كيلي هوبان في مشروعها الأول في هونغ كونغ

كيلي هوبان, هونغ كونغ, مصمم ديكور, منزل لبناني

20 يوليو 2013

معالجات مميزة وفريدة، تزاوج ببراعة بين رموز من أجواء مختلفة، لتولّد تكاملا مثيراً توقّعه كيلي هوبان بروحية صياغاتها الملفتة وحيادية ألوانها الأخّاذة، وبتلك التفاصيل الصغيرة التي تطرّز بها المساحات وتحوّلها إلى أمكنة أنيقة، فخمة، لطيفة، توفر الرفاهية والراحة بلا حدود.


وكما يبدو من أسلوب هذه المهندسة البريطانية الشابة، فإن همها الأول ينصّب على إيجاد بيئة منزلية حيّة بكل شروطها الوظيفية والجمالية، وليس مجرد إنتاج أمكنة تشبه بطاقات البريد التي تثير المخيلة وتحرّك الرغبات، ولكنها لا توفر الفرصة للمعايشة.
ومن هذا المنظور يبدو أن الاستثمار البارع للمساحة في هذا المشروع، كان من أولويات هوبان لكي تؤمّن الفضاء المناسب لزواج أجواء بعدما نجحت في زيجات الطرز والأساليب والحقب.
يهدف المشروع في بعده الزخرفي، إلى تطوير نموذجين من الشقق وتجهيز أجوائها بديكور عملي مميز يجمع بين الأجواء الشرقية والغربية. ذلك أن وجود هذا المشروع في مدينة مثل هونغ كونغ كفيل بأن يشكل تحدياً مثيراً، لكيلي هوبان، بالتعاون مع مجموعة Nanfung في منطقة تحمل اسم The Happy Valley، أي الوادي السعيد.

ولأنه المشروع الأول الذي تقوم هوبان بتصميمه في تلك المنطقة، فقد أرادته أن يعكس وبأمانة فائقة أسلوبها المميز برونقه وأناقته.
وهكذا، لم تستطع المهندسة اللندنية أن تقاوم رغبة جامحة للذهاب بعيدا في هذه التجربة من أجل رسم معادلة جديدة في المفهوم الزخرفي، تقوم على ابتكار مناخات تجمع بين أسلوبين من الحياة اليومية وكل ما يتعلّق بها من صياغات وأمزجة وميول.
وبأسلوب رشيق، استطاعت التوصل إلى رؤية فذة، يمكنها أن تتعايش مع كل متطلبات الديكور الجميل، وتطلعات سكان تلك المنطقة من العالم.
هذه الرؤية التي تجمع بإلفة وأنسجام بين التراثي والمعاصر، بين التقليدي والحديث، مولّدة من هذه العملية هوّية مبتكرة سمتها التجدد والانفتاح.

استطاعت كيلي هوبان من خلال معالجاتها الزخرفية أن تترجم جدارة وكفاءة بالغتين شروط هذه المعادلة من خلال تصاميم وحلول كانت نتائجها باهرة.
ليس على مستوى التلاؤم فقط وإنما على مستوى التعايش الحقيقي والإنصهار – العملي والجمالي – لتوليد بوتقة فيها من النضج الإبداعي بقدر ما فيها من الخبرة والمعرفة والبراعة.
اعتمدت كيلي في تشكيلاتها على خيارات مدهشة من قطع الأثاث والأكسسوارات المصاغة بمواد طبيعية نبيلة وألوان حيادية مستمدة من لوحة ألوانها المدهشة.
فاكتست الأرضيات بألواح مستطيلة من الخشب الداكن الذي ساهم بأشكال الواحه المستطيلة في إعطاء إحساس أكبر باتساع المساحة.

أما الجدران فقد طليت باللون الأبيض الكريم، وذلك لابتكار مواجهة جميلة أحياناً، بينها وبين الأرضيات وبعض قطع الأثاث والأكسسوارات الداكنة اللون أو تلك العناصر الزجاجية المضيئة والعائمة في فضاءات المكان أو تلك التي تتدلى بأشكال هندسية متنوّعة في فضاءاته أو تواكب الديكور فتزين جانبا من الجدران في بعض الأماكن لتضفي عليها مظهراً زخرفياً مميزاً.

نجحت كيلي هوبان من خلال خياراتها المتقنة لقطع الأثاث والأكسسوارات، مع تدعيمها بألوانها الشهيرة المحايدة، في أن تبتكر جواً أنيقاً، ساحراً تتعايش فيه الفنون الزخرفية على اختلاف انماطها بشكل أخاذ يفيض بطابع الحداثة ومظاهرها الرشيقة والبسيطة وأناقتها اللازمنية.

لم تقترح كيلي تغييرات جوهرية في المكان، بل حافظت على طابعه الهندسي البسيط وفضاءاته المنفتحة بعضها على بعض والتي تستمد نورها الطبيعي وإشراقها من مجموعة الواجهات والأبواب الزجاجية التي تؤطر المكان وتجعله متواصلا مع البيئة الخارجية. تواصل تحد مفاعيله – عند الرغبة - ستائر انيقة تساهم في انفتاحها أو إنغلاقها في تغيير الأجواء وإضفاء طابع مميّز عليها بلمسات حميمة.

فمن المدخل الى الصالات وغرف النوم، تتغير المشاهد بإيقاع متكامل منطقي وأنيق، يبرز في كل مرّة جانباً من مواهب هذه المصمّمة العالمية التي تستطيع التلاعب بالأجواء وتقلّباتها من حال إلى حال.
فهي إضافة إلى استدعائها النور الطبيعي الذي يستوطن الداخل طوال النهار، فإنها تتحكم في تكثيف حضوره وتوزيعه من خلال التلاعب باحجام الأثاث وأشكاله وألوانه وابتكار حواجز وهمية لا تلغي الضوء وانما تلطف أحياناً من حدة انتشاره وذلك باستعمال بعض الأكسسوارات الشرقية المحلية كحواجز تزيّن أحيان بستائر شفافة أو تترك كعنصر للتزيين وتأكيد الطابع الشرقي في المكان بأحلى مدلولاته.
أما الفراغ فتمنحه كل الفرص لأن يكون جميلا أنيقاً وأن يساهم في تشكيل أجواء المكان بروعة وإبراز جمال الأثاث وأكسسواراته بأكثر من صورة، خالقة توازناً مدهشاً بين مكونات الديكور على اختلاف أهميتها وحضورها.
دون أن تنسى المرايا ودورها في عكس النقاء وتأثيرات الضوء النهاري والليلي في اجواء المساحة.

في صالون الشقة الأولى، تتوزع الجلسة حول جدار يضم مدفأة عصرية مبتكرة، يندمج في جدارها شاشة للتلفزيون بلاسما مسطحة ويزين جدرانها من كل جانب عناصر لتكبير الصوت تتناسق باجواءها وألوانها مع طاولة منخفضة مربعة من الخشب المطلي باللون الأسود اللامع والفضي مع قاعدة معدنية مماثلة، بينما تكتسي الأرائك والمقاعد المحيطة بها بأقمشة من اللون البيج يزينها وسائد مزخرفة باقمشة من اللونين الأسود، والقرميدي، بينما تكتسي المقاعد المربعة الشكل المستوحى اشكالها من الطنافس العثمانية باللون الأسود. وقد تدلت من السقف فوق الجلسة ثريات مدهشة، تحمل في اشكالها الهندسية المستديرة، رونقاً مميزاً يحمل اسم ماركة Ochre البريطانية الشهيرة.

صالة الطعام لا تقل أناقة عن الصالون. تتوسطها طاولة من مجموعة سكوير التي تحمل توقيع هوبان وقد تم تنفيذها من الخشب المصقول باللون الرمادي بقوائم من الخشب الأسود. وتحيط بهذه الطاولة مجموعة من الكراسي من مجموعة ديننغ Dining من ابتكار كيلي هوبان، ويتدلى فوق المائدة ثريا للإضاءة من ابتكار ماركة Ochre.

ويحتل جانباً من الركن المقابل للطاولة قطعة أثاث أنيقة هي عبارة عن كونسول من الخشب الأسود اللامع بهيكل من المعدن المصقول، وقد نسق سطحه بمجموعة من التحف والاكسسوارات المبتكرة والتي منحت للديكور حيوية مميزة.

غرفة النوم تسبح في جو من الهدوء الذي تولد عن خيارات من الألوان الناعمة مثل الأبيض ومشتقاته ويتميز تنسيقها البسيط بسرير برأس مرتفع منجد بقماش من اللون الكريم يحيط به من الجانبين مناضد صغيرة مبتكرة من الخشب المطلي باللون الأبيض الناصع المبرنق.. وقد نسق في الجهة المواجهة للسرير مقاعد فاخرة من مجموعة ماركة Balthus بالتيس، بينما زين الجدار المقابل للسرير بمرآيا مستديرة يزينها أطر من الخشب الأبيض.
وقد توزع في فضاء الغرفة عناصر مبتكرة للإضاءة يشع نورها في أركان مختلفة خالقة في فضائها جواً جميلاً دافئاً بالغ الرقة.
هذا وقد زينت كيلي هوبان ارضيات الشقة الخشبية الداكنة اللون بنماذج جذابة من السجاد المزخرف بألوان وردية.

الغرفة الثانية في الشقة لا تقل رونقاً وتميزاً عن الأولى، وقد ميزت كيلي بين أجواء كل منها بمجموعة من البياضات الفاخرة من ابتكارها كما ساهم استحضارها لكنبة La fibule المنجدة بقماش من لون خشب الورد في زيادة رونق المكان ولطافته.
الحمام لبست جدرانه بالرخام الأبيض الموشى بالرمادي تزينه مغاسل من البورسلين الأبيض تم تثبيتها فوق خزائن من الخشب الأسود...

في الشقة النموذجية الثانية التي يتضمنها المشروع نجد معالجة أخرى للجلسة حول المدفأة الكبيرة التي تزين الصالون ويعلوها جهاز مندمج للتلفزيون، وقد توزع عند جانبيها رفوف من الزجاج نسقت فوقها تحف مبتكرة، بينما احتل جانبي المدفاء عنصر مكبر للصوت، يتماشى في طابعه مع جو الديكور وألوانه.
و يتوزع المساحة في هذا الصالون الأنيق، كنبة كبيرة وثيرة ومقاعد أنيقة من ابتكار كيلي هوبان يتوسطها طاولة للقهوة من الخشب المطلي باللون الأسود اللامع والتي يتدلى من السقف فوقها، ثريا مبتكرة مصاغة بأشكال هندسية تضفي على الأجواء رونقا مدهشاً.

 

 

صالة الطعام تحتلها طاولة من الخشب الأسود اللامع يحيط بها مجموعة من الكراسي

الملبّسة بقماش من اللون البيج المزين بشريط عريض من اللون الأسود، من ابتكار كيلي هوبان وهي من مجموعة ميريدياني Meridiani. ويعلو طاولة الطعام نماذج مبتكرة من عناصر الإضاءة المصاغة بشكل هندسي بارع يضفي على المكان حيوية خاصة.

بينما يحتل الجدار المقابل للطاولة كونسول بسيط من الخشب المطلي باللون الأسود اللامع يعلوه مرآة باطار من الخشب الأسود، تنعكس فوقها الأضواء في النهار والليل مما يضفي على جلسة الطعام رونقاً خاصاً.

ويفصل صالة الطعام عن الصالون ممر أنيق يوصل الى المطبخ، الذي تم تنسيقه بشكل عملي بمجموعة من الخزائن ووحدات الطبخ باللون الأبيض البيج مع سطح من الرخام الرمادي اللون الناعم وتتناسق الأجواء مع عناصر للإضاءة مبتكرة بألوان من الأسود اللامع.

أما أرضية المطبخ فقد تم اختيارها من الرخام البيج المرصع بالخشب البني الأسود.

 

غرفة النوم في الشقة الثانية تتميز بالبساطة والأناقة يحتلها سرير تزينه عند الجانبين مناضد من الخشب الأسود وقد تدلى فوقها عناصر للأضاءة من الكريستال بصياغة منمقة باهرة. وقد غطى السجاد الفاتح اللون جزءا من الأرضية الخشبية الداكنة عاكساً رونقاً جميلاً وصادماً في الغرفة.