مساجد آسيا الوسطى روح الإسلام متجسّدة في روائع المعمار

مساجد,آسيا الوسطى,الإسلام,روائع المعمار

21 يونيو 2015

سمرقند، أستانا، غروزني، فلاديكافكاز وموسكو... عواصم بلدان تشغل المخيّلة بروايات تحكي قصص الفاتحين المسلمين عبر التاريخ وما تركوه من روائع معمارية، ولا سيّما مساجد تصدح من مآذنها عبارة «الله وأكبر ... حي على الصلاة حي على الفلاح»، ويتضرع تحت سقفها وبين جدرانها مصلّون بقوا أوفياء للدين الذي اختاره أجدادهم وآباؤهم يسجدون خشوعًا وطاعة لله.


مسجد بيبي - خانم في سمرقند في أوزبكستان
بعد حملته على الهند عام 1399، قرّر تيمورلنك بناء مسجد ضخم في عاصمته الجديدة، سمرقند. ووفقًا لسفير إسبانيا في سمرقند بين عامي 1403 و 1405 «روي غونزاليس دي كلافيجو»، فإن تيمورلنك جلب 90 فيلاً سخّرها لحمل الأحجار الكريمة التي استولى عليها خلال غزوه للهند والتي استعملها في بناء مسجد سمرقند، الذي أطلق عليه اسم زوجته بيبي - خانم.
استغرق بناء المسجد خمس سنوات بين عامي 1399 و 1404. وبعد انتهاء عهد تيمورلنك، هجر المسجد، وأُهمل، فانهارت بعض أجزائه على مرّ العصور، والسبب يعود إلى أنها بنيت بسرعة قياسية. وعندما تعرّضت سمرقند لزلزال عام 1897 انهار جزء كبير من المسجد.
ومع ذلك، بدأت الحكومة الأوزبكية عام 1974 إعادة بناء المسجد الحالي الذي هو فعليًا مبنى جديد، يبلغ ارتفاع قبته 40 مترًا، فيما طول الأسوار الخارجية 167 مترًا وعرضها 109 أمتار. أما طول مدخله فيبلغ 35 مترًا تتوسط فناءه الخارجي منصة قرآن من الرخام.

مسجد النور في أستانا عاصمة كازاخستان
يقع مسجد النور في مدينة أستانا عاصمة كازاخستان. وهو ثاني أكبر مسجد في كازاخستان وآسيا الوسطى. يبلغ ارتفاع جدرانه 40 مترًا، ويرمز هذا الارتفاع إلى عمر النبي محمد (صلّى الله عليه وسلّم) عندما تلقى الوحي، فيما يبلغ ارتفاع مآذنه الأربع 63 مترًا ويرمز هذا الارتفاع إلى سن النبي عند وفاته.
يقع مسجد النور على ضفة النهر اليسرى في مدينة أستانا، بدأ بناؤه في آذار/ مارس عام 2005. وكان هدية أمير قطر (حينها) حمد بن خليفة آل ثاني لكازاخستان بالاتفاق مع الرئيس نور سلطان نزارباييف. يستوعب بهو المسجد الداخلي 5000 مصلٍ، فيما يستوعب فناؤه الخارجي 2000 مصلٍ.
يتميز المسجد بهندسته المعمارية الحديثة، وقد طُليت قبابه ومآذنه باللون الذهبي وجدرانه بالأبيض، واستعمل فيه الزجاج والغرانيت.

مسجد كول شريف في قازان في جمهورية تتارستان الفيدرالية في روسيا
هو أحد المساجد الأكثر إثارة للإعجاب في العالم. في منتصف القرن السادس عشر، غزا الجيش الروسي، بقيادة إيفان غروزني مدينة قازان، عاصمة قازان خانات الإسلامية، وكانت هذه الغزوة الثالثة للمدينة.
ووفقًا لرواية أولى، استولت قوات إيفان غروزني على «قازان كاب»، وهو تاج خانات قازان، من قازان الى موسكو. ووفقًا لرواية ثانية، فإن الخانات صنعوا هذا التاج من المجوهرات النفيسة وأهدوه للقيصر.
استوحى المهندسون المعماريون لمسجد كول شريف كازان، هندسته المعمارية، من شكل «قازان كاب» أو تاج قازان المسلوب، وقد شيّد في المكان نفسه للمئذنة الأسطورية، التي دمرها إيفان غروزني خلال غزواته.
سمّي المسجد بكول شريف نسبة إلى كول شريف وهو إمام ورجل دين ومرشد ديني لخانات قازان وشاعر، قتل أثناء معركة مع الجيش الروسي. إضافة إلى المسجد الذي أعيد افتتاحه عام 2005 للاحتفال بالذكرى الـ 1000 لمدينة قازان، وقد شاركت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة السعوية في إعادة البناء.
وهو واحد من المساجد الأكثر إثارة للإعجاب في العالم، وفقًا لموقع هافينغتون بوست الإلكتروني. يتألف المسجد من قبة وأربع مآذن، دمجت بين نمط الفولغا والتتار المعماري وعصر النهضة والعثماني، فغلفت بالسيرميك الأزرق واستراحت على جدران من الرخام الأبيض.
أما النوافذ فجاءت من الزجاج الملون. طغت على هندسته الداخلية الزخارف، وزيّنت الجدران بالآيات القرآنية. يمكن المسجد استيعاب 1500 مصلٍ، في حين يمكن الساحة المجاورة استيعاب أكثر من عشرة آلاف مصلٍ. إضافة إلى المسجد، هناك متحف إسلامي ودار نشر ومكتب إمام.

المسجد الأزرق في سان بطرسبورغ
تأسس مسجد سانت بطرسبورغ عام 1910 تكريمًا لأمير بخارى، وانضمام آسيا الوسطى إلى روسيا. جاء موقع المسجد رمزيًا، فهو يقع قبالة قلعة بطرس وبولس، في وسط المدينة. وأعطى الإذن لشراء الأرض التي يقوم عليها المسجد، الإمبراطور نقولا الثاني في بيترهوف يوم 3 تموز/يوليو 1907 احترامًا للمسلمين الذين يعيشون في بطرسبورغ والذين كان عددهم 8000 نسمة.
ثم وافقت اللجنة على المشروع من جانب المهندس المعماري نيكولاي فاسيليف، والمهندس Krichinsky، وقدم واجهة المبنى من خلال الجمع بين كل من الحلي الشرقية والموزاييك الأزرق الفيروزي.
يضم المسجد مئذنتين يصل ارتفاعهما إلى 49 مترًا، فيما يبلغ ارتفاع القبة 39 مترًا. تكاد تكون قبة مسجد سان بطرسبورغ نسخة طبق الأصل عن ضريح غور أمير في سمرقند حيث رماد تيمورلنك، فاتح آسيا الوسطى.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة