تعد حوادث النقل من أسوأ الكوارث التي يسقط فيها قتلى لا حول لهم فيما اقترف السائقون من أخطاء أو في غياب الصيانة أو في أسباب أخرى كالعوامل الطبيعية.
ومع تطور التكنولوجيا، أصبح لزاماً على الهيئات والحكومات استعمالها للحد من الكوارث وخصوصاً كوارث النقل على غرار حادثة خروج قطار "امتراك" عن مساره ما أسفر عن مقتل 8 ركاب وجرح أكثر من 200.
في العام 2008، أقر الكونغرس الأميركي بعض التشريعات التي تدخل التكنولوجيا ووسائلها إلى قطاع النقل للحفاظ على سلامة الأفراد والركاب. وكان جهاز التحكم بالسرعة للقطارات من أول الوسائل التي ألقي الضوء عليها في هذا السياق.
ويعتقد المسؤولون أن تركيب هذا الجهاز في القطارات، كان سيحول دون وقوع كارثة اصدام القطار في كاليفورنيا الذي أسفر عن وقوع 20 قتيلاً في العام 2008.
هذه التكنولوجيا التي تتحكم بسرعة القطار، كان من الممكن أن تساهم في تجنب هذه الحادثة عبر تخفيفها لسرعة القطار قبل الاصطدام.
اضافة لما سبق، سيساهم تركيب منصات الأبواب الأمنية (Platform screen doors) على القطارات وسككها، في الحؤول دون وقوع حوادث على سكة القطار، اذ تواجه شبكة قطارات نيويورك احدى أكثر الشبكات ازدحاماً في العالم، حوادث سقوط الركاب على سكة الحديد بشكل متزايد سنوياً. وستمنع هذه التكنولوجيا المستعملة في بعض مناطق آسيا واوروبا، في الحد من هذه الحوادث عبر تركيبها كفاصل بين القطار والمحطة.
هذه الابواب ليست كافية بحد ذاتها، اذ تستطيع ادارات سكك الحديد والقطارات تركيب أجهزة استشعار على السكة بهدف الكشف عن تواجد آليات أو أشخاص على هذه السكة، ما سيساهم في تخفيف الحوادث الناتجة عن اصطدام القطار بالسيارات أو الأشخاص، على غرار حادثة اصطدام قطار بسيارة في شمال الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل ركاب السيارة على الفور.
هذه التكنولوجيا ليست الوحيدة التي كان من الممكن أن تحول دون وقوع الكوارث وحوادث النقل، اذ يعتبر المختصون أن التحكم الذاتي بالطائرات كان سيحول دون وقوع بعض كوارث الطيران، على غرار حادثة تحطم الطائرة التابعة للخطوط الالمانية "جيرمان وينغ" في جبال الألب التي تسبب بها مساعد قائد الطائرة بهدف الانتحار.
ويعتقد الخبراء أن التحكم الآلي بالطائرة، وخصوصاً من الارض سيلغي الحوادث التي تتسبب بها الأخطاء البشرية.
العدد 1075 | أيار 2024
إشترك
