«خمس دقائق» عنوان المجموعة القصصية للكاتبة زينب عفيفي، الصادرة عن «الدار المصرية- اللبنانية»، وهي مجموعة تستدعي فيها الكاتبة لحظات الطفولة وتصوراتها الساذجة والعميقة في الوقت ذاته، إذ يكاد يكون الحنين إلى الطفولة هو المحرك الأساسي للقصص الـ19. فأبطالها دائماً يعودون إلى ماضيهم البعيد، يستحضرون تفاصيله البريئة ولحظاته المبهجة ليتغلبوا على حاضرهم المحبط وواقعهم القاسي.
وقد بدأت عفيفي المجموعة بإهداء إلى «الطفولة التي كانت... حكاياتنا التي لا تنشر، هي بعض منا، إن لم تكن نحن». وقبل قصصها، أيضاً، اقتبست عبارة ساراماغو: «هناك من يعتقد أن السنوات الأولى من حياتنا، سنوات البراءة، هي فترة نعيشها وننساها، وأنا أعتقد عكس ذلك تماماً».
ومن أجواء القصة التي تحمل عنوان المجموعة «خمس دقائق»: «كان وجودي داخل مدينة الأطفال محض مصادفة، وجدت نفسي فجأة محاطة بمجموعة من الوجوه النضرة، ضحكاتهم تصل إلى عنان السماء المرصّعة بالنجوم الصناعية، السحاب يسير خلف القمر كظل شفيف، طائرات ليست ورقية تحلّق في الفضاء الأسطوري، مدينة كاملة مصممة خصيصاً لهم، هم من يقومون بكل المهن المختلفة فيها، وحدهم يصنعون عالماً موازياً لعالمنا الرقمي المهموم بالحروب والكوارث، عالمهم تزيّنه الفرحة والضحكة والتعلم، أفسح الطريق لسيارة المطافئ تمر بجواري حاملة رجل المطافئ، تمثيلية مجسدة للصغار تشرح لهم دور رجال الإطفاء في مدينتهم الخيالية».