الدكتورة مريم الدغستاني رئيسة قسم الفقه جامعة الأزهر: الصيام فرصة للتخلص من التحرّش!

د. مريم الدغستاني, فتاوى, الصيام, شهر رمضان, التحرش الجنسي, الطب الشرعي

26 يوليو 2013

علامات استفهام كثيرة تراود المرأة في شهر رمضان من أجل الوصول إلى صيام صحيح، خاصة في ظل تناثر الفتاوى وتناقض وتشدد بعضها، ومن هنا تأتي أهمية اللقاء مع علماء الدين ليحسموا إجابات العديد من تلك الأسئلة الحائرة. «لها» التقت الدكتورة مريم الدغستاني، رئيسة قسم الفقه في جامعة الأزهر، وطرحنا عليها العديد من الأسئلة المتعلقة بأحكام الصيام لتجيب عنها بكل وضوح.


ظاهرة التحرّش متفشية في معظم المجتمعات العربية وإن اختلفت درجتها من دولة إلى أخرى، فهل يكون شهر رمضان فرصة للتخلص من هذه الظاهرة؟
التحرّش حرام في رمضان وغير رمضان، إلا أنه في الشهر الفضيل أشد حرمة، ويؤثر على ثواب الصائم، الذي يجب أن تصوم جوارحه عن كل المعاصي، وليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب فقط، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر». وفي رواية أخرى: «رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجوعُ والعطش». ولذلك فالصيام فرصة بالفعل للتخلص من تلك الظاهرة المؤسفة.

هل يختلف ذنب التحرش في نهار رمضان عن ليله؟
 الذنب واحد لأن رب الليل هو رب النهار، وهو المحاسب على ما يفعله البشر، إلا أن الصائم يجب أن يكون أكثر ورعاً في النهار أثناء صومه حتى لا يضيع ثواب صيامه، ويكفي المتحرش إثماً أنه يرتكب درجة من درجات الزنى، الذي نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه، فقال: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها اللمس والرجل تزني وزناها الخطى واللسان يزني وزناه النطق والفم يزني وزناه القبل والنفس تمني وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه».

هناك من يظن أن التحرش بمن لا يعرفهن أقل ذنباً من تحرشه بمن يعرفهن فماذا تقولين؟
التحرش واحد سواء بالأجنبيات أو بأقرب القريبات إليه، بل ويبدأ بالنظرة بشهوة والتلذذ بذلك، وقد يترجم ذلك إلى قول أو فعل باللمس وخلافه مما حرمه الله، ومن المؤسف أن هذا التحرش قد يمتد إلى المحارم إذا ضاع الدين وغابت خشية الله في سلوك المتحرش الذي لا يخاف الله في رمضان أو غير رمضان، لأن الله هو رب كل الشهور.

هل يعدّ الكلام المعسول بين المخطوبين في نهار رمضان من قبيل الأفعال المحرّمة حتى وإن لم تكن تحرّشاً صريحاً؟
من المؤسف أن بعض الناس حوّلوا الخطوبة إلى ما يشبه الزواج، حيث تمت إزالة الحواجز الشرعية، وتم إعطاء المخطوبين فرصاً للانفراد ودون وجود محرم، مما أعطى شياطين الإنس والجن فرصة لإفساد الصيام، أو على الأقل تقليل ثوابه لغياب الضوابط الشرعية التي يجب أن يلتزم بها المخطوبون في رمضان وغير رمضان.

ما الذي تقصدينه بالضوابط الشرعية بين المخطوبين؟
فترة الخطبة، كما عرّفها كثير من الفقهاء هي «وعد بالزواج»، وبالتأكيد هذا الوعد قد يكتمل ويتم الوفاء به وإتمامه بالزواج الشرعي، وقد تحدث خلافات بين المخطوبين فيتم فسخ الخطبة، من هنا تأتي أهمية الالتزام بالضوابط الشرعية، ومنها عدم جواز الخلوة بينهما مهما كانت الأسباب والمبررات، لقول رسول الله صلى الله عليه سلم: «لا يخلوَّنّ أحدكم بامرأة إلا مع ذى محرم». وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم الحكمة من ذلك في حديث آخر يقول فيه: «لا يخلوَّن رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما».

قد يقول البعض إن هذه الفتوى متشددة وإن الإسلام يسر وليس عسراً خاصة أن لقاءهما في رمضان يكفي لمنع أي أخطاء قد تفرضها الخلوة بينهما؟
هذه مقولة حق يراد بها باطل، بمعنى الخلط بين الاتصاف بالأخلاق الحميدة التي ينبغي أن يتصف بها كل من الخاطب والمخطوبة إذا أحسنا اختيار بعضهما، بناءً على التوجيهات النبوية في قول رسول الله، صلى الله عليه سلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟. قال: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه «ثلاث مرات». هذا بالنسبة للخاطب أما بالنسبة للمخطوبة، فقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع، لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك». ورغم هذا لا يجوز لَهما الخلوة ولا التكلم بِعباراتِ الغزل الصارخ، الذي يتنافى مع الأدب، لأنهما كما قلنا أجنبيان، ولهذا فقد بالغ الشرع في التحذير من الخلوة الشرعية، ولو بافتراض حسن النية، حتى أنه نهى الرجل أن يخلو بالمرأة الأجنبية عنه ولو كان يحفظها القرآن، وذلك سداً لباب الفتنة التي تبدأ بالتساهل وتنتهي بكوارث أخلاقية، ونحن بشر وكثير منا لا يستطيع التحكم في غريزته، ولهذا قالوا: «معظم النار من مستصغر الشرر»، وكذلك «الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة»، لأن التساهل والتفريط في الضوابط الشرعية يؤدي إلى جهنم». 


الهوس بالموضة

هناك هوس نسائي خاصةً لدى المراهقات بأحدث صيحات الموضة ولا يتوقف هذا الهوس في رمضان بل إنه مستمر طوال العام فهل يفسد هذا الهوس الصيام ؟
الإسلام دين يسر بلا تسيب أو تساهل بلا حدود، حتى لا نتعدى حدود الله، بدليل أن القاعدة في الإسلام الإباحة إلا لما ورد نص بتحريمه، ومن هنا نقول من المعلوم أن الله خلق لنا الملابس لتغطية العورة والحماية من الحر والبرد، لهذا فإن الأصل فى الإنسان اللباس وستر بدنه وليس العري، ابتداءً من آدم عليه الصلاة والسلام وزوجه حواء، اللذين كانا يعيشان دون عري رغم أنهما زوجان، ولا يوجد معهما أحد في الكون، ولهذا فإنهما لما ارتكبا خطيئة الأكل من الشجرة المحرمة ظهرت لهما عورتاهما بعد أن كانت مستورة بالملابس، يقول تعالى: «فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلاَّ أن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَالِدِينَ. وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ. فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا أن الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ» الآيات 20-22 سورة الأعراف. ومن الملاحظ هنا الملابس الساترة المحتشمة هي أمر من الله، أما التعري وإظهار العورات فهي من وسواس الشيطان منذ بدء الخليقة إلى يوم القيامة، ولذلك فمتابعة الموضة لا تفسد الصيام، لكن الهوس بها وتحول الأمر إلى جنون أمر مرفوض.

أليس الله جميلاً يحب الجمال كما ورد في الأحاديث النبوية؟
المشكلة ليست في الجمال، لكن في الضوابط المحيطة به ولمن يكون إظهار هذا الجمال الذي خلقه الله، فمثلاً كشف المرأة جمالها لزوجها مباح تأخذ ثواباً عليه، لكنها إذا كشفت جمالها لغيره من الرجال من غير المحارم فهنا تكون آثمةً شرعاً، لأنها أظهرت جمالها لمن ليس له حق في رؤيته، لهذا فإن الحديث هنا قول حق أراد البعض أن يستخدمه في الباطل، لأن جملة «إن الله جميل يحب الجمال» جاءت ضمن سياق الحديث عن ذم الكبر والعجب، ونص الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس».

ما هي ضوابط التعامل النسائي مع الموضة في رمضان حتى لا يضيع ثوابهن؟
الإسلام وضع ضوابط لملابس النساء يجب الالتزام بها في كل السنة، خاصةً في الشهر الفضيل الذي يكون فيه الناس أحرص على الطاعة، فتكون الملابس ساترة لكل جسد المرأة عدا الوجه والكفين، على رأي جمهور الفقهاء، وأن تكون هذه الملابس فضفاضة وليست ضيقة، وكذلك ألوانها هادئة وليست صارخة لافتة لأنظار الرجال لإثارتهم ولفت انتباههم، وليس في هذا تشدد وإنما هو حماية للمرأة من شياطين الإنس، الذين يريدون لها أن تتكشف وتتعرى باسم الموضة.

بمناسبة الحديث عن الموضة التي يتم من خلالها استخدام الألوان، هل يعد اللون الأسود له أفضلية بدليل أننا نجد كثيراً من المحجبات والمنقّبات يرتدين ملابس سوداء؟
لم يحدد الشرع لوناً معيناً لزي المرأة، وإنما طلب منها أن ترتدي ما تشاء من الألوان التي تحبها بشرط ألا تكون صارخة أو لافتة لأنظار الرجال، في حين يحبذ الألوان الهادئة مثل الأبيض، وبالتالي ليس هناك نص شرعي يلزم النساء بارتداء الملابس السوداء دون غيرها من الألوان، وإنما الشرط أن يكون هادئاً ومن أدوات الحشمة وليس التعري أو الإغراء والإثارة، لأن المرأة في الإسلام جوهرة مصونة يجب المحافظة عليها، وليست عارضة أزياء يكون جمالها بقدر ما تكشف من جسدها.

طالما نتحدث عن الموضة فإن هناك ظاهرة مرتبطة برمضان لا نستطيع إغفالها، حتى لو كان السؤال عنها متكررا لأنها ظاهرة موسمية رمضانية وهي الحجاب المؤقت بشهر الصيام فقط فما حكم الشرع فيه؟
الحجاب طاعة من الطاعات، من ترتديه تأخذ ثوابه عن الفترة التي ترتديه فيها، ومن تخلعه تأثم والله هو المطلع على أسباب ارتداء الحجاب أو خلعه، لأنه سبحانه القائل: «يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ» آية 19 سورة غافر. لكن يجب أن تعلم المرأة أن الارتداء الدائم للحجاب هو الأصل في الشرع، لأن رب رمضان هو رب كل الشهور، ومع هذا إذا ارتدته في رمضان فهذا يؤكد أن فيها خيراً، وندعو الله ألا تخلعه، فهي أفضل ممن لا ترتديه إطلاقاً وتصر على خلعه إلى الأبد.

هناك انطباع لدى البعض أن الدين، خاصة في رمضان، عبارة عن تقييد لحريتها وعدم مسايرتها لروح العصر وما فيه من الموضة وغيرها من مستحدثات العصر النسائية، فما ردكم على من يقلن ذلك؟
العكس صحيح، حيث يعمل الإسلام على أن تكون للمرأة المسلمة شخصيتها المستقلة وتحافظ على هويتها الإسلامية والعربية وتعتز بها، ولا تكون مجرد مقلدة لغير المسلمات اللواتي يختلفن في دينهن وعاداتهن وتقاليدهن عنا، وقد أمر الإسلام أتباعه من النساء والرجال على حد سواء ألا يكونوا «إمعة»، أي مجرد مقلدين فقط، بصرف النظر عن الحلال والحرام، لهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ إن أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إن أَحْسَنَ النَّاسُ أن تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا». وبالتالي فإن هوس النساء العربيات والمسلمات بأحدث خطوط الموضة نوع من التبعية، ونحن نريد بيوت موضة تنطلق من تقاليدنا وعاداتنا في ضوء الضوابط الشرعية، وفي الوقت نفسه فإن عاداتنا، وليس أدياننا فقط، ترفض تعري المرأة، وهذا ليس مقصوراً علي الإسلام فقط، بل الملابس المفضلة في الديانة المسيحية هي ملابس الراهبات التي هي الحجاب في الإسلام، بل إن صورة السيدة مريم العذراء بملابس محتشمة تتفق مع التدين الذي يجب أن تحرص عليه كل ملتزمة بدينها، ومن يتأمل تعاليم الأديان كلها، وليس الإسلام فقط، سيجد أنها تعمل على حماية مظهر المرأة وجوهرها، فمثلاً تحميها بالزواج الصحيح من العلاقات غير الشرعية كما هو الحال في الغرب، وكذلك ترفض زواج المثليين لأنه انحراف عن الفطرة السوية، لكن باسم الحرية العصرية يريدون منا أن نقلد الأخريات في كل شيء، حتى لو كان ضد أدياننا وتقاليدنا وعاداتنا.


الخيام الرمضانية

تعد إقامة الخيام الرمضانية إحدى السمات المتصلة بالاحتفال بالشهر الفضيل فما حكم الشرع في تلك الخيام التي تقام فيها كل الأنشطة؟
لا نستطيع التعميم بالتحليل أو التحريم، لأن الحكم على هذه الخيام يتحدد وفقاً لما يقام فيها، لأنه لا يعقل أن يكون حكم خيام تقام فيها حفلات رمضانية خيرية مثل التي يقام فيها ما يخالف الشرع، وبالتالي إذا اشتملت تلك الخيام على ما ينفع الناس ويعود عليهم بالخير والفائدة في الدنيا والآخرة، أو كان فيها تعاون على البر والتقوى، فهي حلال، بل نطالب بمزيد منها، أما إن كانت كلها معاصي ومفاسد فهي حرام بلا شك. 

كثير من النساء تتراكم عليهن أيام قضاء لأيام أفطرنها بسبب حمل أو رضاعة أو حيض، فإذا افترضنا أن المرأة توفيت وعليها أيام فهل يمكن لأبنائها أو زوجها أو أحد من أوليائها أن يصوم عنها؟
إذا أفطر الصائم، سواء كان رجلاً أو امرأة، بعذر واستمر العذر إلى الموت، فقد اتفق الفقهاء على أنه لا يصام عنه ولا فدية عليه لعدم تقصيره ولا يلحقه إثم، لأنه لم  يتمكن من الالتزام بالفرض إلى الموت فيسقط حكمه، كالحج، أما إذا زال العذر وكان بإمكانه قضاء الفرض ولم يفعل حتى مات فيختلف الفقهاء، وهناك من يرى أنه لا يصام عنه بعد مماته، بل يطعم عنه عن كل يوم لأن الصوم لا تدخله النيابة في الحياة فكذلك بعد الوفاة، إلا أن هناك رأياً فقهياً آخر نميل إليه ونرجحه، وهو أن أهل المتوفاة، من باب التيسير، مخيرون بين الصيام عنها أو أن يطعموا فقراء عن كل يوم أفطرته ولم تقضه.

إذا افترضنا أن أهلها فقراء فهل يمكن تقسيم إخراج القيمة على عدة سنوات؟
من باب التيسير يمكن حساب عدد الأيام الكثيرة التي أفطرتها المتوفاة وتقسيمها على المهتمين بذلك من أهلها لإخراج القيمة من الطعام، كما يمكن تقسيم الصيام بينهم، أى الجمع بين الإطعام والصوم عنها.

ما حكم الشرع في الأزواج المفطرين الذين يصرون على الجماع مع زوجاتهم في نهار رمضان وإلا هددوهن بالطلاق مثلاً؟
لاشك أن هؤلاء الأزواج آثمون شرعاً ومرتكبون ذنباً كبيراً بعدم الصوم، ويزداد إثمهم عندما يريدون إجبار زوجاتهم على الإفطار، وأرى أن على الزوجات عدم طاعتهم، لأن القاعدة الشرعية «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، وعلى الأزواج أن يتقوا الله في أنفسهم فيصوموا، وأن يتقوا الله في زوجاتهم فلا يهددونهن بالطلاق من أجل العلاقة الزوجية في نهار رمضان، لأنها من مبطلات الصوم، ومن يفعل ذلك فعليه القضاء والكفارة في كل المذاهب.

هل الكفارة على الزوج والزوجة معًا؟
بعض المذاهب ترى أن القضاء والكفارة عليهما معاً إذا تمت المعاشرة بالاتفاق والرضا بينهما، وهناك آراء فقهية تقول إن الكفارة على الزوج أما الزوجة فعليها القضاء فقط، وإن كان الاثنان شريكين في الإثم والمعصية.

يعد وضع الكحل من وسائل الزينة الرئيسية للمرأة ويعتقد العامة أنها تكون مفطرة خاصة إذا وجدت طعمه في حلقها؟
الكحل إذا وُضع نهارًا ووُجد أثره أو طعمه في الحلق أبطل الصوم عند بعض الأئمة، إلا أن الحكم الشرعي يختلف عند الإمامين أبي حنيفة والشافعي، رضي الله عنهما، حيث يريان أن الكحل لا يفطر حتى لو وُضع في نهار رمضان، ويستدلان لمذهبهما بما رُوي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، من أنه كان يكتحل في رمضان، وهو الرجح عندنا، ومع هذا أرى أنه لكي تخرج المرأة من هذا الاختلاف يمكنها التزين ووضع الكحل ليلاً للخروج من الشبهة.

CREDITS

تصوير : عبدالحميد عيد