«يوميات أمٍّ عاملة» أستاذة في أكاديمية الفنون الدكتورة أماني فؤاد: قمت بدورَي الأم والأب بسبب كثرة سفر زوجي
الدكتورة أماني فؤاد، كاتبة وناقدة أدبية، وتعمل أستاذة في أكاديمية الفنون، بالإضافة إلى عضويتها في اتحاد الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة في مصر، ومع هذا فهي زوجة ناجحة لطيار وأم لشابين، وقد نجحت في التوفيق بين عملها وأسرتها، ووراء هذا النجاح قصة وأسرار تحكيها لنا.
-كيف بدأت مشوارك في الحياة العملية؟
بعد انتهائي من الثانوية العامة التحقت بقسم اللغة العربية في كلية البنات جامعة عين شمس، وحصلت على تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف. وتزامن زواجي من كابتن طيار مع انتهائي من الليسانس ثم حدث الحمل والإنجاب، مما جعلني أتفرغ لتربية ولديّ وإعداد رسالة الماجستير في النقد والبلاغة بعنوان «الإبداع الأدبي في تراث أبي حيان التوحيدي» عام 2000 واجتزتها بتقدير امتياز، ثم الدكتوراه في النقد والبلاغة مع مرتبة الشرف الأولى بعنوان «المجاوزة في تيار الحداثة بمصر بعد السبعينيات».
-ما هي أهم مؤلفاتك؟
يتركز تأليفي على المقالات والأبحاث والكتب في النقد الأدبي والسياسة والفكر، وبلغ عدد أبحاثي 95، ما بين العام والمتخصص في النقد الأدبي وقضايا المرأة، باعتباري امرأة تتمتع برؤية ناقدة. وكل ما ألفته منشور في الصحف والمجلات المصرية والعربية وتم تقديمه إلى مؤتمرات وندوات في مصر وخارجها.
-كيف استطعت إيصال هذا الإنتاج الفكري إلى القارئ؟
نشرت أعمالي البحثية ومقالاتي في صحف «الأهرام» و«القاهرة» و«أخبار الأدب» ومجلة «الرافد» في الإمارات، ومجلة «نزوى» في سلطنة عمان ومجلات «الهلال»، «أدب ونقد»، «وجهات نظر»، «الشعر» ودورية «نجيب محفوظ» ودورية «الرواية» ومجلة «أوراق فلسفية»، ولي مقال أسبوعي ثابت في مجلة «الإذاعة والتلفزيون»، ونشرت أعمالي كاملة على موقع «الحوار المتمدن». كما شاركت في كثير من الندوات والمؤتمرات في كثير من المؤسسات الثقافية العربية وغير العربية.
-أنت عضو نشط في العديد من المؤسسات الثقافية، فما أهمها؟
أنا عضو في لجنة القصة في المجلس الأعلى للثقافة، وعضو جمعية النقد الأدبي، وعضو أتيلييه القاهرة، وعضو نادي القصة، وعضو اتحاد الكتاب، وعضو الجمعية المصرية للدراسات الجمالية، وعضو هيئة تحرير دورية نجيب محفوظ، وعضو اللجنة العلمية للمؤتمر العالمي بعنوان «نجيب محفوظ في عيون العالم» وعضو لجنة تحكيم جائزة يوسف إدريس للقصة القصيرة، وعضو لجنة تحكيم جائزة الدولة التشجيعية للرواية.
-هناك اتهام للأدب بأنه لم يستطع التعبير الحقيقي عن واقع المرأة، فما رأيك؟
هناك أسباب لانفصال الإبداع عن قضايا الواقع، خاصةً في ما يتعلق بالواقع المرير للمرأة في بعض المجتمعات بسبب التقاليد الظالمة، والتي للأسف بعضها يرتدي رداء الدين ظلماً، وكذلك بسبب تعنت بعض النظم الاستبدادية والرجعية، والتي تتعمد التعتيم على العقل والوجدان لإعادة إنتاج القهر والعنف ضد المرأة، ومع هذا فقد استطاعت بعض الأعمال الأدبية بما تملكه من أساليب فنية مثل المراوغة والترميز والإشارة التعبير عن مشكلات المرأة في المجتمعات الشرقية.
-كيف تم التعارف بينك وبين زوجك الطيار عادل إبراهيم؟ وما هو دوره في حياتك؟
تم التعارف في إطار عائلي، لأن عمي متزوج من أخته، وأعترف بفضله وتشجيعه المستمر لي منذ بدء الخطوبة حتى اليوم، فقد ساعدني كثيراً خلال فترة دراستي، ولم يكن يوماً سبباً لإعاقة طموحاتي بالعكس كان داعماً لي. وأتذكر أنه في الفترة التي كنت أنتهي فيها من التجهيز للماجستير والدكتوراه، كان يساعدني في كتابة الأوراق التي تقدم للمشرفين، كما يدعمني كثيراً، من الناحية المعنوية من خلال قراءة المقالات والكتب الخاصة بي وإبداء رأيه فيها، وأعتبر أنه هو القارئ الأول لي، بل والحق يقال إنه الداعم الأول لي بكل الوسائل المتاحة له رغم كثرة أسفاره.
-ماذا عن نجاحك في تربية وتفوّق ابنيك؟
الفترة التي تفرغت فيها لتربية ابنيَّ منذ الصغر، ورفضت تركهما لمربية أو خادمة، كانت لها آثار إيجابية عليهما في تفوقهما، فمثلاً ابني الأكبر محمد عمره 21 سنة، درس الطيران في أميركا وهو الآن طيار متدرب في شركة مصر للطيران، وابني الأصغر مروان عمره 16 سنة، في الثانوية العامة ويرغب في دراسة الطب، وهما مرتبطان بي جداً، وأنا راضية عن نفسي في القيام بدوري كأم لم تفرط أو تقصر في واجباتها تجاه أسرتها، ولم يقف ذلك عائقاً أمام نجاحي في عملي.
-هل يساعدك زوجك في الأعمال المنزلية في الفترة التي ليس لديه فيها رحلات؟
زوجي متعاون جداً ولا يجد غضاضة في مساعدتي في أي أعمال منزلية ورعاية الأولاد بشكل كامل، إذا كنت في سفر أو تأخرت في العمل، والحمد لله الذي رزقني بزوج فيه كل المواصفات التي تحلم بها المرأة العاملة الناجحة.
-ألم يعرض عليك زوجك الاستعانة بمربية للولدين لتستمري في مسيرتك العلمية؟
أنا التي رفضت تماماً ترك ابنيَّ لمربية، لأنني لا أسمح بوجود أم بديلة لابنيَّ، لأن الأم البديلة ضررها أكثر من نفعها، ولهذا فضلت أن أكون موجودة معهما بشكل كامل في المنزل إلى أن وصلا إلى سن 15 عاماً، وانتهيت خلال هذه الفترة من الماجستير والدكتوراه، واستطعت بفضل الله تربيتهما وتنشئتهما بشكل طيب، ولم يقف ذلك عائقاً أمام طموحاتي ونجاحي.
-ألم تشعري يوماً بأن نجاحك تسبّب بغيرة زوجك؟
رغم أن زوجي رجل عصري ومتفتح جداً، فهو كأي رجل شرقي يريد أن يكون هو وأولاده في مقدم أولوياتي، وأنا حريصة على ذلك اعترافاً بفضله ودعمه المستمر، ولا أفعل أي شيء يضايقه. لكنه لا يغار من نجاحي بل يشجعني ويفتخر بي في كل المناسبات التي أحضرها معه، ويقدمني لأصدقائه بكل فخر.
-ما هي أسرار نجاح الزوجة داخل البيت وخارجه معاً؟
تنظيم الوقت وحسن التعامل مع المواقف الحياتية وفهم عقلية الرجل الشرقي، وكما تحب أن تكون كل شيء في حياته يجب أن تشعره بأنه هو وأولاده أهم شيء في حياتها، وأن تتم ترجمة ذلك بوجه عملي من خلال التفاهم المتبادل وتجاوز بعض المواقف، سواء من جانبه أو جانبها، فهذا يجعله يؤمن بحقها في النجاح والعمل وتحقيق طموحاتها مثله.
-ما هي أهم الصفات التي يجب أن تتمتع بها زوجة الطيار؟
نظراً إلى عمل زوجي في مهنة خطرة، لا بد أن أتغلّب على حالة القلق المرضي وتحويله إلى عمل إيجابي من خلال القيام بدور الأم والأب معاً، وجعل حياة الأولاد تسير بشكل طبيعي، وهذه مسؤولية كبيرة. وقد حولت غياب زوجي وكثرة أسفاره من عيب إلى ميزة لصالحي، من خلال استثمار وقتي في الدراسة والقراءة باستمرار.
-ما دور والديك في نجاحك؟
والدي رحمه الله كان يعمل أستاذاً جامعياً للتاريخ، وبذل هو ووالدتي أقصى ما يمكنهما لنجاحنا أنا وإخوتي، فأصبحنا جميعاً متفوقين في حياتنا وأساتذة في جامعات. عند حصولي على الماجستير والدكتوراه أهديت الرسالتين لروح والدي، لأن ما حققته أنا وإخوتي كان كل ما يتمناه. وأعتقد أننا ورثنا حب الثقافة وتحديد الأهداف من أبي، والإصرار والصبر من والدتي، التي ظلت تخدمنا وهي مريضة بالسرطان وتخفيه عنا سنوات طويلة، إلى أن أقعدها المرض. هما المثال الأعلى في حياتي، رغم إيماني بأن المثال الأعلى لا يتمثل في شخص واحد، بل إنني استفدت من كل من تعاملت معهم قبل الزواج وبعده.
-كيف بدأت تتعلّقين بالقراءة؟
مكتبة والدي كانت تضم كل العلوم، وأتذكر أنه كان يدعونا للتجمع صباح كل يوم ليقرأ علينا ونحن صغار أهم الكتب أو المقالات المنشورة في وسائل الإعلام، ويشرحها لنا بشكل قصصي مشوق. ولهذا تربينا على عشق القراءة الموسوعية، وقرأت بتشجيع والدي الأعمال الأدبية لكبار الأدباء المصريين والعرب والعالميين. وأتذكر أني عندما كنت في السادسة أن والدي كان يعلمني معنى «مدنية الدولة» بشكل قصصي بسيط جداً، لأنه كان يقرأ كتاباً عن مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، وتجربة تحوّل تركيا من دولة الخلافة إلى دولة مدنية. وإلى الآن لم أنس هذا الكتاب ولم أنس شرحه لبعض المعاني في كثير من الكتب. وبقي إدمان القراءة معي حتى الآن، وأعشق الجلوس في المكتبات أطول فترة ممكنة.
فخور بزوجتي
يقول الزوج الطيار عادل إبراهيم: «أشعر بأن نجاح زوجتي هو نجاح لي، لأننا كيان واحد، ولهذا فإن كلاً منا يستمد نجاحه من الآخر، وأشعر دائماً بأنني فخور بها».
وأضاف: «لا شك أنني تأثرت في معاملتي لزوجتي بكثرة أسفاري واحتكاكي بكل أجناس البشر شرقاً وغرباً، لأن الحياة عبارة عن خبرات متراكمة للإنسان من خلال السفر. وبلا شك فقد تسبب ذلك بالتمتع برؤية أوسع للأمور الخاصة بحقوق المرأة، وضرورة أن يكون الحوار والتفاهم المتبادل سيد الموقف في كل أمور حياتنا، فمنذ تعارفنا أراها مثالية في كل شيء، ولهذا لم أدخر جهداً ولن أدخر، حتى آخر يوم في حياتي، لأساعدها على النجاح والتفوق».
صديقة عصرية
الابن الأكبر الطيار الشاب محمد، يؤكد أن والدته ليست أمًّا فقط، بل هي صديقة عصرية يستشيرها في كل أمور حياته ولا يخفي عنها شيئاً، خاصةً أنها ضحت كثيراً من أجله حين كانت تقوم بدور الأم والأب معاً أثناء سفر والده.
أما الابن الأصغر مروان، الطالب في الثانوية العامة، فيقول إن والدته كلمة السر في نجاحه وتفوقه، ويبذل أقصى جهد لتحقيق حلم حياتها وحياته، بأن يكون طبيباً ناجحاً مثل بقية أفراد الأسرة الذين تفوقوا في مجالات تخصصاتهم.
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
أحمد فهمي يكشف تفاصيل رسالة هنا الزاهد له بعد...
إطلالات المشاهير
الملكة رانيا العبدالله تتألق بفستان كحلي بتصميم...
إطلالات النجوم
نجمات السعودية ومصر ولبنان وسوريا يتنافسن في...
أخبار النجوم
أحمد فهمي يحسم جدل ارتباطه بأسماء جلال (فيديو)
أخبار النجوم
عبير صبري تدعم شقيقتها في أزمتها مع دينا...
المجلة الالكترونية
العدد 1090 | تشرين الأول 2025
