبة قد لا تفعلان ذلك، وأحاول قدر استطاعتي أنسنتها وجعل الناس يصدقونها.
فعلى سبيل المثال لدى الكلام عن الضربة الأميركية جاءت ردود الفعل حولها متباينة بشكل كبير، فهناك من عاش حياته بشكل طبيعي وهناك من خاف وباع كل شيء وسافر. وعندما كنت في بيروت تواصلت مع أصدقائي في دمشق فكانوا يخرجون إلى المقاهي والمطاعم الأمر الذي جعلني أشعر بالغيرة منهم وبأني يجب أن أكون معهم وأعيش هذا الاحساس، وهذا ما حدث.

- ما الذي جذبك للمشاركة في عمل شامي عبر مسلسل «قمر شام»؟ وبأي عين تنظر إلى هذه الأعمال؟
خلال السنوات الماضية بات هناك الكثير من التكرار بالنسبة إلى طبيعة الشخصيات والحكايات في هذه الأعمال، فأصبحت مستنسخة بعضها عن بعض، ولم يكن فيها ما يلفت نظري، وقُدِمت لي عروض اعتذرت عنها. وبالتالي بعد كل هذه السنوات عندما أخوض غمار عمل شامي ينبغي أن أحقق المختلف، وعندما عُرِض عليّ المشاركة في مسلسل البيئة الشامية «قمر شام» ترددت قبل قراءته لمجرد أنه شامي، ولكن عندما قرأت النص وجدته مختلفا والشخصية لم يتم تقديم مثيل لها فأحببت حضورها وشاركت في المسلسل.
ليس لدي مشكلة في المشاركة في عمل شامي، لا بل أحب العودة والمشاركة فيه مرة أخرى إن كان هناك ما هو جديد ومختلف.


الدراما اللبنانية

- عديدة هي الأعمال التي صُوّرت خارج سورية، فهل تشكل حالة تكاملية مع جسم الدراما السورية، أم أنها غريبة عنه؟
حدث ذلك لأن حركة الإنتاج أصبحت قليلة، وهناك من يريدون العمل ولم يعد هناك من فرص فاضطروا للسفر، وأنا لا ألومهم، فليس هناك أحد كان لديه عمل في سورية وسافر، خاصة اليد العاملة، كما أن هناك أشخاصا خافوا فسافروا.
وبالنتيجة أرى أنها أعمال سورية، فالجهة المنتجة والكاتب والمخرج وأغلب الممثلين سوريون، وعلى سبيل المثال «نابليون» إخراج شوقي الماجري، هو عمل مصري من إخراج تونسي ولكنه انتاج سوري ويحكي عن نابليون في مصر.
وقبل أربع سنوات صورنا مسلسل «سقوط الخلافة» في مصر وعندها لم يكن هناك أزمة فلم نهرب خارج سورية لنصوّره حتى نهرب اليوم ونصوّر خارج البلد، وإنما هي الصدفة.
أنا لست ضد التصوير خارج سورية وإن كنت أحيانا قد لا أوافق عليه، ولكن هذا معناه أن الدراما السورية ما زالت حاضرة بغض النظر عن المكان، فأنت هنا سوري وفي الخارج أنت سوري أيضا عبر عملك. واليوم الدراما اللبنانية بدأت تقوى بفضل اليد العاملة السورية من الفنيين والفنانين.

- لا تخشى أن يمتعض البعض إن تحدثت عن الدراما اللبنانية كما حصل مع المخرج سيف سبيعي عندما أبدى رأيه في الدراما اللبنانية؟
لا فهذا واقع، إنهم في لبنان مشهورون جدا في الأغاني والكليبات كما أن السينما عندهم مميزة جدا وأنا أحبها كثيرا، ولكن في مجال الدراما التلفزيونية هناك أمور لا يختلف حولها اثنان، فالدراما اللبنانية ينقصها العديد من الأمور، وهنا لا أتكلم من منطلق أننا أفضل، ولكن كان يوما ينقصنا الكثير من الأمور وعدّلنا وصرنا ووصلنا، في الدراما اللبنانية الواقع يقول إن اليد العاملة السورية كفنيين والممثلين والمنتجين والمخرجين ساهموا في رفعها، وأتت الفائدة على كلا الطرفين...