غادة عادل: أُفهم أبنائي أن انشغالي لن يستمر طويلاً

داليا عز الدين (القاهرة) 10 يونيو 2015

تنافس النجمة غادة عادل نجوم رمضان بمسلسلها الجديد «العهد»، الذي تخوض من خلاله تجربة جديدة تماماً عليها، وتقدم فيه شخصيتين وتشارك في بطولته مع عدد كبير من النجوم والنجمات. غادة تكشف لنا الكثير من أسرار هذا المسلسل، والصعوبات التي واجهتها فيه، وعلاقتها ببقية بطلاته، صبا مبارك وهنا شيحا وشيرين رضا وأروى جودة، وإن كانت اشترطت ترتيباً معيناً لاسمها بينهن، كما تتكلم أيضاً على موقفها من منافسة منة شلبي وغادة عبدالرازق ومي عز الدين، وتكشف لنا السبب الحقيقي لانسحابها من الجزء الثاني من «سرايا عابدين»، وحقيقة قرار زوجها منعها عنه بسبب بعض مشاهدها الجريئة مع قصي خولي في الجزء الأول، وتتحدث أيضاً عن غيابها عن السينما، والفيلم الذي تحلم به. وبعيداً من الفن والنجومية، تتكلم على أبنائها الخمسة، وأكثر ما يسعدها منهم، وحرصها على ألا تزعجهم شهرتها، كما تتطرق إلى علاقتها بالرياضة والموسيقى والسفر والموضة والماكياج.

-ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل «العهد»؟
أكثر ما أعجبني بالمسلسل هو عدم تشابهه مع أي مسلسل قُدّم من قبل، فهو يعتمد على الفانتازيا وغالبية شخصياته غريبة على المشاهدين المصري والعربي، فمثلاً هناك بعض الشخصيات التي تمتلك قوى خارقة للطبيعة، وأجسد من خلال العمل شخصيتين، إحداهما فتاة تدعى سحر، تمتلك قوة خارقة وهبها إياها الخالق، وتحاول أن تستغلها في محاربة الشر وإنقاذ البشر، وتعتبر من الشخصيات القليلة داخل أحداث المسلسل التي تتمتع بالخير والطيبة، وتحاول بشتى الطرق القضاء على الشر الذي ينتشر في الزمان والمكان الذي تدور فيه قصة العمل، والزمان والمكان غير معلومين لكل من يتابع المسلسل، لأن العمل يشبه إلى حد كبير الحكايات الأسطورية التي لا صلة لها بالواقع. أما الشخصية الأخرى، فلا أريد الخوض في تفاصيلها، لأنها ستكون مفاجأة للجمهور، وظهورها في العمل سيغير مسار الأحداث ويكشف العديد من الأسرار والمفاجآت.
-ألم تقلقي من عدم قدرة المشاهد على متابعة كل حلقات العمل وإصابته بالتشتت وعدم التركيز في الأحداث، خصوصاً أن المسلسل يعتمد على الغموض والتشويق؟
أعترف بأن المسلسل يضم أكثر من خط درامي، وكل شخصية تدور حولها قصة مهمة داخل الأحداث، كما أن المسلسل لا يعتمد على فكرة البطل الواحد، بل إن كل الشخصيات المشاركة في العمل تمثل البطولة داخل السياق الدرامي لها. ورغم ذلك، لم أقلق على الإطلاق من تشتت المشاهد أو إصابته بالملل أثناء متابعة المسلسل، بل أراهن على أن كل من شاهد الحلقة الأولى منه سيحرص على متابعة باقي حلقاته وبشكل يومي، لأن التشويق أو الغموض داخل العمل ليس بالشكل التقليدي المتعارف عليه في الأعمال الدرامية السابقة، ولا يتشابه مع المسلسلات التي قدمها مؤلف العمل محمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي في الأعوام الماضية، مثل «نيران صديقة» لمنة شلبي و «السبع وصايا» لرانيا يوسف، وإنما يختلف عنها بأنه يظهر وبوضوح كل التفاصيل وما من شيء غير مفهوم، ولكن الغموض يتركز في ما سيحدث في الحلقات المقبلة من مفاجآت، بالإضافة إلى أننا حرصنا على وضع مشاهد «الفلاش باك» لتذكير الجمهور بأهم الأحداث التي مرت في المسلسل، حتى يربط بينها وبين الحلقات الجديدة.
-هل النجاحات التي حصدها مخرج العمل ومؤلفه معاً في العامين الماضيين جعلتك مطمئنة إلى نجاح مسلسلك هذا العام؟
لا أستطيع القول إنني مطمئنة، رغم النجاح الضخم الذي حققاه من قبل في «نيران صديقة» العام قبل الماضي و«السبع وصايا» العام الماضي، لأن لكل عمل قصته المختلفة وظروفه التي ربما لا تتكرر، لكنني متفائلة بمسلسلي، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، لأن كل فريق العمل بذل مجهوداً كبيراً فيه، بدايةً من الإنتاج إلى المؤلف الذي حرص على تقديم شيء جديد لم يقدم من قبل، والمخرج الذي سعى إلى إخراج أفضل أداء من الممثلين وقدم صورة مميزة وجذابة، كما أنني على المستوى الشخصي كنت أتمنى العمل مع هذه المجموعة، سواء بالنسبة إلى الممثلين أو المخرج خالد مرعي والمؤلف محمد أمين راضي، ليس لنجاحهم في تجاربهم السابقة فقط، وإنما لأنني أرى أنهم يجتهدون في تقديم كل ما هو جديد، ويبتعدون عن التقليدية أو التكرار، فهم يتحدّون أنفسهم وينجحون كل مرة في إبهار المشاهد.
-ما هي الصعوبات التي واجهتها أثناء تجسيدك الشخصية؟
لأنني أجسد شخصيتين في العمل، فهذا يحتاج إلى مجهود أكبر للفصل بينهما وإظهار كل منهما بشكل وطريقة أداء مختلفين، بالإضافة إلى أن كل التفاصيل الخاصة بالشخصيتين تحتاج إلى تركيز كبير، خصوصاً أن العمل يدور في عصر غير معلوم، وهذا يتطلب ماكياجاً وملابس مختلفة عن تلك المتعارف عليها حالياً، حتى يقتنع المشاهد بأن هذه الشخصيات لم يرها من قبل وأنها لا تعيش معه في الوقت الحاضر، وقد حددنا ذلك في فترة التحضيرات وقبل بدء التصوير، ولذلك سيشاهدني الجمهور بشكل جديد لم أظهر به في أي عمل فني آخر. ورغم الإرهاق في فترة التصوير بسبب السفر المتكرر وتصوير العديد من المشاهد في عدد من المحافظات داخل مصر، إلا أنني لم أشعر بأي تعب، بل كنت سعيدة للغاية.
-وهل شخصيتك تشبه في الحقيقة شخصية سحر في المسلسل؟
هناك بعض الصفات المتقاربة بيننا، ومنها الصبر وقوة التحمل، والتعاطف مع من حولها ومحاولة مساعدته ضد كل شر، وهناك بعض المواقف التي تمر بها سحر داخل أحداث المسلسل، وأشعر أنني لو وضعت في مكانها فسأتصرف بالطريقة نفسها، ولكن في الوقت نفسه أحاول الفصل بين شخصيتي وشخصيتها أثناء التصوير، لأنها في النهاية لا بد من أن تكون لها تركيبتها وخصائصها التي تميزها حتى عني شخصياً.
-صفي لنا شكل العلاقة بينك وبين باقي الفنانات المشاركات في العمل، أمثال صبا مبارك وكندة علوش وشيرين رضا وهنا شيحة وأروى جودة وسلوى خطاب؟
أجمل شيء في المسلسل هو وجود هذا الكم من الفنانات بعمل فني واحد، وعلاقتي بهن جميعاً أكثر من جيدة، لأنهن يتمتعن بصفاء الشخصية ونقاء القلب، وكل منا تحرص على ظهور الأخرى بأفضل شكل، لأن نجاح أي منا يعني نجاحنا جميعاً. كما أن وجود مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات في المسلسل يمثل عامل جذب للجمهور لمتابعة العمل، لأنه سيجد أكثر من نجم محبب له، وأرى أن جميعهم لديهم شعبية ليس في مصر فقط، لكن على مستوى العالم العربي كله، وبالتأكيد يسعدني أن أعمل مع فنانين يملكون جماهيرية كبيرة، لأن ذلك يضيف لي وللعمل، كما أن أوقات التصوير كانت من أجمل اللحظات، لأننا كنا نتعامل معاً كإخوة وليس كزملاء... مثلاً كندة علوش تتميز بالطيبة والرقة وجمال الروح، كذلك صبا مبارك التي أعتبرها من أنقى الشخصيات التي قابلتها، أيضاً أعشق شخصية هنا شيحة التي تبعث السعادة والفرح في أي مكان توجد فيه، وشيرين رضا بقلبها الصافي وطيبتها الرائعة، وكذلك سلوى خطاب المتواضعة، رغم قدرها الكبير، تمتلك حناناً وحباً لا مثيل لهما لكل من حولها. أما أروى جودة فأعتبرها إنسانة جميلة من داخلها وخارجها، وهن جميعاً صديقاتي على المستوى الشخصي، وتوطدت العلاقات بيننا أكثر وأكثر بعد مشاركتنا في عمل فني واحد.
-هل وجود هذا الكم من الفنانات جعلك تشترطين معرفة ترتيب اسمك في مقدمة العمل؟
لم أفعل ذلك، ولا أفكر في الحديث عن ترتيب اسمي، لأنني بطبيعتي لم أشترط ذلك، ولا أرى أن من حق أي ممثل التدخل في هذا الأمر، لأنه يتعلق بالمخرج فقط. كما أنني أحترم كل من أعمل معهم وأثق بأنهم سيعطونني حقي على أكمل وجه، ولن يقللوا من شأني أو من مشواري الفني، ولم يصادف في أي وقت من الأوقات أن شعرت بالظلم أو التقليل من قدري الذي أستحقه، ولهذا لا أهتم بتلك الأمور.
-وكيف تقيِّمين المنافسة بينك وبين باقي النجمات اللواتي يدخلن بأعمال درامية هذا العام أمثال نيللي كريم ومنة شلبي وغادة عبدالرازق ومي عز الدين وداليا البحيري؟
أعتقد أن ذلك يتكرر في كل عام، بل أرى أن نسبة الأعمال الدرامية المعروضة هذا العام أقل بالنسبة إلى سنوات مضت، كما أن لكل فنانة جمهورها الذي يحرص على متابعة كل جديد لها، ومنذ بداياتي الفنية لا أنشغل بفكرة المنافسة وأضع كل تركيزي في الدور الذي أقدمه، وأتمنى للجميع النجاح والتوفيق في عمله، لأنني أعلم جيداً مدى الجهد الذي يبذل لخروج أي عمل فني إلى النور. وفي النهاية، العمل الجيد والمتكامل من النواحي كافة سيحقق النجاح، حتى لو عرض وسط مليون عمل فني آخر، لأن الجمهور الآن أصبح واعياً ويهتم كثيراً بالتفاصيل، سواء شكل الصورة أو الإضاءة أو الأداء التمثيلي، ودائماً أراهن على الجمهور ولا أفكر إلا بإرضائه فقط.
-وما رأيك في غياب النجوم الكبار عن الدراما الرمضانية هذا العام، أمثال يحيى الفخراني ونور الشريف ويسرا وليلى علوي وإلهام شاهين؟
غيابهم خسارة كبيرة للدراما التلفزيونية هذا العام، بل إنها خسارة لكل جمهورهم والوسط الفني الذي اعتاد على متابعة أعمالهم المتميزة كل عام، لكننا جميعاً ننتظرهم بمسلسلات في العام المقبل، وربما يكون هذا الغياب شيئاً إيجابياً ويجعل الجمهور يشتاق اليهم أكثر، وينتظرهم بلهفة كبيرة، وأظن أن غيابهم هذا غير مقصود أو متعمّد، بل جاء من طريق الصدفة، وأنهم لم يجدوا السيناريو الجيد الذي يقدمون به مسلسلاً جديداً، خصوصاً أن تاريخهم الفني وخبرتهم الضخمة تجعلهم لا يستطيعون الدخول في عمل فني لا يشعرون أنه على مستوى عالٍ من الجودة كعادة أعمالهم، بالإضافة إلى أن بعضهم تعرض لظروف خاصة.
-ما هي المسلسلات التي تحرصين على متابعتها؟
للأسف خلال السنوات الأخيرة لم تتح لي فرصة متابعة الأعمال الدرامية التي تقدم خلال الشهر الكريم، ليس لأنني أنشغل بتصوير أعمال فنية، بل لانشغالي ببعض الأمور الشخصية مع أسرتي، ودائماً أشفق على الجمهور لمتابعته هذا الكم الكبير من المسلسلات، خصوصاً أن الوقت في رمضان يكون ضيقاً للغاية، ولا يتسع لمشاهدة الأعمال الفنية الجديدة والقيام بالفرائض الدينية، لكن هذا العام سأحاول متابعة مسلسلي «العهد»، لأنني بطبيعتي أحب مشاهدة الأعمال التي تعتمد على الإثارة والتشويق، وإلى جانبه مسلسل آخر على الأرجح، لم أحدده حتى الآن، لأنني لست على دراية بكل المسلسلات.
-وما سبب تركك مسلسل «سرايا عابدين» وعدم استكمالك الجزء الثاني منه؟
كانت لديَّ ظروف خاصة منعتني من المشاركة في الجزء الثاني من المسلسل، إذ فوجئت بأن التصوير سيبدأ باكراً وبالتحديد بعد شهر رمضان الماضي، وكنت حينها لم آخذ هدنة، لأنني كنت انتهيت قبلها مباشرة من تصوير عمل فني آخر، ففضلت أن أعتذر عن الجزء الثاني حتى أستطيع أن آخذ قسطاً من الراحة، ألتفت فيه إلى أسرتي وحياتي الخاصة.
-لكن تردد أن زوجك المخرج مجدي الهواري هو من دفعك إلى الاعتذار عن استكمال العمل بسبب بعض مشاهدك الجريئة مع قصي خولي في الجزء الأول؟
لا أحب التحدث عن شائعات حاول البعض أن يروجها في تلك الفترة، بل إنني سعيدة للغاية لمشاركتي في الجزء الأول من العمل الذي يضم مجموعة كبيرة من النجوم من مختلف أنحاء الوطن العربي، والمسلسل يعتبر من أهم الأعمال الدرامية التي ظهرت أخيراً، وسأظل طوال حياتي أعتز بتلك التجربة التي صنعت لي شعبية ضخمة على مستوى العالم العربي كله، ولمست ذلك بنفسي عندما سافرت إلى عدد من الدول العربية ووجدت الجمهور في المناطق العامة يناديني باسم الشخصية التي كنت أجسدها «شمس»، بل فوجئت بأن بعضهم لم يكن يعرف اسمي الحقيقي وتعرَّف إليَّ للمرة الأولى من خلال دوري في المسلسل، ولهذا أفخر بهذا العمل ومشاركتي به.
-وما رأيك في أداء الفنانة ريم مصطفى التي حلّت بديلة منك في المسلسل؟
للأسف لم أستطع متابعته، لأن عرضه على الشاشة بدأ بعدما انشغلت بتصوير مسلسلي «العهد»، ولذلك لا أستطيع أن أقول رأيي.
-وما سبب غيابك عن السينما لأكثر من عامين؟
منذ آخر أفلامي «على جثتي» مع أحمد حلمي لم أقدم أفلاماً جديدة، لأنني لم أجد المشروع الجيد الذي يعيدني مرة أخرى، وهناك بعض الأعمال التي وافقت عليها، لكنني توقفت بعدها لأسباب وظروف مختلفة، وهناك مشروع سينمائي جديد نحضر له حالياً ولا أريد الكشف عن تفاصيله حتى يكتمل، ومن المفترض البدء في تصويره بعد عيد الفطر، ومشتاقة كثيراً للعودة إلى السينما، لأن حبي لها لا ينتهي، وهي السبب الرئيسي في شهرتي وجماهيريتي، ولا أستطيع الاستغناء عنها، لأنها هي التي تصنع تاريخ الفنان.
-وما الأفلام التي حرصت على مشاهدتها أخيراً؟
لم أشاهد أفلاماً منذ فترة بحكم انشغالي، سواء بتصوير أعمالي الفنية الجديدة أو في حياتي الخاصة، لكن آخر الأفلام التي حرصت على مشاهدتها «الجزيرة 2»، وأعجبت كثيراً بأداء كل من شاركوا فيه، وعلى رأسهم أحمد السقا وهند صبري وخالد صالح رحمه الله، كما استمتعت بفيلم «الفيل الأزرق» الذي أجاد فيه كريم عبدالعزيز ونيللي كريم وخالد الصاوي، وأرى أنه من أهم الأفلام التي عرضت أخيراً.
-هل تشعرين بأنك وصلت إلى النجاح والنجومية اللذين تحلمين بهما؟
ربما يندهش البعض عندما أعلن أنني لا أحسب تلك المسألة على الإطلاق ولا أفكر فيها، ويكفيني أنني سعيدة بما حققته حتى الآن، وراضية عنه تماماً، ليس على المستوى المهني فقط، لكن على المستوى الشخصي أيضاً، وأسعد بكل عمل فني جديد أقدمه، لأنني أعشق مهنتي وأجد المتعة من خلالها، وأعتقد أن هذا هو سر النجاح الحقيقي الذي يأتي بحب الجمهور والشعبية الكبيرة.
-ما هي أمنياتك الفنية في الفترة المقبلة؟
أتمنى أن أشارك في فيلم سينمائي يضم مجموعة من النجوم والنجمات، أمثال منى زكي ومنّة شلبي وهند صبري وياسمين عبدالعزيز وأحمد حلمي وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد عز وغيرهم من نجوم هذا الجيل. وبالنسبة إلي، البطولات الجماعية من أفضل تجاربي الفنية التي أعتز بها، وأرى أنها تصنع أعمالاً ذات قيمة كبيرة وترسخ في ذاكرة الجمهور لأعوام طويلة، لذا أحلم بأن أحقق ذلك في الفترة المقبلة، رغم صعوبته لأنه يحتاج إلى سيناريو مميز جداً وإنتاج ضخم للغاية، وهذه العوامل لا تتوافر كثيراً.
-كيف تستطيعين التوفيق بين عملك وتربية أبنائك؟
السعادة بالنسبة إلي تتمثل في وجود أكثر من شيء مهم في حياتي أحرص عليه وأهتم به، وأول تلك الأشياء منزلي وزوجي وأبنائي وعملي، فأحاول قدر الإمكان التوفيق بينهم والتوازن حتى لا يتأثر أي منهم بسبب الآخر. ففي أوقات عملي، أنشغل بعض الشيء عنهم، لكن بمجرد الانتهاء من التصوير أتفرغ لهم تماماً ولا شيء في الوجود يمكن أن يشغلني عن اللحظات التي أعيشها معهم، وأكثر ما يفرحني عندما أجد أولادي الخمسة فخورين بي وسعداء بنجاحي ويهنئونني على أي عمل فني جديد أقدمه، ويحرصون على متابعته وإبداء رأيهم فيه، وأهتم بمعرفة آرائهم، وآخذ بها في كثير من الأحيان، لأنها تنبع من القلب بعيداً من المجاملة.
-ألا يغضب أبناؤك أحياناً من شهرتك وعدم قدرتك على الوجود بصفة مستمرة في الأماكن العامة؟
لا أسمح لشهرتي بأن تزعجهم، حتى لا يملوا منها ويظنوا أنها عائق لهم حيال بعض الأشياء، فأذهب معهم إلى الكثير من الأماكن العامة، خصوصاً أنهم يفرحون كثيراً عندما يشعرون بحب الناس لي ورغبتهم في التحدث إلي والتقاط الصور التذكارية، وأحياناً يعلّقون على انشغالي في فترات عملي، لكنني أُفهمهم أن ذلك لن يستمر طويلاً، وأنني لا بد من أن أعمل حتى يظلوا فخورين بي دائماً، وأجدهم يتفهمون ذلك ويبدأون في مراعاته.
-وهل تأخذين آراءهم في أي عمل جديد يعرض عليك؟
غالباً آخذ رأي زوجي مجدي الهواري، لأنه يمتلك خبرة في مجال الفن ولديه دراية بالأعمال الجيدة التي تضيف إلي. أما أولادي، فما زالوا لا يستطيعون تقييم الأعمال الفنية، بل يقولون لي آراءهم بعد مشاهدتها بحكم أنهم جزء من الجمهور الذي يشاهد العمل.
-ومن منهم الأقرب في صفاته إليك؟
ابني الأكبر محمد يشبهني في الكثير من الصفات، أما ابني الأصغر حمزة فيذكّرني بطفولتي، ومعظم التعليقات والانتقادات التي يتلقاها من والده كنت أفعلها وأنا صغيرة، لكن أرى أن أبنائي جميعهم أقرب إلى زوجي مجدي الهواري في الصفات الشخصية أكثر مني، وهذا الشيء يسعدني، لأن مجدي طيب وحنون ويحمل العديد من الصفات الرائعة.
-ما أغرب موقف حدث لك مع المعجبين؟
أحياناً أكون في بعض الأماكن مع أولادي وأجد بعض المعجبين يطلبون أن يلتقطوا الصور التذكارية معهم، وهم لا يرحّبون بذلك، لأنهم لا يفضلون الأضواء، وأندهش كثيراً لذلك، لأنهم ليسوا من المشاهير، فلماذا يطلب أحد التصوير معهم، لكنني أقابل الموقف بالضحك.
-من النجوم الذين تتمنين العمل معهم؟
تعاونت مع غالبية نجوم جيلي، لكنْ هناك فنانون أتمنى تكرار التجربة معهم، أمثال أحمد حلمي الذي جمعني به العديد من التجارب الجيدة التي حقّقنا من خلالها نجاحاً كبيراً. أيضاً كريم عبدالعزيز بعدما تعاونّا معاً في فيلم «الباشا تلميذ»، ويسألني جمهوري عن أسباب عدم تكرار التجربة معه رغم النجاح الكبير الذي حصدناه وقتها، وكذلك أحمد السقا لأن أعمالنا لها مذاق خاص بالنسبة إلي، وأحمد عز من النجوم الذين أعتز بالتعاون معهم وكان من أهم أعمالنا فيلم «ملاكي إسكندرية»، وحتى الآن أجد من يحب مشاهدته... ومن الشخصيات التي أسعد بالعمل معها، هاني رمزي وشريف منير وأتمنى أن يجمعنا عمل فني قريباً.
-خضتِ من قبل تجربة تقديم البرامج التلفزيونية وكان آخرها برنامج «أنا واللي بحبه»، ألا تفكرين في تكرار التجربة؟
التجربة بالنسبة إلي صعبة للغاية، وعشت ضغطاً نفسياً كبيراً خلالها، خصوصاً أنني بطبيعتي لست من الشخصيات التي تعشق الحوار ولست متمكنة من إدارته، وبصراحة تعبت كثيراً في تجربة الجلوس على كرسي المذيعة أكثر من التمثيل، ما يجعلني أرى أن من الصعب تكرارها، إلا إذا وصلتني فكرة جديدة مميزة جذبتني كثيراً، عندها يمكن أن أعود إلى البرامج من جديد، لكن هذا لم يتحقق حتى الآن.
-هل تحبين السفر؟
أعشق السفر إلى المناطق الساحلية أو الأماكن التي يوجد فيها بحر، فمتعتي الحقيقية أعيشها أمام البحر، خصوصاً عندما أتابع غروب الشمس أو شروقها، ومن الأماكن المحببة إلى قلبي الغردقة وشرم الشيخ، وأستغل فرصة إجازتي وأسافر إليهما لأقضي فترة من الراحة والاستجمام، وعادة أبقى هناك أسبوعين على الأقل. أيضاً أحب السفر خارج مصر، خصوصاً الأماكن التي أجد فيها بعض الأصدقاء أو الأقارب مثل لندن.
-ما آخر كتاب قرأته؟
أعشق القراءة، لكن يمكن أن أبتعد عنها لبعض الوقت بحكم انشغا  لي، وأعود إليها في أوقات فراغي، وآخر كتاب قرأته بعنوان «قواعد العشق الأربعون» للكاتبة أليف شافاق، واستمتعت به كثيراً.
-وما هي الرياضة المفضلة لك؟
 أحرص على الذهاب إلى «الجيم» باستمرار حتى أحافظ على رشاقتي، وهذه هي تقريباً الرياضة الوحيدة التي أمارسها في حياتي، لأنني طوال الوقت أجلس في المنزل أو أصور أعمالي الفنية، ولا أذهب إلى النادي مثلاً للمشاركة في رياضة معينة.
-هل تحبين سماع الموسيقى؟
أحب سماع الموسيقى الشرقية والغربية، لكنني أميل أكثر إلى الأغاني العربية، والأغاني ترتبط بحالاتي النفسية، مثلاً أحب أحياناً سماع الأغاني القديمة لأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب، خصوصاً في أوقات الراحة والاستجمام. أما في باقي الأوقات فأستمع إلى أغاني جميع المطربين، ولا توجد استثناءات أو أسماء معينة، ومنهم محمد منير وعمرو دياب وأنغام وشيرين عبدالوهاب وتامر حسني وآمال ماهر وأصالة.

غادة والموضة
تحرص غادة عادل دائماً على متابعة خطوط الموضة والأزياء، وتهتم بمعرفة كل جديد فيها، لكنها تعترف بأنها لا تسير على كل خطوط الموضة العالمية، بل تختار منها ما يناسب شكلها وشخصيتها، ولا توجد دولة معينة تحرص على أن تشتري منها ملابسها، وتذهب عادة للتسوق داخل مصر.

ماكياج اضطراري
تحب غادة عادل استخدام الألوان البسيطة في ماكياجها، ولا تميل إلى الألوان الصادمة مثل الأحمر الداكن، كما أنها لا تضع الماكياج بشكل دائم في حياتها الشخصية، بل تهرب منه قدر الإمكان حتى تريح بشرتها منه، خصوصاً أنها تضطر لاستخدامه في أوقات التصوير التي تستمر لفترات طويلة، وتجد أن الجمال الطبيعي مبهر أكثر من المصنوع بالماكياج، لذا لا تحرص على استخدامه في حياتها الطبيعية.

إجازة في أميركا
عملها لم ينسها أنها زوجة وأم، فرغم انشغالها بتصوير مسلسلها الجديد، حرصت على أخذ إجازة خاصة للسفر إلى أميركا مع أولادها وقضاء بعض الوقت معهم، فكانت كما أكدت لنا واحدة من أجمل إجازاتها، ثم عادت بعدها لاستكمال تصوير مشاهدها في العمل.

CREDITS

إعداد: فرح السيد

تصوير : بتول الدعاوي

شعر: عاشور

مكياج : سهى خوري