القصة الكاملة لتهديد السلطات المصرية باعتقال أمل علم الدين

أمل علم الدين,تهديد,السلطات المصرية,إعتقال,شائعة,طلاق,صحيفة الغارديان

فادية عبود (القاهرة) 13 يناير 2015

باتت المحامية الحقوقية أمل علم الدين، الحسناء البريطانية اللبنانية العربية التي أسرت قلب أشهر العازفين عن الزواج في العالم، الفنان جورج كلوني، مادة خصبة للشائعات الإعلامية، حيث استقبلها عام 2015 بالكثير من الشائعات، أولاها طلاقها بعد زواج دام 87 يوماً، وأهمها ما نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية من منعها من دخول مصر وتهديد السلطات المصرية باعتقالها حال وصولها مطار القاهرة.


نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، يوم الجمعة الموافق 2 كانون الثاني/يناير 2015، حوارًا مع أمل علم الدين بصفتها محامية الصحافي محمد فهمي، المتهم في قضية صحافيي «الجزيرة» المعروفة إعلامياً بـ «خلية الماريوت»، وأسندت الصحيفة إلى أمل قولها إن السلطات المصرية حذّرتها من الاعتقال داخل مصر، بعد انتقاد فريق قانوني تابع لها القضاء المصري، بسبب حبس ثلاثة صحافيين يعملون في «قناة الجزيرة الفضائية».

وأوردت الصحيفة على لسان أمل علم الدين، تأكيدها بعد حضور جلسة المحاكمة أن الصحافيين الثلاثة ضحايا عيوب القضاء المصري والتي ذكرتها في تقريرها عام 2014 عن المحاكم المصرية.

وقالت أمل في حديثها الى الصحيفة «إن السلطات المصرية منعتها من إعلان التقرير في القاهرة، لما فيه من انتقادات للجيش والقضاء والحكومة، وهددتها بالاعتقال».

وأضافت «الغارديان» أن التقرير أُعدّ باسم المنظمة الدولية للمحامين، وبيّن أن نظام القضاء المصري ليس مستقلاً كما ينبغي، وأن مسؤولين في وزارة العدل لهم سلطة على القضاة الذين يفترض أنهم مستقلون.

ودعت أمل في التقرير إلى التخلّص من الممارسات التي «تسمح للمسؤولين بانتقاء قضاة معيّنين لقضايا سياسية معينة».

وأضافت أن «هذه الممارسات تظهر في قضية صحافيي «الجزيرة» تحديداً، إذ تم انتقاء قضاة معروفين بإصدار أحكام قاسية، في المحاكمة الأولى، وهذه المحاكمة لا تختلف عنها».


نفي السلطات المصرية

في اليوم التالي لنشر تصريحات صحيفة «الغارديان» البريطانية والموافق 3 كانون الثاني، نفت السلطات المصرية ما تردد من أنها حذّرت محامية حقوقية من الاعتقال حال دخولها البلاد، على خلفية توجيهها انتقادات الى القضاء المصري بشأن سجن صحافيي قناة «الجزيرة» الإنكليزية في مصر.

وقال مصدر مسؤول في الحكومة المصرية، في تصريح مقتضب نشرته وسائل الإعلام المصرية، إن الادعاء بتحذير المحامية أمل علم الدين - زوجة الممثل جورج كلوني - من دخول مصر، غير صحيح ولا يمت الى الواقع بصلة.

في المقابل، أعلن مصدر أمني في مطار القاهرة أن سلطات المطار لا توجد لديها معلومات بإدراج أو منع علم الدين، زوجة الممثل جورج كلوني، من دخول البلاد، وأن عملية الكشف عن ذلك لا تتم إلا عند قيام الشخص المعني بالإجراءات المتبعة حال السفر أو الوصول.


تكذيب «الغارديان»

أثار خبر تهديد السلطات المصرية باعتقال المحامية أمل علم الدين، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى خرجت أمل نفسها بتصريحات صحافية تحسم فيها ذلك الجدال الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام... حيث نفت ما نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، حول تهديد السلطات المصرية لها بالاعتقال حال حضورها إلى مصر، وأوضحت في مقال مشترك لها مع المحامي «مارك وسوف» حول قضية موكلهما محمد فهمي، نُشر في موقع «ذا ورلد بوست» أن محرر «الغارديان» فهم تصريحاتها بشكل خاطئ، وأنها أرسلت إلى الجريدة تصحيحاً لنشره.

وقالت أمل علم الدين، في المقال الذي خصصته للمطالبة بالإفراج عن موكلها فهمي، إن هناك مسألة أخيرة تتطلب التوضيح، تخص ما تم نشره في صحيفة «الغارديان» يوم 2 كانون الثاني 2015 من أن مسؤولين هددوها بالاعتقال في مصر، مشيرة إلى أن الحادث الذي رُوي تم أوائل العام الماضي 2014 وليس هذه الأيام.

وأوضحت علم الدين أن معهد حقوق الإنسان في نقابة المحامين الدولية (IBA)، كان قرر إطلاق تقرير أوائل العام الماضي شاركت أمل في تأليفه. وفي هذا الوقت جاءتها تحذيرات من خبراء في الشؤون المصرية بأنها ستكون هي وزميلها عرضة للاعتقال حال المشاركة في إطلاق التقرير في القاهرة، في ضوء الانتقادات التي وجهت الى التقرير وقتها.

ولفتت أمل علم الدين إلى أن الخبراء حذروها وقتها من أنها قد تكون عرضة لملاحقات قضائية بتهمة ارتكاب جرائم، مثل إهانة القضاء أو الحكومة أو الجيش في مصر. ونتيجة لتلك التحذيرات، قررت IBA أن عقد المؤتمر لن يكون آمناً في مصر وقرروا عقده في لندن.

كما أشارت هي وزميلها في المقال إلى أن هذا الحادث تم قبل أن تدخل علم الدين طرفاً في الدفاع عن محمد فهمي، وقبل تولي الرئيس السيسي منصبه، وفي سياق لا علاقة له تماماً بالقضية. وأن محرر صحيفة «الغارديان» البريطانية اعتذر لها عن العرض المضلل الذي قدمه، وأنها أرسلت تصويباً الى الجريدة في محاولة لمعالجة هذا الأمر.

كما دعت المهتمين إلى عدم التركيز على الأخطار التي تعرض لها المحامون أو الصحافيون في الماضي، مشيرة إلى أن عليهم التركيز على الأخطار التي تواجه حرية التعبير في مصر اليوم.

وصرحت بأن لديها مؤشرًا جيدًا الآن تمثل في تصريحات الرئيس السيسي، بأنه سينظر في العفو عن موكلها محمد فهمي، وقالت: «ستكون لدينا علامة مبشّرة إذا وافقت السلطات على نقله إلى كندا»، موضحةً أن إطلاق سراح فهمي سيبعث رسالة مفادها أنه لن يتم سجن الصحافيين في مصر لمجرد القيام بعملهم، وسيكون بمثابة تكريم لتطلعات أولئك الذين يتظاهرون من أجل مجتمع مصري جديد وأكثر تقدماً».

 

شائعة الطلاق

بدأت 2015 بشائعة طلاق أمل علم الدين من كلوني بعد زواج دام 87 يوماً فقط، ليكون الطلاق الشائعة التالية لشائعة حملها، حيث ذكرت مجلة Life and Style أن الممثل «جورج كلوني» وزوجته المحامية الشهيرة «أمل علم الدين» يستعدان لبدء إجراءات الطلاق بعد نحو 87 يوماً فقط من الزواج الأسطوري الذي كان مصدر حسد للكثيرين.

وجاء على لسان بعض الأصدقاء المقربين من كلوني أن الطلاق يرجع إلى الشجار المستمر بين الزوجين خلف الأبواب المغلقة وخارجها، فضلاً عن غيرة أمل علم الدين من علاقات كلوني النسائية، إذ نقلت بعض المواقع الأجنبية أن جورج كلوني أشهر عزاب هوليوود، وكان من المفترض به أن يظل عازباً، ويبتعد عن الزواج.

لكن جورج كلوني خرج عن صمته لينفي ما تداول من شائعات حول انفصاله عن زوجته. ووفق موقع RumorFix الأميركي، فإن كلوني أكد أن تلك الشائعات مفبركة، وغير صحيحة.

 ومن ناحية أخرى، أكد كلوني دعمه الكامل لزوجته، بعد التهديدات التي تلقتها من محاكم القاهرة بالاعتقال في بداية عام 2014، بعد رفضها الحكم على صحافيي «الجزيرة» الذين تتولى قضيتهم، ووصفته بأنه انتهاك للحقوق الإنسانية.

 الجدير ذكره، أن كلوني اصطحب أمل لقضاء عطلة العام الجديد والاحتفال بعيد الميلاد، في لوس كابوس في المكسيك، وكان برفقتهما صديقه المقرب راندي غربر وزوجته سيندي كروفورد، وولداهما برسيلي وكايا.


من هي أمل علم الدين؟

· ولدت أمل علم الدين في لبنان حيث أمضت أعوام طفولتها وبنت صداقاتها الأولى في مدرسة «لويز فيغمان»، قبل أن تضطر الى مغادرة وطنها الأول مع عائلتها إثر الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ما دفع بالعائلة إلى التوجه إلى لندن حيث سكن أفرادها شقّةً قريبةً من متاجر «هارودز» الشهيرة، وحيث التحقت أمل بمدرسة «الليسيه الفرنسية».

· طالت الحرب اللبنانية، وبدا وعد انتهائها حلماً بعيداً، فانتقلت العائلة للعيش في منطقة جميلة تبعد قليلاً عن العاصمة البريطانية. في تلك المرحلة، انضمّت أمل إلى مدرسة Dr. Challoner’s Grammar School التي تتطلّب الدراسة فيها الخضوع لامتحان دخول صعب، والحصول على علامات تدلّ الى التفوّق الأكاديمي بسبب المستوى التعليمي المتقدّم، وأتاح تخرّجُ أمل في هذه المدرسة اختيار الدخول إلى أيّ من الجامعات العريقة. فدخلت جامعة أكسفورد، لدراسة الحقوق، وحازت أهم الجوائز الأكاديمية التي ينالها ثلاثة فقط في كل بريطانيا.

· خلال كل تلك الأعوام، بقيت أمل قريبة من أصدقائها في لبنان، ومن أصدقاء لبنانيين التقتهم في جامعة أكسفورد، التي نالت منها شهادة ماجستير أيضاً، ثم انتقلت إلى جامعةNew York University School of Law في نيويورك، حيث نالت شهادة ماجستير ثانية، ثم عملت في مكتب القاضية الفيديرالية سونيا سوتومايور التي أصبحت لاحقاً بترشيح من الرئيس باراك أوباما قاضية في المحكمة العليا الأميركية، كما عملت في مكتب المحاماة «سوليفان أند كرومويل». وخلال وجودها في نيويورك، اختيرت من بين آلاف المحامين للعمل في محكمة العدل الدولية.

· أسعدها العمل في الشؤون الدولية، فانضمّت إلى محكمة يوغوسلافيا الخاصة، حيث تعاونت مع المدّعي العام فــي المحكمة الجنائية الدولية سيرج براميـرتز؛ الذي أصبح أيضاً رئيس اللجنة الدولية المستقلّة المكلّفة بالتحقيق في مقتل الرئيس رفيق الحريري، وطلب منها الانضمام إلى فريق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. فانتقلت إلى لبنان قبل أن تضطر مرة ثانية لمغادرته بسبب العدوان الإسرائيلي عام 2006.

· بعد المحكمة الخاصة بلبنان، عملت أمل في محكمة العدل الدولية في لاهاي عاماً ونصف عام. ثم قررت أن ما تسعى إليه هو أن تترافع في قضايا تمسّ حقوق الإنسان، وأنها تريد أن تصبح «باريستر» أو محامية في المحاكم العليا، لتضيف على لائحة منجزاتها إنجازاً آخر، إضافة إلى أنها مستشارة للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان حول سورية، ومستشارة قانونية في وزارة الخارجية البريطانية، ومحامية مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج، ورئيسة الحكومة الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو، ورئيسة الفيليبين السابقة غلوريا أرويو.