قتلت حماتها خوفاً من الطلاق!

منزل ريفي,الخلافات الزوجية,السعادة,الأم,الطلاق,أعمال المنزل

القاهرة - نسرين محمد 14 فبراير 2015

خلافاتها الدائمة مع حماتها أحالت حياتها إلى جحيم، وازداد الرعب عند هدى بعدما وصلت تلك الخلافات إلى تهديد من حماتها لها بإجبار ابنها على تطليقها. هنا تحول الرعب إلى دافع لجريمة قتل، نفذتها زوجة الابن سريعاً، وكان المثير والغريب هو موقف الابن نفسه.

داخل منزل ريفي متواضع بمنطقة الصف جنوب الجيزة، كانت فوزية (56 سنة) تعيش مع أبنائها الثلاثة بعد وفاة زوجها قبل سنوات عديدة، تحملت خلالها الكثير من الصعاب حتى صار الأبناء رجالاً.أرادت أن تكمل لابنها الأكبر أحمد نصف دينه ويتزوج، بعد أن صار عمره 24 عاماً، فجالت في القرية التي تسكن فيها تبحث له عن عروس تسعده، حتى وقع اختيارها على فتاة يتيمة الأم تعيش مع جدتها لأبيها الذي تزوج من أخرى عقب وفاة والدتها، فحرمها كل أشكال العطف والحنان.

الاختيار الخاطئ

ظنت فوزية أن هذه الفتاة ستكون منكسرة الجناح كما يقولون، لذا فهي الأنسب كزوجة لابنها، تشاركها في أعمال المنزل فتحمل عنها جزءاً من أعبائها، تقدر قيمة زوجها فتحفظ غيبته، فاختارتها بلا تردد لتكون ابنة لها قبل أن تكون زوجة لابنها. 
أرادت العروس نوعاً من الاستقلال، فباعت فوزية جزءاً من الأرض التي تملكها لتبني لها شقة منفصلة داخل البيت الذي تعيش فيه، بعدما أيقنت أن هذا حقها في ظل وجود شقيقين من البنين للعريس يقطنان في البيت نفسه، ولم تبخل في تجهيزها حتى تسعد ابنها قبل أن تفكر في إسعاد عروسه.

بداية الخلافات

سرعان ما انتهى شهر العسل بين فوزية وزوجة ابنها، وبدأت المشاكل تظهر بينهما بسبب الخلاف على أعمال المنزل، فالأولى تريدها أن تشاركها في كل شيء، والثانية لا تريد أن تفعل أي شيء إلا في شقتها. لكن غالباً ما تنتصر قوانين الأم وتطبق أحكامها التي وضعتها منذ سنوات في هذا المنزل.

تدخلات مستمرة

كانت الأم تريد السعادة لابنها، إلا أن هذا لم يجعلها تتنازل عن حقها في إدارة المنزل، فبدأت تتدخل في كل شيء، ليخلق الأمر داخل هدى نوعاً من العناد جعلها تهمل كل شيء، وازداد الأمر مع حملها، إذ كانت تشعر بإرهاق شديد، فتقاعست حتى عن ترتيب منزلها، ولم تعد تشارك حماتها في شيء، وهو ما تحملته الأخيرة على مضض من أجل عيون المولود الصغير حتى يصل إلى الدنيا. وضعت هدى ولداً سمته «محمد» كان كفيلاً بإنهاء الصراع بين الجانبين لعدة أشهر، لكن سرعان ما تجددت الاشتباكات مرة أخرى، وتحولت الحياة في المنزل إلى جحيم، وبدأت هدى تطالب زوجها بالرحيل عن هذا المنزل وشراء شقة في مكان آخر تعيش فيها بمفردها، بعيداً عن قوانين أمه التي لا تنتهي، مستغلةً صغيرها في تعزيز مطلبها هذا.

البقاء الإجباري

لم يكن أمام أحمد أي فرصة حتى للتفكير في مطلب زوجته، فظروفه المالية تمنعه من الإقدام على هذه الخطوة، فلولا أموال والدته لكان مات جوعاً هو وزوجته وصغيره، ذلك إن عمله في مصنع الطوب يعود عليه بدخل بسيط، علاوة على أن تلبية مطلب زوجته تعني حرمانه من ميراث أمه، لذا كان في وضع لا يمنحه فرصة مناقشة والدته في ما تقرر.
ضاقت فوزية ذرعاً من زوجة ابنها حتى أنها اتخذت قراراً بطردها من المنزل، فأخذتها إلى منزل والدها وأخذت تعدد في مساوئها، متهمةً إياها بعدم النظافة والإهمال ومهددة بالطلاق ما لم ينصلح حالها، ليشعل الأمر بداخل هدى حالة من الغل والشر تجاه حماتها.

عفو مؤقت

استمرت هدى بعيدة عن المنزل لأكثر من ثلاثة أشهر، حتى نجح أحمد في إقناع أمه بالعفو عنها وإعادتها، دون أن يدري أن في ذلك نهاية لأمه ونهايته هو شخصياً، فقد عادت المشكلات إلى الظهور بصورة أكبر، وبدأت تهديدات الأم بإجبار ابنها على تطليق زوجته تتزايد، وخافت هدى على مصيرها إذا وقع الطلاق، فهي لم تعد تقوى على العودة للعيش مع والدها وزوجته بعد وفاة جدتها.
بدأت هدى تفكر في أي وسيلة تخلصها من هذه المرأة، فاشترت شريطاً من الأقراص المنومة تدسها لها في الشاي علها تنام بضع ساعات تتخلص فيها من طول لسانها والسباب الذي توجهه إليها، لكنها سرعان ما تستيقظ أكثر ثورة عليها بعد أن تجد أنها لم تنته من أعمال المنزل.

يوم الحادث

كعادتها كل صباح استيقظت هدى على صراخ حماتها وهي تنهرها لعدم قيامها بإعداد طعام الفطور لزوجها قبل أن يذهب لعمله، لتبدأ الأم مطالبته بتطليق هذه المرأة التي أحالت حياتهم إلى كابوس منذ أن دخلت المنزل، وهو ما وعدها به حتى يتخلص من هذا العذاب، ثم تركهما وانصرف دون أن يفرغ من تناول طعامه. انصرف أحمد وظلت الأم وزوجة الابن وجهاً لوجه، لتمر لحظات من الصمت، حتى بدأت فوزية تتكلم مرة أخرى عن أمر الطلاق ووجوب طرد هدى، ليشعل الأمر بداخلها ثورة لم تتمالك معها نفسها وهي تمسك بفأس تنهال بها على رأسها تهشمه، فتسقط على الأرض مضرجة بدمائها جثة هامدة.

الانتصار

رغم بشاعة ما حدث، شعرت هدى بلذة الانتصار على حماتها، وبدأت تفكر في كيفية التخلص من جثتها لتنهي مشاكلها إلى الأبد، فحملتها داخل بطانية ووضعتها داخل كيس كبير ثم صعدت بها إلى أعلى سطح المنزل وتركتها حتى تخفيها عن أعين أبنائها الثلاثة. عاد أحمد ولم يجد والدته، وعندما سأل زوجته عنها ادعت أنها ذهبت لزيارة أحد أقاربها، إلا أن دماء الأم كانت تسيل في مسرح الجريمة، ورغم محاولة الزوجة الادعاء أن هذه الدماء تخص بطة ذبحتها حتى تطبخها له للغداء، إلا أنه لم يقتنع وبدأ ارتباك زوجته يشعره بالخطر.

دماء باردة

لم تنتظر هدى وقتاً طويلاً حتى تعترف بجريمتها، ليثور أحمد عليها، لكنها سرعان ما امتصت غضبه وأقنعته بالتستر على جريمتها حرصاً على مستقبل صغيره الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره بعد، فصعد معها إلى سطح البيت وشاهد جثة والدته بدماء باردة دون أن تحرك بداخله أي عاطفة، حتى عندما عاد شقيقاه محمود وشوقي وسألا عنها، لم يتوان عن ترديد كذبة زوجته أنها خرجت لزيارة عائلية ولم تعد. انتظر الابن العاق حتى ظلام الليل، ثم صعد إلى السطح وألقى بالجثة من أعلى، ونزل إلى الشارع ليملأه بالصياح مدعياً أن مجهولاً ألقاها وفر هارباً، وعندما حضرت الشرطة حاول إظهار الخلافات بين والدته وشقيقها على الميراث كدافع للجريمة، لكن تحريات المباحث أثبتت براءة شقيق الأم. وعثر رجال المباحث على الفأس أداة الجريمة داخل منزل المجني عليها، بعد أن نسيت زوجة الابن الشيطانة أن تغسل عنه دماء القتيلة، لتحوم الشبهات حول الأبناء الثلاثة ويتم القبض عليهم، خاصة أن دافعهم للخلاص من أمهم كان أقوى للحصول على أموالها والأرض التي تملكها. لم يجد زوج هدى نفعاً في المراوغة أثناء التحقيقات، واعترف بجريمة زوجته، وتستره عليها ومشاركتها في التخلص من الجثة، ليصدر قرار بحبسهما تمهيداً لإحالتهما على المحاكمة.