حكايات متطوعين «أونلاين»

مواقع التواصل الاجتماعي,الإنترنت,المتطوع,أونلاين,الفقراء,العمل التطوعي,متطوعين

فادية عبود (القاهرة) 10 مايو 2015

«شير في الخير»، «الهاشتاغ» الأكثر انتشاراً الآن بين الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، فكر شبابي جديد ينقل العمل الخيري والاجتماعي على الإنترنت بهدف الوصول إلى أكبر قدر من المتطوعين والمحبين للخير والمستفيدين أيضاً، فتظهر مبادرات لمساعدة الفقراء، وأخرى ثقافية مثل الدعوات المفتوحة إلى القراءة، ومبادرات لتعليم الهوايات المجانية لنشر الثقافة والمحبة. «لها» ترصد حكايات متطوعين «أونلاين»، وتكشف كل تفاصيل تلك الظاهرة الجديدة وآراء المشاركين فيها.

قصة فاطيما

«تصدّق ولو بالـshare»، بهذه الجملة تختتم فاطيما محمد، صاحبة متجر إلكتروني، نداءها لمحبي العمل الخيري ودعوتهم إليه، وتقول: «عملي مرتبط بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنني أم لثلاثة أطفال أحدهم رضيع، وبالتالي مفارقة المنزل وزيارة الجمعيات الخيرية من أجل تقديم المساعدة أمر شبه مستحيل بالنسبة إليّ، ولذلك أجد عمل الخير «أونلاين» أسهل بكثير، خصوصاً أن شبكة علاقاتي على مواقع التواصل الاجتماعي كبيرة جداً، وتضم صديقات الدراسة والجيران والعائلة، فضلاً عن عملاء متجري الإلكتروني وبعض التاجرات».

وتتابع: «بدأت حكايتي مع التطوع «أونلاين» عندما وجدت إحدى صديقاتي على موقع «فايسبوك» تدعو إلى المساهمة في تجهيز عروس فقيرة شبه معدمة اقتصادياً. هنا لم يقتصر دوري على الإنترنت فقط، بل أخبرت أهلي وأهل زوجي بالأمر وتشاركنا كل منا حسب مقدرته المادية، وحضّرنا جهازها كاملاً من العائلتين فقط، واشترينا لها كل شيء، بدءاً بالكهربائيات حتى مفارش السرير وملابسها وأدوات المطبخ».

ترى فاطيما أن مؤسسات المجتمع المدني المخصصة لمساعدة الفقراء لم تعدْ تقوى على مساعدة جميع الحالات، إما لتخاذل القائمين عليها أو لضعف إمكاناتها، وتضيف: «غير القادرين هم جزء من المجتمع وواجبنا مساعدتهم ليشعروا بالرضا، وإلا سنفتح على أنفسنا المزيد من أبواب الجريمة وتفريخ المجرمين. ولأن علاقاتي محدودة خارج مواقع التواصل الاجتماعي، أسعى جاهدة بالـshare، ولأنني أختتم تفاصيل كل حالة إنسانية بعبارة «تصدّق ولو بالـshare»، تصل الحالات إلى مئات الأفراد وربما الآلاف، خصوصاً أنني أستخدم أيضاً «تطبيقات الموبايل» في العمل الخيري، مثل «واتس آب» و «فايبر». وبالفعل استطعنا إنقاذ حالات عدة من النساء الفقيرات، وكذلك ساعدنا في علاج بعض المرضى غير القادرين، ونرسل العلاج إلى محافظات مختلفة بعيدة عن القاهرة، وذلك بفضل جهودنا الذاتية فقط لا غير».

دعم من يستحق

شيماء فهمي ربة منزل، أدمنت العمل الاجتماعي قبل 14 عاماً، منذ بداية تخرّجها في الجامعة ومع بداية زواجها بدأت تمارسه «أونلاين»، وتقول: «بدأت العمل الخيري في نيسان/ أبريل عام 2001 وتحديداً في يوم اليتيم، وحضرت حفلة في الكلية للمساهمة في إسعاد الأيتام. بعدها اتفقت مع صديقة لي على أن نقيم حفلاً لهؤلاء الأطفال في الدار الخاصة بهم، وكانت أعمارهم تتراوح بين العامين والـ6 أعوام. وبالفعل ومن طريق جهودنا الذاتية، جهزّت أغاني للأطفال وأخذت الكومبيوتر والسماعات خاصتي، وتشاركنا في تجهيز طعام منزلي للأطفال، وانتقلنا إلى دار الأيتام وساهمنا في إسعاد أولئك الأطفال، ومنذ ذلك اليوم لم تنقطع علاقتي بتلك الدار، حتى أن الطفلة الكبرى هناك أصبحت الآن في الثانوية العامة».

حاولت شيماء الحفاظ على علاقتها بزملائها المحبين للخير وأساتذة الجامعة الذين كانوا يشاركونهم في ذلك الاهتمام... ومع انشغال الحياة تفرقوا، لكن شيماء نقلت طاقتها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تكشف تفاصيل الحالة الإنسانية على الإنترنت ويتفاعل معها محبو الخير، وتقول: «فكرة المساعدة أونلاين راودتني عندما كنت مشتركة في غروب نسائي، وصديقة لي كانت تسأل عن جهة مانحة للقروض بشروط ميسرة، كل ما كانت تحتاج إليه هو ألفا جنيه، لأن زوجها يعاني سرطان الدم، وهي تريد أن تشتري ماكينة خياطة وقماشاً حتى تبدأ مشروع تفصيل صغير من المنزل، لتوفر مصاريف أسرتها وأبنائها. ولما وجدت المبلغ محدوداً، سألت صديقات أخريات إن كنّ يحببن المشاركة في هذا الدعم الخيري، فطلبتُ منها بطاقتها وبطاقة زوجها وزرتها في منزلها لأستعلم عن حالتها، وعندما تأكدت من صدقها اشترينا لها فوراً الماكينة والقماش لتبدأ رحلتها العملية في الحياة».

لا يقتصر دور شيماء على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل تمارس أنشطتها الخيرية على أرض الواقع أيضاً، وتقول: «رغم أهمية «السوشيال ميديا» في حياتنا الراهنة، حيث تسهّل علينا الاتصال والتواصل مهما بعُدت المسافات، أستعلم بنفسي عن الحالات غير القادرة، وأحاول جاهدة أن ندعم من يستحق، والجميل في الأمر أن زوجي يساعدني في ذلك في أيام إجازاته، ولا يتأفف من كثرة الزيارات التي يصحبني فيها».

وتتابع: «من مميزات ممارسة العمل الخيري على مواقع التواصل الاجتماعي أنه لا يعترف بالمسافات، فكثيراً ما يجد Post لي اهتماماً مع صديقات غير مقيمات في مصر ويرسلن مساعداتهن المادية إلى الحالات. فقناعتي الخاصة أننا أسرع من الجمعيات الخيرية، خصوصاً أننا حاولنا كمتطوعات توصيل بعض الحالات إلى بعض مؤسسات المجتمع المدني ولم تلقَ اهتماماً كبيراً، فمثلاً طلب منا أب فقير أن نساعده في إيجاد «حضَّانة» لابنه المبتسر، الذي يعاني مرضاً خطيراً منذ ولادته، وأن حالته المادية لا تمكّنه من دفع مقابل وضع الطفل في الحضانة... سارعنا على الفور إلى الاتصال بمؤسسات مجتمع مدني كبرى لديها تلك الحضانات ويمكنها استقبال الحالة، فردّت علينا واحدة بأنها تملك هذا النوع من الحضانات، لكن لا مكان شاغراً لديها، ومؤسسة أخرى قال مديرها إنه مشغول في تصوير تلفزيوني فتكفّلت مع محبي الخير من أصدقائي بوضع الطفل في الحضانة لمدة 10 أيام كانت تكلفة اليوم الواحد 1250 جنيهاً، وفي تلك الفترة لم نمل أو نكل من أجل إيجاد إحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تقدّم خدمات طبية حتى نكمل علاج الطفل الرضيع في الحضانة، ونجحنا في ذلك بعد عناء 10 أيام متواصلة من البحث والمحاولات والمفاوضات». وتضيف: «رغم المجهود الذي أبذله «أونلاين» وعلى أرض الواقع، أرى أنه واجبنا كمجتمع في التكافل الاجتماعي».

تطوّع ثقافي

آلاء عثمان (25 عاماً)، محرّرة ثقافية، تعشق القراءة وتمضي فيها ساعات يومياً، تتلهف على كل كتاب جديد ينزل إلى الأسواق، وترى أنها لا تستمد من الكتب ثقافة فقط، بل تفيدها في حياتها اليومية أيضاً، خاصة القراءة في مجال العلوم الإنسانية والطب النفسي.

كلما رأت آلاء شخصاً لا يقرأ تندهش ولا تعرف لماذا لا يغذي عقله، وفي أيلول/ سبتمبر 2014 قرّرت أن تكون أكثر إيجابية وتتطوع من أجل تثقيف الآخرين، فكونت مجموعة «ميغا بوك» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، تقدّم من خلالها كل ما يتعلق بالكتب، وتشجع على القراءة، كما توفر للأعضاء المعلومات الكاملة عن الكتب، سواء الحديثة منها أو القديمة، بمختلف تصنيفاتها، وتقدّم لهم كل ما هو جيّد من الكتب.

وتضيف آلاء: «أهتم أكثر بتوجيه الشباب الحديثي القراءة إلى اقتناء الكتب والاهتمام بنوعيتها، لتنمية الوعي لديهم، وتفتيح مداركهم الثقافية، وجعلهم قادرين على انتقاء ما هو جيد من الكتب، وما هو دون المستوى».

ومع معرض الكتاب الدولي 2015 المقام في القاهرة، خرجت آلاء من التطوع الـ «أونلاين»، ونزلت إلى أرض الواقع مستغلة كونها محررة ثقافية في إحدى الصحف المصرية، وتقول: «مع اقتراب موعد معرض القاهرة الدولي للكتاب، رأيت أن أسعار الكتب مرتفعة بالنسبة الى شباب ما زال في المرحلة الدراسية، وهي أسعار تستنزفهم مادياً، حاولت أن أقوم بدور بسيط، وهو تقديم بعض الخصومات الخاصة على الكتب، مستغلة بذلك عملي كصحافية، وعلاقاتي مع أصحاب دور النشر، فتواصلت مع عدد من دور النشر، واتفقنا على الحصول على نسبة من الخصومات أكبر من الخصومات العادية المقدمة لجميع زوار المعرض، وبالفعل رحّبت 14 دار نشر بالفكرة، منها الرواق وكيان وإبداع ونون، وتراوحت الخصومات ما بين 15% و 40% بنسبة تزيد 10% عن الخصم المقدم لباقي جمهور المعرض».

وتتابع: «أما أعضاء مجموعة «ميغا بوك»، فأبدوا اهتماماً كبيراً بالفكرة، واقترحوا تنظيم يوم لأعضاء المجموعة، نلتقي فيه في معرض الكتاب، وهو ما تم بالفعل، وتعاون معنا الروائي الشاب إسلام بيومي، وأهدى «ميغا بوك» عشر نسخ من روايته «الشرق المر».

وتضيف: «بعد انتهاء المعرض، استمرت مجموعة «ميغا بوك» في تقديم خدماتها إلى القراء، ولاقى تقديمنا الخصومات صدىً، بحيث طلبت منا جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ممثلةً في اتحاد الطلبة، المشاركة في معرض خيرى للكتاب والمنتجات اليدوية، تُخصص أرباحه لمصلحة بناء مستشفى الأورام الجديد في مدينة 6 أكتوبر، وشاركنا بعدد كبير من الكتب من إصدارات دار الشروق، والدار اللبنانية، ودار العلوم، ودار دوّن، وغيرها، وحقّقت مشاركتنا في المعرض نجاحاً باهراً بالنسبة الى كونه أول المعارض التي نشارك فيها».

تؤكد آلاء أن القناعة التي خرجت منها بتجربتها في التطوع لنشر الثقافة والقراءة «أونلاين»، أن هناك قطاعاً كبيراً من الشباب لا ينفر من القراءة والثقافة، بل لديه شغف بهما، وعلى استعداد أن يستقطع من مصروفه اليومي لشراء كتاب، ولكن كل ما يحتاج إليه فقط هو أن يتوافر الكتاب أمامه، وبسعر معقول.

«اتقفشت»!

محمود فتح الله (32 عاماً)، مدير تسويق، على قناعة تامة بأن أزمة التكدس المروري في القاهرة سببها الأول إهمال القوانين الخاصة بالمرور، وعدم اكتراث السائقين بتطبيق تعليمات المرور، ويقول: «أنا على قناعة بأن الإصلاح يبدأ بالنفس أولاً، لا أقترف أي خطأ أثناء القيادة ولا أمشي في الاتجاه المعاكس مطلقاً، خاصةً أنني أربي ابنيَّ على ذلك. ورغم حداثة سنّهما، حلا (ست سنوات) وآسر (ثلاث سنوات)، بدآ يدركان ذلك، فمثلاً آسر ابني الصغير عندما يجلس على الكرسي الأمامي إلى جواري، يمدّ يده على حزام الأمان، لأنه اعتاد فكرة أن من يجلس على الكرسي الأمامي يجب أن يربط حزام الأمان، وكذلك حلا ابنتي تفهم جيداً أن الحديث في الهاتف المحمول أمر خاطئ أثناء القيادة». ويتابع: «في البداية تطوعت لإرشاد الآخرين في أماكن الزحام المعهودة، فأصور ذلك الزحام وأرسله عبر «تطبيق الموبايل» أو أنشره على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، وأكرر الأمر كذلك مع تصوير المخالفين سواء بالسير عكس الاتجاه أو تغيير أرقام اللائحة المعدنية هرباً من المخالفات المرورية المادية، أو أي مخالفات أخرى. وبالفعل تعاونت مع صفحة موجودة على «فيسبوك» اسمها «اتقفشت»، أي تم كشفك، ورصدت المخالفات المرورية في الشارع بالصور وأرسلتها إليهم، كنوع من الإيجابية التي أراها واجبة على كل فرد يحب بلده ويتمنى أن يكون أفضل».

تعليم التصوير مجاناً...

حسام المناديلي وحازم خالد، صديقان مصوران مصريان في العشرينيات من عمريهما، تعلما التصوير على أيدي مصورين، عشقهما للصورة والجمال جعلهما يتطوعان لتعليم الفن ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أرض الواقع أيضاً.

يقول حازم: «نهدف إلى نشر الفن وحب مصر، ويرى الشباب وجميع الفئات العمرية التي تنضم إلينا مصر بعين الفن، على عكس ما كانوا يرونه من قبل، وذلك من طريق نشر ثقافة التصوير. فالمجتمع ما زال ينفر من فكرة المصور الفوتوغرافي ويراه فئة أقل، وغير متقبل توثيق الأحداث والذكريات، ورغم أن ثورة 25 يناير أحدثت تغييراً في نمط هذا التفكير، لكننا قررنا أن نقضي عليه نهائياً بنشر ثقافة التصوير الفوتوغرافي».

يتلقط منه حسام أطراف الحديث قائلاً: «بدأنا رحلة التطوع من طريق موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، وأنشأنا مجموعة وصفحة بعنوان «فوتون»، وعرضنا عليها فكرتنا بأننا مصوران متطوعان لتعليم التصوير عملاً بحديث الرسول (صلّى الله عليه وسلّم): «خيركم من تعلّم العلم وعلّمه»، فلاقت الفكرة رواجاً كبيراً بين الشباب، وباشرنا التعليم بوسائل مختلفة من أجل نشر فكرنا وهدفنا».

ويكمل:«تطوعنا لتعليم التصوير مجاناً وبأسلوب جديد مقترن بالخروج والترفيه الذي يفتقده كثير من الشباب. فكل يوم سبت من كل أسبوع نخرج إلى مكان أثري أو سياحي ونقدم إلى الشباب المنضمين درساً جديداً في التصوير، ونقيم ورش عمل ثم نتركهم إلى التطبيق العملي، وطوال أيام الأسبوع يبقى التواصل بيننا مستمراً «أونلاين».

تطوّر الخير

من الجانب النفسي، يؤكد الدكتور وائل أبو هندي، أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق، أن التطوع «أونلاين» تطور طبيعي مع التطور التكنولوجي، ويرجع زيادة الإقبال عليه والتفنن فيه بمختلف الطرق إلى أحوال الدولة غير المستقرة. فكثرة التظاهرات والإرهاب أدت إلى عدم رغبة الكثيرين في النزول إلى الشوارع، وبالتالي تبقى مواقع التواصل الاجتماعي هي المتنفس الأول لهم، ناهيك عن التكدّس المروري الذي يضيّع الكثير من الوقت، وهذا ما تغني عنه الأعمال الخيرية في العالم الافتراضي».

ويتابع: «العمل الخيري على الإنترنت يحقق هورمون السعادة نفسه لفاعله على أرض الواقع، لكن المأخذ الوحيد عليه أنه لا يختلف كثيراً عن الدور الذي يجب أن يؤديه أفراد المجتمع على أرض الواقع، على عكس أهل الغرب الذين استفادوا أكثر من هذه التجربة، فلا يحبسون أنفسهم خلف الجدران بدعوى ممارسة حياتهم الطبيعية على «السوشيل ميديا» كما هو الحال لدينا».

 ويتابع: «لكن هذا لا يحدّ من أهمية العمل الخيري على الإنترنت، فمنذ بداية ظهور الإنترنت وقبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والوطن العربي، أسست مع مجموعة من زملائي الأطباء النفسيين، مثل الدكتور أحمد عبدالله والدكتور محمد المهدي، مجموعة لتقديم الدعم النفسي للفلسطينيين أثناء حصار غزة، لذا أؤكد نجاعة التطوع الأونلاين مع أهمية الابتكار في الدعم».

إغاثة تكنولوجية

تؤكد الدكتورة زينب شاهين، أستاذة علم الاجتماع في الجامعة الأميركية، أن اونلاين» العمل التطوعي « نتاج طبيعي للثورة التكنولوجية التي نشهدها في هذا العصر.

وتتابع: «زادت أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد اندلاع ثورة 25 يناير، حيث كانت المحرك الأكبر للثورة وكانت أفضل وسائل التواصل بين الشباب، الذين لم يتلاقوا على أرض الواقع، كل ينقل أخباره، مما صنع لنا إعلام مواطن موازياً لإعلام الفضائيات المعتاد عليه، وبالتالي لم يعد من الصعب تقديم الخدمات الاجتماعية ومدّ يد العون إلى الآخرين من طريق الإنترنت».

وتؤكد: «يتميز العمل الاجتماعي، أو الخيري على مواقع التواصل، بأنه أسرع وأكثر انتشاراً من الصورة المعتاد عليها. فمن الممكن إنقاذ حالة إنسانية في بضع ساعات، بينما في الأوقات العادية قد تحتاج إلى أيام من التردّد على بعض مؤسسات المجتمع المدني. أما مبادرات التعليم فتأخذ انتشاراً وصدى أكبر بكثير».

وتشير الدكتورة زينب إلى أن مستقبل العمل الخيري سيكون مشرقاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يسعى العالم كله إلى ذلك، وخصوصاً في مجال الإغاثة الإنسانية، فقد أصبح من اليسير أن نتعرف على أماكن الكوارث الإنسانية من زلازل وفيضانات وقت حدوثها، وندرك حجم الكارثة والخسائر ونسبة المشردين وعدد البيوت المهدمة، وذلك يفيد في التخطيط الجيد لحملة الإغاثة لهذه المنطقة.