شيرين تعترف بأجمل قصة حب في حياتها: عشت صراعاً نفسياً كبيراً

شيرين عبد الوهاب,مقابلة,قصة حب,خالد صالح,the voice,أسرار,الرياضة,شوبينغ,بيزنس,ياسر خليل,مسلسل

أحمد مجاهد (القاهرة) 11 فبراير 2015

تعترف بأنها عاشت صراعاً نفسياً كبيراً، وشعرت أنها في امتحان وهي تقبل على خطوة التمثيل،  النجمة شيرين تحكي لنا مشاعرها مع هذه التجربة، والنجم الذي يحزنها أنه لن يشاهد مسلسلها، كما تكشف أسراراً كثيرة عما حدث في حفلها الأخير في الكويت وحملة الهجوم عليها، وماذا فعلت عندما كانت في باريس أثناء حادثة «شارلي إيبدو»، وتعترف لنا بأجمل قصة حب في حياتها، وتتكلم على الموضة و «البيزنس» والأكل والريجيم والرياضة وأسرار كثيرة لا تعرفونها عنها.

 

- بصدق شديد، ألست قلقة من خوض أولى تجاربك الدرامية في مسلسلك الجديد «طريقي» في رمضان 2015؟
الفنان الحقيقي هو الذي يقف أمام نفسه دائماً في أي خطوة جديدة يُقدم عليها، ولا يكون واثقاً بدرجة كبيرة في نفسه، لأن الثقة الزائدة معناها بداية السقوط. وبصراحة شديدة، لا أحد يعرف أن على مدى ثمانية أشهر عشت في صراع نفسي كبير في داخلي لا أحسد عليه أبداً، ولا أريد تهويل الأمور للناس، لكن أؤكد أن ذلك حدث لي بالفعل.

- وما أسباب هذا الصراع الكبير في داخلك؟
شعرت أنني بقدر النملة، ولا أعرف هل سأكون على قدر هذا الأمر الذي سأخوضه، لأنني خضت تجربة التمثيل في بدايتي الفنية، وكانت أيضاً بداية النجم الراحل خالد صالح والفنان أحمد حلمي، لكنها حسبت عليَّ، ولم يكن فيلماً يستهان به، لأنه حقق أعلى الإيرادات في دور العرض في أول أيام عرضه، وخوض تجربة التمثيل للمرة الثانية كان يشغل بالي منذ ست سنوات تقريباً، لأنني أشعر أنه قد حدث نضج كبير في شخصيتي.

- وما الذي حمّسك على قبول مسلسل «طريقي» بالتحديد؟
عندما عرض عليَّ السيناريست تامر حبيب سيناريو المسلسل أعجبت به كثيراً، وكذلك منتج العمل ومخرجه وهما مميزان جداً. وبصراحة مستشاري الفني ياسر خليل أجلسني معهم، لأنه يدرك جيداً شخصيتي وأنني «باتخض»، لذلك فكرت كثيراً قبل الموافقة على هذا العمل. وقد مررت بمرحلة صعبة، وأتمنى أن يكون وجودي في الدراما المصرية لصالحها وإضافة حقيقية لها خصوصاً أن المسلسل يناقش رسالة إنسانية هامة.

- ما الذي يخيفك من هذه التجربة بهذا الشكل؟
أريد أن أكون مختلفة في ما أقدمه إلى الجمهور، وعندما كنت موجودة في سحور «إم بي سي» في رمضان الماضي، قلت بأنني أقوم بالتحضير لعمل فني جديد للأطفال، وكان مشروعاً ضخماً جداً ومكوناً من 15 حلقة، وسيخضع لغرافيك  متطور في الأفكار، لكن عندما جاءتني شركة «دي لينك» الخاصة بالعمل الجديد وافقت على المسلسل، ولا أعلم ما إذا كان سيتم تغيير اسم المسلسل أم لا في الفترة المقبلة، لكن أنا سعيدة للغاية بفريق الممثلين الذين أتعاون معهم فيه، بدايةً من «الليدي» النجمة الكبيرة سوسن بدر والفنان القدير محمود الجندي الذي شعرت بإضافة كبيرة وأنا أجلس معه أثناء التحضير للعمل، وأتمنى أن يكفينا الله شر العين والحاقدين، وأنا فخورة بالعمل مع تامر حبيب والشركة المنتجة. أشعر أنني في امتحان كبير للغاية، وأكثر ما يحزنني في هذا العمل أنه لو كتب له أن يرى النور في رمضان المقبل، فإن الراحل خالد صالح لن يراه.

- وما سبب هذا الحزن؟
كنت أتمنى أن أسمع رأيه بشدة، وكان من أوائل الأشخاص الذين يجلسون معي في المنزل ويعرض عليَّ أفكاراً لأعمال فنية لنقدمها معاً، فقد كان من المبادرين بالخير دائماً رحمة الله عليه.

- ما الذي دفعك الى السفر إلى باريس لتحضير المسلسل هناك؟
رغبتُ في أن أظهر بشكل صحيح في كل مشهد، من حيث الملابس والإكسسوارات حسب الموقف، لأنني أريد تقديم صورة مميزة في هذا العمل، وأتمنى أن يكمل على خير حتى لا نخيّب ظن كل من آمن بهذه الخطوة. من ناحية أخرى، أركز جيداً في الورق المكتوب أكثر من الملابس وفي أدائي وأداء جميع الفنانين معي، لكن لن أهمل المظهر أيضاً.

- هل تشعرين بأن هذه الخطوة جاءت في وقتها المناسب؟
لا أعرف، لكن أرى أن كل شيء في وقته يكون جميلاً، وقدري أن أقدم على هذه الخطوة في ذلك الوقت بالتحديد.

- قلت إن ياسر خليل مستشارك الفني هو من أقنعك بخوض تجربة التمثيل مرة ثانية، فما الذي أضافه إليك في السنتين الماضيتين؟
أشعر بإضافة كبيرة حدثت لي بالفعل، وأقولها للمرة الأولى أن ياسر خليل بمثابة سند كبير في حياتي مثل «سور الصين العظيم»، كنت دائماً أقول إنني أحتاج إلى إدارة أعمال مميزة وقوية، لأنني أشعر بأن اسمي الفني يكبر مع الأيام بحب الناس لي، وأعمالي التي أقدمها، والحمد لله اختياراتي سليمة إلى حد كبير، إلا أن وجوده معي ساندني كثيراً على المستوى الشخصي، لأنني كنت ضعيفة رغم كل النجاح الذي كنت أحظى به. فقد كنت مشاركة في The Voice في السنتين الماضيتين، وحقق نجاحاً كبيراً، وقد بدأنا معاً بأغنية دويتو Just A Dream مع المطرب العالمي «نيلي» ، وأغنية «مشاعر» التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ثم بدأنا العمل على ألبومي الأخير «أنا كتير» الذي حقق نجاحاً كبيراً والحمد لله، فقد كان «وش» الخير والسعد عليَّ، وتحملت أعباء كبيرة في السنتين الأخيرتين حتى أحقق هذا النجاح الكبير.

- «هل دخلت شيرين عالم «السيلفي» في الفترة الماضية؟»، هذا السؤال ردّده الكثيرون بعد انتشار صورتك مع ياسر خليل في الطائرة المتوجهة بكما إلى باريس، ما تعليقك؟
(بابتسامة) «ماليش دعوة، هما بيصوروني معاهم»، ويقومون بنشر الصور على الإنترنت، والحمد لله أنها أعجبت الكثيرين.

- هل تتذكرين أول صورة «سيلفي» في حياتك؟
أول «سيلفي» التقطتها مع جمهوري في تونس في حفل مهرجان قرطاج الأخير، وقلت لهم وقتها «إنها أول سيلفي في حياتي».

- هل شعرت أن ذلك أمر جديد في حياتك؟
أعتبرها موضة مميزة ولن تنتهي، لأنها تربط بين الفنان ومتابعيه.

- أحييت حفلاً فنياً كبيراً في مهرجان «هلا فبراير»، ما كان إحساسك بالتحديد؟
أكون في مهرجان «هلا فبراير» كل عامين، وشعرت بنجاح كبير هذا العام والحمد لله.

- ما الذي دفعك إلى توجيه تحية الرئيس السيسي والشعب المصري الى دولة الكويت في الحفل؟
كنت أريد أن أوجه رسالة إليهم، أننا كمصريين لا يمكن أن ننسى الأمور الحلوة والسيئة أيضاً، فنحن شعب له كرامة كبيرة، ولا يحب أن يهينه أحد أبداً، ولا ينكر الجميل لأي شعب سانده في وقت صعب للغاية، وأرى أن السيسي جندي من جنود مصر المخلصين، وعندما أراه بمنتهى التواضع والابتسامة أشعر بسعادة كبيرة حماه الله لمصر، وأوجه الشكر الى كل من وقف الى جانبنا.

- لماذا قدّمت في الحفل أغنية «بتونس بيك» للراحلة الكبيرة وردة؟
الأغنية خطرت في بالي وقتها، لأن فريق عملها تعب عليها كثيراً، سواء الشاعر الكبير عمر بطيشة أو الملحن الكبير صلاح الشرنوبي أو الموزع طارق عاكف، فهم جاؤوا بالسيدة وردة إلى زمن جديد، وكنت «متسلطنة» بها جداً في الحفل، رغم أن الأغنية المفضلة بالنسبة إليّ لوردة هي «حبك صالحني على الدنيا»، وفريق عمل «بتونس بيك» نفسه هو من صنعها أيضاً، وسأقدمها في وقت ما.

- شعرت أنك تغنين بشكل جديد في هذا الحفل بالتحديد من حيث استعراض طبقات صوتك القوية، ما رأيك؟
قبل أن أظهر على المسرح أكون «متلخبطة» وقلقة جداً، لكن عندما أطل على الجمهور أتغير تماماً، وأرتجل أشياء كثيرة على الهواء، من حيث مداعبتي الجمهور بالكلام معه أو تقديم أغنية معينة له، وأحاول أن أقدم الأغنية بأداء مختلف على المسرح، حتى لا يشعر الجمهور أنني أغنيها كل مرة بالشكل نفسه، وهذه رسالتي على المسرح، أن أسعد الجمهور عندما يراني في حفلاتي مثلما أسعده عندما يسمع أغنياتي في «سي دي».

- قدمت أيضاً أغنية في الحفل وقلت إنك لم تحضّريها في البروفات، ألم يكن ذلك صعباً بالنسبة اليك؟
أبداً، فذلك صعب فقط على الذين لا يعرفون كيف يغنون في الأساس، ولا يستطيعون الإمساك بميزان الأغنية و«التون»، فهذه حرفة كبيرة تعلمتها بحكم الخبرة والغناء كثيراً، فأنا لم أدرس الموسيقى حتى أتقن ذلك، ولذلك عرفت كيف أقدم أغنية من دون أي موسيقى.

- وما سبب تقديمك أغنية محمد منير «الليلة يا سمرا» في الحفل وتقليده أيضاً؟
ما لا يعرفه الكثيرون أننا تواجدنا معاً في احتفال النجمة الكبيرة وحبيبة قلوبنا إلهام شاهين بيوم ميلادها، وقدمت الأغنية والفقرة أمامه، فضحك وضربني على رأسي ممازحاً، لأنه أعجب كثيراً بذلك، لذا أردت تقديم الأغنية إلى الجمهور في مهرجان «هلا فبراير» في الكويت حتى يضحكوا أيضاً، لأنه يهمني كثيراً أن يكون الجمهور سعيداً.

- هل تشعرين بأن عفويتك تؤذيك أحياناً؟
قد أفكر عندما أكبر في الابتعاد عن هذه الطريقة، مثل إضحاك الناس، فقد قلدت منير بطريقة «حريمي على المسرح»، ولا أحد ينكر أن منير شخصية أثّرت في كثيرين جداً، ولا يوجد مثيل أو شبيه له، ومن يحاول تقليده يقع فوراً.

- الجمهور يلقبك بـ «بنت النيل»، ومنير معروف بأنه «ابن النيل» أيضاً، فلماذا لا تجتمعان في أغنية واحدة؟
منذ سنوات، عندما قدّم منير أغنيته «لما النسيم» كنت سأغني معه مقطعاً منها، لكن لم يكن هناك نصيب حينها، ويمكن أن تجمعنا أغنية وطنية مثلاً، وسأكون سعيدة جداً.

- مع من تحبين تقديم دويتو أيضاً؟
إذا رجع بي الزمن فسأقول فضل شاكر ومحمد فؤاد وحسين الجسمي وسميرة سعيد... كلهم أعشق دفء صوتهم ويملكون شخصية خاصة بهم ولهم بصمة كبيرة.

- علمنا أنه حدثت مواقف معك بعد انتهاء حفل الكويت، ما حقيقة ذلك؟
بالفعل، سلّم رئيس المهرجان المحترم عليَّ بحرارة، فهم يملكون أخلاقاً كريمة ويقدّرون الفنانين، وأوجه الشكر إلى كل صحافي وصحافية في الكويت، سواء كتبوا عني بشكل حسن أو انتقدوني أيضاً.

- وما الذي ترين أنك أسأت فيه؟
كنت أضحك بصوت عالٍ ربما، فأوقات كثيرة أقوم بمحاسبة نفسي على بعض التصرفات، أو عندما كنت أرد على بعض المعجبين بعفوية، وذلك إرضاءً لهم، وحتى لا أشعرهم بأنني حلم صعب الوصول إليه بل قريبة منهم.

- هل تقصدين جملة «روح أطلب إيدي من أبويا» التي قلتها لأحد الأشخاص في الحفل؟
بالفعل، فهذه جملة قلتها بعفوية شديدة، وتقال لأي شاب في الشارع، وأحاول تعليم الفتاة عندما يعاكسها شاب بصوت عالٍ، أن تقول له بصوت عالٍ أيضاً: «تعال اطلب إيدي من أبويا».

- كيف استقبلت الضجة والهجوم الشديد عليك بعد الحفل لأنك أخذت وقتاً كبيراً من فقرة المطرب عبادي الجوهر ولم تلتزمي موعد فقرتك؟
هذا لم يحدث أبداً، لأنني فنانة ملتزمة وأحترم جمهوري كثيراً، لكن ما حصل أنني وصلت الى الحفل، وكان الفنان فايز السعيد يغني على المسرح، وقيل لي إنها آخر أغنية له، لكنه غنّى بعدها أغنيتين ونزلت من السيارة والتقطت بعض الصور قبل الظهور على المسرح، وبعدها دخلت الحفل، ولا أحب أن أتأخر أبداً في فقرتي الغنائية، لكن بصراحة هذا أول حفل لي أنسى نفسي فيه على المسرح. وهناك تفاصيل لا يعرفها عني أحد في حفلاتي، مثلاً أنني ألبس شيئاً طبياً في قدمي حتى أستطيع الغناء لمدة ساعة ونصف ساعة، لذلك أنقصت من وزني حتى وصل إلى 50 كيلوغراماً لأستطيع أن أغني برشاقة على المسرح، وأتذكر أنني غنيت في مهرجان دبي للتسوق منذ عامين وكنت أتصبب عرقاً بسبب وزني الزائد، لكن عندما أحييت حفلاً في المهرجان نفسه هذا العام شعرت براحة على المسرح.

- كيف كان رد فعلك بعد هذا الهجوم؟
(تبتسم) عندما وصلت الى منزلي في القاهرة جلست على الأريكة، وشربت فنجان الزهور المغلية المفضل لدي لتهدئة معدتي، حيث لا يمكن أن أنام من دون أن أشربه يومياً، وعندما فتحت بعض المواقع الإلكترونية التي كتبت هذه الأخبار عني بعد الحفل نمت لمدة ثلاثة أيام لأنني لم أكن أريد رؤية أحد.

- هل شعرت باكتئاب وقتها؟
لم أشعر باكتئاب أبداً، لكن دُهشت مما كتب عني، لأنني جئت من الحفل وأنا سعيدة بالنجاح الذي حققته، إنما يبدو أن هناك أشخاصاً يريدون أن يجعلوني أدفع ثمن نجاحي، وتساءلت: «هل يكرهني هؤلاء الأشخاص لهذه الدرجة؟»، فأنا أفرح لنجاح جميع زملائي الفنانين كثيراً، لدرجة أنني كنت «باتنطط على كنبتي» عندما شاهدت الجسمي في حلقة «أراب آيدول» الأخيرة والنجاح الذي حققه، وهناك أشخاص يحاولون تزييف الحقائق بشكل كبير وإلغاء أي نجاح حققته.

- بعدما استيقظت من هذه الغفوة، ما كان رد فعلك؟
وجدت ياسر خليل مستشاري الفني وقد ارتفع ضغطه بسبب هذه الأخبار وكان منزعجاً للغاية، فقلت له «ياعيني إنت لسة بيحصلك الحاجات دي»، بسبب تأثره الشديد، بمعنى أنني لم أهتم بأي شيء، خاصةً أنني في الوقت نفسه علمت بخبر وفاة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وكان ذلك سبباً رئيسياً في هذه الغفوة التي أخذتها، لأنني في يوم الوفاة نفسه قرأت خبراً بعنوان: «ما لا تعرفونه عن فاتن حمامة»، وأموراً لا تصح، بالإضافة إلى الفيديو الخاص بجنازتها وعدم التنظيم الذي شاهدناه فيها، كل ذلك أصابني باكتئاب، لكن قلت لنفسي: «إذا كانت سيدة الشاشة العربية لم تسلم يوم وفاتها يبقى أنت تعملي فيها مهمة؟ ادخلي نامي أحسن»، وقمت بتهدئة ياسر خليل كثيراً، والحمد لله هناك أقلام صحافية في مصر ردّت عني كل ما كُتب.

- وما كان إحساسك عندما أرسلت لك إدارة المهرجان بياناً بالشكر بعد هذا الهجوم؟
أوجّه رسالة لبعض الصحافيين بعدم الكسل وكتابة أخبار منشورة في مواقع أخرى، من دون أن يبذلوا جهداً في البحث عن الحقيقة، وأقول لهم «اتعبوا شوية في عملكم»، وأشكر إدارة المهرجان على موقفها تجاهي، وذلك تاج على رأسي منهم، لأنهم اهتموا كثيراً بذلك الأمر، ولن أنسى ذلك أبداً لدولة الكويت وإدارة المهرجان.

- من ساندك في هذا الموقف؟
أعيش بدعاء أمي دائماً، وكل المقربين مني، لأنهم يعطونني التوازن والدعم في حياتي، وأمي خاصة أتمنى أن يطيل الله في عمرها، وعندما تجلس معي في المنزل أجلس بجوارها وأطلب منها أن تقرأ لي الفنجان، وهذا سرّ أعلنه للمرة الأولى.

- هل تؤمنين بهذه الأشياء في حياتك؟
لا أؤمن كثيراً بالأبراج وهذه الأمور، لكنْ ثمة من يملك حدساً وحاسة سادسة في هذه الأمور بالتحديد، وأؤكد «كذب المنجمون ولو صدقوا»، وعندما تقرأ لي أمي الفنجان تقول أموراً لا تعرفها عني، وكأنها تدرك ما في داخلي بالفعل.

- وما هو آخر طالع قرأته لك؟
(تبتسم) قالت لي «في راجل سيأتي بنسر في يده»، بمعنى أنني سأحقق نصراً في حياتي، وبالفعل تحقق ذلك، كما قالت لي عن بعض الأشخاص الذين لا يحبونني وكانوا ثلاثة، ورأيت فيهم أشكالاً وصفتها لي، فهناك علاقة روحانية بيني وبين أمي.

- بعد انتهاء حفلك في «هلا فبراير» أعلن خبر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، ما الذي شعرت به وقتها؟
انتهت الحفلة الساعة الواحدة صباحاً، وأعلن الخبر في الوقت نفسه تقريباً، وكانت صدمة كبيرة لنا جميعاً، فقد كنت أجلس مع صديقة لي من البحرين؛ فقالت لي إنها وصلتها رسائل من أصدقائها بتأكيد الخبر قبل أن ينتشر، وتأكدنا عندما نشرت الفنانة أحلام النبأ على الإنترنت، وحزنّا كثيراً، لأنه كان سنداً لنا مصريين وعرباً، فنحن فقدنا رجلاً عظيماً وربنا يطرح البركة في الملك الحالي.

- ماذا كانت تعني لك سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة؟
هي السيدة المثقفة التي تعرف معنى الإتيكيت، وحُسن التصرّف، وهي الأستاذة في فنها وإنسانيتها.

- وما أحب أفلام فاتن حمامة إلى قلبك؟
«طريق الأمل»، و«دعاء الكروان» أحببته عندما كبرت، وأعشق الفيلم الذي قدّمته مع فريد الأطرش وأحمد رمزي، و«صراع في الميناء» أحببت «أفواه وأرانب» كثيراً، لأن جدتي كانت تحبه أيضاً، وأحببت «إمبراطورية ميم» عندما كبرت أيضاً، وكذلك فيلم «الخيط الرفيع»، فقدناها لأنها قيمة فنية وإنسانية لا تعوّض، لكن لن تكون غالية على خالقها.

- في رأيك ما الذي ميّزها عن باقي فنانات جيلها؟
أثبتت بسكوتها وفنها أنها سيدة الشاشة، ولم تقدم عملاً فنياً سيئاً، وكانت تحب الخصوصية في حياتها، فقد كانت ذكية جداً في الاستمتاع بحياتها، وأحترم فيها ذلك كثيراً، لأن هناك فنانين أضاعوا حياتهم في أمور غير مفيدة، إنما هي بدأت حياتها الفنية وهي صغيرة واستطاعت أن تترك أفلاماً قيّمة للسينما المصرية، وأن تعيش حياتها بحرية وخصوصية، وتزوجت من شخص محترم تكمل معه حياتها وأتمنى أن يكتب الله لنا مثل حياتها، لأنها كانت مضبوطة في كل شيء.

- ما هي رسالتك للإعلام بعدما قرأت ما كتب عن سيدة الشاشة بشكل سيِّئ؟
عندما شاهدت مسلسل «أم كلثوم» للنجمة الكبيرة صابرين، أيقنت أن هذا الصراع في الإعلام منذ قديم الأزل، لذلك أقول إن الفنان يستطيع الآن من خلال موقعه الرسمي تأكيد الحقيقة للناس، وهذه حماية له، لكن بمناسبة الكلام عن الإنترنت، أطالب الدولة بحمايتنا من القرصنة، لأن الدولة لا تحمي حقوق المبدعين والفنانين، فلا يمكن أن يتم تحميل ألبوم كامل من الإنترنت من دون أي مقابل مادي، حتى لو كان بسيطاً، بعد تعب المنتج وصرف أموال طائلة في إنتاجه، أشعر بأن هذه الأزمة ستحل قريباً في التشريعات الجديدة.

- ما معنى حديثك؟
أقصد أنه لو تم القضاء على القرصنة، فإن المنتج سيحقق مكسباً والمطرب سيتقاضى حق صوته، فأغنية «مشاعر» مثلاً، حققت حتى الآن أكثر من 30 مليون مشاهدة على الإنترنت، تخيل لو كان لذلك مقابل لحقق المنتج أرباحاً تساعده على الإنتاج مرة أخرى. لماذا نُحرم من الحصول على أموال مثل الفنانين في الخارج، الذين يكسبون أجراً كبيراً نتيجة الحفاظ على حقوق أعمالهم الفنية؟ لا يوجد فنان في الخارج لا يملك طائرة خاصة يستمتع بها، فهم أغنى منا بكثير، ويستطيعون أن يعيشوا بشكل أفضل منا بكثير، وأقول الحمد لله أنني أعيش بشكل جيد، بما وصلت له في مشواري الفني وحياتي، لكن تخيل ماذا سيكسب أولادنا إذا أخذوا حقوق كل أغنية يتم إذاعتها لنا، وتقاضى الشاعر والملحن والموزع حقوقهم حتى لو كان جنيهاً واحداً فقط، مثلما يحدث في السعودية والبحرين حيث تغلق جميع المواقع التي يتم تحميل الأغنيات منها، لكن في مصر لا يوجد رقابة للأسف.

- أثناء تواجدك في باريس وقعت حادثة صحيفة «شارلي إيبدو»، ألم تشعري بالخوف وقتها؟
بالفعل جلست في مكاني مثل «القطة»، وكنت قلقة للغاية، لأنني بطبعي شخصية قلقة جداً في حياتي، بالإضافة إلى أنني كنت أنزل إلى الشارع يومياً في باريس في هذه الزيارة بالتحديد، لكن في ذلك اليوم لم أغادر الفندق إلا بعد الظهر، أي بعد المسيرة التي حدثت في ذلك اليوم، ووقع انفجار آخر بالقرب منا على بعد خطوات، لأنني كنت في مكان مثل الريف هناك، لكن الحمد لله مرّت على خير.

- تاريخ 14 شباط/فبراير، ماذا يعني لشيرين الآن؟
هو تاريخ، لكن الحب هو اللحظة التي أحس فيها أن الشخص الذي أمامي يحبني، فأرى وقتها لون السماء صافياً، هي اللحظة التي أشعر فيها بأنني أحب الآخر  ويحبني، هو كل لحظة حلوة وليس يوماً معيناً.

- وما هي أجمل أغنيات الحب التي قدمتها في مشوارك الفني وقريبة إلى قلبك؟
الحمد لله، قدمت أغنيات عديدة أحبها كثيراً، لأن كل أغنية لها موقف معين، والسبب الذي غنيتها من أجله، منها «كلي ملكك» و»بتوحشني» و«على بالي» و«مشاعر» و«كتير بنعشق» و«مش هافضل كده على طول» و«المرايا»، وبعض الأغنيات الحزينة مثل «لازم أعيش»، أشعر بأنني في عالم آخر وأنا أغني للحب، كما أقوم بتشغيل بعض الأغنيات على يوتيوب وأبكي وأنا أسمعها، مثل «مشيت على الأشواك» و«ليالينا»، وأحب سماع فضل شاكر دائماً وأعيش في عالمه طوال الوقت.

- أشعر بتأثرك الشديد بفضل شاكر رغم ما وصل إليه، ما ردك؟
بالفعل، أنا متأثرة به كثيراً، لأنه كان إنساناً بسيطاً للغاية، ولست من الأشخاص الذين يبيعون أصدقاءهم وقت الشدة، لأن هناك أشخاصاً قالوا إنهم يكرهونه، وأقول لهم «أنتم مين عشان تتكلموا عنه كده»، لأنه كان يعيش لفنه وللغناء 24 ساعة، أكثر من أي فنان آخر، وكنت أرى ذلك بعيني، لذلك أدعو الله أن يقف بجانبه ويخرجه من محنته. ولو كان مخطئاً فليحاسب على قدر خطئه، لأننا يجب ألا ننسى فنه الذي قدمه لنا.

- ماهي أجمل قصة حب عشتها في حياتك؟
أجمل قصة حب هي التي بيني وبين أمي وابنتيّ، لأنني أشعر بسعادة كبيرة لا يمكن أن أصفها أبداً.

- وقصة حب لا يمكن أن تنسيها أبداً؟
في خيالي أجواء قد أكون عشتها وأخرى لم أعشها حتى الآن، ولا أعلم هل سيكتبها الله لي أم لا، وهناك قصة حب لا أنساها أبداً في مرحلة دراستي الابتدائية، وأخرى مع بداية دخولي معهد الموسيقى العربية، فكل مرحلة لها قصتها وحلاوتها. أما الحب عندي الآن، فيعني رجلاً بمعنى الكلمة، روحاً، «روح بتعشق روح»، «لأن عشق الروح دائم وعشق الجسد فانٍ» كما قال الراحل عبد الوهاب.

- وهل تغيّر مفهوم الحب بالنسبة إليك؟
تغير كثيراً، لأنه حدث نضج كبير في داخلي، حيث الإعجاب بين الفتاة والشاب يختلف عن الحب، ويمكن أن تحب امرأة شخصاً وعندما تتزوجه تندم، وأخرى لا تحب شخصاً وعندما تتزوجه تتغير العلاقة ويقع الحب بينهما، فالدنيا عبارة عن حكايات يمكن أن تجسّد كأغنيات وقصص.

- أي رسالة حب توجهينها لجمهورك؟
أقول لهم كل حب وأنتم طيبون، عيشوا كل لحظة حلوة في حياتكم، لأن كل لحظة جميلة ستمر علينا لن تعود مرة أخرى، وتمنوا أن يهوّن الله علينا كل شيء في حياتنا، سواء حلوة أو مرة.

- وماذا تقولين لابنتيك مريم وهنا؟
أقول لهما أنتما نعمة كبيرة ربنا يديمها عليَّ ويحفظكما لي.


أسرار لا تعرفونها:

● أحب السفر إلى باريس وخصوصاً في الشتاء، أشعر فيه بالرومانسية والدفء حتى لو كنت وحيدة.

● الموضة بالنسبة إلي إدمان منذ أن كنت طفلة في السادسة، كنت أنتقي كل ملابسي بنفسي، لأنه لا يوجد لديَّ «ستايلست» خاص بي، لكن هناك من يساعدني بالتأكيد، وعندما أكون في مكان معين أختار ما يناسبني، وأتعامل مع مصممي أزياء كثيرين وأحبهم جميعاً، ولا يمكن أن أستغني عنهم أبداً.

● أصبحت أحب خلطة من العطور العربية والأوروبية، ولم أكن أحبها في الماضي، أما الآن فأحبها كثيراً، وهي «عنبر»، عبارة عن عود بسيط مثل المسك وعطر Tom Ford، أعشقه كثيراً الآن.

● أحب الأطباق الشعبية، طبق الفول بالزيت ومعه البصل، وكذلك أعشق وجبة السوشي بالسلمون في كل وقت ومكان، فهو يمكن أن يؤكل نيئاً أو مطهواً، لكنني أحبه نيئاً ومعه الأرزّ الياباني المطهو بشكل زائد، ويكون معجّناً نوعاً ما، ويوضع الصويا عليه، هذه هي أكلتي المفضلة، أحب دائماً الأكل «على أصله البلدي».

● أكثر أكلة أجيد طهوها «العكاوي»، وعندما أسافر إلى المغرب بالتحديد، لا أقاوم الأكل هناك من شدة حلاوة الطعم، خاصة الحساء والحلويات، فهم بارعون للغاية في صنعها، وأحلم بأن يكون عندي طباخ من المغرب.

● أكثر فستان أحببته هو الذي ارتديته في موسم «ذا فويس» الماضي، وكان لونه أصفر، من دار Dolce and Gabbana العالمية.

● في المكياج، لا أفضّل سوى أحمر الشفاه والمسكارا، وهما ما أحمله دائماً في حقيبتي، بالإضافة إلى فرشاة أسناني ومرطّب الشفاه، ونظارتين شمسيّتين.

● أفضل الحذاء البسيط غير العالي الكعب.

● شعري هو أكثر ما أهتم به، لأنني أحب دائماً أن يكون لامعاً ورائحته عطرة.
 

أنا والرياضة والشوبنغ  والبيزنس

● الرياضة هامة جداً بالنسبة إليّ، هناك ساعتان في اليوم مخصصتان لها، كالمشي والسباحة والأيروبكس.

● إذا أردت معاقبتي فقل لي «اعملي شوبينغ»، لدرجة أن فستاني الذي ارتديته في حفل «دير جيست» الماضي بقيت لمدة نصف ساعة وأنا أرتديه، لأنني لبسته في البداية بالمقلوب، ثم أعدت ارتداءه مرة ثانية وأنا أضع ماكياجاً كاملاً، وكدت أبكي وقتها، لأنني أرى أنه مثلما أن عملي يعطيني يجب أن أصرف عليه أيضاً، وأحب أن أكون مهتمة بوجاهتي ومظهري.

● لو عملت «بيزنس» فثق أنه لن يخرج عن ثلاثة مجالات، الأول تصميم الأزياء، والثاني مطعم شرقي سأغني فيه، وكذلك سأشرف على لائحة أطباقه، والثالث مجال التجميل لأنني أفهم كثيراً به، والحمد لله، أنا محظوظة لأن معظم إطلالاتي مميزة.

CREDITS

تصوير : شربل بومنصور