تعرّفي إلى وجوه فرنسا الريفية

وجوه فرنسا,فرنسا,فرنسا الريفية,سياحة,الريف,جروف جبلية,صخور مرمر ورديّة,جداول نهرية,فوضى مونبولييه القديمة أفيرون,Chaos de Montpellier-le- Vieux-Aveyron,جروف إيتريتات,Etretat,سان ماريتيم Seine- Maritime,مدرج,Cirque de sixt Fer-a-cheval,سافوا,Cirque de

22 فبراير 2015

جروف جبلية، صخور مرمر ورديّة، جداول نهرية.... تجذب الطبيعة الريفيّة الكثيرات منا هربًا من ازدحام المدن، فتكون الإجازة في وسط الطبيعة الخلابة حيث الهواء النقي ينعش طاقتنا الإيجابية، لنعود من إجازتنا مفعمات بالحيوية والتفاؤل.
وفرنسا بلد الريف الأخضر الذي يتدحرج في الكثير من مناطقها نحو الشاطئ، إنها الطبيعة الرائعة التي قد ترغبين في  تمضية إجازتك في ربوعها.


فوضى مونبولييه القديمة أفيرون Chaos de Montpellier-le- Vieux-Aveyron
سوف تكون نزهة جريئة إلى أقصى حدود، هكذا تعدك متاهة صخور مونبولييه لوفيو. فأشكالها المتعرّجة المكوّنة من الصخر الجيري، نحتها الماء عبر العصور. هذه المدينة من الحجر الرمادي ومن النجد الجيري الأسود توقعك في حيرة، فتطلقي لفكرك الحرية في تخيّل أشكالها.
فبينما التمساح والدبّ يحرسان السفح، تمرّين بين أقدام أبو الهول، وتحت قوس النصر وبوّابة مسينا. كل هذه الأشكال الرائعة، حفرتها الطبيعة قبل أن ينحتها الإنسان في مدنه. تجوّلي بينها وتخيلي ما تشائين بعد أن تكوني قد أعدّيت العدّة لجولة في مونبولييه، منتعلة حذاء خاصًا. وخصصي يومًا كاملاً لاكتشاف كنوز الطبيعة الفرنسية وأغوارها.
يوفر القيّمون على هذا الموقع خمس رحلات في الطبيعة لهواة المشي، وزيارة في القطار الصغير. تنظم هذه الرحلات بين شهري  مارس/آذار ونوفمبر/ تشرين الثاني.

جروف إيتريتات Etretat في سان ماريتيم Seine- Maritime
المناخ والعواصف ونهر ينساب في باطن الأرض، نحتت في الطبشور الموقع الطبيعي الأكثرة شهرة في منطقة النورماندي الفرنسية، جروف ناصعة البياض تكوّنت بفعل عوامل التآكل عبر العصور، مانحة إياها أشكالاً مدهشة تحبس الأنفاس، فلا عجب أنها كانت مصدر إلهام الرسامين الإنطباعيين مثل غوستاف كوربيه وأوجين بودان وكلود مونيه، والكتّاب الفرنسيين مثل غوستاف فلوبير وغي موباسان، وموريس لوبلان.
وتقع جروف إيتريتات شمال الهافر في النورماندي العليا، على ساحل بحر المانش. ولعل أروعها مسلّة إيتريتات الصخرية التي يبلغ ارتفاعها 70 مترًا، وهي محاذية لعقد جسر صخري شكّلته العوامل الطبيعية عبر العصور، ولعل أجمل وصف مجازي، لهذا الجرف يعود إلى الكاتب الفرنسي غي موباسان الذي قال عن جرف إيتريتات: «فيل يُغطس خرطومه في البحر»، فيما نال الغور الموجود على مستوى الشاطئ اسمًا رومنسيًا أطلقه الكاتب الفرنسي موريس لو بلان  غرف الآنسات» في روايته البوليسية L'Aiguille creuse   «الإبرة المجوّفة» فكانت أحداث المغامرة الأشهر لـ«أرسين لوبان» بطل روايات لوبلان البوليسية، تدور هنا في دهاليز الغور.

مدرج  Cirque de sixt Fer-a-cheval في سافوا العليا 
يعتبر هذا المدرج الطبيعي أكبر المدرّجات الجبلية في الألب. يقع في وادي جيفر Giffre. الوقوف عند سفح منحدراته الحادة حيث يصل الإرتفاع إلى 700 متر، يجعلك تدركين قوة الطبيعة، خصوصًا خلال الربيع، حين تستفيق عشرات الشلالات من غفوتها الشتوية لتبدأ استعراض جمالها المترافق مع سمفونية مائية، تتفجر بهاء وألحانًا يعجز أعظم الرسامين والموسيقيين عن تأليفها.
فتوليفة الصوت والصورة تدخلك في عالم الطبيعة الفرنسية المترف بكل تفاصيله. فأينما جلت ترين الماء يتدفق من الجدران الصخرية، ولكن شلال روجيه هو النجم بهديره القوي. وارتفاعه الذي يبلغ  90 مترًا منحه اسم « ملكة الألب».
للاستعلام: www.savoie-mont-blanc.com

مدرّج Cirque de Gavarnie  في البيرينيه
قال عنها الأديب الفرنسي فيكتور هوغو «كولوسيوم الطبيعة» أي مدرّجات الطبيعة الأكثر بهاء. وهي أحد معالم الريف الفرنسي النادرة ذات الأبعاد الأسطورية. فمدرّج غافارني الجليدي بسوره القمّي، ودرجاته الصخرية، وشلاله المهيب الذي يسقط عموديًا عن ارتفاع 422 مترًا، وهو الجدار الصخري الأعلى في القارة القديمة، محدثًا هديرًا يشعرك برهبة الطبيعة.
ولرحلة رائعة تجنبي الحشود التي تتوافد إلى المدرجات الصخرية  خلال الصيف، واذهبي خلال الربيع، حيث تخترقين هذا الجمال الطبيعي على ظهر حمار عبر طريق «غاف»، وخلال ساعة ونصف الساعة تتقدّمين صعودًا وبهدوء تعبرين «معطفًا» حرجيًا تظللك أشجاره ثم تعبرين طريقًا عبّدته الطبيعة بالحصى، إلى أن تصلي إلى القمة حيث المشهد يحبس الأنفاس، فتتمنين لو أن لديك كوخًا يشرف على كل هذا الريف الخلاب.

أودية بوم ليه ميسيو Baume les Messieurs (جورا) العميقة
هنا تشكلت الأودية العميقة بفعل انخساف المسطح الكلسي في بعض الأمكنة التي هي سمات ريف الجوراسيان الفرنسي، ولاسيّما Baume les Messieurs اللافتة بانخسافها العميق والمدهش. تتألف المنطقة من ثلاثة أودية تعلوها ثلاثة جدارن صخرية بارتفاع عمودي يصل إلى 200 متر، مكوّنة مشهدًا ريفيًا يحبس الأنفاس.
ويمنحك الوقوف عند أعلى صخور «دو بوم» على مقربة من قرية كرانسو  Crancot شعورًا لا يُنسى. أما إذا كنت من هواة المجازفات، فلا تتردّدي في النزول إلى عمق الأغوار عبر «درجات كرانسو»، المنحوتة بشكل رائع في الصخر، حيث تكتشفين عالم باطن الأرض الذي لا يمكن لمخيلة أكثر النحاتين عبقرية، إخراج أشكال كهذه تخطف الأنفاس، وتبهر الأبصار.  

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة