في معرض القاهرة الدولي للكتاب: السعودية ضيف شرف وسميرة عبدالعزيز تكشف سرّ اعتزال فاتن حمامة

معرض القاهرة الدولي للكتاب,المملكة العربية السعودية,ضيف شرف,السفير السعودي أحمد القطان

طارق الطاهر (القاهرة) 12 فبراير 2015

إقبال شديد شهدته الدورة 46 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في الفترة من 28 كانون الثاني/يناير الى 12 شباط/فبراير، حيث وصل عدد جمهور المعرض في اليوم الثالث لافتتاحه إلى 150 ألف زائر، كما بلغ عدد الدول المشاركة 26 دولة وعدد الأجنحة 48، منها 19 دولة عربية وإفريقية و7 دول أجنبية، وعدد الناشرين 850 ناشراً، منهم 50 ناشراً أجنبياً، و250 ناشراً عربياً، و550 ناشراً مصرياً، بزيادة 12 دولة و 12 جناحاً عن العام الماضي.

المعرض اختار هذا العام المملكة العربية السعودية ضيف شرف، وافتتح رئيس الوزراء ابراهيم محلب والوزراء الجناح السعودي، وكان في استقبالهم السفير السعودي أحمد القطان وأسرة الديبلوماسيين السعوديين في القاهرة، حيث شارك رئيس مجلس الوزراء في حياكة جزء من كسوة الكعبة المشرّفة، كما أعدت «السعودية» برنامجاً ثقافياً وفكرياً تناول في جانب منه العلاقات الثقافية بين مصر والمملكة، بمشاركة مجموعة من الباحثين والمفكرين المصريين والسعوديين. ونظمت ندوة عن حركة النشر في السعودية، وقد أكد الدكتور أحمد مجاهد أن وجود المملكة السعودية ضيف شرف لهذه الدورة، يعد نوعاً من الاحتفاء بثقافة أصيلة ووجود ثقافي إيجابي حافل على خريطة الثقافة العربية.
وقد شاركت في ندوات المعرض، من خلال برنامج اللقاء الفكري مجموعة من الشخصيات صاحبة التاريخ المؤثر في مجال تخصصها، منهم: الدكتور محمود حمدي زقزوق، الكاتب اللبناني علي حرب، الكاتب التونسي عبدالحميد الشرفي، الكاتب المغربي أحمد عبادي، والكاتب السوداني المحبوب عبدالسلام، والفرنسي آلان غريش، والدكتور حسن حنفي، والدكتور صلاح فضل. وناقش المعرض أيضاً على مدى أيامه 40 كتاباً من خلال نشاط «كاتب وكتاب».
 أما قاعة الندوات المستديرة، فقد خصصت لمناقشة القضايا الآتية: «الترجمة عبر العصور» حول آفاق العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا، «الترجمة... تجارب مؤسسة... ألمانيا نموذجاً»، و«الكتابة الجديدة وظاهرة الأكثر مبيعاً».
وشهد المعرض 13 أمسية شعرية أقيمت في القاعة الرئيسية، شاركت فيها كوكبة من الشعراء من مصر والعالم العربي، يمثلون مختلف الأجيال الشعرية والعمرية، منهم: أحمد عبد المعطي حجازي، فاروق شوشة، محمد إبراهيم أبو سنة، سيد حجاب، جمال بخيت وغيرهم.
وخصص المعرض هذا العام مخيماً للفنون، استضاف فيه نخبة من الفنانين الذين تناولوا أعمالهم السينمائية والتلفزيونية، كما خصصت فيه ندوة بعنوان «في وداع فاتن حمامة»، تحدثت فيها الفنانة سميرة عبدالعزيز عن مشوار الراحلة الكبيرة، وعن علاقتها بها منذ أن تعرفت اليها في مسلسل «ضمير أبلة حكمت»، وكشفت عن السبب الحقيقي وراء اعتزال فاتن حمامة التمثيل بعد مسلسل «وجه القمر»، وهو أن فاتن اكتشفت أن مصور العمل استخدم «فلتر» أمام الكاميرا ليظهر وجهها من دون تجاعيد، الأمر الذي اعتبرته أضعف من أدائها التمثيلي، فكان قرار الاعتزال، وقد صاحب هذه الندوة معرض للصور الفوتوغرافية للفنانة فاتن حمامة، عرضت من خلاله مجموعة من أفيشات عدد من أفلامها من تصميم الفنان محمد صادق.
من جانبه، علق الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، على أهمية هذه الدورة من المعرض قائلاً: «إنه معرض الإرادة والتحدي، ولولا جهود كثيرين لما كان يمكن أن يقام بسبب الأحداث التي تمرّ بها مصر، لكن ها هو المعرض قد افتتح، وهذا يعني أن إرادتنا قوية وصلبة، وإذا كنا نُحارب بالقنابل والمدافع، فإننا نحَارب بالفكر والثقافة، فمهما حدث في مصر من تفجير قنبلة هنا أو هناك، وموت شهيد من الشعب أو الشرطة أو الجيش، فالمسيرة مستمرة، فمصر القوية قادمة لا محالة، وقوتنا الناعمة هي أهم قوة نمتلكها، وذلك سبب اختيارنا الإمام محمد عبده شخصية المعرض لهذا العام، فالإمام محمد عبده قال إن الإسلام بُني على خمسة أركان أولها العقل، ونحن افتتحنا المسرح القومي بمسرحية «باحلم يا مصر» عن رفاعة الطهطاوي باعتباره بشيراً للتقدم، ومحمد عبده جاء بعد الطهطاوي بسنوات، لكنه واصل الطريق ولم يخش التعصب والإرهاب والتكفير، ولم يخش ضيق أفق معاصريه، ولهذا جعلناه شخصية المعرض هذا العام تقديراً منا لدور الأزهر العظيم، واحتراماً لكل العقول المنفتحة في الأزهر الشريف».
ومن جهة أخرى، تنوعت الكتب والإصدارات في معرض هذا العام، ما بين الكتب الأدبية والفكرية والسياسية وكتب التراث والترجمات، وإن طغت بشكل أو بآخر الكتب السياسية، خاصة تلك التي تتناول ظاهرة الإسلام السياسي.