كريمة الصقلي: أتمسك بالأصالة كي لا نستسلم لموجة الأغاني «السوقية»

كريمة الصقلي,الفنانين,التكافل الاجتماعي,البرامج

فاطمة عاشور - الرباط 27 يونيو 2015

تألقت الفنانة كريمة الصقلي أخيراً في إحياء حفل خيري يعود ريعه الى مساعدة المحتاجين، على مسرح محمد الخامس في الرباط، بتقديمها باقة من أغاني الراحلتين، أسمهان وأم كلثوم، بالإضافة الى بعض الأغاني الصوفية، المدرسة التي انطلقت منها تلقائياً... عن هذه الفعالية وأمور أخرى كان لنا معها هذا الحوار.


- لقد أحييتِ أخيراً حفلاً خيرياً على مسرح محمد الخامس في الرباط، وقدمت أغاني لأسمهان وأم كلثوم، ماذا تشكل هذه الاسماء الطربية بالنسبة اليك؟
هذا الحفل تميّز بأداء الأغاني الطربية الكلاسيكية، بالإضافة الى بعض الأعمال الصوفية. إنه عشق ومدرسة وحنين ومتعة، والأهم تكريم للأعمال الجادة والخالدة في مدرسة الغناء العربي. لا أسعى الى التميز، بل أجتهد في تقديم كل ما أشعر به من خلال عمل أرضي به نفسي أولاً، والجمهور ثانياً، لأنني اعتبره شريكاً فعلياً في الإبداع، ويستحق مني الاخلاص والصدق والوفاء. فالصوت الحسن نعمة إلهية، لا بد من صقلها واختيار ما يناسبها.

- تم اختياركِ لتكوني عرّابة عدد من الجمعيات، سواء داخل المغرب أو خارجه، الى أي حد ينجح الفنان في إيصال رسالة التضامن والتكافل الاجتماعي؟
إنه لشرف كبير لي أن أحمل مسؤولية التعامل التلقائي كمواطنة وكفنانة أيضاً. وكما نعلم، فالفنان أو الرياضي يبادل الناس المحبة والتقدير بعد مسيرته الغنية بالعطاء، لتنطلق رسالة التضامن والتكافل الاجتماعي ما بيننا. لذا فليس غريباً أن يكون الفنان في طليعة أي عمل اجتماعي وحقوقي.  

- تسعين دائماً إلى تحديث الأغنية المغربية من خلال إضفاء لمسات فنية جديدة عليها، في ظل انتشار اغنية يصفها البعض بـ «السوقية»، ما سبب الترويج لمثل هذه الاعمال؟
اذا استسلمنا الى هذه الموجة السوقية، أظن أننا سنستهلك الفن بطريقة صناعية كما نُبعد التذوق الفني أيضاً. ولهذا أسعى مع بعض الفنانين للحفاظ على الألوان الأصيلة في الغناء والموسيقى، وأحرص أيضاً على تربية أكاديمية مع الانفتاح الثقافي.

- هل تتابعين البرامج العربية والاجنبية لاكتشاف الاصوات، وكيف تقيّمين مشاركة الشباب المغاربة في هذه البرامج، خاصة وقد أظهرت لنا اصواتاً مميزة أمثال دنيا باطما ومراد بوريقي وسلمى رشيد وغيرهم؟
أسعد دائماً وأفخر بهذه الأصوات المغربية الرائعة والناجحة في هذه البرامج العربية وغيرها... كذلك الاستثمار في الانتاج. وما يثلج صدري انهم مغاربة مهما كانت لغة الغناء.

- لكِ أعمال مشتركة مع الفنانين زياد الرحباني ومارسيل خليفة، متى يتم الإعلان عنها؟
منذ سنوات عدة، طُرح مشروع تسجيل مع زياد الرحباني وقد خضعنا لتمارين وأنجزنا تسجيلات في الاستوديو في بيروت، لكن الامر يتطلب حضوري الدائم في لبنان ومساندة شركة الانتاج. كذلك الامر بالنسبة الى التعامل مع مارسيل خليفة في مشروع عالمي يحمل لغة الموسيقى التي هي لغة الشعوب، وطموحنا هو توزيع بعض الأعمال الفنية العربية على الموسيقى العالمية، والاشتغال على أنماط عدة وأعمال جديدة من ألحانه، وبعض الأعمال من أشعار محمود درويش، لكننا لم نجد بعد المؤسسة التي تتولّى الإنتاج بكل متطلباته المادية الضرورية.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
انتهيت أخيراً من تسجيل عمل «ليلى»، وهو غناء صوفي في العشق الإلهي وأتمنى أن يدخل قلوب الناس، وهو بتوزيع جديد لمولاي رشيد الرجراجي، ومن ألحان سعيد الشرايبي. «ليلى».