معارضو «الصحة الإنجابية» في «الشورى»: الوثيقة «تمهيد للإباحية» ومؤدية لممارسة الجنس الآمن بين المراهقين

الصحة الإنجابية,الشورى,تمهيد للإباحية,ممارسة الجنس,المراهقين

23 ديسمبر 2014

لم يوفر أعضاء مجلس الشورى المناوئون لإقرار «الوثيقة السكانية» للمملكة نعتاً لم يرموها به. وكان أبرز النعوت التي قيلت أمس عن الوثيقة التي أعدتها ثماني وزارات أنها «تمهيد للإباحية» و«مضلِّلة» ومؤدية لإشاعة الإجهاض، وممارسة الجنس الآمن بين المراهقين.

ولم يعدم معارضوها من يعتبر أن الوثيقة «مؤامرة دولية لتمرير قضايا لا تتفق مع الفطرة السوية». ووسط الجدل والسجال خرجت العضو لطيفة الشعلان لتواجه المناوئين بعبارات حدت بأعضاء المجلس للتصفيق لها بحماسة، خصوصاً عند محاولتها تفنيد حجة المناوئين بأن كثرة الإنجاب مطلوبة لزيادة عدد العسكريين ليدافعوا عن المملكة ضد التهديدات. وقالت الشعلان: «محاولة التخويف بالحروب لزيادة النمو السكاني بشكل غير منضبط من دون الأخذ في الاعتبار الجوانب الاقتصادية والمائية سيُعد مَهْلَكَة لآلاف البشر مستقبلاً». (للمزيد)

وسعت الشعلان إلى الرد علمياً على محاولات الأعضاء المشككين في توجّه الحكومة. وشارك رئيس مجلس الشورى عبدالله آل الشيخ في جلسة أمس (الإثنين) في الجدل حول «الخصوبة» في الوثيقة السكانية بالقول: «لدينا جيش مميز كماً وكيفاً»، رداً على العضو نواف الفغم الذي طالب بكثرة الإنجاب لزيادة أعداد حملة السلاح للدفاع عن حدود المملكة. ومدد رئيس الجلسة النقاش إلى اليوم (الثلثاء)، لأخذ مزيد من المداخلات.

وأشارت الشعلان إلى دراسة علمية تثبت أن الثورة في مصر اندلعت نتيجة النمو السكاني غير المنضبط، إذ تعمَّق اليأس والإحباط في نفوس شباب الثورة، محذرة من التحديات التي تواجه المملكة مثل الإرهاب والتطرف، ومشكلات اجتماعية، كالبطالة والعنوسة وتعاطي المخدرات، التي أثبتت الدراسات الاجتماعية والنفسية منذ السبعينات ارتباطها مباشرة بالنمو السكاني غير المنضبط.

وثار الجدل في جلسة «الشورى» أمس حول مصطلح «الصحة الإنجابية» والهدف منه في الوثيقة السكانية، ففي الوقت الذي عرفه متخصصون بأنه مفهوم شامل، يعكس المستوى الصحي للرجل والمرأة في سن الإنجاب، وللمراهقين لتجنبهم مخاطر الأمراض بسبب الجنس، اعتبرته لجنة الإسكان في المجلس ذا مدلولات تؤدي إلى الموافقة على الإجهاض، وممارسة الجنس الآمن بين المراهقين.

واعتبره العضو إبراهيم أبوعباة ذا أهداف إباحية، «يهدف إلى ابتداع نمط جديد يتعارض مع القيم الدينية، ويهدف إلى تدمير الأخلاق، وإلغاء الفرق بين الذكور والإناث، وهدم نظام الأسرة، وتبديد الطبيعة النسائية، كما يهدف إلى هيمنة الحضارة المعاصرة وتسويق قيمها».

وقال المؤيدون لرأي الحكومة الوارد في الوثيقة السكانية إن توجس اللجنة الشورية من تعريف الصحة الإنجابية غير دقيق وليس مؤصلاً علمياً. وأشار العضوان لبنى الأنصاري وسعود الشمري إلى تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة الإنجابية بأنه مفهوم شمولي، يستهدف الرجال والنساء في سن الإنجاب، والمراهقين وحمايتهم من الأمراض الجنسية، إضافة إلى صحة الطفل.

نقلاً عن الحياة