شابات كويتيات يرممن بيوت أسر متعففة في لبنان والأردن

الكويت,لبنان,الأردن,بيوت أسر,برنامج هومز,المتطوعات الكويتيات,فاطمة الشطي,طلاء الغرف,السيراميك

لها (الكويت) 25 يناير 2015

تطوعاً ومن باب الإيمان بالإنسانية ومدّ يد العون الى الإنسان المحتاج في كل مكان، ولمساندة أسر متعففة في ترميم بيوتها، وتأهيل منازل بعضها آيل الى السقوط. من أجل مستقبل واعد للعائلات العربية، تنخرط مجموعة من الشابات الكويتيات بغية عمل الخير في برنامج «هومز» وهو أحد أهم برامج منظمة «لوياك» التي تعتمد على تمكين الشباب (من الجنسين) وتفعيل دورهم لنشر السلام والرخاء في المجتمعات الإنسانية.

فكرة  برنامج «هومز» بدأت في الكويت منذ عام 2008 ثم طُبقت في كل من لبنان والأردن من خلال فرعي «لوياك» في كلا البلدين حيث يجتمع الشباب العربي من الكويت ولبنان والأردن ويشتركون في  إعادة تأهيل منازل الأسر المتعففة التي تهدمت أو تلك الآيلة الى السقوط ثم تأثيثها لتصبح آمنة وصالحة للسكن. كما يتجه البرنامج أحياناً لإعادة تأهيل بعض المرافق العامة في مناطق المجتمعات المحدودة الدخل.  
فمن خلال منظمة «لوياك» التي تتخذ من نشر السلام والتصدي لظواهر العنف المنتشرة بكثرة في الأوساط الشبابية وتمكين المرأة أهدافاً مهمة تسعى الى تحقيقها وغرسها في الأوساط الشبابية، تمّ  احتضان هذه الطاقات وتوجيهها إلى ما يفيد المجتمع من طريق برنامج «هومز».
فمن الجدير ذكره أن البرنامج بدأ عام 2008 مع 6 طلاب كويتيين متطوعين. أما الآن فهو يضم فريقاً يتألف من أكثر من 43 فتاة كويتية بينهن 12 شاباً فقط. ولم تقف منظمة «لوياك» عند هذا الحد، بل سعت من خلال فروعها المختلفة في لبنان والأردن الى دمج الشباب هناك مع الشباب الكويتي من خلال إرسالهم الى هذين البلدين لترميم البيوت، والعمل مع الشباب من «لوياك» الأردن ولبنان.
إذ إن هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز الحس الانساني لدى الشباب ومد جسور التعارف والتعاون بينهم من طريق دمج الكويتيين، شباناً وشابات، مع الطبقات المتعففة في المجتمعات الأخرى في لبنان والأردن وجعلهم يشاركون في ترميم البيوت وإعادة بنائها بأيديهم.
«لها» التقت المتطوعات الكويتيات في هذا التحقيق لتسمع آراءهن وحقيقة مشاعرهن وهن يخضن هذه التجربة الإنسانية البالغة الأهمية:

ليومنا طعم ومعنى

المتطوعة فاطمة الشطي قالت «إن البرنامج غيّر نمط حياتي وأسلوب تفكيري وتفكير الشابات المشاركات فيه، إذ جعلهن يفكرن بالآخرين أكثر من أنفسهن»، موضحة: «لمست إحساساً من المشاركين في البرنامج من الجنسين أنهم بدأوا يشعرون بأن يومهم له معنى وطعم. فعطاؤهم كان في السابق محدوداً، لكن الآن عرفوا أن ليس لعطائهم حدود، لدرجة انهم أصبحوا يأخذون أغراضاً وممتلكات من بيوتهم ويتبرعون بها لمصلحة البرنامج الذي يستخدمها بدوره في تأثيث منازل الأسر المتعففة بعد ترميمها وتجهيزها».
وأضافت: «انتهينا من ترميم عشرة منازل، تم العمل عليها منذ بداية عام 2014، إذ إن الفريق المكون من اكثر من 43 متطوعاً ومتطوعة، استطاع العمل على مدار خمسة أيام في الأسبوع لمساعدة الكثير من الأسر المتعففة».

العادات والتقاليد

ومن جهتها، قالت المتطوعة فجر الأسد: «سبب تطوعي في هذا البرنامج أنني أحب العطاء بشكل كبير، بالإضافة إلى أن التجربة تعتبر جديدة جداً في عالمنا وخاصة في الكويت، إذ نجد في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد أن المرأة تُمنع من أداء أعمال معينة على الرغم من أن مساعدة الأسر بهذه الطريقة لا تسيء الى المرأة العربية، بل قد تفيدها وتعلّمها العطاء وتجعلها مفيدة للمجتمع  كالرجل أحياناً كثيرة».
وأضافت الأسد أنها من الطالبات اللواتي توجهن إلى لبنان ضمن فريق برنامج «هومز» الكويت، للقيام بأعمال تطوعية تمثلت في إعادة ترميم وتأهيل بعض منازل الأسر اللبنانية والفلسطينية المتعففة في منطقة صيدا، بالتعاون مع الشباب اللبناني والفلسطيني، مضيفة أنها «كانت تجربة فريدة ساعدتني في التعرف إلى إمكاناتي غير المحدودة  ووثقت ثقتي بنفسي في عمل الخير».

بين طلاء الغرف وتركيب السيراميك

قالت المتطوعة سارة الهبيدة إن التغييرات التي أحدثها البرنامج في المنازل، تضمنت طلاء الغرف والممرات والصالات، ناهيك عن تركيب السيراميك وشراء الأثاث.
وبينت الهبيدة أن لدى «لوياك» الكثير من البرامج التي تفرض التغيير وتمنح الشباب الأدوات اللازمة لتنميتهم، مثل البرنامج الصيفي الذي يسمح بانخراط الشباب في مؤسسات العمل خلال فصل الصيف، وبرنامج «التطوع سعادتي» الذي يدمج الشباب في المؤسسات التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضحت أنها شاركت في الرحلة التي نظمها «هومز» الكويت إلى «لوياك» الأردن، للقيام بأعمال اللجنة التطوعية من إعادة تجديد وترميم بعض منازل الأسر المتعففة في الاردن.

نغرس بذرة عطاء

أما سارة الخالدي فقالت: «البرنامج ساعدني في أن أغرس بذرة العطاء في داخلي منذ الصغر»، مضيفة أن اللحظة التي تنتظرها بصبر للعمل في أي منزل هي نظرة السعادة والفرح التي نجدها على وجوه الأسر المتعففة، إذ إن هذه النظرة لا تقدر بثمن.

خلق التغيير

ومن جهة اخرى، قالت المتطوعة شيماء بهبهاني إن في البداية كان هناك مجرد فضول لهذا العمل الذي يضم فتيات يقمن بأعمال التغيير في المجتمع بطريقة غير تقليدية، إذ إن هذا العمل يؤكد أننا لا نختلف عن الرجال وأن قدرتنا على التغيير كبيرة ونستطيع أن نعطي المجتمع بشكل أفضل، ودورنا يخرج عن دور المرأة التقليدي المتمثل بالعناية بأسرتها فقط.

عمل رائع

وأكدت متطوعة أخرى هي زينب بو عباس أنه لعمل رائع أن تشترك فتيات كويتيات في برنامج «هومز» بهدف التغيير وتحسين حياة أسر متعففة الى الأفضل، فهذا يشكل حافزاً قوياً لأن نعطي المجتمع أكثر.
وبدورها، قالت مديرة برنامج «هومز» الكويت نجاة الدلالي إن الهدف من البرنامج هو تكريس الطاقات الشبابية في العمل التطوعي، وتعويدهم على العطاء من دون مقابل، بالإضافة إلى رسم الابتسامة على وجوه الأسر المتعففة.