شقة في «روف» «غلوستر» في هونغ كونغ حلم صيني طويل

أعمال المنزل,الديكور,تزاوج العصرية,الكلاسيكية,تحت سقف واحد,قاعة /صالة /,قاعة /صالة / غرفة نوم,قاعة /صالة / غرفة جلوس,صالون,الشقة,أثاث عصري

نجاة شحادة (باريس) 21 فبراير 2015

حين لا نملك لوصف هذه الشقة – المنزل، سوى كلمة «حلم»، تصبح زيارتها، افتراضياً، واقعاً لفضول معرفي لا آفاق لحدوده. تقع الشقة في «روف» الـ «غلوستر»، أحد أجمل أبراج مدينة هونغ كونغ، ما يعادل الدور41 من هذا المبنى السكني البالغ الفخامة.
لذا فإن هذه الشقة - المنزل تختصر كل معاني الفخامة والأناقة والرفاهية. ولعل الأكثر أثارة في هذا المكان هو إطلالته المدهشة على ميناء فيكتوريا.


بالطبع الحديث عن هذه الشقة لا يمكن أن يعكس الواقع، ذلك أن الفخامة والرفاهية اللتين تأسست عليهما التصورات الزخرفية، بكل تفاصيلها، تكادان تشكلان سابقة في مجال التعامل مع الداخل.
فقد كان الهدف الأول تحقيق مزاوجة فريدة بين الداخل والخارج: داخل يختزل كل الجماليات من دون أن تؤثر على الوظائف الأساسية في هذه الشقة التي تمتد مساحة 280 متراً مربعاً، وخارج يكاد يبدو إفتراضياً حين ننظر الى هونغ كونغ من الدور 41.

بإختصار أكثر: مزاوجة بين داخل تحت السيطرة، وبين خارج خارج عن كل سيطرة. 
هنا تم التخطيط بعناية ودراية وموهبة. فجرى تصميم وتنسيق كل شيء من أجل الإستفادة الكاملة من المناظر الخلابة.
ففي الصالون مقاعد وكنبات مريحة منسّقة بالاعتماد على التقابل الدقيق، مما يتيح إطلالة مثيرة على الخارج. وفي ركن الطعام، تم تصميم طاولة الطعام بشكل مثلث ملطف الزوايا، مما يتيح للجالسين على الكراسي الثماني أن يتمتعوا أثناء تناول الطعام بمشهد فريد لأفق هونغ كونغ. 
أما السقف فقد زيّنه نمط سداسي مستوحى من خلايا عسل النحل،  يمتد فوق الصالون وركن الطعام، مما يضيف الى المشهد الزخرفي ملمساً جذاباً وتفصيلاً لا يمكن تجاهله. كما يمكن ملاحظة محاكاته على رخام الأرضيات وقطع السجاد.

بالإضافة الى ذلك، يساعد التقوّس اللطيف في السقف، تلبية للجزء العلوي للنوافذ، على توجيه الإنتباه والتركيز نحو فضاء المدينة الساحرة.
ولعبت الإضاءة الخفية بقطعها الممتدة حول حواف السقف في هذه الفضاءات الرائعة، دوراً أساسياً في حصر التركيز على أضواء المدينة في الخارج، ومنعت في الوقت نفسه الإنعكاسات التي يمكن أن تولدها النوافذ الكبيرة. 

ومن خلال تموضعها في زاوية المبنى الفخم، استفادت غرفة النوم من مجموعة بديعة لمناظر رائعة لمدينة هونغ كونغ.
كما شهدت هذه الغرفة تمدد العناصر السداسية التي تزين السقف في الصالون وركن الطعام، فاحتلت هنا جزءاً من رأس السرير، وارتسمت موتيفة بديعة على سجادة هذه الغرفة المصنوعة خصيصاً لهذا المكان.


أثاث مميّز

قطع الأثاث التي تتوزعها هذه الشقة – المنزل، منتقاة بعناية وحساسية بالغة، من مجموعات «كاست» و «رالف بوتشي» و«بولترونا فراو». ودقة الاختيار تُشعر الزائر بأنها جميعها مصممة خصيصاً لهذا المكان المميز.

وجاءت اللمسات اللونية باللون الأزرق، لتؤكد هدوء المكان ومزاجه المستقر، بينما تضيف نغمات لون العنبر لفتة درامية تزيد المكان أناقة.
ولعلّ التكلّف الوحيد الذي شهده الجزء الذي يفصل بين المساحة المخصصة للطعام وغرفة المكتب أو القراءة، قد تبدّى من خلال استخدام موصوف لخشب التك، لصنع فاصل متحرّك ومتحوّل وسحّاب في الآن نفسه. 

وفي المساحات المخصصة للحمام، جاء مزيج الأسطح الحجرية والرخامية ليضيف الى المنزل شعوراً بالفخامة اللامتناهية، من دون تكلّف أو مبالغة أو افتعال.

كما أن التراسات التي تشكل درة هذا المكان، تم الاعتناء بها بطريقة مثيرة للإعجاب، فهي هنا تمنح الجالس جواً خاصاً يصعب وجوده في مكان آخر.

وكان حرص «أي بي للتصاميم والديزاين» على التنبه إلى أدق التفاصيل في هذه الشقة – المنزل واضحاً. ولعب المهندسان تيرينس نجان و«إد نج، وهما العقل المدبر للشركة،أوراقاً عديدة لا تتعلّق فقط بالقيم الجمالية التي زودا بها أجواء هذا المكان، بل كانت عنايتهما منصبّة بالقدر نفسه على كل معاني الرفاهية والراحة وتأمين السلاسة في الحياة اليومية.

فجاءت التأثيرات الكلية لعملهما الرائع، مكاناً بالغ الفرادة في كل أركانه وزواياه، يلبّي متطلبات صاحبه ويؤكد ضرورة التعامل مع ميول المالك ورغباته بكل جدية واهتمام.
وهذا الأمر تدلل عليه مجموعة الخيارات لأجود المواد وأكثرها انسجاماً مع طبيعة المكان من أجل خلق بيئة فريدة وملائمة للراحة والاستجمام.

كما أن اللمسات الحرفية التي جاءت على أعلى مستويات الجودة، تعكس الاهتمام البالغ في تأكيد جماليات لا تغيب عنها الموهبة الشخصية ولا تنقصها الخبرة والمهارة.