مهووسات كيم كارداشيان يبحثن عن الأنوثة والجمال؟!

Kim Kardashian,كيم كارداشيان,التسريحات,يوتيوب,keeping up with the Kardashians,سوزان المشهدي

عزيزة نوفل (جدة ) 09 مايو 2015

على مدى السنتين الأخيرتين، تربّعت موضة «كيم كارداشيان» على عرش قلوب الكثيرات من عاشقات الموضة. فبعدما كان الجسم الأبيض والقوام الممشوق هما عنوان الجمال والأنوثة، انقلبت المفاهيم لتصبح الأجسام الممتلئة والسمراء هي المرغوبة بشكل كبير، ليس في أوساط الفتيات والمراهقات فحسب، إذ طاول الأمر الأمهات وربما الجدّات بحيث بدأن يبحثن عن أي طريقة ليصبحن بأنوثة «كارداشيان». ولعل أكثر ما يلُفت في مظهر «كيم» هو منحنيات جسدها وخصرها النحيل وسمرتها الجذابة. وعلى الرغم من تعود مجتمعنا العربي والخليجي على مظاهر البهرجة في الماكياج وتسريحات الشعر الغريبة، بدأت هذه الثقافة تتغير مع تأثر الكثيرات بمظهر «كيم»، الى درجة الهوس بل الجنون... آراء وتعليقات حول هذا الهوس في التحقيق التالي.

مقاطع «يوتيوب» تساعدها في تقليد إطلالة «كيم»

الصفات الشكلية المشتركة بينها وبين كيم ساعدتها في تقليد مظهرها بسهولة. تلك هي حال شهد سليم (20 عاماً)، التي تعتقد أنها تملك الكثير من المقومات التي تجعلها قادرة على التحلي بمظهر كيم. فبشرتها السمراء وقامتها القصيرة، إضافة إلى معالم جسمها الممتلئة وشعرها الداكن، أهّلتها لتكون شبيهتها بلا منازع. تتابع شهد إطلالات النجمة الأميركية بشغف دؤوب، وهي معجبة بطريقة لباسها وتسريحات شعرها، حتى أنها تحاول تقليد أسلوب ماكياجها من طريق بعض مقاطع «يوتوب» التي تقوم بتعليم فنون الماكياج، وطريقة تحديد الوجه وإبراز عظمة الخد وامتلاء الشفتين.

إرضاء للرجل «البصاص»

ترى أروى عبدالرحمن (24 عاماً)، أن إقبال السيدات الشديد على تقليد مظهر كارداشيان يعود إلى هوس الرجال وإعجابهم الكبير بشكلها، ومدحهم الدائم لجمالها حتى بحضور زوجاتهم وأخواتهم، ما يجعل الغيرة تتفاعل في قلوبهن بطريقة سلبية، فيحاولن تقليد شكلها بأدق تفاصيله والخضوع أحياناً لعمليات تجميل من أجل الحصول على قوامها... حتى وإن لم يتناسب ذلك عموماً مع ثقافتنا أو ملامحنا، المهم في نظر الكثيرات هو محاولة إرضاء الرجل «البصاص» الذي يعقد مقارنة على الدوام، متفنناً في إحباط زوجته بذكر عيوبها وعيوب جسمها وبشرتها.

سلع ومنتجات تروّج باسم «كيم كرداشيان»

أما السيدة عائشة مراد (35 عاماً) فتوضح أن تقليد السيدات مظهر كيم بدأ يشكل هوساً، بحيث إنها لا تستطيع تلبية كل طلبات زبوناتها اللواتي يطلبن بعض المستحضرات أو السلع من الأسواق الأميركية، وتتضمن منتجات تروج لها كيم مثل المشد الحراري الذي ترتديه، ويعمل على نحت الخصر وتنحيفه، إضافة إلى مشدات خاصة لتكبير المؤخرة وإبرازها، وكذلك مستحضرات التجميل التي تستخدمها من رموش اصطناعية ومرطبات للشفاه وغيرها الكثير... حيث تطلب عائشة مراد شحنات كبيرة من هذه المنتجات كل أسبوع، لتتمكن من استيعاب طلبات الزبونات المتزايدة.

كيم كارداشيان صنعها الإعلام

تقول حنان عوض (31 عاماً)، أن الهوس بتقليد النجمات يعود Nلى هشاشة المجتمع، وتبنيه أي موضة أو مظهر من دون تفكير عقلاني. فمظهر «كيم» من وجهة نظرها، هو مظهر عادي جداً، لكن وسائل الإعلام والقنوات الفضائية وتحديداً برنامج تلفزيون الواقع keeping up with the Kardashians هي التي صنعت منها نجمة، وجعلت من أفراد عائلتها أشخاصاً مشهورين يتابعهم الكثيرون حول العالم.

تقنيات تجميلية موقتة

خضعت سارة خالد (27 عاماً)، لجلسات عدة لدى اختصاصية التجميل، بغية الحصول على شكل فك كارداشيان وشفتيها، حيث كان مظهرها الطبيعي يشكل عدم ثقة بنفسها. وبعد بحث واطلاع، قرّرت الخضوع لتقنية خاصة لتعريض عظمة الفك وحقن الشفتين. وتؤكد سارة أنها ليست الوحيدة التي أجرت عمليات تجميلية تشبهاً بنجمة معينة، بل هناك الكثيرات من اللواتي يقمن بذلك. والأهم في هذا الشأن، أن النتائج كانت ممتازة رغم أنها موقتة وغير دائمة، ما يشجع النساء على الخوض في مجال التجميل من دون خوف.

صور  كيم المحبطة

كانت سلمى عبد المعطي (24 عاماً) تتابع على الدوام آخر الصور التي تنشرها كيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتشعر بالإحباط لكونها تتمنى الحصول على جسم جميل ومتناسق، خصوصاً بعد الحمل والإنجاب، حيث تحاول سلمى جاهده الوصول إلى قوامها المشدود، وتبحث في الأسواق عن قطع الملابس التي تشبه ملابس «كيم»، لكن في النهاية ترى أنها امرأة عاقلة ولا تجازف بالخضوع لعمليات تجميل أو شراء المنتجات التجميلية التي تروج لها.

الدحيلان: لا نريد استنساخاً بقدر ما نريد جمالاً فعلياً

تؤكد خبيرة التجميل ورئيسة لجنة المشاغل النسائية في الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية شعاع الدحيلان، أن تقليد كيم كارداشيان في ازدياد مستمر، ويشكل عند الكثيرات هوساً لا يمكن التوقف عنه. وعلى الرغم من اعتيادها كخبيرة تجميل على وجود سيدات يرغبن بتقليد إحدى النجمات، لم تلقَ إقبالاً يضاهي إقبال السيدات على التحلي بمظهر كارداشيان، سواء من حيث طريقة الماكياج أو تسريحات الشعر، وصولاً إلى طلب بعض المساحيق التجميلية غير الطبية أو من ماركة معينة غير مشهورة لمجرد أن إحدى النجمات تستعملها، ما يشكل عبئاً كبيراً على خبراء التجميل في إقناع السيدة بعدم ملاءمة ذلك للون بشرتها وشكل ملامحها أو تسريحة شعرها. وخبيرة التجميل ليست مجرد أداة ناسخة تجعل من السيدات نسخاً متشابهة. وتؤكد الدحيلان أن على كل سيدة أن تقتنع بالمظهر الذي يشبهها ويكون قريباً من تقاسيم وجهها بغض النظر عما إذا كان يواكب الموضة أم لا.

«تخطين الخمسين ويطلبن قوام كارداشيان»

يوضح الدكتور فايز عبدالباقي اختصاصي التجميل جدة وعضو الزمالة الأميركية لجراحة التجميل، أن على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، تضاعف إقبال السيدات على عمليات جراحة نحت الجسم وتكبير المؤخرة، وأن الكثير من السيدات أصبحن يطلبن القوام البرازيلي والمؤخرة البارزة ويضعن نصب أعينهن صورة «كارداشيان». وهذه العمليات تُجرى أسبوعياً في غرف العمليات لكثير من السيدات من مختلف الفئات والأعمار، وبينهن من تجاوزت الخمسين من عمرها وترغب في الخضوع لها، بهدف زيادة وزنها من طريق حقن الدهون في المؤخرة، وهذا إجراء يعتبر موقتاً يدوم من سنتين إلى خمس سنوات كحد أقصى.

«مشد كيم» لا نتائج مضمونة

بالنسبة الى المشد الحراري الذي ترتديه «كيم كارداشيان»، يؤكد الدكتور عبدالباقي أن هذا المشد قد رُوج له بطريقة تسويقية نجحت فعلاً في استقطاب أموال الكثيرات من الباحثات عن النحافة والخصر المنحوت. لكنه في الحقيقة، لا يملك أي تأثير فعال في نحت الجسم كما هو رائج، وتنحصر نتائجه ما بين 5 أو 10 في المئة فقط بعد مزاولة الرياضة، لأن النتائج المثالية تأتي من طريق شفط الدهون لدى اختصاصي تجميل متمكن يساعد السيدة في التخلص من الدهون المتراكمة بالوصول إلى مستويات عميقة تحت الجلد. وهذا المشد أو جلسات التدليك الخاصة بالتنحيف ما هي إلا مكملات للحصول على مظهر أجمل وخصوصاً بعد العملية. وفي النهاية، هذا النوع من العمليات يعتمد على الكثير من المقومات التي يجب أن تتميز بها السيدة لتحقق نتيجة أفضل، إذ إن عمر الجلد وسماكته ولون البشرة تتحكم بشكل أساسي بالنتيجة النهائية.

«هوس التقليد يصيب الشخصيات الهشّة»

تشير مشرفة الشؤون الاجتماعية في مستشفى الأمل والكاتبة سوزان المشهدي إلى أن عيادات ومراكز التجميل تزدحم بالنسوة اللواتي لا يملكن أي هوية أو شخصية، ويفرحن بمجرد تقليد النجمات ومحاكاتهن، حتى وإن جاءت النتيجة معاكسة ومشوهة وغير لائقة. وهذا بلا شك يسمّى هوساً صريحاً، ما يدل إلى ضعف بعض الشخصيات وهشاشتها، حيث تنقاد المرأة وراء «التقليعات» من دون التفكير في ما إذا كانت مناسبة لسنّها أم لا... والأجدى من وجهة نظر المشهدي، التمتع بذوق خاص وفريد لا التشبه بشخصيات لا تتناسب مع هويتنا.